أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إعادة انتخاب بوش أخطر من انفلاق المحيط الهندى















المزيد.....



إعادة انتخاب بوش أخطر من انفلاق المحيط الهندى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى تقييمها لأحوال "الطقس" فى العالم عام 2004، أعلنت منظمة الأرصاد الجوية العالمية ان العام المنصرم احتل المرتبة الرابعة للسنوات الأشد حراً ، كما ان العام نفسه شهد عدداً غير مألوف من ظواهر "نزق الطبيعة" كالفيضانات وموجات الجفاف والأعاصير والعواصف. وقبل أن يجف مداد هذا التقرير المتشائم وقبل أن يلفظ عام 2004 أنفاسه الأخيرة وقع زلزال المحيط الهندى غداة احتفالات أعياد الميلاد وما أعقبه من موجات مد بحرى عالية وعاتية أغرقت الآلاف المؤلفة من البشر ودمرت الأخضر واليابس فى اندونيسيا والهند وسرى لانكا وتايلاند وجزر المالديف فى واحدة من كبريات الكوارث التى تعرضت لها البشرية خلال قرن من الزمان.
ويبدو ان تقييم منظمة الأرصاد الجوية العالمية لا ينطبق على "الطقس" فقط وإنما يصح أيضا على الأحوال السياسية لكوكبنا خلال هذا العام المنصرم الذى وصفته شبكة CNN وصفاً سلبياً حيث قالت أنه " لم يحمل الكثير من الأحداث المفرحة".
وإذا كان هذا هو وصف واحدة من كبريات وسائل الاعلام الأمريكية لواقع الحال، فماذا عساه أن يكون الوصف الذى تطلقه وسائل الاعلام العربية التى تعيش فوق أرض تلطخها الدماء ويغمرها العنف ويمزقها الفقر والفساد والاستبداد وخواء الإرادة والروح؟!
ان الزلزال الذى هز العالم بأسره فى العالم الفائت هو إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن يوم 2 نوفمبر الماضى . ومثله مثل زلزال المحيط الهندى فان مركزه كان واشنطن أما توابعه فقد ضربت قارات الدنيا كلها.
فهذا الرئيس الذى دخل إلى البيت الأبيض لأول مرة عام 2000 بعد انتخابات مثيرة للجدل، وشرعية مشكوك فيها ، وبحكم محكمة لا بإرادة أغلبية الناخبين .. حصل فى انتخابات نوفمبر 2004 على تفويض واضح من نصف الشعب الأمريكى تقريباً ، مدعوم بأغلبية كبيرة فى مجلسى الكونجرس ، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وأغلبية حكام الولايات ، وبالتالى أعضاء المحكمة العليا.
أى أن المحافظين الجدد، الذين يمثلون أقصى اليمين المتطرف والأصولى والرجعى ، قد حصلوا على تأييد "شعبى"، هو بمثابة ضوء أخضر لهم للمضى قدماً فى سياساتهم الأمبراطورية ، والعدوانية ، التى أزعجت حتى حلفائهم الدوليين فى السنوات الأربع الماضية .
وأصبح من المتعين على النصف الأذكى والأرقى والأعقل فى أمريكا، الذى منى بهزيمة ثقيلة فى انتخابات الرئاسة .. كما أصبح من المتعين على معظم البشرية التى شربت المر من السياسات الامبراطورية المتغطرسة لإدارة بوش خلال فترة رئاسته الأولى ..أن يتعايشا مع هذا الرئيس وزعانفه لسنوات أربع قادمة.
لكن من حسن حظ البشرية أن زلزال إعادة انتخاب بوش سبقته انتخابات فى أنحاء أخرى من الكرة الأرضية ، أسفرت عن نتائج تصب فى الاتجاه المعاكس.
لعل أهم هذه الانتخابات تلك التى جرت على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسى فى أسبانيا ، وكانت مفاجأتها الكبرى الاطاحة بثانى أهم حلفاء بوش بعد رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير ، وهو رئيس وزراء أسبانيا خوزيه ماريا أثنار، وفوز الزعيم الشاب ثاباتيرو، الذى كان أول قرار يصدره بعد توليه منصب رئيس الحكومة هو سحب القوات الأسبانية من العراق، فى خطوة اعتبرها معظم المراقبين والمحللين لطمة قاسية للسياسة الأمريكية فى بلاد الرافدين.
