|
يوميات سائق تاكسي في المانيا
بدل فقير حجي
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 15:51
المحور:
سيرة ذاتية
منذ اكثر من ثمانية سنوات مضت وانا اعمل فيها بصفة سائق تاكسي في المانيا و بالتحديد في مدينة أولدنبورك و التي هي مركز لأحدى المحافظات الثلاث التابعة لولاية نيدرزاكسن و مركز عاصمتها هي هانوفر ، تقع اولدنبورك في الشمال الغربي من المانيا و على مقربة من الحدود الهولندية. الام و أبنها في عيد ليلة الميلاد بينما كانت الثلوج تتساقط بغزارة في ليلة عيد الميلاد اتصل بي هاتفيا صديقي و زميلي في نفس شركة التاكسي التي اعمل فيها وذكر لي بانه قبل قليل نقل زبونين شابين من مقبرة ايفرستن الى دار سكناهم وبعد استفساره عن ماكانا يفعلانه في ذلك الجو المثلج في تلك المقبرة اجاب احدهم ان امه قد ماتت قبل بضعة اسابيع ووارت الثرى هناك وانها كانت تكره الثلج و لذلك توجه مع صديقه الى قبرها ليزيح ويزيل عنه الثلج. الام وأبنتها في عيد ليلة الميلاد في احدى ليالي الميلاد استلمت طلبية من المركز ، ذهبت لنقل احدى الزبونات الى المكان الذي تنويه ، و الناس في تلك الليلة عادة ما يحملون معهم الهدايا و يزورون عوائلهم و اقاربهم ومن ليس له احد يقوم بزيارة احد اصدقائه، زبونتي كانت سيدة تبدو في العقد الخامس من عمرها ، بيدها كانت تحمل سلة مليئة بالهدايا و الشموع ، استفسرت منها عن العنوان التي تبتغيه ،اجابت المقبرة الفلانية ، كنت فضوليا بعض الشيء وسالتها عن سبب زيارتها ، اجابت بحرقة انها تحمل هدايا عيد الميلاد لقبر صغيرتها الحلوة التي فقدتها في احدى الحوادث قبل بضع سنين. عيد الميلاد والدين و الاسرة عيد الميلاد بالاصل هو ميلاد ميثرا اله الشمس ثم احتوته المسيحية لاحقا و اعتبرته ميلادا للمسيح و بالرغم ان الاكثرية الساحقة من سكان المجتمعات الغربية و التي كانت تعتبر مجتمعات مسيحية عقيدة و سلوكا و منهجا ، اضحت الان هي الرائدة لحمل الفكر المادي الالحادي على الاقل كافراد ولأسباب فلسفية علمية تأريخية كثيرة وكتحصيل حاصل لأفرازات و تأثيرات طبيعة المجتمع الرأسمالي باتت اللبنة الاساسية لبناء المجتمع الا و هي الاسرة التقليدية في طريقها الى التفكيك و اذا كان الدين افيونا للشعوب و سلاحا تسلحت به البرجوازية حسب فلسفة ووصف المعسكر الاشتراكي الشيوعي ، فأنه يسجل للتقليد و الطقس الديني دوره الايجابي في توطيد و تقوية الاواصر التي تربط ابناء الاسرة مع بعضها على الاقل في ليلة واحدة من السنة الا و هي ليلة عيد الميلاد. السيد شابوني الانسان السيد شابوني الزبون الدائمي لشركتنا ، كان موظفا بل على الاصح مستخدما في احدى شركات التأمين ، احال نفسه على التقاعد المبكر مبررا ذلك بعدم قدرته على المواصلة في مواكبة التطور و التغيير المستمر في برامج الكومبيوتر ، يقول بأختصار عالمي هو ليس الكومبيوتر. مرة نقلته الى احدى المقابر ، زار فيها قبر اخاه و قام بسقي الورود المزروعة حوله ، مرة اخرى و في نهاية جو عاصف نقلته الى مقبرة ثانية ، سألته الا يرقد الموتى من اسرتك في المقبرة الاخرى ؟ اجاب فقط اخي كونه ليس من اتباع الكنيسة الكاثوليكية بل البروستانتية ، اما والدي و زوجته الثانية فأنهما يرقدان هنا و والدتي دفنت في مدينة اخرى ، سألته لماذا في هذا الجو الغير اعتيادي تزور قبورهم ؟ اجاب علمت بكل تأكيد بأن العاصفة قد اتلفت و الحقت اضرارا كبيرة بالورود و النباتات المزروعة حول القبور لذلك اسرعت الى هنا لمعالجتها بقدر الامكان ، و قال : القبور كلها مهمة و لها قدسيتها و لكن قبر زوجة والدي هو اهمها ، لأنها كانت تحبني جدا. لقاء اصدقاء و زملاء المرحلة الاعدادية و الجامعية بين الحين و الاخر نلتقي ببعض الزبائن ممن كانوا في شبابهم يسكنون اولدنبورك و تخرجوا من مدارسها و جامعتها و يقيمون الان في مدن اخرى بعيدة في داخل المانيا او حتى في دول الجوار يأتون الى اولدنبورك لقضاء يوم او يومين مع اصدقائهم و زملائهم القدامى وقد يغيب البعض من اللقاء و يحضره في مرات اخرى و يكون حينها اخرين غائبين عن اللقاء و هكذا قد لايلتقي بعضهم بعضا لفترات طويلة ، لقاء اصدقاء وزملاء مرحلة الدراسة الاعدادية و الجامعية هذا التقليد الجميل و الرائع موجود في اوربا و يجري ممارسته بين المجاميع بعد حين و اخر ، بالطبع بعد ان يقوم البعض منهم بتنظيمه و الاعداد له ، اخر مرة نقلت بروفيسورا كان قادما من مدينة جنوبية وكان في السبعين من عمره ، قال: البعض من الاصدقاء التقي بهم بأنتظام و انا على اتصال مستمر بهم و لكن البعض الاخر من الزملاء لا التقي بهم و ليس لدي اي اتصال معهم بل اصدقائي لهم اتصال معهم وذكر بأنه قد التقى اليوم ببعضهم بعد خمسة و عشرون عاما من فراقهم لأخر مرة ، ومن ثم كان من بين الحضور ممن لم يتعرف عليهم لأنه اخر لقاء بينهم كان في سنة التخرج من الاعدادية اي قبل خمسين عاما.قال : المشاعر كانت غريبة و مثيرة و جياشة يسأل الواحد منا الاخر من انت فيعرف كل واحد منا نفسه و هكذا نتذكر بعضنا البعض. اتمنى ان يتم نشر و ممارسة هذا التقليد الجميل في الشرق ايضا ، ربما يتحقق من خلاله اشياء كثيرة مفيدة للجميع. المرأة مشكلتنا مع المرأة في التاكسي انا لست من المدافعين عن المرأة و حقوقها فقط ، بل اقدسها ايضا خاصة اذا كانت جميلة الروح و الفكر ، و اذا ما اضيف اليهما جمال المظهر و الشكل ايضا فحينها تكون الهة حقيقية و جب بناء معابد خاصة بها و اقامة شعائر و طقوس التبجيل و التقديس لها ، الانثى بالفعل هي الاصل ، الم نخلق كلنا من هذه الارض الام العظيمة الجميلة؟ اذا وريثتها المرأة ايضا جميلة و عظيمة. قد تكون المرأة اضعف من الرجل من حيث البنية الجسمية و بعض انواع عضلاتها ، لكنها اقوى منه بكثير في مجالات و نواحي اخرى عديدة جدا . عطفها ، حنانها ، حبها ، صبرها ، عطائها ، عزة نفسها ، لطفها، اناقتها ، تضحيتها، نظافتها ، ذوقها، اخيرا و ليس اخرا جمالها. الغريب في عالم الحيوان ان الذكر هو الاجمل مظهرا و شكلا من الانثى و على عكسه في عالم الانسان فالانثى هي الاجمل . تركيب ومكونات حليب رضيع الانثى افضل واحسن من مكونات قرينه حليب رضيع الذكر في نفس الام ، و هذا ما اكده العلماء حديثا و ماعرفه السومريون قديما و لذلك كان حليب رضيع الانثى يستخدم لمعالجة رمد العيون قديما و الى فترات متأخرة (المعلومة هذه من لقاء مع احد اساتذة علم الاجتماع في احدى القنوات الفضائية العراقية ، للاسف لا اتذكر اسميهما). حينما تكون زبونتي سيدة او انسة اشعر براحة نفسية و امان ، و يزداد الامان اكثر عند وجود انسة مع مجموعة من الصبيان الاشقياء بعض الشيء كونها مصدر امتصاص الخشونة و انبعاث اللطافة و الرقة و العطف من حولها . هنالك رأي يقول ان للرجل قدرات فكرية و ذهنية اقوى مما لدى المرأة ، و لكن الرأي الاخر يخالف الاول و يقول لا فرق بينهما خاصة اذا ما عاش الاثنان في نفس الظروف و الاجواء من دون تفرقة و تمييز و تفضيل لأحدهما على الاخر . لكن وجب هنا قول الحقيقة و هي ان لدى المرأة مشكلة فعلية في التمييز بين اليسار و اليمين ، و هنا اقصد اللحظة و الوهلة الاولى من تفكيرها للنطق بأسم احد الاتجاهين ، الاذكياء منهن يفكرن قليلا و من ثم ينطقن بالاسم الصحيح للاتجاه و ذلك حماية لأنفسهن من هجوم و سخرية الرجال ، و الاخريات يقعن في الخطأ و يشعرن بمشكلتهن هذه و بذلك يحاولن الدفاع عنهن من هجوم الذكور المرافقين لهن ، وذلك بتقديم تبريرات و تفسيرات شتى خوفا مما كان