أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية الدينية والثقافية والهوياتية ....















المزيد.....


الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية الدينية والثقافية والهوياتية ....


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 19:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الإنتفاضات الديمقراطية التي شملت جميع أنحاء شمال إفريقيا والشرق الأوسط ,كانت من إحدى الإفرازات الأساسية والجذرية لإفلاس وإنهيارالأنظمة التبعية الاستبدادية كنموذج تم فرضه على المنطقة بعد الحصول على الاستقلالات الشكلية من الاستعمار الإنكليزي والفرنسي والأوربي بشكل عام . هذا النموذج الفاسد والمتناقض مع مصالح الشعوب وحقيقة التاريخ ووقائع المنطقة, حولت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الى سجن واسع و مفتوح ,داس على كرامة المجتمعات وشرف الإنسان وخلق حالة من الإنهيار المعنوي والأخلاقي واستولى على كل الخيرات والموارد المادية وفرض سياسة التفقير والتجويع والتخويف على الشعوب بشكل لم يسبق له مثيل حتى بات الإنسان الشرق أوسطي والشمال إفريقي يبيع شرفه وكرامته وهويته في سبيل الوصول الى لقمة خبز يسد بها جوعه ,كما خلق حالة من الأنقسام والعداء والحقد فيما بين أبناء هذه المنطقة بدعم مباشر أوغير مباشر من النظام العالمي الامبريالي الأحتكاري المهيمن ، وهوما أدى الى ظهور حالة من الركود والفقر والمرض والتخلف والهجرة الجماعية للعقول والسواعد لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنطقة . وعلى أثر ذلك انتشرت البطالة والبغاء والتفسخ الأخلاقي في الحياة الأجتماعية ,كما تعمق التعصب القومي والديني والمذهبي والعشائري والعائلي في الحياة الثقافية والروحية لدى شعوب المنطقة .

لقد حولت هذه الأنظمة الشمولية سواء منها العميلة للإمبريالية أو القومجية العنصرية المتمثلة في البعث السوري والعراقي و الطورانية التركية والنجاتية الفارسية في إيران,.. هذه المنطقة الى صحراء مقفرة وجافة خالية من الحياة والحركة . على الرغم من الخلافات والصدامات فيما بين أقطابها , إلا إنهم كانو متفقين في فرض العبودية والقمع والمذابح على رقاب شعوب المنطقة . كما إن الخلافات والصدامات فيما بين هذا النموذج والنظام العالمي الأحتكاري ,لم تمنع في يوم من الأيام وقوف النظام الى جانب أبنائه المدللين (هذه الأنظمة) ضد إرادة الشعوب وآمالها في الحرية والديمقراطية ....لإن هذا النموذج كان ومازال الحارس الأمين لمصالح هذا النظام الأحتكاري المهيمن . على الرغم من أن جميع شعوب المنطقة عانت من القمع والمذابح والعبودية على يد هذه الأنظمة ...,

وكما هو معلوم فإن الكثير من أطراف المعارضة في المنطقة لا تملك برنامجا واضحا للدمقرطة والتحرر بعد إفلاس نظام الحزب الواحد واللغة الواحدة والثقافة القومية الواحدة المتمثلة في الطرح القومجي العروبي . وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام عملية التغيير الديموقراطي على الرغم من روح المقاومة التي تبديها في مواجهة سياسة القمع والإستبداد ....

وهدا ما جعل لتيار الإسلامي المعارض - بإيعاز ودعم أمريكي - يكون له دور كبير في تحريف مسار الإنتفاضات الشعبية الني تسعى إلى تعميق الجوهرالديمقراطي وإعطائها طابعا سلميا وتقدميا وديمقراطيا حقيقيا بدلا من الشعارات الأصولية الرجعية المتخلفة .

فصعود حزب النهضة في تونس واكتساح الاخوان المسلمين لانتخابات مصر وسيطرة تيار مصطفى عبد الجليل في ليبيا يوحي بدون شك إلى حجم التدخل الخارجي في شؤون الإنتفاضات لتحريفها من مسارها الصحيح وضمان عدم إعطاء حصول أي تغيير جذري في بنية الأنظمة السياسية وبالتالي عدم إعطاء فرصة لتغيير الدساتيربصيغتها الديمقراطية التي تعترف بالوجود العربي والغير عربي لشعوب المنطقة ... .