ولا يقل أهمية عن ذلك .. الفوز الذى حققه الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز فى الاستفتاء الذى جرى يوم 16 أغسطس ، وأسفر عن تجديد ثقة الشعب الفنزويلى به رغم المحاولات المستميتة التى بذلتها واشنطن لاسقاطه عبر صناديق الاقتراع، بعد أن فشلت من قبل فى الاطاحة به عبر انقلاب عسكرى فاشل لم يصمد اكثر من 48 ساعة. وبذلك استمر الزعيم "البوليفارى" – نسبة إلى الزعيم الاسطورى والتاريخى لأمريكا اللاتينية سيمون بوليفار – استمر فى الحكم كجزء من تيار متعاظم فى أمريكا اللاتينية ، أى فى الفناء الخلفى للولايات المتحدة ، أعلن التمرد على السياسة الأمريكية ورفض دخول بيت الطاعة الأمريكى، وهو تيار عريض يضم دولا اقليمية عظمى، مثل البرازيل التى وصل إلى رئاستها زعيم "يسارى" رغم انف المخابرات المركزية الأمريكية، وقوى بازغة ومؤثرة فى الأرجنتين وشيلى وغيرهما .. فضلاً عن كوبا كاسترو بطبيعة الحال.
واذا كان عام 2004 قد شهد توسع حلف شمال الاطلنطى (الناتو) شرقاً وضم سبع دول جديدة فى 29 مارس، حتى أصبح يلامس الحدود الغربية للاتحاد الروسى ، فانه شهد أيضاً توسع الاتحاد الأوروبى ليضم عشر دول جديدة ، كما شهد الموافقة على بدء مفاوضات انضمام تركيا فى أكتوبر المقبل ، فيما يعد اتفاقاً تاريخياً يفتح الباب أمام انضمام دولة مسلمة إلى الاتحاد الأوروبى. وبعد أن انضمت للاتحاد فى مايو الماضى كل من لاتفيا واستونيا وليتوانيا وبولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا ومالطة وقبرص وسلوفينيا، وافق الاتحاد على دعوة بلغاريا ورومانيا إلى الانضمام فى 2007 ليصل عدد أعضاء الاتحاد إلى 27 دولة ، كما وافق على بدء محادثات الانضمام مع كرواتيا فى مارس المقبل.
وبهذا تصبح سنة 2004 تاريخية بكل المقاييس بالنسبة للتكتل الأوروبى الهائل.
هذا الكيان الأوروبى عملاق اقتصادى لكنه مازال قزماً سياسياً ، ومع ذلك فانه مرشح – مع التنين الصينى – للتمرد على الانفراد الأمريكى الراهن بالهيمنة على قيادة النظام العالمى.
ويرتبط بذلك ما شهده عام 2004 من ارهاصات تناقضات بين روسيا والولايات المتحدة رغم شهر العسل الطويل الذى شهدته العلاقات بين البلدين فى السنوات الأخيرة. وهناك أسباب متعددة لهذه التناقضات المستجدة ، لكن آخرها وأهمها مساندة واشنطن لـ "الثورة البرتقالية" الأوكرانية، وهى المساندة التى تعتبرها موسكو حلقة فى سلسلة أمريكية متعمدة تستهدف عزل روسيا عن محيطها "السوفيتى" السابق. وقد رد الرئيس فلاديمير بوتين على هذه الاستراتيجية الأمريكية بشن هجوم مضاد وانتقامى على السياسة الأمريكية فى العراق، والتشكيك فى الانتخابات التى تروج واشنطن لإجرائها فى بلاد ما بين النهرين قريباً.
هذا الموقف الروسى المستجد ، إضافة إلى الاتجاهات السابقة المشار إليها ، والتى تجلت بصورة أو أخرى خلال 2004 ، يشير إلى أن الهيمنة الأمريكية المنفردة على قمة النظام العالمى ستواجه امتحانات جديدة فى عام 2005.
وعلى هذه الخلفية يجب ألا ننسى ان العام المنصرم شهد 22 عملية ارهابية كبيرة على الأقل، فيما يمثل دليلا على فشل سياسة بوش التى رفعت شعارات مكافحة الارهاب والتى اتخذتها ذريعة لشن الحرب على العراق ومن قبله غزو أفغانستان.
