أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.














المزيد.....

لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 22:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عشرات الليبيين بل مئات اختاروا مغادرة وطنهم الذي خذلوه في فترة الصراع مع نظام الطاغية المنهار، وها هم يجوبون اليوم دول الجوار بحثا عن ملجأ تنهش قلوبهم الحسرة والندم، تاركين وراءهم ديارهم واحبابهم واصدقاءهم..

نعم هذه هي نهاية من لم يفلح في اتخاذ القرار الصحيح في اللحظات الفاصلة ويتخلى عن خيارات أهله ليقف في المكان الخطأ، ولكن ان تبقى قلوبنا مغلقة امام ابناءنا واخوتنا المخطئين ، فتلك الخطيئة الكبرى في حق انفسنا اولا لتجاهلنا لفضيلة التسامح التي يحث عليها ديننا الاسلامي وكانت دائما خيارا فاصلا في كل المحن التي مرت بها بلادنا عبر التاريخ ، وفي حق وطننا الذي يحملون جنسيته ثانيا، وفي حقهم ثالثا بتركهم نهبا للتشرد والمساومة..

خلال زيارة خاطفة اضطرارية قادتني الى الشقيقة تونس لاحظت تواجد عدد من الاسر الليبية في اكثر من مدينة ، سألت عن اسباب تواجدهم وعرفت من بعضهم انهم مطلوبين أومطاردين من قبل مجالس محلية في مناطقهم او من قبل اشخاص أساؤوا لهم خلال الثورة ، ولاحظت ان هذه الاسر وخاصة الشباب منهم يعانون من عقدة الذنب لوقوفهم مع الطاغية، وان منهم من يطرح أسئلة حول انعدام فضيلة التسامح لدى الثوار ، وما اذا كان يراد لهم الارتماء في أحضان قوى مناهضة للثورة وبيع انفسهم لأي جهة تسعى لتخريب البلاد التي لا زالت توليهم ظهرها وترفض توبتهم؟ هذه اسئلة يجدر بنا الوقوف عندها بعقل متفتح.

الكثير من الليبيين وقفوا الى جانب الطاغية وقاتلوا معه ضد الشعب، ومنهم من لم يغادر البلاد لكنه يعيش مختفيا و لايستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي خوفا من محاسبته خارج اطار القانون، ويعيش الكثير منهم في دول الجوار وفي دول بعيدة اختاروها كمأوى في انتظار الصفح عنهم وإعادة دمجهم في المجتمع، لكن هذا الصفح لم يات رغم مرور ثلاثة اشهر على انهيار آخر معاقل الطاغية في بني وليد، ويبدوا ان الصفح هو آخر ما يفكر فيه قادة الثورة وقادة مجلسها الانتقالي، وإن كان يخرج علينا من حين لآخر مسؤول بتصريحات خجولة ومواربة تدعوا للتسامح والصفح، سرعان ما تغطي عليها الاخبار والتصريحات النارية الساخنة .

ما تحتاجه ليبيا اليوم بعد شهور من القتل والدمار والتشرد والنفي الاختياري والقسري لمختلف شرائح مجتمعها، هو إطلاق نداء قوي وصادق وملزم لجميع أفراد الشعب الليبي بتجاوز مراراتهم وآلامهم، ودعوة كل الليبيين الى العودة الى بلادهم وفتح صفحة جديدة للتعامل قائمة على التسامح وإعادة التلاحم والتآزر بين مختلف مكونات المجتمع، والتغاضي عن كل إساءة او خطيئة لا ترق الى مستوى الجريمة الجنائية في حق بعضنا، وافساح المجال امام مؤسسات القضاء للفصل في كل القضايا والجرائم الكبرى والكف عن نهج إسلوب أخذ الحق باليد والانتقام الشخصي المباشر من المخطئين في حقنا..

ان بقاء آلاف الليبيين -ممن وقفوا الى جانب الطاغية باقتناع او عن طمع- مشردين داخل البلاد وخارجها لا يحل المشكلة ولا يرد لنا حقا سلب، بل يزيد اوضاعنا توترا وتأزما، ويعرض السلم الأهلي في البلاد الى مخاطر قد لا ندرك ابعادها اليوم ونعجز عن معالجة آثارها بعد تفاقمها. آلاف الليبيين سواء في تونس او الجزائر او مصر او النيجر او تشاد او غيرها من الدول يشكلون اليوم خطرا حقيقيا على ليبيا وثورتها، فهؤلاء يعدون هدفا سهلا لكل متآمر يريد بالبلاد شرا، خاصة واننا رفضناهم ولم نحتضنهم وتركناهم صيدا ثمينا للمتربصين بنا سواء من فلول النظام المنهار الذين يحاولون جمع شتات عصاباتهم على امل استعادة حطام هيكلهم المهتري، او من قوى أجنبية لا تريد لنا الاستقرار والتقدم وتسعى جاهدة لإجهاض ثورتنا.

ان احتضان هؤلاء الضالين من ضحايا اجهزة التضليل التي كان يديرها الطاغية بفاعلية فائقة، او ضحيا الطمع من أصحاب النفوس الضعيفة، بدل تركهم للصائدين في الماءالعكر، هو القرار الصحيح الذي تأخر كثيرا ويجب التعجيل به اليوم قبل الغد، فخيار التسامح والصفح سيفتح أمامنا آفاقا واسعة للتوجه نحو إعادة بناء ليبيا الجديدة التي تضمن حقوق الجميع وتقدس حق المواطنة للجميع دونما إقصاء على اية خلفية كانت.. التسامح سيحمي جبهتنا الداخلية ويعالج كل أخطائنا ويصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي جرتنا الى هذا الدرك من الاقتتال والعداء، وإذا كان الوطن بالأمس قد ضاق ببعضنا نتيجة أخطائهم، فيجب ان يكون في قلوبنا اليوم متسعا لاحتوائهم واحتضانهم وانتشالهم من متاهات التشرد الداخلي والخارجي.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!
- واشنطن لا تريد فهم الدرس!!
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!
- الجنرال بشير يعلن الانفصال المسبق لشمال السودان عن جنوبه!!
- -اسرائيل- واقع .. لكنها ليست حقيقة
- مقتل -إسرائيل- في قطع حبلها السري مع الغرب
- اعلن: أنا معاد للسامية


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.