أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آلان كيكاني - المسلمون وفوضى الحواس














المزيد.....

المسلمون وفوضى الحواس


آلان كيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد في القرآن الكثير من أوصاف المشركين الذين يصدون آذانهم وأعينهم عما جاء به محمد من آيات بينات من ربه , فقد وُصِفوا بأنهم لا يسمعون وإن كانت لهم آذان ولا يرون وإن كانت لهم أعين ولا يعقلون وإن كانت لهم ألباب , بل هم صم بكم عمي لا يفقهون . وفي هذه الأيام تكاد تكون الصورة مقلوبة تماماً , فالمسلمون هم أكثر شعوب العالم إصابة بالعمى رغم سلامة العين وأكثرهم صمماً رغم سلامة الأذن بل يتعدى الأمر ذلك إلى اختلاط المقاييس والأوزان في أذهانهم أينما كانوا حتى صاروا يرون المحاسن مساوئً والمساوئ محاسناً بل يكادون لا يميزون بين ما ينفعم وما يضرهم وهم يلهثون خلف النصوص ويتبعونها دون تفكير فيها , حتى بات النص الديني عندهم هدفاً لا وسيلة .
التناقضات في حياة المسلمين هذه الأيام أكثر من أن تعد أو تحصى ولكن الملفت في الآونة الأخيرة هو ارتكاسهم واستجابتهم بشكل عنيف جداً لكل من ينبس بكلمة لا تعجبهم عن الإسلام أو أحد أعلامه فيخرجون للمظاهرات بالملايين ويحرقون أعلام دول وصور رؤساء وكتاب وفنانين . فقد وجدنا كيف تفاعل المسلمون حول العالم مع رسمة كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد للرسام الدانيماركي كيرت ويسترغارد منذ بضع سنوات وكيف قاطعوا البضائع الدانيماركية وخرجوا للتظاهر في كل الدول الإسلامية ينددون ويبكون مدافعين عن رسول الله ضد رسمة, لا حول لها ولا قوة ولا تبقي ولا تذر. وقد قاموا بحملات كثيرة على الانترنت لنصرة رسول الله ومن الحملات التي قاموا بها أذكر هنا حملة ( إلّا رسول الله ) والتي تعني مما تعنيه أن كل شيء مباح إلا المساس برسول الله أو التعرض له بكلمة سوء وفيما عدا ذلك فالأمر لا يهم , وعليه لا ضير إذا أريقت الدماء وانتهكت الأعراض ودنست الأوطان ومست الكرامات وإنما المهم هو عدم الحديث عن الرسول بكلمة سوء .
قرون الاستشعار عند المسلمين غير حساسة لسفك دماء المسلمين ولا لإهانتهم بل هي مبرمجة على أمر واحد فقط وهو التعرف على كلمة تقال في حق الإسلام والمسلمين في الغرب وغربلتها فإذا كانت تحمل معنىً غير مستحب خرج المسلمون للشارع يصرخون ويسبون ويحرقون لنصرة دينهم .
أما الاستجابة لدماء المساكين من المسلمين فقد تركه المسلمون للغرب الكافر وهذا ما يفسر لجوء المسلمين للغرب يشتكون ويتذمرون حين تراق دماؤهم من قبل زعمائهم كما حدث في ليبيا وما هو على وشك الحدوث في سوريا .
لم نجد تحركاً للمسلمين إزاء المجازر البشعة التي تحدث في سوريا , لا على الصعيد الشعبي ولا على الصعيد الحكومي غير التضامن المبطن في القلب من قبل الشعوب والتنديد الأجوف من قبل الحكومات , لم تخرج مظاهرات عارمة في دولة إسلامية تندد بآلة القمع , ولم نجد دولة إسلامية تحركت بصورة جدية لإيقاف حمام الدم المسلم .
ليت علمي هل دماء عشرات الآلاف من المسلمين لا تساوي كلمة قالها سفيه بحق نبي المسلمين ؟ لعل العمه الذي يعاني منه المسلمون هو سبب تخلفهم عن ركب الحضارة العالمية وهو السبب في أختلاط الأولويات في ذهن الإنسان المسلم فتراه ينبري مدافعاً بعنف عن أمور غيبية في حين يتقاعس عن نصرة أخوان له تراق دماؤهم ولو بتظاهرة سلمية .



#آلان_كيكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الشباب ونصيب الكرد منها
- ثورة تحطيم الأصنام
- اللهم زدني كفراً
- المسلمون مصانع للشهرة
- إلى الأخ آرام في الثوارالبيشمركة
- مرحى للحوار
- والحقد في الصغر كالنقش في الحجر
- مام علي
- أمي
- ملاك الوحي
- ضريبة الزقوم
- كرديستوفر كوردلومبس يكتشف جزيرة كوردسيكا *
- ريح الشمال
- آه يا مصطفى
- أنا وجدي
- حين ينمو الجسد وتتوقف الشخصية عن النمو
- يوم خجلت كوني طبيباً
- عيشو وجانيت
- حديث شيوخ


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آلان كيكاني - المسلمون وفوضى الحواس