هذه الحرب الأمريكية على الارهاب تمخضت عن العكس حيث أججت مشاعر الكراهية لأمريكا وحلفائها.
وكانت النتيجة تفجيرات مدريد الأربعة فى مارس الماضى التى أسفرت عن مصرع أكثر من مائتى شخص واصابة 1400 آخرين. وقد نظر الرأى العام الاسبانى إلى هذه التفجيرات على أنها حصاد سير حكومة "أثنار" فى ركاب السياسة الأمريكية واشتراكها فى العدوان على العراق . وعبر الناخبون الأسبان عن هذا الاستنتاج بسحبهم الثقة من أثنار ودفعه إلى اعتزال السياسة إلى الأبد.
ولم تسلم روسيا من حوادث الارهاب ، فقد تعرضت لأكثر من عملية ، كان اخطرها عملية احتجاز أكثر من 1200 تلميذ داخل مدرسة بمدينة بيسلان فى أوسيتيا الشمالية بالقوقاز الروسى ، انتهت بكارثة مروعة راح ضحيتها أكثر من 310 قتيل و700 مصاب.
وشهدت تركيا بضعة عمليات ايضا تزامن أهمها مع وصول الرئيس الأمريكى جورج بوش إلى مدينة اسطنبول للمشاركة فى قمة "الناتو" فى يونيه الماضى.
كما أن السعودية لم تسلم هى الأخرى من هذه العمليات ، فشهدت تفجيراً انتحارياً بمجمع سكنى بالعاصمة الرياض فى بداية العام ، وفى يونيه هاجمت مجموعة مسلحة مجمعا سكنيا تابعا لشركة بترولية فى "الخبر" وقبيل نهاية العام تعرضت القنصلية الأمريكية فى جدة لهجوم مسلح دموى.
حتى مصر التى تخلصت من خطر الارهاب منذ اكثر من ستة سنوات عادت عام 2004 لتواجه تفجيرات طابا ونويبع ورأس الشيطان فى أكتوبر الماضى ، التى استهدفت السياح الاسرائيليين فى المقام الأول.
وقد أجمع المحللون على أن القاسم المشترك بين معظم هذه العمليات هو انتشار مشاعر السخط على السياسة الأمريكية العدوانية .
حتى أن هؤلاء المحللين يرون أن ظاهرة "معادة الأمركة والأمريكيين" كانت إحدى قسمات العام المنصرم.
فاتورة عربية ثقيلة
واذا انتقلنا إلى العالم العربى سنجد ان عام 2004 كان عاماً تعيساً بكل ما فى الكلمة من معنى . وأن توابع الزلزال الأمريكى كانت أكثر تأثيراً هنا من أى مكان أخر فى العالم.
وإليكم قائمة النكبات:
تراجيديا بلاد الرافدين
فى العراق .. وقع الفأس فى الرأس وانقضت الإدارة الأمريكية على بلاد الرافدين واحتلتها وأوسعتها اضطهاداً وافتراءً. وأقامت حكومة عراقية عميلة وملأت الدنيا بالأكاذيب والكلام المعسول عن الديموقراطية وحقوق الانسان . لكن كل هذه الأكاذيب سرعان ما افتضحت . وكانت البداية اعتراف إدارة بوش بأن كل الذرائع التى تعللت بها لغزو العراق كانت زائفة وعارية من الصدق. ثم كان الأخطر من افتضاح أكذوبة أسلحة الدمار الشامل تسريب صور فضائح سجن أبو غريب التى هزت ضمير العالم وبينت للبشرية جمعاء مدى بربرية جيوش الاحتلال التى جاءت رافعة لافتات "تحرير" العراق. ورغم اعتقال الرئيس العراقى صدام حسين وكبار معاونيه فان المقاومة العراقية وضعت الإدارة الأمريكية فى مأزق صعب أعاد للأذهان ورطة فيتنام.

الفلسطينيون : مذابح وملاحم
وانطلاقاً من التواجد العسكرى والأمريكى المباشر فى العراق ، لم تكف الإدارة الأمريكية عن استخدام هذا الواقع الجديد للضغط على سائر الأنظمة العربية ، وإيران، لاجبارها على الدخول فى بيت الطاعة الأمريكي دون قيد أو شرط.
وبطبيعة الحال كان التساند الوظيفى بين الاحتلال الأمريكى للعراق والاحتلال الاستيطانى الاسرائيلى لكامل الأراضى الفلسطينية هو النتيجة الأوضح خلال عام 2004 حيث كان شارون هو المستفيد الأول من السياسة الأمريكية الامبراطورية إزاء المنطقة . ولم يضيع هذه الفرصة بل استغلها إلى الحد الأقصى فى البطش بالفلسطينيين والقمع الوحشى لانتفاضتهم . فشهد العام المنصرم سلسلة متصلة من الاغتيالات للقيادات الفلسطينية . فتم اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة "حماس" فى 22 مارس ، واغتيال عبدالعزيز الرنتيسى زعيم "حماس" فى غزة فى 17 أبريل، والقتل مع سبق الاصرار والترصد لعدد كبير من القيادات الوسيطة لمعظم الفصائل، فضلاً عن قيادات من الصف الأول مثل الشهيد أبو على مصطفى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، كما جرى التوسع فى هدم المنازل واقتلاع اشجار الزيتون وانتهاج ساسة الأرض المحروقة . كما استمرت اسرائيل فى بناء جدار الفصل العنصرى رغم صدور حكم محكمة لاهاى فى 9 يوليه بمخالفة هذا الجدار للقانون الدولى.
أما الحدث الأكبر للفلسطينيين ربما فى تاريخم الحديث بأسره فهو وفاة زعيمهم التاريخى ورمز نضالهم وطموحاتهم الوطنية ياسر عرفات ، الذى ظل حبيس غرفة ونصف فى رام الله ولم تسمح له قوات الاحتلال الاسرائيلية بمغادرتها إلا فى 29 أكتوبر الماضى بعد أن ألمت به أزمة صحية غامضة أودت بحياته فى مستشفى عسكرى فى العاصمة الفرنسية بعيداً عن أرض الوطن. وتوحى شواهد متعددة ان عرفات قد تعرض لدس السم فى طعامه مما أدى لوفاته . بيد أن المؤكد هو ان اسرائيل مسئولة عن اغتياله ببطء على الأقل بسبب احتجازه فى مبنى "المقاطعة" برام الله فى ظروف غير انسانية كفيلة بان تؤدى بحياة اى انسان.
واذا كانت اسرائيل قد فشلت فى أن تجبر الفلسطينيين على الركوع طيلة عام 2004، فان صمود الفلسطينيين خلالها كان فادح الثمن، خاصة وأن كل "الأشقاء" العرب وقفوا مكتوفى الأيدى، بل أن معظم الزعماء العرب الذين تقاطروا على القاهرة للمشاركة فى تشييع جنازة عرفات لم يكلفوا خاطرهم برفع سماعة التليفون والاتصال به قبل وفاته أثناء حصاره الطويل فى رام الله لأنهم آثروا السلامة وعدم إغضاب بوش أو حتى شارون!
ومع ان بوش وشارون لم يكفا عن الادعاء بان ياسر عرفات كان العقبة الرئيسية التى تعترض سبيل التسوية السلمية ، فانهما سارعا بعد رحيله إلى التأكيد على رفض الانسحاب إلى حدود 4 يونيه 1967 ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، أى باختصار وضع أى مفاوض فلسطينى – مهما كانت درجة "مرونته" - امام حائط مسدود بعد الانتخابات الفلسطينية التى ستجرى فى التاسع من يناير 2005.

الميلودراما الليبية
وإلى جانب العراق وفلسطين شهد عام 2004 انقلاب القيادة الليبية على نفسها وتغيير مواقفها بمقدار 180 درجة، حيث دفعت كل ملايين الدولارات المطلوبة لتعويض البريطانيين والفرنسيين والألمان، كما كشفت النقاب عن برنامجها النووى وسلمت كل أوراقه إلى الأمريكيين. وبعد أن كان العقيد معمر القذافى العدو رقم واحد للغرب أصبح رجل الدولة المضياف الذى يستقبل تونى بلير وجاك شيراك وبيرلسكونى وكبار المسئولين الأمريكيين وكافأه بوش فى 20 سبتمبر برفع الحظر المفروض على بلاده من سنين.
