جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 16:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على جدار الثورة السورية رقم 18 – تاريخ شعبنا المشرقي لا يمثله رجال دين جبناء و مرتزقة :
السيدالمسيح الذي تحدى الموت وهو ينزف من جراحه بشجاعة على الصليب , وحارب عنصرية اليهود وتجارتهم في الهيكل كما حارب جبروت الإحتلال الروماني ممثلاً في حاكم القدس اّنذاك – بيلاطس البنطي – المسيح الثائر على الإحتلال والعنصرية ,,لايمثله رؤساء رجال الدين الذين يقلدون الأباطرة في حياتهم ,,في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها شعبنا السوري عاى أيدي حكامه القتلة واللصوص ,,,, رؤوس رجال الدين في سورية الذبيحة هذه الأيام يقفون إلى جانب "" قيافا "" العنصري اليهودي وعصابته من اللصوص والقتلة ,, وبيلاطس الطاغية الروماني في عصرنا بل يهتفون ,,إلى ماهو أبشع وأكثر إجراماً وعنصرية وقتلاً للناس الأبرياء بالجملة لمناداتهم بالحرية والكرامة والسلام
.. وكما أصر " قيافا " اليهودي الطائفي والعنصري بدسائسه وإفترائه على صلب السيد المسيح وتعذيبه حتى الموت ,, ومطاردة تلاميذه المنادين بالحق والحرية والمحبة والسلام وقتلهم وتعذيبهم ..والإستقواء بحراب روما وسلطة وغباء واليها بيلاطس .. كذلك يفعل اليوم الطاغية بشار الأسد "" ٌقيافا الجديد "" وعصابته بحراب شقيقه بيلاطس وعصابته وموافقة أمريكا وإسرائيل على صلب شعبنا وقتل وإبادة خيرة شبابه وبناته في مجازر إبادة جماعية أمام العالم كله الأصم الأبكم ...
وأنتم يا رجال الدين المسيحي في سورية والمشرق كله أين تقفون اليوم ,أمام المذبحة والصلب اليومي لشعبنا وشبابنا في جميع المدن السورية .-.أنا لا أعمم لأن بينكم الكثير من الوطنيين الغيورين الشرفاء --..لكن أقصد الزعامات الدينية التي تملك القرار __ أي البطاركة بالتحديد وبالدرجة الأولى في سورية ولبنان الذين يشكلون مع زمرة البوطي وأمثاله جوقة المديح للطاغية القاتل والتضليل لشعبنا الأعزل المناضل في سبيل الحرية والكرامة والسلم الأهلي وضد الطائفية التي زرعها النظام المجرم وفي سبيل الوحدة الوطنية الديمقراطية
.. لقد صرخ بكم يا تجار الدين فيلسوف لبنان / جبران خليل جبران / في مطلع القرن الماضي بقوله : ( لقد جعلكم الناصري كالخراف بين الذئاب ,,فأية اّية جعلتكم كالذئاب بين الخراف ) فأية اّية تجعلكم أنتم وأمثالكم من رجال الدين الإسلامي تجعلكم وحوشاً أنصاراً للقاتل بشار الوحش وأعداءً للضحية المسالمة ... .. لقد علمكم السيد المسيح أن تبقوا رافعي رؤوسكم إعتزازاً لأنكم أصحاب حق , ولأنكم حاملو مشعل الحرية والكرامة الإنسانية والسلام .. وأنتم اليوم مطأطئو الرؤوس جبناء ومرتزقة تسجدون للطاغية المجرم وتدعون له بالبقاء على تل من لحم وأشلاء الضحايا ,,وفوق بركة من الدماء البريئة ..الويل لكم
..وهنا أكتب والدموع تغسل وجنتي حتى لم أعد أرى أمامي سوى أحرف الطابعة لأستعيد شيئاً قليلاً من تاريخ الأجداد الذي نعتز به .عله يعيد تجار الدين إلى رشدهم ليقفوا مع الحق والحرية ...
المسيحيون العرب بإيجاز شديد وقفوا مع شعبهم ضد الطغاة بنوعيهم التقليديين
1- الطغيان الداخلي 2- الطغيان والإحتلال الخارجي
منذ تكون المجتمعات المسيحية الأولى وخروجها من مرحلة الدعوة السرية إلى العلنية في القرن الثالث الميلادي..
من اليمن المسيحية في القرن الخامس الميلادي تصدي المسيحيون الأبطال للغزوين الحبشي والفارسي وتصدوا للطاغية اليهودي ( ذو نواس ) الذي حكم اليمن بدعم من الفرس . وبعدما دخل مدينة نجران بالخداع أراد أن يرغم أهل نجران واليمن بترك الدين المسيحي أو الموت حرقاً رفضوا ترك دينهم ونفذ المجرم تهديده بحرق معظم سكان مدينة نجران بحماية الجيش الفارسي في الكنيسة التي لم تعد تتسع لجثث الضحايا فحفر اليهود وجنود الفرس معا خندقا كبيراً لدفن الضحايا فيه بجانب الكنيسة التي كان يطلق عليها ( كعبة نجران ) كما كان يطلق على كل بناء مربع الشكل في الجزيرة العربية ...في أول هولوكوست في التاريخ البشري نفذه الفرس واليهود معاً ضد مسيحيي نجران واليمن – وقد سبق لي نشر ذلك الهولوكوست اليمني في دراسة تاريخية ..وقد ورد ذكر هذه المذبحة بشكل تلميحي موجزدون تحديد الفاعل في القراّن بعدعشرات السنين في سورة ( البروج )..
وفي بلاد الشام وهنا مربط الفرس كما يقال : كان المسيحيون الأّراميون وأحفادهم السريان سكان المدن السورية يتكلمون السريانية مع اليونانية – وكانت القبائل البدوية التي تعيش في البادية بعد أن تنصرت تتكلم العربية وتتعلم السريانية كتابة حتى كلمة عربي كانت تطلق على سكان البادية فقط --- وهذا الموضوع سبق بحثه في علم اللغة وتطورها ...
المهم كان مسيحيو المدن والبادية شبه موحدين وكان بطريرك أنطاكية يعين لكل قبيلة كاهنها يرحل ويقيم معها في البادية .. وكان الجميع في صراع مع الإحتلال الروماني ثم البيزنطي رغم وحدة الدين في القرن الرابع الميلادي سبق أن تحدثت عن مملكة ماوية الدمشقية التنوخية ( كما وصفها المرحوم المؤرخ المقدسي نقولا زيادة ) أي من قبيلة تنوخ التي كانت إحدى قبائل سورية المسيحية التي رفضت تعيين بيزنطة وإمبراطورها بطريركاً أرثوذكسياً غريباً عن سورية وأرادت بيزنطة فرض إرادتها بالقوة لكن جيوش ماوية انتصرت عليها وهزمتها شر هزيمة ووصلت جيوش ماوية الدمشقية إلى أسوار بيزنطة والتارخ طويل ومشرّف لمسيحيي سورية ,, ومثل مملكة ماوية مملكة كندة التي تركت قبر زعيمها الحارث الثالث في تل ( النمارة في حوران )الذي لقّب في القرن الخامس الميلادي ملك سورية والبوادي وملك العرب كلهم وقد هزم جيوش بيزنطة وحرر سورية كلهامنهم ,,,
وهذا مافعله الغساسنة في القرن السادس الميلادي ومصادرهم متوفرة لمن يريد المزيد .. فالحارث الغساني تمرد على بيزنطة أيضاً وكانت الحروب سجالاً معها حتى إعتقلته بيزنطة بخدعة حملها إليه أحد رجال الدين لمقابلة الإمبرطور حتى اعتقلوه وعذبوه ونفوه مع ولده المنذر إلى مالطة حتى توفي فيها ,,,,
ولن أبحث في هذه العجالة دور المسيحيين الوطنيين في سورية في إسقاط الإحتلال البيزنطي في القرن السابع الميلادي , وهزيمته وقتل الحاميات البيزنطية وفتح المدن السورية أمام جيوش الغزو القادم من الجنوب لبلاد الشام للخلاص من الإحتلال البيزنطي حتى قتا ل تغلب كبرى القبائل المسيحية وأخواتها في بلاد الشام وأمير حمص المسيحي على رأس جيشه في معركة اليرموك إلى جانب جيوش أبي عبيدة وخالد بن الوليد .. وطلبوا من القائد أبي عبيدة حصتهم من الفيء بعد الإنتصار فأعطاهم نصيبهم من الغنائم كبقية المقاتلين ,, وهذا تم بحثه في السابق .
لذلك أنتقل لمرحلة الإحتلال الأوربي بتحريض من باباوات روما لبلادنا بإسم الصليب في القرن الثاني عشر ..
وحسب دراسة تاريخية موثقة للمطران " جورج خضر " راعي مطرانية جبيل -- المستقيم الرأي أي باليونانية ( الأرثوذوكسي ) وأنا مع التعريب لكل الكلمات القديمة المتوارثة وحذف الكثير منها
– في هذه الدراسة يؤكد أن نسبة المسيحيين الشرقيين المستقيمي الرأي في بلاد الشام كانت حتى ذلك التاريخ تقارب ال 60 % من السكان ولم يستطع الإحتلال " الصليبي " تحويلهم إلى الكثلكة مذهب أوربا الرسمي يومها ..
وطيلة مدة هذا الإحتلال الطويل الذي دام حوالي 180 عاماً كان المسيحيون الوطنيون المستقيمي الرأي في حالة صراع ومقاومة وطنية مع إخوانهم المسلمين ضد المحتل ..
وطرد المحتلون البطريرك الأرثوذكسي من مقره في أنطاكية وعينوا مكانه بطريكا إيطالياً حملوه من روما ..ونهبوا أ ثمن ما في الكنائس والأديرة في سورية ولبنان وفلسطين من اّثار وأيقونات ..
وعندما وحّد صلاح الدين الإمارات الوطنية المتناحرة على الزعامات الفارغة بتحريض من المحتلين ... كان المسيحيون الوطنيون في طليعة مقاتليه المخلصين وانضمت لهم جماهير المدن والقرى التي لم تغير دينها وبقيت مسيحية وكلهم كانوا في الأصل من عائلة واحدة .. سٍكان بيروت حرروا مدينتهم من الحامية الصليبية قبل وصول جيش صلاح الدين إليها ...والقائد المسيحي " عيسى العوّام "" قائد فيلق في جيوش صلاح الدين هو الذي حرًر مدينة عكا من الصليبيين .. وبعدها ساهم بتحرير مدينة القدس وأعيدت عقارات وأملاك سكان القدس المسيحيين لأصحابها بعد فرار المحتلين الغاصبين ...
وبعد تحرير البلاد كلها بقيادة صلاح الدين راعي الوحدة الوطنية في بلاد الشام ومصر لم ينس مافعله المحتلون في أنطاكيا .. فتأبط ذراع البطريرك (الأرثوذوكسي ) المستقيم الرأي وأجلسه على كرسيه في إنطاكية -- وهوبطريرك سائر المشرق حسب التسمية القديمة حتى اليوم بعد إ نتقال مركزه لدمشق ..
في الحلقة القادمة سنشرح موقف البطريرك غريغوريوس حداد من الثورة السورية عام 1925 ورفضه إستقبال المفوض السامي الجنرال ساراي ...ودور والوطنيان الكبيران فارس الخوري وعقلة القطامي أثناء الثورة وفي البرلمان السوري وغيرهم - ثم موقف البطريرك --- الكسندروس طحان عام 1953 – مع المناضلبن في السجون ضد ديكتاتورية أديب الشيشكلى ..
لنصل إلى مافعله الخائن حافظ الأسد ووريثه بشراء الذمم والضمائر خدمة لديمومة نظامه الفاشي المعادي للوطن والشعب وشراء النفوس الرخيصة من رجال الدين من جميع الطوائف لخدمة إستبداده وطغيانه والتدخل في شؤونها الداخلية وتحويل المئات من رجال الدين إلى مخبرين وعسس على شعبهم لحساب الطاغية ,, أوتصفية بعض النفوس الوطنية الكبيرة التي رفضت الإنصياع لقمعه وتضليله .. كما فعل مع البطريرك المستقيم الرأي " الياس الرابع " الذي توفي مسموماً في الثمانينات من القرن الماضي .. إلى جرائم الوريث وعصابته في لبنان وسورية ..
وفي الختام : النصر لثورتنا السورية البطلة النصر لشبابنا وشاباتنا وأطفالنا الذين بنوا بأجسادهم الطاهرة وإرادتهم الفولاذية جسر الحرية والكرام لنعبر جميعاً من اودية الذل والإستبداد وا لظلام إلى قمم الحرية والنور- هذا أملنا أمل جميع الوطنيين الديمقراطيين -- لنبني سورية الجديدة الحرة والديمقراطية لكل السوريين وكل عام ووطننا وشعبنا يألف خير ...- لاهاي - 25 / 12 / 2011
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