يتحين و يتربص له الرجال من الفرص للاستهزاء بعقليتهن ، و لكن و للاسف التبريرات تلك غير مجدية و لاتسعف مواقفها كون المشكلة متجذرة في تفكيرهن و غدت عاهة تعاني منها المرأة ، بالتأكيد لايمكن تعميم الموضوع على الكل و لكن اكثر من نصفهن تشملهن المشكلة . قبل فترة اتصلت مع احدى الاعلاميات العراقيات و شرحت لها الموضوع ، بكل جرأة وتواضع اجابت والله انا شخصيا لدي مشكلة كبيرة في التمييز بين اليسار و اليمين و لم اكن اعلم ان المشكلة موجودة لدى الاخريات ، بل كنت أظن انها عاهة او خلل فكري و نفسي موجود عندي فقط . الانطباع السائد عن سواق التاكسي مثلما هو في الشرق فأن سمعة سواق التاكسي في الغرب ايضا رديئة وسيئة ، الانطباع هذا من ناحية هو ظلم و اجحاف بحق الطيبين منهم ، و من ناحية اخرى فالناس على حق في رأيها و نظرتها و تقييمها بصدد الموضوع و ذلك لكثرة الشياطين بين صفوف الممتهنين لسياقة التاكسي و خاصة الاجانب . السيدات الالمانيات بصورة خاصة و الاوربيات بصورة عامة يقلن ، انتم الرجال الاجانب الشرقين تكذبون دائما ، تقولون اما اننا غير متزوجين او مطلقين ، في الحقيقة كلكم متزوجين واقل واحد منكم لديه خمسة اطفال و لكنكم تريدون اقامة علاقات من اجل الجنس فقط. الغجر و التاكسي بعض المعلومات التي سأذكرها عن الغجر لم استقيها من بطون الكتب او من صفحات الانترنيت ، بل هي منقولة مباشرة من افواه زبائني في التاكسي من الغجر و الغجريات انفسهم. جذورهم و اصولهم تعود الى بلاد السند في الهند القديمة و بسبب طبيعة مهنتهم و ربما لظروف و اسباب اخرى تتعلق بالمعيشة رحلوا عنها و انتشروا في بقاع شتى من العالم و مضى على تواجدهم في اوربا اكثر من سبعمائة سنة و هم يعدون الان بالملايين و لهم ملك في رومانيا و ينقسمون الى قسمين سندي و الروم . لازال الغجرين محتفظين بعاداتهم و تقاليدهم و ثقافتهم القديمة و اهمها 1.اللغة 2.الزواج الداخلي. 3.الرجال ملزمين بأطلاق و تربية الشوارب. 4.النساء ملزمات بأرتداء الفساتين و التنورات ويحرم عليهن ارتداء البنطلون . 5.أكل لحم الحصان حرام. 6.مهنتا الطبيب و القابلة محرمتان. 7.الاكثرية الساحقة منهم لايزالوا يمارسون السرقة بشتى انواعها ، و بالنتيجة فأن الاكثرية الساحقة منهم ارباب سوابق و لديهم ملفات سيئة لدى السلطات و المحاكم ، بل ان جلهم قد قضوا فترات مختلفة من حياتهم وراء القضبان ، هذا ماروته لي احدى السيدات الغجريات ، و اضافت ان اباءنا و امهاتنا كانوا يعلموننا السرقة ، اما انا فلدي ثلاثة اطفال سوف لن اعلمهم ذلك السلوك المهين و السيء . في البدء شعرت بطمأنينة من تلك السيدة بسبب كلامها الواقعي و الصريح ، و ما ان اوصلتها الى باب الدار حتى بدأت مشكلتي معها كونها لم تكن تملك المال لدفع اجرة التاكسي ، لذلك وضعت خاتمها عندي كرهينة أو تأمين لحين دفع مبلغ الاجرة في اليوم التالي . كثيرة هي المرات التي تواجهنا مشاكل من هذا النوع مع الزبائن عامة و الغجر خاصة و التي قد تستدعي طلب الشرطة او بعض الزملاء بغية الضغط عليهم لدفع الاجرة ممن لديهم المال ، او تقديم شكوى ضد من ليس لديهم المال ، و كثيرة هي الاجهزة الكهربائية و الالكترونية او الساعات او الهواتف التي يأخذها سواق التاكسي من اولئك الذين لايملكون المال مقابل مبالغ الاجور المتربة عليهم دفعها ، و بالطبع يردون تلك الاشياء الى اصحابها في حالة حصولهم على اجورهم في الايام اللاحقة ، و أذا تعذر ذلك فأن السواق يضطرون الى الاحتفاض بها لأنفسهم . اضافة الى لغة الام فأن الغجر يتقنون لغة البلد الذي يقيمون فيه ، التغير او الشيء الرئيسي الذي طرأ على حياتهم هو اعتناقهم للمسيحية الكاثوليكية بدلا عن ديانتهم القديمة سواء اكانت هندوسية ام بوذية ام غيرها. اكثرية طبائع الغجر شرقية و عشائرية ، تتعالى اصواتهم على بعضهم ومع غيرهم ، تعاملهم مرهق و مزعج جدا في التاكسي ، يحاسبون السائق دائما عن الاجور و اسعار التكلفة بالرغم من معرفتهم ان الامور كلها تجري ضمن اللوائح و القوانين .في نهاية الاسبوع او في مناسبات خاصة يقيم الغجر حفلات سهر عائلية مع بعضهم و يصطحبون معهم الاطفال ايضا ، يستدعون التاكسي فيحضر السائق في الوقت و المكان المحددين و لكن المشكلة ان عددهم عادة مايكون اكثر من المقاعد المسموحة ، او ان بحوزتهم اطفال رضع لايسمح بنقلهم الا مع المقاعد الخاصة بهم ، الامهات عادة يمتلكن تلك المقاعد و يستخدمونها في العربات الخاصة بالاطفال ، او يمكن جلب تلك المقاعد من مركز ادارة التاكسي في حالة طلبها من قبل الزبون . اكثرية الامهات الغجريات يريدون التنقل مع اطفالهن من غير تلك المقاعد الخاصة ، و بالطبع فأن العقوبات شديدة و صارمة للسائق في كلتا الحالتين اللتين ذكرناهم . قال لي احد الشباب الغجر بعد ان عرف انني كوردي، نحن اولاد عم كون الكورد و الغجر هما الشعبان الوحيدان في العالم اللذان لايملكان وطنا خاصا بهما ، ثم قال لي : ان لا ارحم الالمان لأنهم ابادونا في الحرب العالمية الثانية ، اذ حرق هتلرنصف مليون غجري ، تماما مثلما حرق ستة ملايين من اليهود ، يقيم الغجر حفلات في الفنادق او الحانات الخاصة و يحضرها اقاربهم و معارفهم من المدن الاخرى احيانا ، و اخيرا اليكم معلومة اخرى عن الغجر اقتبستها من احدى صفحات الانترنيت و نصها هو الاتي. ووما يذكر أنه قد تردد الحديث في الستينات عن إنشاء دولة مستقلة للغجر ، وقد تدخلت الأمم المتحدة في الموضوع … ولكن لم يسفر عن أية نتيجة . والسبب الذي أعطى عن ذلك ، هو أن عشرات الألوف من الغجر عارضوا هذا المشروع. لماذا عارض هؤلاء؟ يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال تعد من الأسرار التي يحتفظ بها الغجر بشدة. ولكن ما يعرف بالتأكيد ، هو أن الغجر يعتبرون أنفسهم: «أبناء الرياح … الشعب المختار». يقول مثل غجري: «إذا قطعت غجرياً إلى عشرة أقسام، فلا تظن أنك قتلته. وإنما أنت في الحقيقة قد صنعت منه عشرة غجريين .». حياة سائق التاكسي الجوانب الايجابية 1.الاستقلالية و الحرية النسبية. 2.للسائق الوقت الكافي للمطالعة و الكتابة . 3.يمكن للسائق سماع الموسيقى و الاغاني و الاخبار من خلال الراديو و المسجل بصورة مستمرة . 4.يمكن للسائق استخدام الكومبيوتر المتنقل او التلفويون ذو الشاشة الصغيرة . 5.للسائق الوقت الكافي لآجراء مكالمات تلفونية بالموباييل. 6.يمكن للسائق الاستمتاع و التلذذ بوجبات الاكل و تناول القهوة و الشاي و المشروبات الغازية ، سواء في البيت او في مطاعم الوجبات السريعة او مركز التاكسي و مواقفه. 7.يمكن للسائق الاحتفاظ بأناقته و شياكته وملابسه النظيفة . 8.يمكن للسائق اقامة علاقات عامة مع فئات مختلفة من الناس. 9.سائق التاكسي عادة مايحصل على مكافأة نقدية بسيطة من اكثرية الزبائن (بخشيش) او حتى هدايا اخرى متواضعة (قطعة شوكولاته، قنينة كولا، كوب قهوة او شاي، سندويج، لعبة بسيطة، قلم ، قنينة كحول من الشراب ، تفاحة ) و قد تتجاوز الهدية الى قبلة حارة في الخد من قبل سيدة او فتاة جميلة و حتى بحضور زوجها او صديقها ، بالطبع في الحالات التي يكون فيها الاثنان منتشيان و في حالة تامة من الانشراح و الانبساط و الراحة الروحية و النفسية و اذا ماكان السائق محترما و مؤدبا وملتزما من كافة النواحي . روى لي احد الزملاء من سواق التاكسي و هو عراقي يعمل في مدينة اخرى ، قال حصل معي حالة كهذه ، اذ كانت الساعة حوالي الثالثة ليلا و كانت زبونتي سيدة جميلة بادرت الى تقبيل خدي تعبيرا عن شعورها الانساني فلم اتمالك نفسي و قمت بتقبيل فمها بعمق و بحرارة و لكنها اصيبت بالدهشة و الصدمة جراء سلوكي و تصرفي الغير محترم و الغير حضاري ، انا نادم كثيرا جدا على مابدى مني في تلك الليلة . 