وكان التفسير الشائع لمعظم المحللين لسلوك القيادة الليبية بهذا النحو هو تأثير صور القاء القبض على الرئيس العراقى صدام حسين . حيث خشى هؤلاء القادة من نفس المصير الذى لا يسر عدوا ولا حبيباً ، فدفعوا ثمن بقائهم تعويضات بملايين الدولارات وتنازلات سياسية لا تقدر بثمن!

المحنة السودانية
أما السودان الذى أصبح تقسيمه أمراً واقعاً خلال عام 2004 فقد شهد تطورات دراماتيكية مفاجئة وصلت إلى ذروتها بالاتفاق على الخطوط العريضة لمصالحة – كانت فى عداد المستحيلات من قبل – بين حكومة الخرطوم وحركة جون قرنق تتضمن خطوات غير مسبوقة لاقتسام السلطة والثروة وأشلاء جسم الوطن. وقبل التصديق النهائى على هذا الاتفاق غير المسبوق تفجرت أزمة دارفور التى أثبتت عمق وتعقيد الأزمة السودانية ، وعقم السياسة التمييزية الرسمية التى دأبت حكومة الخرطوم على انتهاجها تجاه أبناء الوطن الواحد ، كما أثبتت تلمظ الدوائر الغربية ، وبالذات الأمريكية ، لاستغلال هذه التناقضات السودانية لدس أنفها فى الشئون الداخلية السودانية ، ليس حباً فى سواد عيون أبناء دارفور، وإنما من أجل وضع يدها على البترول الذى ثبت وجود احتياطيات ليس قليلة منه فى هذه الأنحاء، فضلا عن أهداف سياسة واستراتيجية أخرى كثيرة.

لبنان فى مرمى التصويب
وبعد أن أصبح السودان مستهدفاً هو الآخر لاشكال شتى من التدخل الأجنبى ، بما فيها التدخل العسكرى ، أصبح لبنان فى مرمى النيران خاصة بعد صدور قرار من مجلس الأمن يتضمن طلبات كثيرة على رأسها انسحاب القوات السورية من بلاد الأرز.
وكالعادة .. كنا نحن الذين أعطينا الذريعة لأعدائنا . ولم تكن الذريعة سوى تعديل الدستور اللبنانى – بناء على رغبة سورية – للتمديد للرئيس إميل لحود. ولم تضيع الإدارة الأمريكية الفرصة بل أقدمت بعد صدور قرار مجلس الأمن الخاص بلبنان على وضع حزب الله وتليفزيون المنار ، على قائمة "الارهاب" والعياذ بالله. وقبل ذلك أصدر بوش قراره بفرض عقوبات على سوريا فى 11 مايو. وشاركت دوائر أوروبية فى بعض هذه القرارات رغم أن عام 2004 شهد استفتاء مثيراً كانت إحدى أهم نتائجه أن غالبية الأوروبيين يرون اسرائيل هى الدولة الأولى التى تهدد السلام العالمى.

مشروع الشرق الأوسط
ولم يكن قرار مجلس الأمن ضد لبنان وسوريا ، ومن قبله التحرك الغربى ضد السودان بمناسبة دارفور، هو الشكل الوحيد للوصاية على العرب خلال 2004، بل كانت هناك المظلة الأوسع لهذه الوصاية التى أخذت شكل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى طرحته الإدارة الأمريكية بحجة حاجة العالم العربى إلى "الإصلاح".
ورغم ان معظم العرب ، الحكام قبل المحكومين، سارعوا إلى المحاجاة بأن الاصلاح يجب أن ينبع من الداخل لا أن يفرض من الخارج، فأنهم أظهروا تلكؤاً شديداً ومذهلاً فى القيام بخطوات جدية "من الداخل". وكان أبرز مثال على هذا التلكؤ تلك الملابسات التى أحاطت بمؤتمر القمة العربى بتونس ، حيث تم إلغاء القمة بفرمان تونسى منفرد قبل الانعقاد بساعات ، ثم الاستماتة للتمسك بحق تونس فى استضافة القمة بعد ان اقترحت القاهرة عقدها.
وعندما انعقدت فى تونس بعد هذه الملابسات العبثية فانها لم تثمر شيئاً يعتد به . وظل العمل العربى ، بعد قمة تونس كما كان قبلها ، فاقدا للروح والإرادة والجدوى.
بيت العرب!