ولمواجهة كل الإحتمالات يتوجب على الحركات الديمقراطية الوطنية وكل التيارات اليسارية والشيوعية والجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني وكل قوى التحرر أن تتمسك في برامجها الثورية بالمطالب الشرعية والمشروعة وعلى رأسها مطلب الدستورالديموقراطي شكلا ومضمونا ضمن إطار الدولة الديمقراطية وعلى ارضية ديمقراطية تضمن حقوق كل الشعوب والقوميات والأقليات والعقائد الدينية المختلفة مثل الأقباط والأمازيغ والأكراد و السريان و الآشور و الأرمن والنوبيين وكل المكونات الأخرى في مجتمعات المنطقة . لذا فإن التمسك بالرموز والألوان و الثقافات المتعددة والتعبير عنها في المظاهرات هو من أبسط الحقوق الديمقراطية للشعوب المتعايشة ضمن إطار الوطن المشترك .

إن جوهر الديمقراطية يعني الإعتراف بالحقوق المشروعة والعادلة للقوميات و الأقليات المتعددة في المنطقة ، أي قبول الآخر كما هو بلونه وثقافته و لغته ودينه وعرقه وهويته .... وبدون الإعتراف بهذا المبدأ لا يمكن بناء نظام سياسي ديمقراطي ووطن ديمقراطي ودستور ديمقراطي ولا يمكن الحديث عن التغييرفي النظام السياسي القائم على الأحادية وإقصاء الآخر . ومن هذا المنطلق فإن الثائرين والمنتفضين الذين يدافعون عن شعار إسقاط الأنظمة والفساد والاستبداد .... ولا يعترفون بالتعددية و التنوع ووجود القوميات المختلفة ، فإنهم لا يختلفون عن الأنظمة الشمولية الاستبدادية المنهارة منها والحالية من الناحية الجوهرية ولو كانوا ينادون بالتغيير والإصلاح ... . لأن هؤلاء لا يعترفون بمبدأ التعددية و الديموقراطية وقبول الأخر وبالتالي يريدون إجراء تغييرات سطحية في البنيات السياسية للأنظمة دون المساس بالجوهر.... ومثل هذه الذهنية لاتختلف عن ذهنية الأنظمة الحالية المتمثلة في الثقافة الواحدة و اللغة الواحدة و الهوية الواحدة و الأحادية في النظرة .... . هذه الفكرة الضيقة والقومجية هي التي أوصلت دول المنطقة إلى هذه الحالة التي نعيشها , فكيف لها أن تكون بديلا !؟ إذا كانت هده تفرض مفهوم الأمة العربية على جميع مكونات مجتمعات المنطقة ، فإن مفهوم الأمة الإسلامية العربية لا يشكل بديلا عنها , لأن كلا المفهومين يرفضان قبول الآخر ويمثلان نفس الذهنية الأحادية و الشوفينية ....

إن الحل الديمقراطي يفرض نفسه كبديل في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية الحاسمة التي تمر فيها المنطقة المغاربية والشرق أوسطية . هذا الحل يتجسد في بناء أوطان وطنية و ديمقراطية وشعبية على قاعدة مفهوم المواطنة الحرة والحريات الأساسية و الإعتراف الدستوري بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والبيئية المشروعة لجميع مكونات هذه الشعوب .. . وبدون هذا الحل سوف تنحرف الإنتفاضات والثورات عن مسارها التغييري وقد تفتح الطريق أمام تدخلات خارجية وصراعات دموية تحول البلدن إلى ساحات و ميادين للمناوشات والصراعات والاضطرابات التي لا تخدم التطور الديمقراطي ومصالح الشعوب ....



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبريالية الأمريكية والإرهاب
- حركة 20 فبراير قوية بمناضليها ... وليس بالشوائب الملتصقة بها ...
- ثورات المنطقة بين التحرر وهواجس الشعوب من الانقضاض الامبريال ...
- الثورة الثقافية المصرية على شاكلة الثورة الثقافية الصينية ، ...
- الفلسفة في يومها العالمي
- الشيوعية والنزعة الإنسانية العالية
- رسالة إلى السيد عفيف الأخضر ردا على رسالته لأردوغان
- آلية التبعية ... والاستعمار الدكي ... وضرورة الخلاص ....
- الفساد مصدره وعلاجه : الدولة
- هواجس الشعوب من حطف ثوراتها
- الإمبريالية الأمريكية بين خطابها الحقوقي الكادب وجرائمها الح ...
- بلاغ لجنة المتابعة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واستمرار الانتهاكات على المسنو ...
- المنهج الماركسي والآفاق المفتوحة
- المخزن المغربي والرأسمالية الطفيلية وصيرورة التأسيس والتطور
- المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن
- شعوبنا والحاجة لعزة النفس
- طوفان نوح والتفسير العلمي
- معيرة الطبقات الاجتماعية
- الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية الدينية والثقافية والهوياتية ....