10.للسائق دراية و اطلاع شبه كامل على المعالم و الشوارع و الدوائر و الاماكن المهمة في المدينة التي يقيم و يعمل فيها. 11.يمكن للسائق الحصول على معلومات و اخبار متنوعة من خلال الزبائن. 12.نتيجة الممارسة المستمرة للسياقة تنشط و تزداد عملية التركيز لدى سائق التاكسي. 13.سياقة التاكسي هي مهنة كباقي المهن يمكن الارتزاق من خلالها. 14.يكتسب سائق التاكسي خبرة ومعرفة كبيرة في مجال الافكار و السلوكيات المتنوعة للانسان و ذلك من خلال تعامله اليومي المستمر و المباشر مع شرائح و طبقات و فئات و نماذج مختلفة من البشر و بقومياته واديانه و اثنياته وجنسياته المختلفة و من كلا الجنسين . الجوانب السلبية الصحة. كون السائق يقضي ساعات طويلة في الجلوس لذلك فهو يعاني من . 1.الام و مشاكل كبيرة في العمود الفقري و الركبتين . 2.مشاكل السمنة و ازدياد الوزن مع زيادة ملحوظة في حجم البطن و بعكسها انتقاص وانكماش و تسطح مؤخرة السائق. 3.الارهاق و الاجهاد و الضغط النفسي و خاصة لدى السائق الذي يعمل في الوجبة الليلية كون النوم غير صحي و غير مفيد مثلما هو عليه في الليل ، جدير بالذكر ان السياقة في الليل اسهل و اريح و تتسم بالانسيابية كون حركة المرور فيها اقل بكثير من ما هو عليه في النهار ، بل الشوارع شبه خالية و فارغة من السيارات كما ان الكثير من الاشارات المرورية الضوئية تطفأ اثناء الليل. 4.السائق يعاني من الجو الملوث بالغازات السامة الصادرة من عوادم محركات السيارات و خاصة في الشتاء كون المحركات تبقى مفتوحة و التاكسيات تقف واحدة تلوى الاخرى في طوابير طويلة ، فيتم استنشاق الكثير من تلك الغازات الملوثة و التي لها تأثيرات كبيرة جدا على مجمل اجهزة و اعضاء الجسم . 5.السائق متعرض دائما لخطورة القتل و الاعتداء و السطو من قبل المجرمين و اللصوص ، أو الاهانة و الشتم من قبل اصحاب السلوك العدائي و الاستفزازي ،و لايسمح للسائق بحمل السلاح سواء كان مسدسا ذات العيارات و الاطلاقات النارية الحية او سكينا كبيرا ، بعضهم يحمل المسدسات الغازية او الهراوات ، لكن الفائدة تبقى دائما قليلة و لاجدوى من مقاومة المجرمين ، بل الحل الامثل هو ترك التاكسي و حقيبة النقود للمجرم أن رضي هو بذلك . على سبيل المثال قام شاب الماني قبل عامين بقتل احد السواق الالمان المساكين في اولدنبورك ، و بعدها بيومين قام نفس المجرم بمحاولة قتل احدى السائقات في منطقة دلمنهورست و طعنها بالكثير من ضربات السكين و لكن الحظ حالفها و نجت بنفسها الى اقرب المستشفيات و بقيت على قيد الحياة ، شب الرعب و الهلع في ذلك الاسبوع بين صفوف و نفوس سواق التاكسي الا ان تم رؤيته من قبل احد معارفه في محطة قطارات مدينة بريمن و الذي ابلغ بدوره الشرطة بمكان تواجده و القي القبض عليه ومن ثم محاكمته . بين فترة و اخرى اسمع خبر وفاة السائق الفلاني او اصابته بجلطة او سكته قلبية او دماغية ، في رأيي ان ذلك كله هي نتائج عرضية للاثار السلبية لمهنة سياقة التاكسي. مرة شاهدت سيدة جميلة جالسة في مركز التاكسي لشركتنا ، الزملاء القدامى كانوا يتحدثون معها بحرارة و احترام ، سألت الزملاء من هذه السيدة؟ اجابوا انها زميلتنا كانت تعمل سابقا في شركتنا و تعمل الان في شركة اخرى ، بعدها بأيام سمعت نبأ وفاتها ، تأسفت كثيرا ، ليتني لم اراها في تلك الساعة . اتأسف لوفاة اي زميل اعرفه او شاهدته ، لكن كان لموت الزميل بيرند ذلك الالماني ذو الستين سنة تقريبا وقعا و تأثيرا كبيرا علي شخصيا و ذلك بسبب طبيعة وطريقة اسلوبه و سلوكه و تعامله الانساني و الاخلاقي مع الزملاء الاخرين ، كان يرتدي دائما قبعة معلق في اعلاها علم لمملكة كندا ، اجمل احاديثه كانت عن تلك الايام التي قضاها في الخدمة العسكرية مع زملائه الكنديين في قطعات جيش الناتو في المانيا وتحديدا في قواعد بطاريات الصواريخ الموجهه ضد دول حلف الوارشو ، ظل سنين يتحدث فيها الينا عن الرحلة التي ينوي القيام بها عبر البحر و المحيط الى كندا لزيارة اصدقائه القدامى ، سافر بيرند ولكن ليس الى مملكة كندا بل في رحلة ابدية الى مملكة الموت. 6.كون سائق التاكسي يتواجد لساعات طويلة في الطرقات و الاماكن المختلفة لذلك فهو متعرض للحوادث المرورية اكثر من غيره. 7.سائق التاكسي معرض لمحاولات التحرش الجنسي سواء كان من قبل السيدات او من قبل مثلي الجنس . 8.سائق التاكسي معرض لخطر الامراض المعدية بسبب نقله للمرضى من الدور و المستشفيات ، و كذلك بسبب نقله للزبائن القادمين من مدن و دول اخرى و الذين قد يحملون معهم فايروسات لأمراض معدية. الزميل الكوميدي و السارق هوسائق من تركيا ، شخصية كوميدية هزلية ، يقلد الكل و بأتقان ، يتحول مركز التاكسي بوجوده احيانا الى مايشبه اجواء العروض المسرحية الكوميدية لفنانين كبار في الكوميديا، له مقالب و طرائف و غرائب مثيرة جدا مع الزبائن ، سنسرد منها واحدة فقط ، يقول الزميل في زمن العملة الالمانية المارك كان زبوني في احدى الايام رجل ثري يملك ثلاثة مطاعم في المدينة ، و كان الرجل في حالة سكر ، دخلنا احدى البارات التي تتواجد فيها بائعات الهوى ، طلب الزبون من سيدة الخدمة تقديم قنينة بيكولا الباهضة الثمن الى كل بائعة هوى تعمل في البار على حسابه و كذلك تقديم قنينة كوكا كولا الى سائق التاكسي و لكن شرط ان يدفع هو بنفسه اي السائق ثمنها ، و هكذا الى ان ابذر و اسرف مبلغ الف مارك و من ثم اخرج الورقة الثانية من فئة الالف مارك و ابذر منها ايضا مبلغ ستين ماركا و بقي تسعمائة و اربعون ماركا في جيب قميصه ،بعدها خرجنا من البار و بمجرد جلوسه في التاكسي دخل في نوم عميق و بدأ بالشخير ، الباقي من النقود كان نصفه داخلا في الجيب و النصف الاخر كان ظاهرا في خارجها ، قال : و لأتأكد من انه نائم حاولت هز كتفه و التحدث معه ولكنه كان في سابع نومه ، قلت في قرارة نفسي حسنا حان وقت رد (الكرم بالكرم) و أخرجت المبلغ كله من جيبه دون ان يشعر و يحس به . مهما تكن سلوكية و طبيعة ذلك الزميل الا ان له حكمة وجب الاستفادة منها ، يقول عليك الانتباه و التركيز الدائم اثناء قيادة السيارة و حتى ان كانت اولوية المرور و السير لك ، فما الفائدة اذا ما فقد الانسان حياته في حادث مروري و كانت الاسبقية و الاولوية له، هل سيكتبون على قبره كانت الاسبقية و الاولوية المرورية للمرحوم الراقد في هذا القبر؟! حكمة الزميل مهمة و مفيدة جدا و هذا ما لايفكر به او ما لايعرفه الكثيرين من الشباب ، فهم يستمرون بمواصلة السير بحجة ان لهم الاحقية من دون الاخذ بنظر الاعتبار الوضع او الحالة السلبية و السيئة التي يعيش و يمر بها الطرف الاخر ، و بالرغم من ان القانون يؤكد على التسامح و التنازل عن الحق الشخصي في الحالات الاستثنائية. من هم المجانين اهالي اولدنبورك ام اهالي اطرافها ام لا احد؟ قبل خمسة عشرة عاما زارنا احد الاصدقاء العراقين المقيمين في برلين و قال ان معلمة دورة تعليم اللغة الالمانية قد ذكرت لهم بأن اهالي مدينة اولدنبورك مجانين او ان وضعهم الفكري و النفسي غير اعتيادي و غير طبيعي ، نقلنا المعلومة الى احد المعارف من اكراد توركيا المولودين في اولدنبورك و كان في حينها موظفا في احدى البنوك و رئيسا لأحدى المراكز الثقافية و الاجتماعية ، حاليا يعمل بصفة مدير لأحدى البنوك في مدينة ديلمنهورست . حسبما اتذكر اجاب بأن المعلومة خاطئة ، ولكن الناس في منطقة او ناحية فريزلاند القريبة لأولدنبورك لهم طبائع و عادات و سلوكيات خاصة ، فهم فلاحين و يميلون الى الانعزال و الحذر في التعامل مع الغرباء و لكنهم متواضعون و طيبون . جدير بالذكر ان للالمان لهجات محلية خاصة في الشمال الغربي من البلاد(اولدنبورك و اطرافها بأتجاه الحدود مع هولندا) تسمى بلات دوتش وبأمكان متقنيها استخدامها للتفاهم مع الهولنديين كونها قريبة جدا من لغتهم . اليكم الحروف المختصرة لأسماء بعض النواحي و الدوائر الادارية المحيطة بأولدنبورك او القريبة منها و التي يتم كتابتها على لوحات ارقام السيارات التابعة لتلك الوحدات او المناطق الادارية . (WST…..BRA….FRI….DEL….CLP…..AUR….VEC….LER).OL و الحرفين الاخيرين هو المختصر لمدينة اولدنبورك نفسها، معروف و معلوم لدى الاولدنبوركيين ان الاكثرية الساحقة من اهالي تلك المناطق الانفة الذكر لايجيدون قيادة السيارات بصورة جيدة او لنقل بصورة اعتيادية ، لذلك فأنهم لايصابون بالدهشة و الاستغراب جراء ارتكاب سواق السيارات الحاملة للوحات المناطق المذكورة اعلاه للمخالفات و الاخطاء المرورية كونهم اعتادوا عليها ، و هذا ما اشاهده و الاحظه انا ايضا من خلال ممارستي اليومية لمهنة سياقة التاكسي في اولدنبورك و التي مضت عليها اكثر من ثمانية سنوات ، و لكن اكثر العراقيل و المشاكل و الصعوبات التي اواجهها انا شخصيا هي مع سواق السيارات التابعة للمنطقة الاولى المذكورة في القائمة اعلاه. يعزو الكثيرين سبب ذلك الى ان اولئك يعيشون في قرى و مدن صغيرة و هادئة ، و ما ان يدخلوا الى مدينة اولدنبورك التي تعتبر كبيرة نسبيا مقارنة مع مناطقهم او وحداتهم الادارية الصغيرة فأنهم يصابون بالقلق و الارتباك لذلك تجدهم يرتكبون اخطاءا و مخالفات مرورية ، تماما كالتي يرتكبها اي سائق سيارة حينما يزور مدينة غريبة و خاصة اذا كانت تلك المدينة كبيرة . سألت بعض الاصدقاء من سواق التاكسي الذين يعملون في مدن اخرى عن الموضع هذا ، قالوا لدينا نفس المشكلة مع الغرباء بصورة عامة و مع اهالي النواحي و القرى المحيطة بمدننا بصورة خاصة. في المانيا يتكون مختصر اسم المدن الكبرى من حرف او حرفين فقط . متفرقات 1.جدير بالذكر ان الحصول على اجازة سياقة التاكسي في المدن الصغيرة سهل جدا ، اما في المدن الكبرى مثل برلين، هامبورك ، مونشن فأن ذلك صعب جدا. و يتكون الاختبار او الامتحان من قسمين اولهما الفحص الطبي و ثانيهما معرفة الاماكن. 2.ارتكاب سائق التاكسي لبعض المخالفات ، ضرب احد الزبائن مثلا تكلفه بالاضافة الى العقوبات القانونية العامة فقدان و سحب اجازة سياقة التاكسي ايضا و ربما بصورة نهائية . 3.لسائق التاكسي الحق في عدم ربط و شد حزام الامان لنفسه في حالة وجود الزبائن في التاكسي و ذلك لأسباب امنية و وقائية ، و تتمع سائقة التاكسي بذلك في كل الحالات و الاوقات و لنفس الاسباب . 4. في المانيا هنالك مثل او مقولة تنص على ان الزبون ملك ، لذلك يتخذ بعض اصحاب النفوس المريضة من تلك المقولة اساسا في سلوك تعامله مع السائق ، اي تتولد لديهم نظرة استعلائية و فوقية تجاه سائق التاكسي اي الاخر الدوني حسب فهمهم و تصورهم ،انا شخصيا لااتحمل هذه الاصناف و اقوم بالرد عليهم بالكلام ، في احدى المرات وقفت زوجة احدهم الى جانبي و قمت بنقلها لوحدها الى دارها ، فيما استقل هو تاكسي اخر. 5.هنالك طلبيات مختلفة لزبائن التاكسي ،فالالماني الشوفيني النازي الذي يكره الاجانب يطلبها بسائق الماني، و بعض الزوار الاجانب يريدونه متقنا للغتهم بغية تسهيل التفاهم معه و بالتالي مساعدتهم في بعض الامور. 6.اكثر شيء يكرهه سائق التاكسي هو ان يأتيه بعد طول انتظار ،ساعة اوحتى ساعتان، زبون يستقل التاكسي لمسافة قصيرة جدا و يطلب منه اصدار وصل او فاتورة التكلفة و عدم اعطاء البخشيش له. 7.من المواقف السيئة و السلبية للزبون الالماني انه يريد النزول و الترجل من التاكسي في اقرب نقطة من داره ، اذ لامانع لديه ان يدخل التاكسي الى ممرات و مداخل ضيقة جدا يصعب فيما بعد الخروج منها ، لالشيء فقط لكي لايتمشى هو بضعة امتار. 8.اكثر من تسعون في المائة من الزبائن محترمون و طيبون و يحيون السائق بأجمل كلمات التحية و الوداع. 9.لاتجد ان الالمان ينطقون بعبارة او كلمة انشاء الله الا ماندر ، تقول لهم اتمنى لك نوما هنيئا ، لايجيب انشاء الله ، بل يقول سوف يكون كذلك ، او سوف يحدث ذلك. 10.تحدث حالات كثيرة من القيء في التاكسي و خاصة من قبل اولئك الشباب الصغار الذين يتناولون كميات كبيرة من الكحول ، مرة تقيأ احدهم مباشرة على قفا احد الزملاء السواق ، بالاضافة الى تكلفة اجرة التاكسي الاعتيادية فأنه يتوجب على الذي يتقيأ في التاكسي دفع مبلغ ثمانين يورو اضافي و ذلك عن تكلفة تنظيفها . 11.بعض المرات يواجه سائق التاكسي مشكلة العثور على ارقام بيوت الزبائن الطالبين للتاكسي و خاصة في الليل. 12.بعض المرات يتواجد تاكسي اخر من شركة اخرى عن طريق الصدفة امام الزبون في الشارع و الذي يصعد هو الاخر بدوره اليها دون التأكد من انها هذه هي التاكسي التي طلبها، و بعدها بلحظات يتواجد التاكسي الصحيح في المكان الصحيح ، و لكن بعد فوات الاوان و النتيجة هو الرجوع بخفي حنين. 13.للالمان مقولة او مثل شعبي يقول من يجلس في المقعد الامامي للتاكسي يجب ان يدفع تكلفة الاجرة. 14.لون التاكسي الوحيد في المانيا سابقا كان هو اللون التبني ، اما في السنوات الاخيرة فلقد صدر قرار بالسماح باستخدام كافة الالوان ، اما لون اللوحة الضوئية المثبتة في سقف التاكسي فهو الاصفر ، واذا كانت تلك اللوحة مضيئة فذلك دلالة على ان التاكسي غير محجوز و بالتالي يمكن تاجيره و استخدامه ، و اذا كانت تلك اللوحة غير مضيئة فذلك دلالة على انها محجوزة او انها تنقل في ذلك الحين ركابا و بالطبع كل التاكسيات تعمل بالعداد و لكل مدينة اسعارها و تقررها بلدية تلك المدينة ، في المدن الكبرى برلين مثلا اذا كان عدد الركاب اقل من اربعة فأنهم يصعدون الى المقاعد الخلفية فقط ، اما في اولدنبورك فذلك التقليد او الثقافة غير موجودة ، في احدى المرات كنت في باريس ، طلبت تاكسي في الفندق ، اتى التاكسي وكان سائقها جزائريا ، رأيت ان العداد قد سجل مبلغ ثمانية يورو ، قلت له هل ان السعر الاساسي للعداد هو ثمانية يورو عندكم ؟ اجاب كلا و لكن عندما تطلب التاكسي هنا فأنه يحسب و يسجل على الزبون او الراكب اجرة التاكسي من لحظة و مكان انطلاقها ، قلت له انا ايضا سائق تاكسي في المانيا و لكن هذا القانون غير موجود عندنا . اجاب اذن من الافضل ان لاتطلبوا التاكسي بالهاتف ، بل خذوها من مواقفها على الشوارع. السفر بالتاكسي الى خارج المدينة ، اي للمسافات الطويلة يكون الرجوع في نفس الوقت مجانا و الانتظار لمدة ثلاثة دقائق فقط هو من غير مقابل و بعدها يبدأ العداد بالعمل ، كما ان للتاكسي ثلاثة تعريفات (اسعار) الاولى اغلاها و الثالثة ارخصها ، اي في المسافات الطويلة يحتسب بالتعريفة الثالثة وبالمسافات القصيرة و المتوسطة يحتسب بالتعريفة الاولى و الثانية. يسمح للزبائن بنقل الكلاب و القطط معهم مجانا ، اما نقل دراجة هوائية مع الزبون فتكلف الواحدة منها يورو واحد اضافي. يوجد نوع خاص من التاكسيات تسمى (ميت فاكن )يسمح لها فقط بالوقوف في مكاتبها ، و يمكن للزبائن ان يطلبوها بالهاتف فقط ، و انها لاتحمل في سقفها اشارة التاكسي.
قصص و طرائف و احداث مثيرة مع الزبائن 1.زبون الماني يقول انه كان يؤمن بالله و يحترمه ، و لكن بعد قيامه بقتل اخيه الوحيد و هو في ريعان شبابه ، فأنه لم يعد يأبه به ولايعترف بوجوده. 2.زبون ايطالي حزين يقول ان صديقته خانته و لحقت بشاب الماني وهربا الى الجنوب من البلاد، ثم يقول و الله اينما اجد ذلك الالماني سوف اثأر منه و اقتله ، اننا الطليان مثلكم انتم الشرقيين غيوريين على الشرف . 3.زبونة المانية عجوزة تزور لوحدها المسرح في الشتاء البارد و القارص و المتجمد جدا بلغت فيه درجة الحرارة الى اكثر من خمسة عشرة درجة تحت الصفر ، تسألني هل تعلم كم سنة هو عمري ؟ اجبتها لاادري ، اجابت مائة سنة. 4.زبون الماني تركته زوجته بعد مضي اكثر من خمسة وعشرين عاما على زواجهما ، يقول انا حزين جدا و لكني سوف لن ابكي. 5.زبون لبناني متزوج من سيدة اوربية و انجب منها طفلا ، السيدة تعمل في احدى البارات بصفة بائعة هوى و الاثنان يتناولان المخدرات ايضا ، امضى الرجل فترات مختلفة في السجن ، اثناء نقله الى البيت يفتح كثيرا نافذة الباب ، يصيح و يصرخ فيها على الالمان و يقول لأي واحد يمر بجانبه يابن الشرموطة. 6.زبونة المانية في العقد السادس من عمرها تقريبا خرجت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل من المستشفى ، كانت تبكي بحرقة و مرارة ، سألتها ما الذي حصل ياسيدتي ؟ اجابت توفي زوجي الان في المستشفى. 7.زبون من اتباع الديانة الهندوسية يؤمن بالتناسخ و الحلول ، اباه هندي و امه المانية ، زوجته هندية وكل منهما ينتمي الى طبقة دينية مختلفة ، كان له دراية و اطلاع واسع على تأريخ و معتقدات الهند القديمة ، و كان يتكلم الالمانية بطلاقة و يقيم هنا منذ عام 1973 ، في الاول خشيت ان يحدث لي مشكلة معه كونه لم يكن يملك معه نقودا ولكن بعد دخلنا في نقاش و حوار شيق شعرت بعدها بأطمئنان و دفعت له انا ايضا مبلغ ثمانية يورو لكي يشتري بها لنفسه بضعة قناني من البيرة على ان يدفعها مع ثمن تكلفة التاكسي في المدينة القريبة التي يقيم فيها ، و كان تعليقه على الاسلاميين الراديكالين و المتطرفين و خطورتهم على الاقليات الاخرى في الشرق كالاتي. لا تخف دع الاسلامي ان يقتلك ، ذلك ليس مهما لأنك ستعود ثانية الى الحياة وسيعاقب ذلك الاسلامي في الحياة القادمة و حتما سوف يتعلم هو ايضا على فعل و ممارسة الخير و سيتطهر في النسخ الاخرى من حياته ، لابد انه سيصبح انسانا نافعا في عصر ما الى ان يصل الى مرحلة النرفانا. 8.زبون الماني في العقد السابع من عمره تقريبا، اوصلته من الدكان الى داره ، اخرج محفظة النقود من جيبه و انا في انتظار ان يسلمني الاجرة ، اراني صورة فتاة داخل المحفظة ، و حسبما اتذكر قال انها ابنتي ماتت و هي في الخامسة عشرة من عمرها ، و من ثم نزلت و سالت من عيناه بهدوء دموع غزيرة جدا ، تألمت بدوري كثيرا من ذلك المشهد التراجيدي الحزين جدا. 9.زبون شاب يبدو انه كان مهذبا و مؤدبا ، طلب مني ان انقله الى داره القريب جدا ، ثم قال اعتذر كون المسافة قصيرة ، اعلم بأنه كان في مقدوري ان اتمشى هذه المسافة و ان اوفر نقودي و ان لا ازعجك ايضا ، كنت افعلها سابقا و في احدى المرات رأيت ثلاثة شبان يتحرشون بأحدى الفتيات و يضايقونها بكل وقاحة ، طلبت الفتاة المساعدة و تدخلت بكل ادب و حاولت ان اخلص الفتاة من بين ايديهم ، فأنهالوا علي بالضرب المبرح و كانت نتيجتها عمليتان جراحيتان في الانف ، و لم تتمكن الشرطة من التعرف او العثور عليهم. 10.فتاة سمراء جميلة ، صعدت للتاكسي و قالت هيا انطلق ، قلت لها الى اين ؟ قالت خذني معك اينما تشاء ، الى شقتك مثلا فأنا تعبانة اريد الاكل و قسط من النوم ، ابقيني معك و افعل بي ماتشاء ، ثم روت لي قصتها و مشكلتها مع صديقها ، رأفت لحالها و قلت لها يجب ان تكوني محترمة و ان تحاولي الرجوع الى صديقك و من المحتمل ان تستطيعي حل مشاكلك معه و اعطيتها ثمن علبتا بيرة بناء على طلبها و انصرفت ، اخبرني احد سواق التاكسي فيما بعد انه نقلها قبل ايام الى احد المدن القريبة و في الطريق ضاجعها ، ثم رأيت تلك الفتاة مرات اخرى في محطة القطارات و كانت تتردد على بعض السواق ، مرة رأيتها مستلقية في زاوية ، قالت لي انك على حق ما افعله خطأ كبير ، يجب ان اعود الى البيت. 11.زبونة طلبت التاكسي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل لشعبة الطوارئ في المستشفى ، كانت ثملة و مصابة ببعض الجروح في وجهها ، قالت كنت سهرانة مع بعض المعارف وتشاجرت مع احدى الصديقات فقامت بعضّ وجهي ، اوصلت الزبونة الى العنوان التي تبتغيه ، دقت جرس الشقة السكنية و تحدثت مع من في الداخل لينزل و يدفع ثمن اجرة التاكسي ، لكنه ابى ان يفعل ذلك ، قالت حسنا انه لايدفع الان تعال غدا الى هنا ثانية و اطلب منه التقود و انا سأذهب الان الى شقتي في الشارع المجاور ، قلت لها يجب ان تدفعي انت و الا سأطلب الشرطة ، قالت افعل ماتشاء و استمرت في المشي ، و عندما حاولت الوقوف في طريقها لمنعها من الذهاب لحين مجيء الشرطة بدأت بالصراخ في الشارع السكني طالبة النجدة و المساعدة ، فتحت الناس الشبابيك و النوافذ لتنظر الى مايحدث في شارعهم ، هرع على الفور شاب غيور و نبيل بملابسه الداخلية لمحاولة نجدتها و كان على استعداد تام للدخول في شجار و قتال ، بسرعة قلت له انا سائق تاكسي ، فهم الرجل الموضوع على الفور وتأسف للموقف ، حضرت الشرطة و قالت لهم تلك السيدة سائق التاكسي هذا ضغط عليّ و اجبرني على الركوب معه و من ثم كان يحاول الاعتداء عليّ ايضا و يمنعني من الذهاب الى شقتي ، بالطبع الشرطة لم يصدقوها و كان موقف ذلك الشاب ايضا لصالحي اذ قال للشرطة كان السائق يقف في طريقها لمنعها من الفرار و لم يمسها . الشيء الايجابي هو ان الشرطة يصدقون على الاغلب روايات و افادات سواق التاكسي اكثر من غيرهم ، و نحن ايضا نساعدهم كثيرا و ذلك عبر تقديم المعلومات لهم . 12.زبونان من اسرائيل كانا يتحدثان معي باللغة الانكليزية و بعد ان عرفا انني عراقي تحدث معي احدهم باللغة العربية و قال اننا من يهود العراق ، احدنا من البصرة و الاخر من كركوك ، الرجل الذي كان اصوله من كركوك لم يكن يجيد العربية و ارتبك بعض الشيء ، اما الاخر فلقد فرح لسماع الموسيقى الكردية من جهاز السي دي وقال اننا سنحتاج التاكسي من خلال اقامتنا هنا هذا الاسبوع و سوف نتصل بك، من خلال حديثي معهم ابديت تعاطفي و تضامني و تقديري الكبير ليهود العراق و ذلك لما حل بهم من ظلم وجور و اضطهاد ، يبدو ان الزبونين توخيا الحيطة و الحذر و لم يتصلا بيّ ثانية. 13.زبون الماني ، بعد ان عرف انا من العراق فرح كثيرا و قال قدم العراقيين للحضارة البشرية الكثير و الكثير ، قلت له شكرا ، قال هذه هي الحقيقة ، من هم الامريكان ؟ تأريخهم لايتجاوز المائتا سنة ، انتم عمركم سبعة الاف سنة في الاقل ، انتم السومريين و البابليين و الاشوريين ، انتم عندكم مسلة حمورابي ، الخط المسماري، كلكامش ، العشرات من الاختراعات ، كن فخورا بأنك عراقي ، قلت له بالفعل انا فخور و انا على اطلاع على ثقافات و حضارات بلادي و لكن الحرب دمرت العراق ، قال الامريكان يخربون ويدمرون في كل مكان ، انهم اسوء من هتلر. 14.زبونة تايلندية تعمل بصفة بائعة هوى ، نقلتها من محل للقمار الى دار بيع الهوى او مايسمى بقصر الجنس ، زميلتها التايلدندية الاخرى رجعت ثانية الى داخل محل القمار بعد ان ودعت زبونتي التي صعدت معي في التاكسي ، في الطريق قلت لها ان الكثيرات من بائعات الهوى التايلنديات يلعبن القمار اليس كذلك؟ قالت ذلك صحيح و لكن انا لاالعب القمار ، انا و زميلتي رجعنا من السوق و دخلنا للمحل لفترة وجيزة جدا و من ثم طلبت التاكسي ،ثم اكملت و قالت انا هنا في المانيا امارس الدعارة لكسب بعض المال و ارساله الى عائلتي الفقيرة في تايلند. جدير بالذكر و حسب معلومات صديقي و زميلي الذي يطالع الاحصائيات باستمرار في صحيفة بيلد الالمانية الشهيرة فأن عدد بائعات الهوى الحاملات للتراخيص الرسمية في المانيا يبلغ الاربعمائة الف . ابطال الليل في المانيا في ساعات الليل المتأخرة تجد في شوارع المانيا اصحاب ثلاثة مهن رئيسية فقط يكتسبون ارزاقهم وهم الشرطة ، بائعات الهوى ، سواق التاكسي. 15.زبونة طلبت من مركز التاكسي شراء بعض قناني الكحول و علبتا سيكائر و نقلها الى دارها ، استلمت تلك الطلبية و قمت بتأديتها و تنفيذها ، فتحت الزبونة الباب و قالت مااملكه من المال هو قطع نقدية صغيرة في هذا الاناء الزجاجي ، احسبه وخذ منه كلفة الطلبية ، استغرق الجلوس و العد حوالي النصف ساعة و في الاخير قالت لي انا مصابة بلسل ، خرجت بسرعة وقمت بغسل الايدي و الوجه جيدا في احدى محطات تعبئة الوقود ، و فيما بعد كان لابد من تطهير و تعقيم تلك القطع النقدية ايضا ، ولأنه لم يتوفر لدي مادة مطهرة للقيام بذلك ، خطر ببالي سكب كمية من البنزين عليها و من ثم غسلها بالصابون السائل في مكتب ادارة التاكسي ، اخبرت العامل في محطة تعبئة البنزين بالموضوع ، قال بأمكنك اخذ قدح من البنزين و سكبها على الاناء و لكن كن حذرا و ارتدي القفازات لكي لاتتلوث يداك فالبنزين خطر و قد يتسبب السرطان في الجلد ، شكرته و تذكرت في الحال معاناة العراقيين فمئات الالاف منهم تجرعوا مرات عديدة كميات من البنزين و حتى الديزل و دخلت احشائهم و خاصة في مرحلة الحصار الظالم الذي فرضه الغرب و صدام على الشعب العراقي المسكين وذلك بالطبع من خلال العمليات التي كان يجريها السواق لتفريغ البنزين من سياراتهم سواء كانت تلك العمليات اجبارية يفرضها ازلام النظام في سيطراتهم لمنع ايصال المحروقات الى مناطق معينة ، كوردستان مثلا ، او تلك التي كان السواق انفسهم يقومون بها و ذلك خلال عمليات التهريب. 16.زبون الماني شاب ذو فلسفة خاصة . حسبما فهمت من ذلك الزبون انه يقوم بأعطاء بعض الدروس و المحاضرات الخاصة في احد الاندية او المراكز يتلخص مضمونها في كيفية التعايش و التعامل مع الاخرين بكل احترام و تقدير ، وبالمقابل كيفية وضع حد لتجاوزات الاخرين عليهم ايضا ، بالطبع ليس ذلك من خلال استخدام العنف او رياضة الدفاع عن النفس ، بل من خلال تعلم الثقة بالنفس و جرأة الكلام و التحدث الى الاخرين و اشعارهم بأخطائهم و تجاوزاتهم و كذلك ايصال رسالة مفادها الاستعداد التام للدفاع عن النفس بغية منع الاخرين من التمادي و الاستمرار في التجاوز. 17.زبونة شابة في منتهى الجمال و الاناقة و الشياكة ، لها شخصية كاريزمية قوية من حيث شكلها وحركاتها و اسلوب حديثها ، صعدت مع صديقها الى التاكسي في الساعة السادسة صباحا ، اي بعد ان امضيا ليلة كاملة من السهر و الاحتفال في المراقص و البارات، اعلماني بوجوب نقلهما الى عنوانين في نفس اتجاه مركز التاكسي لشركتنا ، في الطريق استسمحتهما بدقيقتين لوضع بريد حساب التاكسي لذلك اليوم في صندوق بريد الشركة ، وافقا على ذلك ثم اكملنا السير ووصلنا الى العنوان الاول ، نزلت صديقة زبونتي محور الحديث هذا وبدئنا السير باتجاه الهدف الثاني و الاخير ، وصلنا الى شارع فرعي صغير و هادىء متكون من بيوت خاصة ، قالت لي الزبونة لااملك معي النقود ، اسمح لي بأن ادخل بيتي و اجلب لك اجرتك . لمجموعة من الاسباب حصل عندي ثقة و سمحت لها بأن تدخل دارها من غير ان تترك تأمين ، التأمين عادة مايكون احدى الوثائق الشخصية او الهاتف الجوال او الساعة اليدوية او اي شيء اخر ذوو قيمة ، و اسباب ثقتي بها كانت اولا شكلها و مظهرها ، ثانيا نجاحها مائة في المائة بأداء دور الانسانة الطيبة و البريئة ، ثالثا هو السبب الموضوعي و الواقعي الذي يقتنع به اي سائق تاكسي ذو خبرة الا و هو معرفة عنوان و مكان سكن الزبونة بدقة ، فمثلا لو كانت زبونتي تسكن في عمارة سكنية متكون من عدة طوابق وشقق لطلبت منها ان تترك تأمين او مادة كأمانة . دخلت الفتاة من باب كراج السيارة الى الدار ، انتظرت خمسة دقائق و لم تخرج ، علمت حينها ان المشكلة قد بدأت ، انتظرت خمسة دقائق اخرى و قمت بعدها بدق جرس المنزل عدة مرات ولكن لم يفتح احد الباب وما حصل هو سماع صوت نباح الكلب من الداخل و بدون انقطاع ، اتصلت بمركز التاكسي ، قال لي الزميل في المركز اتصل بالشرطة ، بالفعل اتصلت بالشرطة و اعطيتهم عنوان مكان تواجدي ، اتت سيارة الشرطة و كان بداخلها شرطي و شرطية ، اخبرتهم بتفاصيل الموضوع ، دق الشرطي جرس المنزل وبعد لحظات فتحت احدى السيدات باب المنزل ، سرد لها الشرطي الموضوع ، ثم حظر زوجها ايضا ، قالت تلك السيدة رأيت التاكسي في الباب و لكن لم اظن ان للموضوع صلة بأبنتنا ، بل كنت اظن انه يقف امام دار الجار المقابل لنا كما لم اسمع دقات رن الجرس . قالت لها الشرطية ان سائق التاكسي اخبرنا بأنه لاينوي اقامة دعوى ضدكم بل يطلب فقط اجرته ، اجابت حسنا كم هو ملبغ الاجرة ؟ قلت لها ياسيدتي قمت بدق الجرس مرات عديدة و الكلب كان في الداخل ينبح بدون انقطاع ، كما ان التاكسي يقف مباشرة في باحة داركم و المنزل المقابل بعيد نسبيا ولكن ما ان حظرت الشرطة قمتم بفتح باب المنزل على الفور ومبلغ ادجرة التاكسي هو عشرين يورو. دخلت السيدة الى الدار وجلبت المبلغ ، وفي اللحظات الاخيرة خرجت زبونتي بملابس النوم و تقدمت نحونا و سألت ما الموضوع ؟ قال لها الشرطي موضوع الاجرة . قالت لكني دفعت للسائق اجرته ، فلماذا يجب ان ندفع ثانية ؟! قال لها الشرطي و هل لديك وصل او فاتورة بالمبلغ الذي دفعته ؟ قالت كلا ، و لكنني دفعت له المبلغ. قال لها الشرطي اعتقد انك لو دفعت له الاجرة لما كان سينتظر هنا اكثر من ساعة و لما كان سيتصل بمركز التاكسي ومن ثم الشرطة .