صحيح أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – كما قال عمرو موسى – قد عقدت 480 اجتماعاً خلال عام 2004، بمشاركة 13 ألفاً و600 شخصية ، غير أنه يبدو أن المستفيد الوحيد من هذه الاجتماعات الكثيفة هو الفنادق وشركات الطيران ، فضلا عن هذه الآلاف المؤلفة من الموظفين العرب الذين تقاضوا على الأرجح بدلات سفر وبدلات حضور اجتماعات لم تسفر عن شئ ملموس لكفكفة الدمع العربى أو حقن الدم العربى او تضميد الجراح العربية أو حل مشكلة واحدة من تلال المشاكل العربية.
حتى التجمعات الإقليمية العربية الفرعية لم تسلم هى الأخرى من لعنة 2004، بما فى ذلك مجلس التعاون الخليجى الذى كان يتفاخر على بقية العرب العاربة والمستعربة بأنه الأغنى والأكثر تجانسا وانصهارا.
فإذا به فى قمته الأخيرة التى عقدت فى المنامة، وحملت اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذى وافته المنية فى عام 2004 ينقسم على نفسه ويواجه صراعا يهدد وجوده، وكان السبب هو التسابق بين أعضائه على خطب ود أمريكا!
دفتر أحوال مصر
ومصريا .. كان 2004 عاما مزدحما بالأحداث الدراماتيكية، فلم نكد نستقبل هذا العام حتى فوجئنا فى الرابع من يناير بكارثة تحطم طائرة شرم الشيخ بمياه البحر الأحمر وعلى متنها 135 راكبا معظمهم من السياح الفرنسيين بالإضافة الى طاقم الطائرة. وقبل أن تجف دماء ضحايا الطائرة وقعت كارثة عمارة مدينة نصر فى 28 يناير الماضى وراح ضحيتها 15 شخصا معظمهم من رجال الشرطة وأفراد الأمن الذين هرعوا لإنقاذ السكان بعد نشوب حريق فى مخزن للأجهزة الكهربائية وثبت بعد ذلك ان العمارة مخالفة لقوانين البناء شأنها شأن آلاف المبانى الأخرى وان قرارا صدر منذ 13 عاما بإزالة سبعة طوابق مخالفة بها لكنه لم ينفذ!
وتفجرت فى 15 مايو 2004 أيضا فضيحة "صفر المونديال"، حيث أقامت الحكومة الدنيا ولم تقعدها بهدف الدعوة لاستضافة مونديال 2010 لكن نتيجة هذه الحملة الحكومية جاءت صفرا كبيرا بعد الفشل فى الحصول على صوت واحد من أصوات المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم بينما نجحت جنوب أفريقيا فى الحصول على 14 صوتا من إجمالي 24 صوتا، وحصلت المغرب على 10 أصوات .
وكان لهذا "الصفر" رد فعل مدوى فى الأوساط الشعبية المصرية حيث اعتبره معظم المصريين صفرا فى السياسة والاقتصاد وليس فى الرياضة فقط.
وقبل ان ينصرم عام 2004 تعرضت مصر لغزو أسراب الجراد الأحمر، وشاهد سكان القاهرة لأول مرة منذ أكثر من قرن من الزمان أسراب الجراد تسد عين الشمس.
أما على الصعيد السياسى فقد ألمت بالرئيس حسنى مبارك أزمة صحية توجه على أثرها الى ألمانيا لإجراء جراحة انزلاق غضروفى ما بين الفقرات القطنية فى 26 يونيه، وعاد الرئيس الى مصر فى 8 يوليه ليمارس مهام عمله.
وبعد أيام من عودته الى أرض الوطن أصدر الرئيس مبارك قرارا بإقالة حكومة الدكتور عاطف عبيد الذى استمر رئيساً للوزراء لمدة خمس سنوات. وكلف مبارك الدكتور أحمد نظيف بتشكيل الحكومة الجديدة التى ضمت وجوها شابة لأول مرة (محمود محيى الدين وزير الاستثمار وانس الفقى وزير الشباب وطارق كامل وزير الاتصالات واحمد درويش وزير التنمية الإدارية). وضمت حكومة نظيف 14 وجها جديدا و20 وزيرا من الحكومة المستقيلة.
وكان من ملامح التغيير الوزارى أيضا وجود اثنين من رجال الأعمال فى صفوف حكومة احمد نظيف هما احمد المغربى وزير السياحة ورشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة.
