أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد جاسم الساعدي - منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق














المزيد.....

منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 17:25
المحور: المجتمع المدني
    



يعاني المجتمع العراقي من أزمات عضوية، مركبة ومعقدة. بخمسة عقود متراكمة من الخوف والطغيان والاستبداد والحروب والحصار والاحتلال والخوف من الحرية والديمقراطية والتعددية، وبروز الصراعات الطائفية والمحاصصات السياسية التي أنهكت العراق وخذلت طموحه وأماله ...
منظمات المجتمع المدني لم تجد طريقها ولم تثبت أقدامها لأنها فتية في ظل خراب اقتصادي واجتماعي ونزاعات سياسية، وديمقرطية " هشة " لا تبتعد كثيراً عن " مقاسات " النفوذ والسلطة والمصالح الشخصية.
لهذا تحتاج هذه المنظمات الى رؤية وآفاق واستقلالية وعمق شعبي وطني يدافع عنها ويحمي وجودها في ظل أبعاد انسانية وثقافية ، وأن تبتعد عن " الملاذات " الحكومية الآمنة في الرعايات والانفاق، ومن هنا مسؤولية المنظمات صعبة ومعقدة وبحاجة الى نفس طويل تعتمد على العمل الجماعي و " التشبيك " الثقافي والعملي وليس " تقاسم " المنح والهبات .ولكن " آفة " أخرى الحقت الضرر بمنظمات المجتمع المدني المؤقتة التي تسدّ فراغات البطالة والانتفاع بالمال لدى بعض تلك المنظمات ولابد من الاعتراف بوجود منظمات ومبادرات شخصية وعائلية ومناطقية في موضوعات الاغاثة وحماية الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ومحو الامية ولكنها تبقى محدودة في اطارها الاجتماعي. نحن نبحث عن منظمات حقيقية لها موقف ثقافي شجاع من موضوعات : الفساد الاداري والمالي وسياسة المحاصصات والاستبداد والتفرد بالسلطة وقمع الحريات ومطاردة المعارضين والمحتجين والاشتغال لبناء ثقافة مدنية بآفاق إنسانية ووطنية على كل ألوان القهر الاجتماعي والخوف وأن تهتم بالبحث والاحصاء والمعلومة وأن يكون لها حضور على كل المستويات العلمية والتربوية والصحية والثقافة والسياسة ...
إن تجربة تسع سنين من نظام ما بعد 2003 لاتبشر بخير، لأن آلاف المنظمات أختفت وأن بعضها لم يحصل على تجديد اجازة من دائرة منظمات المجتمع المدني، وأنّ " الحكومة " اهملت عن قصد المنظمات ولم ترع شؤونها واحتياجاتها ...
ولعّل ذلك يعود الى طبيعة الرؤية الفكرية، الثقافية لأصحاب القرار السياسي، الذين مع الأسف يكتفون بأنفسهم ومن حولهم، ولم يصلوا حتى الآن الى فهم طبيعة المنظمات ودورها وأهميتها في نقل المجتمع من مرحلة الى مرحلة أخرى باعتبارها " شريكاً " في بناء المجتمع وتطويره وإنها ذات آفاق مدنية متنورة تستفيد من تجارب العالم المتشابهة لتجربة العراق في الموت والاستبداد والخوف والحاجة ...
إن الموضوع يأخذنا الى ما بذلته " جمعية الثقافة للجميع" في بغداد ومدن عراقية أخرى من تنفيذ مشروعات ثقافية واجتماعية وتربوية اعتمدت على تجارب غنية في العمق الشعبي وانها حققت باعتزاز فائدة مباشرة في التعليم والتدريب ومهارات الحياة لأكثر من ثلاثمائة الف وخمسمائة شخص باعمال متنوعة في حقوق الانسان والمجتمع المدني ومهارات التدريب لعشرات الالاف ولم تتعرض يوماً الى مشكلة مع الجمهور على الرغم من ظاهرة " العنف الطائفي " المؤقتة، لأنها اشتغلت بأبعاد اجتماعية وثقافية وإنسانية، حرصت على " الاستقلالية" ووضعت العراق اولاً في مجرى حساباتها وأعمالها ...
من يدعم منظمات المجتمع المدني في العراق ؟
تحتاج المنظمات الى توسيع فضاءات العمل بالمطالبة الجادة والعملية لإعادة بناء العمل النقابي والمهني وسنّ تشريعات جديدة ، تحرك الأجواء النقابية وتوسع دائرة المشاركة والمطالبة من دون هوادة لإعادة بناء الحركة الصناعية والزراعية والعمرانية، ولا أدري كيف ننقل رؤيتنا وهمتنا في جمعية الثقافة للجميع الى كل المنظمات والنقابات والجماعات المحلية بضرورة الدخول المباشر في فك أزمة الأمية والجهل والفساد المالي والإداري والقضايا الصحية والتواطؤ على السلطة والنفوذ بالتظاهرات السلمية المتواصلة بحسب برنامج عمل مشترك بين هذه المنظمات يعتمد على الادلة والمعطيات في تدهور التعليم والخدمات والبطالة وحجم المشردين والنساء الارامل والمطلقات، وعدم كفاية"المعونات " المالية التي تقدم الى الفئات الاجتماعية المحرومة والمهمشة .



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود وا ...
- اضراب عمال الزيوت النباتية في ذكراه الثالثة والاربعين
- رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نوري المالكي
- -جمعية الثقافة للجميع- النشأة والتطور
- طاولة مستديرة في حق النساء والفتيات في التعليم
- مناقشة مشروع قانون محو الامية
- -دعم مطالب المتظاهرين ضرورة ثقافية وتنظيمية-
- مهرجان المربد الشعري الثامن في البصرة
- قراءة في مشروع قانون التربية
- لا للفساد وانتهاكات حقوق الانسان
- منظمات المجتمع المدني وثقافة حقوق الانسان
- التعليم في العراق وآفاق اصلاحه واسئلة التربية النقدية
- الثقافة العراقية الى اين...؟
- كتاب ... مدجنون
- مذكرة مفتوحة لإصلاح التعليم
- نحو عراقٍ خالٍ من الأمية
- الاحباط وهامشية المكان في الثقافة العراقية- القصة نموذجا
- الكفاءات العراقية في الخارج
- المنظمات والنقابات في دائرة المدنية والثقافة النقدية
- ازمات بنيوية في الثقافة العراقية


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد جاسم الساعدي - منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق