أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط















المزيد.....

الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 07:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية في فترة معارك الفاو ومحاولة القوات العراقية استرجاع شبه جزيرة الفاو بأي ثمن طرح أحد الصحافيين سؤالاً على نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح فيما لو كان الاختراق الإيراني للأراضي العراقية يمكن أن يؤدي إلى سقوط نظام صدام حسين كان الرد الفوري للمسؤول الكويتي " لاسامح الله أتمنى الآً يحصل ذلك ابداً " .وكان خوف الوزير الكويتي مفهوماً وهو يخشى من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في العراق مما سيساعد على إنشاء " هلال شيعي" في المنطقة يضم العراق وإيران وسورية ولبنان.
وأضاف المسؤول الكويتي رفيع المستوى قائلاً وبصرامة وانزعاج:" لو تحقق مثل هذا السيناريو فإن دول الخليج برمتها سوف تسقط بدورها الواحدة تلو الأخرى كأوراق الشجر الميتة" .
وبعد مرور عشرون عاماً على مثل هذا الكلام يتبنى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني هذا التحليل ويصرح به في مقابلة أعطاها لصحيفة الواشنطن بوست . فقد حذر العاهل الأردني من مغبة وخطورة وصول نظام موالي لإيران في العراق الذي من شأنه أن يغيَر بعنف وعلى نحو جوهري التوازن القائم بين السنة والشيعة في المنطقة على حد تعبيره. ولتأكيد مخاوفه أدعى الملك الأردني شائعة رددتها وسائل الإعلام المغرضة مفادها أن الحكومة الإيرانية الحالية شجعت أكثر من مليون إيراني للذهاب إلى العراق والحصول على وثائق ثبوتية أو هويات شخصية عراقية من أجل المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في 30 من كانون الثاني 2004 في العراق.
ما هي دوافع وأسباب مثل هذا التصرف الاستفزازي الذي يمس بلدين معنيين إلى جانب العراق وهما سورية وإيران ؟ وهما البلدان المستهدفان من قبل أمريكا وإحداهما على لائحة محور الشر ، ولماذا الآن بالذات؟
لاننسى أن هذا التصرف الأردني تصادف مع زيارة غير مبرمجة مسبقاً يقوم بها الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأمريكية يمر خلالها بالمملكة العربية السعودية وليبيا مع استراحة في لندن عند عودته من جولته هذه.وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الإدارة الأمريكية الحالية أو جزء منها تحاول للمرة الألف لعب ورقة التباين الإثني والعرقي والديني ـ من خلال لاعبين وسيطين كالأردن ـ في وقت بلغت الأزمة في المنطقة أوجها ، وطبعت بأحداث عميقة ومؤثرة كرحيل الشيخ زايد بن سلطان والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وما يترتب عليها من مشاكل خلافة في فلسطين والإمÇرات ، والترقب القائم بهذا الصدد في العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين على سبيل المثال لا الحصر.
قد يكون الهدف تشجيع تشكَل أو انبثاق " قطب شيعي" يلتف حول إيران في مقابل " جبهة سنية" تقودها تركيا كما يعتقد بعض الاستراتيجيين الغربيين، وهذه خارطة جديدة تضاف إلى الخرائط اللعينة التي تعدها الإدارات الأمريكية باستمرار للمنطقة بغياب استراتيجية عقلانية وجهل مدقع في فهم الخصوصية والمعطيات الذاتية والإقليمية التي تتسم بها المنطقة العربية وبعض دول العالم الإسلامي.
وبذلك نصل إلى مفترق طرق يتصف بالمفارقة، فمن جهة هناك إدانة وتشهير بـ " تقهقر الإسلام وتخلفه حضارياً " ومن جهة ثانية استخدامه كآلية لتسيير شؤون المنطقة. ولكن مالذي سوف يحدث لو أن إيران والعربية السعودية قررتا فجأة تشكيل جبهة إسلامية موحدة تتجاوز وتقفز على الحاجز الطائفي ( السني ـ الشيعي) واتباع استراتيجية مشتركة ولتأمين الحماية اللازمة لهما؟ وهذا ما فكَر به المؤرخ والمحلل الاستراتيجي الفرنسي الكسندر أدلر في كتابه " رأيت نهاية العالم القديم" .
توافقاً مع نهجها التجريبي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تجميع وربط خرائط وأوراق قابلة للإنفجار ووضعها جنباً إلى جنب : بسط الهيمنة التامة على النفط وتدمير العراق ، وتهديدات متتالية ضد إيران وسورية، دعم وتأييد أعمى وغير مشروط لإسرائيل، التلاعب بالنزاعات والاختلافات الأثنية والعرقية والدينية والطائفية وفق نظرية فرَق تسد، فكل شيء مباح ومسموح لترسيخ وتدعيم الطموحات الجيوستراتيجية اللامحدودة للإمبراطورية الأمريكية الجديدة.
منذ الحادي عشر من أيلول 2001 ركزت إدارة جورج دبليو بوش جهودها على العالم العربي والإسلامي بحجة ( نشر وإشاعة وتكريس الديموقراطية فيها ) تحت تسمية مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو المشروع الذي فشل قبل ولادته والذي تتصدى له أوروبا الموحدة حديثاً بكل قواها .
كيف يمكن أن نفكر بما يخالف ذلك ونحن نرى المصير الذي آل إليه العراق تحت الحكم المباشر لقوات الاحتلال الأمريكية ؟ بينما كان من المفترض أن يكون هذا البلد " النموذج الأمثل للديموقراطية العربية " والمثال الذي يحتذى في الحرية والازدهار والتطور بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري السابق .لم ينجح الأمريكيون في الوقت الحاضر سوى في حصد نتائج فشلهم الذريع ومعاداة الشعب العراقي بغالبيته الساحقة للاحتلال والرفض المنتظم من جانب الرأي العام العربي والإسلامي لكل ما يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية ولنمط الحياة على الطريقة الأمريكية. حارب زعماء الدول العربية ومفوضوها الديبلوماسيون ، المتسلحين بدعم وتاييد شوبهم ومؤازرة الممثلين الأوروبيين في المحافل الدولية والديبلوماسية ، هذا المشروع الأمريكي الموسوم بالشرق الأوسط الكبير لاسيما إبان " منتدى المستقبل" الذي انعقد مؤخرا في الرباط في المغرب . فالكل أجمع أن لكل بلد الحق في أن يضع بنفسه تصوره للإصلاحات وفق إيقاعه الخاص من دون تدخل أجنبي ومن دون أن يملى عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قسراً . بل وأكثر من ذلك طالب المشاركون في المنتدى شرطاً مسبقاً لأي إصلاح سياسي مرتجى بحل عادل ودائم وشامل للصراع العربي ـ الإسرائيلي كما جاء في البيان الختامي للمنتدى. فهل ستسمع واشنطن صوتهم وتأخذه في الاعتبار؟ هذا ليس أكيداً .
تكمن مشكلة الرئيس بوش في أنه لايعترف بأخطائه وما أكثرها . فهروبه الدائم إلى الأمام إزاء المشاكل الملحة لايمكنه إلا أن يفاقم الأمور سوءاً ويقود العالم نحو الفوضى العارمة وبانتظار إخراجه لورقة جديدة يلوح بها في فترة ولايته الثانية سيظل العالم جامداً ومكبلاً وعاجزاً عن فعل شيء ولكن من يستطيع صد مهندسو الجحيم الشرق أوسطي ووقف مخططهم الجهنمي؟ قد يكون الأوان قد فات ولم يبق بصيص من أمل .



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل معالجة وانهاض النشاط السينمائي في العراق
- رأيت نهاية العالم القديم
- مراجعات في ما بعد الحداثة السينمائية من المفاهيم النظرية الي ...
- - فقه العنف المسلح في الاسلام
- التشكيلة الهلامية للميليشيات المسلحة في العراق
- محاولات التجديد للأثر الفيلمي ضوئياً
- رؤية تحليلية للسياسة الفرنسية إزاء الاستراتيجية الأمريكية -ا ...
- مراجعات في السينما التاريخية - التحول من نصوص التاريخ الي ال ...
- حوار مع جواد بشارة
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- جدلية القوة والضعف في أعمال المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ
- على مفترق الطرق : العراق وآفاق الحل
- العراق : اليوم وما بعد اليوم هل يمكن أن تصبح بلاد الرافدين ف ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- تداعيات من داخل الجحيم البغدادي
- الإسلام يهدد الغرب أم يتعايش معه ؟
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- رؤية أمريكية للوضع في الشرق الأوسط
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - الخرائط الأمريكية اللعينة للعراق والشرق الأوسط