كما كان انعقاد المؤتمر العام الثانى للحزب الوطنى أحد الأحداث البارزة خاصة وان بصمات الحزب الوطنى ، وبالذات لجنة السياسات التى يرأسها جمال مبارك، كانت واضحة فى تشكيل حكومة أحمد نظيف.
ورغم الشكوك التى قابل بها الرأى العام الحكومة الجديدة، فان حكومة نظيف فاجأت المراقبين باتخاذ خطوات "راديكالية" فى مجال الإصلاح المالى والاقتصادى، من أهمها انتهاج سياسة جمركية جديدة، واعداد قانون جديد للضرائب يقوم على فلسفة مغايرة للفلسفة الجبائية المعمول بها فى السنوات السابقة.
ولا يقل أهمية عن ذلك فتح ملف المتعثرين برؤية جديدة تماما بدأت بالتوصل الى تسوية مديونية رجل الأعمال احمد بهجت التى تتجاوز 2.5 مليار جنيه، وتواصلت باجتماعات فى طابا تحت رعاية محافظ البنك المركزى ومشاركة قيادات البنوك مع المستثمرين المتعثرين أسفرت عن خطة من سبع خطوات لتحقيق تسوية مرضية لكل الأطراف.
وهذه الخطوات كانت موضع ترحيب من المعارضة ومن الرأى العام واقتصر الجدل حول منهج الحكومة الذى يفضل التركيز على ملف الإصلاح الاقتصادى وتأجيل النظر فى استحقاقات ملف الإصلاح السياسى الذى وصفه رئيس الوزراء بأنه ليس من أولويات المواطنين.
وبينما كان الجدل العام متركزا حول هذه المسألة، وإصرار قطاعات واسعة من المعارضة والقوى الشعبية والنقابية على المطالبة بإلغاء حالة الطوارئ المستمرة لمدة 23 عاما متصلة وتعديل الدستور وتغيير نظام انتخاب رئيس الجمهورية، فاجأت الحكومة الجميع – أصدقاءها قبل خصومها – بثلاث خطوات:
الأولى: المشاركة فى اجتماع شرم الشيخ الخاص بالعراق.. والذى دعت إليه الإدارة الأمريكية .. واعتبره الكثيرون مؤتمرا يستهدف دعم الاحتلال الأمريكي وإسباغ شرعية مفقودة على حكومة أياد علاوى ومحاولة إنقاذ ماء وجه أمريكا الذى مرغته المقاومة العراقية فى الوحل.
الثانية: إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام مقابل الشبان المصريين الستة الذين أسرتهم إسرائيل واتهمتهم بالتسلل إليها والتخطيط للقيام بعمليات فدائية مساندة للفلسطينيين.
الثالثة: التوقيع على إتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة، المعروفة اختصارا باتفاقية "الكويز"، والتى تعطى للصادرات الصناعية المصرية التى يتم إنتاجها فى هذه المناطق المتفق عليها ميزة الإعفاء من الجمارك فى الأسواق الأمريكية وعدم التقيد بحصة معينة، بشرط أن تتضمن مكونا إسرائيليا لا يقل عن 11.7%.
وقد رأى بعض المحللين فى الخطوتين الثانية والثالثة تحركا مفاجئا لاحياء التطبيع ودفع عجلته المتوقفة أو المجمدة، والدفع مقدما بثمن سياسى لبضاعة اقتصادية مشكوك فى موعد استلامها، ورهنا للاقتصاد المصرى بعجلة الاقتصاد الإسرائيلي بل وجعل الأخير "كفيلا" للصادرات المصرية بما يعمق تبعية اقتصادنا للخارج وإعطاء مكافأة سياسية واقتصادية لإسرائيل فى وقت لم تقدم فيه الأخيرة على أى بادرة لإبداء الحد الادنى من المرونة أو التفهم لمتطلبات دفع استحقاق فاتورة عملية التسوية السلمية للصراع العربى الإسرائيلي.
بل بالعكس نجد أنها قابلت هذا التساهل المصرى بتشدد وجليطة ظهرا فى مذبحة خان يونس التى أطلقت عليها إسرائيل اسم "الحديد البرتقالى".