قلت انا للشرطي عملت في هذه الليلة اثنا عشرة ساعة وانا اسكن ايضا بالقرب من هنا وبعد نقل هذه الزبونة كنت انوي الذهاب الى داري وان اخلد الى النوم و ليس من العقل و المنطق ان تكون ادعائاتي كاذبة ، ثم قلت كان بأمكاني الذهاب خلال هذه الساعة الى مركز المدينة و ان انقل عدة زبائن اخرين و كنت سأكسب اكثر بكثير من مبلغ العشرين يورو وكنت سأبعد نفسي من الدخول في هذه المشاكل و المتاهات . قال لها الشرطي هذا مايدعيه السائق و يجب ان تحسمي الموضوع ، اما ان تدفعي له او ان تمتنعي من القيام بذلك وحينها يقيم كل واحد منكم دعوى ضد الاخر ، رضيت الزبونة بدفع المبلغ وقمت بأصدار وصل (فاتورة) رسمي بذلك . الغريب و العجيب و المثير جدا في هذه القصة هوالاداء المدهش و الراقي جدا لقيام تلك الفتاة بدور الانسانة البريئة الصادقة الطيبة دون ان يبدي على وجهها و ملامحها وجسمها اي من علامات الارتباك او القلق او الخوف او التردد او ماشابه ذلك ، بل كانت توحي للمقابل بأنها هي ضحية الافتراء و الكذب . قمت بسرد تلك القصة للزملاء في مركز التاكسي وقلت لهم و الله لو ان القصة هذه حدثت مع احد منكم و لو انه اتصل معي بغية الحضور الى هناك من اجل المساعدة وحسم الموضوع لقلت لذلك الزميل يارجل لايمكن ان تكون هذه الفتاة كاذبة و لقلت له انظر الى وجهها البريء و كيف تتصرف بكل هدوء و احترام و اتزان ، و ربما يازميلي ان التعب و الاجهاد الجسدي و النفسي للعمل المرهق لليلة كاملة جعلك تتوهم و تتهلوس. تحدث حالات كثيرة ينخدع فيها السواق بالمظهر الخارجي و بالتمثيل الدرامي للركاب ، و بالرغم من ان السواق اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال الا انه تصادفهم حالات يكون فيها الغلبة للنصابين و المخادعين كون السائق يركز على اشياء اخرى مهمة بينما الماكر و المخادع يركز على كيفية تنفيذ مخططه و محاولة الهرب و النجاة بنفسه بشتى الوسائل ولكن هؤلاء يقعون دائما فيما بعد في ايدي الزملاء الاخرين او في فخ الشرطة . 18.سمعت من احد الاصدقاء بوقوع حادث غريب قبل بضع سنين لأحد الزملاء من سواق التاكسي في مدينة الموصل بالعراق.، اذ قال ان السائق كان من الاخوة المسيحين و اثناء قيامه بنقل احدى السيدات من مركز المدينة الى دارها حدث عطل (بنجر) في احدى اطارات التاكسي نزل السائق وقام بتركيب الاطار الاحتياطي ، ولأن الجو كان حارا ، و لأن العملية كانت متعبة بعض الشيء و تتولد منها ضغطا على الاحشاء الداخلية ، ولأن اخراج الغازات من البطن نتيجة الضغط مسألة طبيعية علميا و هي حالة طبيعية من الناحية الاجتماعية عند الاخوة المسيحين في الشرق لذلك ضرط سائق التاكسي اثناء عملية تبديل الاطار ، وضحكت الزبونة ضحكا منقطع النظير و استمرت بالضحك و لم تستطيع ان تتمالك نفسها الا ان حصل لها سكتة قلبية و ربما جلطة دماغية و ماتت على اثرها و ربما ان الزبونة كانت تعاني اصلا من بعض الامراض المزمنة الخطيرة تسببت في وفاتها . المشكلة ان اهل الزبونة غضبوا غضبا شديدا على سائق التاكسي و ارادوا الثأر منه و قتله ولم يتركوا له سبيلا الا بعد ان قام المسكين ببيع كل ماكان يملكه بغية دفع ثمن دم الضخية حسب العرف و التقليد العشائري لاهالي المنطقة وبالطبع بعد قام السائق بالتوسل و الرجاء و الدخالة لدى بعض الوجهاء من عشائر اخرى كي يقوموا بالتوسط له لدى وجهاء عشيرة الزبونة المتوفية و اقناعهم بقبول التعويض المادي مقابل دم المرحومة . الزبونة كانت ضحية ضرطة سائق التاكسي و السائق و عائلته كانوا ضحية التقاليد العشائرية الرجعية و البالية. 19.زبونة صومالية في الثامنة و العشرين من عمرها تقول انا لدي بنت من شاب او اب كوردي من تركيا ، و بعد ان تركني صديقي التحق بفتاة تركية و انجب منها ولدا و تركها هي الاخرى و الان يقيم لدى فتاة هندية و انجب منها ايضا طفلا ، و من ثم تقول باللغة الالمانية ممتتزجا باللغة الكوردية (ايش بين رشى) اي انا السوداء . انا شخصيا اعرف عائلة ذلك الشاب الكوردي من تركيا. 20.زبون تركي خرج من احد المقاهي و صعد الى التاكسي و قال انقلني الى محطة القطارات ، في الطريق تحدث عن الادب التركي ، فقلت له قرأت قبل فترة كتاب اسمي احمر للكاتب التركي أورهان باموك و الحاصل من خلالها على جائزة نوبل للاداب ، فرح الرجل ، ثم قلت له انا اقرأ لعزيز نسين ايضا ، كاد الرجل ان يطير فرحا عندما ذكرت الاسم الاخير ، ثم قلت له انا اقرأ اشعار ناظم حكمت ايضا ، رد عليّ بالتأكيد اما انك شيوعي او صديق للشيوعين ثم قال ياصديقي انا شيوعي تركي ونحن الشيوعيىن في تركيا خسرنا كل شيء. 20.فتاة فلبينية كانت تتوسل من صديقها الالماني بأن يركب معها في التاكسي ، لكنه كان يرفض و يقول لها اتركيني و شأني و انسيني فأنا لااريد ان تبقى لي معك علاقة بعد الان ، ثم بكت تلك الفتاة و استمرت بالتوسل لكن من دون جدوى ، اضطرت هي بأن تتركه و في الطريق بكيت كثيرا ، قمت بمواساتها و حاولت بقدر الامكان تهدئة روعها و اقناعها بأن تحاول من تقليل الضغط على فكرها و مشاعرها و قلت لها مادام هو يهين كرامتك ولا يحسب لك قيمة انسانية و اخلاقية فيجب ان تقللي انت ايضا قوة اثر صدمة الفراق من على نفسك. بعدها بفترة ركبت نفس الفتاة معي في التاكسي ، لكنها لم تتعرف اليّ ، عرفتها بنفسي ، فرحت و قالت انا مرتاحة الان و نسيت ذلك الشاب و انا عندي الان صديق اخر . 21.زبون الماني معروف لدى شركتنا ، فهو طبيب اخصائي و له( مستشفى خاص) ، يتصل دائما بمركز التاكسي و طلبيته تشمل دائما اثنى عشرة قنينة بيرة و اربع علب سيكاير و قد تتكرر الطلبية في الليلة الواحدة اكثر من مرة ، له بيت و سيارة فخمة و كلب كبير ، احيانا يطلب التاكسي و يطلب من سائقها ان يترك التاكسي امام بيته و ان ينقله بسيارته الخاصة في الليل او في الفجر الى شاطئ بحر الشمال الذي يبعد مسافة ستون كيلومترا من اولدنبورك ، او الى مدن اخرى ، او الى صديقته او الى مدرسة قريته الذي تعلم و درس فيها ، ويطلب دائما من السائق ان يحاول بلوغ اقصى درجات السرعة على الخط السريع (اوتو ستراد) ، وسرعة سيارته تبلغ اكثر من ثلاثمائة كيلو متر في الساعة . يقول احد الزملاء من سواق التاكسي مرة ذهبت معه بالتاكسي و اشترينا الورود بقيمة الف و خمسمائة مارك الماني و ذهبنا الى دار صديقته التي كانت تسكن في احدى المدن القريبة من اولدنبورك وظل يدق على جرس دارها ، لكن صديقته لم تفتح له الباب و من ثم قال لي نزل هذه الورود كلها وضعها امام باب بيتها ، و بالفعل قمت بتلبية ما طلبه مني ذلك الزبون . بالطبع ذلك الزبون يدفع دائما للسائق اجور و مكافائات جيدة . 22.في احدى الايام حضر زبون و طلب مني ان انقله الى مدينة قريبة من اولدنبورك و قال بصراحة انا لااملك نقودا و انا ثمل بعض الشيء و ارجو ان تثق بي فأنا صاحب عائلة و سيارة و بيت و عائلتي تتكون من زوجتي و اربعة اطفال ، و لأن السيارة لاتتسع لنا جميعا لذلك فأن زوجتي هي التي قادت السيارة مع اطفالنا و اتيت انا بالقطار من المدينة الفلانية حيث كانت هنالك حفلة عرس لأحد اقاربنا ، و عرف الزبون نفسه اكثر و اكثر وقال انا كوردي من توركيا و من العائلة الفلانية و اقاربي هم فلان و فلان ، قلت لابأس فأنا اعرف بعض اقاربك اصعد الى التاكسي و سأنقلك الى دارك في مدينتك ، في الطريق سألته ماهي مهنتك ، و ما العمل الذي تزاوله ؟ اجاب و هل انا اعمل و هل تظن بانني سوف اعمل لهؤلاء الالمان؟ قلت في قرارة نفسي ، الرجل من عائلة معروفة و يجوز ان تكون لديه املاك و عقارات و محلات وربما يعني بجوابه ذلك انه هو بنفسه صاحب العمل و الاخرين يعملون لديه. بعدها قال قبل اسبوعين خرجت من السجن ، حينها قلت المشكلة بدأت ، وصلنا الى شقته ، الابواب كانت مقفلة ، ذهبنا الى شقة صديقه القريبة من شقته ، هو الاخر لم يكن موجودا ، رجعنا الى الشارع الذي امام شقته ، قال هاهو اخي و ها هي امي ، انهما واقفان هناك ، قلت الحمدلله سأحصل حالا على اجرتي ، فتح الزبون باب التاكسي و ما ان رأه اخاه في الخارج صاح عليه لاتقترب مني و الا قتلتك ! هجم زبوني على اخيه كالنمر و تشابكا بكل قوة في عراك و شجار ، و لو لم يكن زبوني ثملا لسحق اخاه ، اثناء الشجار كان يقول لي اذهب انت سأبعث لك النقود و لاتخشى شيئا. حاولت بكل مااتيت من قوة ان افكهما و ابعدهما عن بعضهما و لكن ذلك كان صعبا جدا ، توسلت امهما بيّ كثيرا بأن لااتركهما في تلك الحالة ، لحسن الحظ حظر ثلاثة من الشبان الروس من سكنة الشارع الى موقع الشجار ، و بمساعدتهم تمكنا من فظ الشجار و ابعادهما من بعضهما ، بعدها بعدة ايام ذهبت الى المنطقة و لم اتعرف على عنوان زبوني و لكن تمكنت من التعرف على عنوان اخيه ، قال لي اخاه اعلم انك على حق و ان اخي مدين لك بالاجرة و لكن اعذرني سوف لن ادفع لك انا المبلغ ، اذهب الى شقة اخي المرقمة كذا و اسمه المثبت في جرس الشقة هو كذا و اطلب منه اجرتك ، توجهت الى العنوان و قمت بدق الجرس عدة مرات و لم يفتح احد الباب ، بعدها بأيام ذهبت مرة اخرى الى باب الشقة و التي كانت تقع في الطابق الرابع من العمارة و قمت بدق الجرس ، في تلك الاثناء تذكرت ماقاله لي في احد الايام قارىء الحظ عن ما سأواجهه في حياتي و مستقبلي ، اذ قال سيكون موتك اما بسبب سقوطك من مكان مرتفع او بسبب خلاف مادي !! قلت في قرارة نفسي اعتقد ان وقت الموت قد حان فالمكان مرتفع و الخلاف المادي ايضا موجود . بعد دق الجرس فتحت سيدة محترمة باب الشقة و قالت بكل ادب و احترام تفضل يااخي من انت و ماذا تريد؟ اخبرتها الموضوع باختصار ، ردت علمت بذلك و انا اسفة جدا على موقف زوجي ، انتظر دقيقة واحدة و سأجلب لك اجرتك. بعد الحدث هذا بشهرين تقريبا رأيت ذلك الشاب مرة اخرى في محطة القطارات وطلب مني ان انقله الى مدينته ، اجبته تدفع اولا و من ثم سأنقلك ، قال بالتأكيد سأدفع اولا و لكن ارجوك لاتظلمني في التقيم و التقدير ، فأنا لست شريرا ، ومابدى مني في تلك المرة كانت حماقة ، و انا اعتذر عن ذلك . 23.زبون الماني يبدو انه قد تجاوز الخامسة و الستين من عمره ، نقلته من المستشفى الى بيته ، اثناء الطريق تحدث اليّ و قال امي ترقد الان في المستشفى و هي في حالة خطيرة جدا و عمرها قد تجاوز التسعين ، ثم قال عبارة عظيمة جدا و هي ان الانسان يعيش في حالة مرعبة و رهيبة جدا بعد رحيل الام ، ثم قال اولادي و بناتي اتوا من كل مكان بسبب وضع و حالة امي ،أحد من اولادي طبيب في مستشفى مدينة مونستر هو الان حاضر هنا في اولدنبورك و يشرف هو الاخر بنفسه على حالة و وضع جدته . تمنيت له بدوري الشفاء و السلامة لأمه . اجاب اشكرك جدا على مشاعرك و لكن لااعتقد انها ستشفى ، فمنذ اكثر من ستة ساعات مضت كنت بجانبها و لكنها لم تكن تستجيب بتاتا . اخبار بعض الزملاء من السواق 1.زميل الماني متزوج من افريقية و له طفلان ، يقول لقد دفعت انا يضا مثلكم المهر(النقدية) لعائلة زوجتي اثناء الزواج ، قلت له كم دفعت؟ قال حسب تقاليد اهل زوجتي يتوجب على العريس دفع مبلغ يكفي لاقامة حفلة بسيطة لأقارب العروسة و كلفني ذلك مبلغ مائتا يورو فقط. 2.زميل هندي من اهل الكهف !! سأله احد الزملاء كم يبلغ نفوس الهند ؟ أجاب مائة مليون. و بعد فترة كررت عليه انا السؤال ، و اجاب مرة اخرى و بجدية مائة مليون ، قلت له يازميل لو كان جوابك مليار نسمة لهان الامر و لكن ان تقول مائة مليون فذلك مهزلة و كارثة ، ارجوك صحح معلومتك فنفوس الهند حاليا هو مايقارب المليار و ثلاثمائة مليون. 3.زميل الماني يثرثر كثيرا جدا الى درجة لم يتحملها الزبون فنزل في منتصف الطريق وطلب تاكسي اخر و اشتكى على الزميل لدى صاحب العمل. 4.زميل تعبان جدا و من كل النواحي ، اخذ معه الزبون و ذهب الى ساحة السوبر ماركت ، فسأله الزبون الى اين تأخذني ؟ أجابه الزميل المحلات ستغلق خلال عشرة دقائق و لابد ان اتسوق ، انتظرني الى ان اتبضع و اتسوق ومن ثم سنواصل السير!! لو كنت تركيا لقتلك !! صديق و زميل عراقي كان يعمل في مدينة اوسنابروك يقول بينما كنت واقفا في المرتبة الرابعة او الخامسة من بين صفوف التاكسي (السرة) في محطة القطارات ، اتاني الماني و حياني بالكلمات التركية (مرحبا، ياخشملر) و التي تعني مرحبا مساء الخير ، يقول اجبته التحية باللغة الالمانية . ثم طلب منه الزبون ان ينقله الى احدى القرى القريبة ، فرح الزميل و ذلك لكون الطلبية كانت جيدة و لكونه تخلص من فترة الانتظار التي ربما تكلفه ساعة من الزمن ، في منتصف الطريق سأله الزبون هل انت من تركيا ؟ اجابه الزميل كلا انا من العراق ، و بعد الوصول الى الهدف اراه الزبون سكينا كبيرا و قال له انت محظوظ كونك لست من تركيا و الا لذبحتك ! قال له الزميل و لكن لماذا ؟ اجابه الزبون اخذ مواطن تركي مني صديقتي و لابد ان انتقم من الاتراك !! و من ثم قال للزميل كنت سأذبحك بطريقة ما اثناء الطريق و لكن حصل لدي شك بأن لاتكون تركيا و ذلك عندما حييتك بالكلمتين التركيتين الوحيدتين اللتين اعرفهما ، اجبتني التحية بالالمانية . انا على علاقة صداقة مع ذلك الزميل منذ ما يقارب الاربعين سنة و اعرف سلوكه و فكره و نفسيته جيدا ، انه فضولي و له رغبة شديدة في معرفة الكلمات من لغات و لهجات مختلفة و ينطق بها قبل ان يبادره الاخرين في الحديث و الاستفسار و الاستعلام ، و يبدو ان القدرة الالهية استلهمته على ان يكون متزنا و عاقلا في تلك اللحظة و ان لايرد التحية على ذلك الالماني المتعطش للانتقام باللغة التركية و الا لكنت الان انعت و اصف ذلك الصديق و الزميل بالمرحوم. ربما ثبت من خلال هذه القصة او الحدث عدم صحة المقولة الراديكالية و الشوفينية التركية و التي تقول (سعيد من يقول انا تركي).
#بدل_فقير_حجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسنان الرئيس بارزاني
-
ما بعد رحيل الرئيس جلال الطالباني
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|