|
من النقب إلى قلب الجحيم
كايد أبوالطيف
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 19:45
المحور:
المجتمع المدني
"يعود تميز القدرة لدى النظم العسكرية إلى المعرفة الواسعة والمعلومات الدقيقة (المعلومات الإستخبارية على سبيل المثال). لما يتوفر لدى القادة من عناصر القوة البشرية والمادية والجغرافية وربط كل عنصر من هذه العناصر، بفعل واضح ومحدد، ومفهوم ليس لدى القادة وحدهم بل لدى القادة الميدانيين وأفراد القوة الذين ترسم لهم الخطط الاستراتيجية أدوارهم الفردية منها والجماعية. ثم وكنتيجة لهذه المعرفة الشاملة والدقيقة، يتمكن القادة من وع البدائل، وتوقع المفاجآت غير المحسوبة حساباً دقيقاً في خططهم وتكون هذه الخطط محكمة الروابط لكافة عناصرها وعواملها، تترابط كلها بأنظمة العسكرية الإدارية والتنفيذية. وما تحقيق النصر، أو الإنتكاس بخسارة المعركة، إلا ناتج لتفاوت القدرة الاستراتيجية لدى القادة العسكريين الذين يديرون المعركة والى طريقة تفكيرهم المستمر في تقييم أحداثها ومراقبتهم الحثيثة لمجريات المعركة بكافة تفاصيلها"(التعددية والتنوع: د.سمير عميش)
يرتبع النقب على عرش التهميش المستمر بدون منازع على كافة الأطر الثلاثة: سياسياً، ودينياً، وتنموياً. محاولاً خلال هذه المداخلة، الوصول للقدر الكافي في طرح الألم كما هو الذي من شأنه فتح باب النقاش المداخلات في تنوع وجهات النظر التي لا ترجع بالاساس للوصول الى كلمات فيها طابع الخمول والاستكانة، والحديث بالشفافية التامة حول هذه المسلمات، التي تتحول مع مرور الوقت الى قدس الأقداس من المثلث النقباوي المتجمد الذي لا يسمح لنا كمواطنين في إبداء الرأي حوله مهما كنا مؤيدين أو دون ذلك، بحطام الكم الهائل من مغلفات الألعاب النارية المحتفية هذه الأيام بالزوال القريب بلا رجعة للعام الحالي مستقبلين عاماً جديداً بكل ما للأمل والفرحة والتعاسة الكامنة بين أظافره التي تتسخ عاما بعد عام من براثن التجارب الصارخة لدولاب السنين المتحرك ثانية تجر أختاها لطي أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب في ميادين هذه الكرة التي تأبى لنفسها الا الاستمرار وهي واحدة من ضروب عشيرة درب التبانة المليك الحصري لشبكة كواكب هذه المجرة. مبتدأين من الدين على أمل أن تكون السير في خطاه يسيرة.
أمجاد وأجياد
هي حقبة منيرة في فضاء الحضارة الاسلامية منقطعة النظير، الأندلس، قصر الحمراء والمكتبة الحديثة تعج بألذ وأطيب المذاقات اللذيذة لأمجاد أسلافنا و..نقطة سطر جديد. بابك يا نقب العفة والطهارة والدين موصدة بوابته الأشد أهمية من باقي الأبواب الفقهية التي تبتدأ بالوضوء منتهية بالمسح على الجبيرة، ومسائل العبادات من فقة الصلاة والصوم والزكاة والحج لا تعد ولا تحصى خاصة وهذا الباب الفرعي من الإجتهاد الذي أصبح البوابة الرئيسية يجب أن نتذكر على الدوام انه البوابة الفرعية. والدور الجميل الذي يقوم به الشباب في النقب واسع ولهم منا كل التقدير والاحترام الاكملان الاتمان وما تقوم به الاطر الاسلامية في هذا المجال لهو مفخرة وعزة وفي نفس زفير النفس العزيز هذا وقبل ان اسحب شهيق جديد أطرح سؤال: ماذا عن باب الاجتهاد في التفسير القرآني ومسائل العقيدة المركبة التي حيرت أساطين الفكر الإسلامي من تللك الحقبة المنيرة سماؤنا كما أرواحنا ونفوسنا الى يومنا هذا، لا يخفى على أحد أن الحيرة وصلت إلى العلامة الشوكاني كما الكثيرون غيره من الصادقين والمقلدين له. مستذكرين على الدوام أن لحوم العلماء مسمومة ومن يقترب اليها بسوء لا يجوز له بعدها مسائلة الطبيب سبب اعيائه، بداية من أبونا آدم الى العلماء الإغريقين والآراميين والفينيقيين إلى أرسطو وابن خلدون وكيركغر وادوارد سعيد وصولاً الى طارق سويدان.