ولفت المحللون النظر الى ان الحكومة المصرية ذاتها، هى التى دأبت خلال السنوات الثمانية الماضية على رفض اتفاقية الكويز. وتساءلوا ماذا تغير حتى تغير حكومة الحزب الوطنى مواقفها؟
الإجابة على هذا التساؤل تعود بنا هى الأخرى الى أمريكا، حيث لا يرى المحللون تفسيرا لتغير موقف الحكومة المصرية سوى نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية. فقد كانت الحكومة تترقب هذه الانتخابات على أمل ان تسفر عن رحيل صقور المحافظين الجدد المتطرفين عن البيت الأبيض وباقى مؤسسات صنع القرار الأمريكى.
أما وقد وقع الفأس فى الرأس وتقرر بقاء بوش وزعانفه لسنوات أربع أخرى.. فلم يعد هناك مفر من قبول ما كان مرفوضا بالأمس نزولا على مقتضيات "فقه الضرورة".
يؤكد ذلك – فى رأى أصحاب هذا الاجتهاد – أن موعد أول يناير 2005 الذى يتذرع به المروجون لاتفاقية الكويز، وهو موعد انتهاء نظام الحصص من المنسوجات فى السوق الأمريكية، لم يكن موعدا مفاجئا، بل هو معروف منذ سنوات بمقتضى أحكام منظمة التجارة العالمية. فلماذا لم "نكتشف" أضرار هذا الموعد على الصادرات المصرية سوى يوم 14 ديسمبر اى قبل أسبوعين فقط من يوم فتح الأبواب الأمريكية؟!
الخطوط العريضة لهذه الصورة، عالميا وعربيا ومصريا، كما عرضنا لها بإيجاز شديد وسرعة خاطفة.. توحى بأن الزلزال الذى ضرب الكرة الأرضية عام 2004 وبلغ ذروته فى نوفمبر بإعادة انتخاب جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ستكون توابعه هى الشغل الشاغل للبشرية وسائر قارات الدنيا، بما فيها عالمنا العربى بطبيعة الحال فى عام 2005.
علما بأن التعامل مع زلزال بوش وتوابعه الدولية والإقليمية سيأخذ أشكالا مختلفة تبدأ بالإذعان واحناء الرأس للعاصفة هنا أو هناك، لكنها لا تستبعد المقاومة أو تشطبها من جدول الأعمال.. على النحو الذى يظهر من عناد العراقيين.. وغيرهم الكثيرين من الرافضين لدخول بيت الطاعة الأمريكى، كما شاهدنا فى العولمة البديلة التى تجلت فى بورتو أليجرى والمظاهرات المليونية التى جعلت جريدة "نيويورك تايمز" بجلال قدرها تقول ان أحداث 2004 اثبتت ان العالم المعاصر به قوتان عظميان: الأولى الولايات المتحدة الأمريكية والثانية الرأى العام العالمى.
وكل عام وانتم بخير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !الأعمى الإنجليزى .. والمبصرون العرب
- الإعلام.. قاطرة الاستثمار
- ! الحكم فى نزاع -جالاوى- و -ديلى تلجراف- .. يديننا
- مفارقة -مادونا- الأمريكية .. و-وفاء- المصرية
- بوش وشارون .. أسوا أعداء الاستثمار فى العالم العربى
- !درس للعرب فى الديموقراطية .. باللغة الألمانية
- ! الاقتصاد غير السياسى
- ! لكن البعض لا يحبون شرم الشيخ..
- بيان شرم الشيخ.. الآخر
- أبو عمار: حاصروه فى الجغرافيا .. فحاصرهم فى التاريخ
- !الفنادق وشركات الطيران.. الرابح الوحيد في مؤتمر شرم الشيخ
- نصــف أمـــريكا.. الآخــــر
- شامبليون ونظريات محمود سعد وفاروق الفيشاوى
- لماذا تخون الصحافة تقاليدها؟
- !تكريم وزير .. تحت الكوبرى
- العم - ســام - .. والخالة - ســـاميـة -
- مـدافـع رمضان .. ومدافع بوش وشـارون
- ثلاثية الأوهام فى - رأس الشيطان -
- ساويرس .. الآخر !
- هل يتطوع العرب لإنقاذ رقبة بوش فى العراق؟!


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إعادة انتخاب بوش أخطر من انفلاق المحيط الهندى