|
العراق الى اين ...؟؟
عباس متعب الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 20:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لااحد يستطيع الان ان يخالفني الرى ويقول بان البلاد ووفق المعطيات الحالية وما تمخضت عنها من اشكاليات وعقد تسير نحو الافضل او انها بدايات للانفراج والحل بل العكس هو الصحيح لان ما يطفوا على سطح الساحة العراقية الان خرج عن المألوف وتجاوز حدود كل الحسابات التي يمكن ان تحدث جراء تغير نظام سياسي باخر كالذي جرىفي العراق والذي تعدى خيال وحسابات كل المفكرين والباحثين وحتى اولئك الذين وضعوا ستراتيجية التغير لهذا البلد. عندما حشدت الولايات الامريكية المتحدة قواتها في الخليج العربي ورست بوارجها وحاملات طائراتها فيه وعندما اصبح الهجوم الامريكي واقعا لامحال وهو على بعد قوسين او ادنى من الاطاحة بنظام صدام حسين وكما روجت وسائل الاعلام الغربية وحليفاتها انذاك بان ماسيشهده العراق بعد الاطاحة بنظامه من تغير جذري على مختلف الاصعدة حيث سيعم الرخاء والازدهار في ربوع الوطن وسيشعر المواطن العراقي بالامن والامان ويتذوق طعم الديمقراطية وسينعم بحياة رغيدة رافلة بظلال السعادة والعز والكرامة وهي تخيم على اجواءه لتملى حياته بهجة وسرورا ولاسيما ان العراق بلد غني بموارده وثرواته وان هذه الثروات ستكون ملكا له وستتاح فرص التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والعمل لجميع مكوناته دون تميز كما وان القادة السياسين الذين سيحكمون البلد هم من ابناءه وسيكونون قدوة في الولاء للوطن وفي منتهى الامانة والنزاهة والشرف كما وان المجتمع اقليميا ودوليا سيعمل على حماية هذه المكتسبات التي ستتحقق للعراقيين كل ذلك والكثير طبلت له الدعاية الغربية ووسائلها المأجورة مما حدى بجميع العراقيين ان يعيشون احلاما وردية نسجتها لهم الدوائر الصهيونية من خيوط العنكبوت الواهنة والتي طالما تبخرت هذة الاحلام واصبحت كابوس مرعب بعد ان ملاءت جثث الشهداء المغدورين شوارع بغداد وباقي المدن العراقية وحتى امتزجت دمائهم الزكية بمياه نهري دجلة والفرات. على ما يبدوا ان الادارة الامركية لم تضع برنامجا سياسيا لما بعد الغزو للعراق وهذا كان واضحا من جراء الفوضى التي عصفت البلاد وما اتخذه الحاكم المدني اليهودي الاصل (بريمر) من قرارات عشوائية طائشة دفعت العراق نحو ما هو علية الان وبعد مضيئ ثماني سنوات على تلك الحملة الهمجية التي قادتها الولايات الامريكية المتحدة وحلفائها اكتشف العراقيين ان ازاحة نظام صدام حسين عن السلطة في العراق لم يكن سوى مانشيت بالخط العريض وضع في صدر وسائل الاعلام المقروءه وعنوان بارز تناولته وسائل الدعاية الصهيونية لذر الرماد في العيون وان هدف تخليص الشعب العراقي من ظلم دكتاتورية نظام البعث الحاكم انذاك لم تكن هي الغاية الحقيقية لهذا الغزو وان صدام حسين ونظامة لم يكن يشكل في يوم ما تهديدا حقيقيا للمجتمع والسلم الدولي ابدا وان نظامه هو الاقرب الى الانظمة الاقليمية في المنطقة وهذا ما يؤكده حديث ملك السعودية ابان حرب الخليج الثانية عندما راح صدام حسين يهدد باشعال المنطقة باسرها اذ قال الملك السعودي انذاك( ان صدام حسين وجنونه اهون الينا من حكم ايران في العراق) ولاشك بان النظام السعودي كان يضغط على الادارة الامريكية انذاك لابقاء حدود حملتها العسكرية بحدود تحرير الكويت والحفاظ على نظام صدام حسين وهذا ما حدث فعلا من خلال التغير المفاجئ لخطط التحالف الدولي من عام 1991 . ان المتتبع لاحداث ما بعد عام (2003) يجد وبالدليل القاطع ان ما حصل بالعراق ليس هو بارادة القوى السياسية الحاكمة بالعراق الان والتي كان اغلب رموزها وكما هو معروف يتسكعون في شوارع مانشستر سيتي ونواديها الليلية وكذلك ليس بارادة القوى الاقليمية المحيطة بالعراق جميعها لانها كانت تملك الكثير من المخاوف لما يصبح علية العراق ما بعد التغير ولم يكن كما هو مشاع لسواد عيون الشعب العراقي ابدا انما هو تنفيذ لمشروع كبير وضع منذ امد بعيد لتقسيم منطقة الشرق الاوسط باسرها باستثناء السعودية وعلى الاقل في المرحلة الاولى لهذا المشروع ولان ملك السعودية الراحل والذي تبؤء مقعدة في (...) هو اول من باع فلسطين الى اليهود نهاية الحرب العالمية الثانية والمتتبع لتاريخ ال سعود بالتاكيد مطلع على هذه الحقيقة المره المهم ان هذا المشروع قد بداء تنفيذه من عام ( 2003 )ابتداءا من العراق وسوف يستمر الى ان يصبح الربيع العربي خريفا اصفر ومن يريد ان يتاكد فليذهب الى ما يسمى بكردستان العراق حيث تنتشر مكاتب الموساد الاسرائيلي تحت يافطات مختلفة لشركات تجارية وهمية وتحت رعاية قادة الحزبين الكرديين والذين تربطهما علاقات ازلية مع اجهزة المخابرات الاسرائيلية (الموساد) ولهما مصالح مشتركة على راسها تقسيم العراق الى دويلات صغيرة متنافرة وغير متالفة وما يحدث الان من حملة غير مسبوقة لاقامة اقاليم سنية وشيعية يغنينا عن شرح المزيد ومن يتعلل بالدستور ومنحة هذه الصلاحيات باقامة الاقاليم عليه ان يعلم بان هذا الدستور كتب بارادة صهيونية نفذتة القوى الكردية الانفصالية مستغلة غياب الشعور الوطني لدى اغلب الساسة العراقيين وعمى بصيرتهم وتصارعهم على تولي السلطة واستحواذهم على مصادر المال والقرار وسوف يسجل التاريخ هذه الخيانة كما سجلها لاال اسعود والتاريخ شاهد لايرحم.
#عباس_متعب_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكويت ام كاظمة ..عراقية الاصل والنسب..
-
الربيع العربي وخريف الانظمة الفاسدة
-
بن لادن ..اسطورة الشر تتهاوى
-
ورقة التوت ..لم تعد تغطي عورتهم
-
الصحافة العراقية ..بين الامس واليوم
-
رسالة مفتوحة الى نقابة الصحفيين العراقيين
-
وعلى البغاة تدور الدوائر
-
ثورة الياسمين تعانق ثورة الجياع
-
المس بل 00في الذاكرة العراقية
-
الد يمقراطية اللامركزية..اين ستفضي بنا ؟؟؟
-
الاسلام وسيف الاسلام القذافي
-
برلمان دولة او برلمان شعب
-
سيناريو فيصل والعرش
-
تحيتنا السلام ولن نرد الاساءه بالاساءه
-
كلام في مهب الريح
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|