حالة الجمود الإجتهادي العاصفة بالنقب لم يكن بمنئا عنها محمد بن علي بن محمد الشوكاني، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن، التوفى عام 1834 ميلادي، الذي كان من المنتقدين للشيخ ابن عربي بل والمكفرين له فرجع عن قوله في آخر حياته، فقال رداً على سؤال وجّه له بخصوص الحلاج وابن عربي: «فأجبت عن هذا السؤال برسالة في كراريس سميتها "الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد" وكان تحرير هذا الجواب في عنفوان الشباب وأنا الآن أتوقف في حال هؤلاء وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفاً لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام». حيث قال العلامة حسين بن محمد السبعي في ترجمة الشوكاني، هو الإمام العلامة الرباني والسهيل الطالع من القطر اليماني إمام الأئمة ومفتي الأمة بحر العلوم وشمس الفهوم سند المجتهدين الحفاظ فارس المعاني والألفاظ فريد العصر، نادرة الدهر شيخ الإسلام وقدوة الأنام علامة الزمان ترجمان الحديث والقرآن. علم الزهاد أوحد العباد، قامع المبتدعين آخر المجتهدين، رأس الموحدين تابع المتبعين صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها قاضي قضاة أهل السنة والجماعة. شيخ الرواية والسماعة، عالي الإسناد السابق في ميدان الاجتهاد على الأكابر الأمجاد المطلع على حقائق الشريعة ومواردها العارف بغوامضها ومقاصدها الشيخ محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني. بمعنى انه اذا ما بقينا كما نحن اليوم فكيف سيتم تقريب ابناءنا الى الدين في حالة لا نملك من بحر علمه الا الفقهيات الاولى من العبادات في حركات الركوع والقيام والسجود، اهذا هو الدين الذي تمتعض لوجهنا كل صبح ومساء ترك الابناء لفربضة الصلاة. الدين في حلته الحالية لا يواكب مجريات العصر ولا التفسير القراني الا فيما ندر.
سؤال الدعاة عن نفور الشباب من الدين يجب أن يرد بنفس السؤال الموجه اليهم ليسائلهم ماذا قدمتم لخدمة هذا الدين، تربينا حقاً وتصديقاً على قول الخليفة العادل عمر بن الخطاب عندما قال رضي الله عنه: "كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". السؤال هنا كيف لنا استنهاض روح العزة ونركن لإجتهادات كبيرة وضخمة فعلا هي كالقائمين عليها لكنها من ايام ليست من ايامنا، هي فترة كانت! منذ تللك الحقبة المنيرة وجداننا وما يفصلنا عنها هي سنوات كبيرة وطويــــــــــــــــــــــــــــــلة ومتغيرات حياتنا وكل ما النا اليه مغاير، السكون للأمجاد دون العمل الجاد والإجتهاد لا يمكن أن يستمر، ونحن على أعتاب سنة ثانية من قرن هو فيه عزتنا وكرامتنا التي تستعاد روحها بفضل بناتها وأبنائها الأوفياء، تنتهي الى هنا المداخلة، لتكون القادمة في سياسة النقب!
#كايد_أبوالطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في حضرة الآنسة أرض
-
1112
-
إبني ولا تهتم، هذه أرضك يا عم!
-
صفيرمياهو لذيذ
-
النقب: جمعة مباركة
-
أريد إخفاء (إن أمكن) أي نزاع!!
-
لدي حلم وسأحققه، جونيور!!
-
غزة بين قنبلتين وقبلة
-
6 أكتوبر
-
مخطط برافر: مؤسسات المجتمع المدني العربية ودورها في التصدي!
-
أكتب باللحمة
-
القهوة، خميس وهي
-
فتحة
-
رهط على صفيح ساخن!!
المزيد.....
-
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايد
...
-
متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا
...
-
فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
-
ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي
...
-
السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر
...
-
هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به
-
مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
-
اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|