ساره عبدالرب
الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 16:41
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
Merry Christmas...
بيروت جمعتكما البيض وعلي ناصر ،كم تحتاجان من رائحة الدّم ليسترجع أحدكما ملامح الآخر منذ 86 ؟
هل ستتصافحان ؟ هل يمكنكما مسّ جلد بعضكما دون أقل شعور بالغثيان ؟ بأدمغة باردة خالية من الدماء التي تغلي فيها ؟
هل ستذهلان لأنكما لم تعودا الشابان في 86 ؟ منزوعي السلطة و ربما.... الوطن ؟
كهلان يذكران أنهما قامرا في شبابهما السحيق بالوطن ، طالبين َ رهانا كبيراً ، ثمّ أدارا القرص على الخسارة الفادحة .
تتشابكان مثل مصارعي سومو ، من يلقي بالآخر خارج محيط دائرة الثأر .
وبيروت تقول لكما : Merry Christmas
قد جربتْ حدة السكين حين شطها الى شرقية وغربية ، بيروت تستعرض ثقوب بناياتها ، كما تستعرضان ثقوب الجنوب
التي أحدثتها مسدساتكما قبل 25 عاماً .
في مضمار المنافسة على القيادة ، يملك البيض ورقة الحراك و منديل التصالح والتسامح الذي جاهداً يجفف به بحيرة الدم
الجنوبي _ الجنوبي .
وعلي ناصر يملك مشروعا ً فيدراليا ً ، ليفك حلقات السلسلة التي صنعها هو والبيض ملء أحقادهما .
أيّها القطيع الجنوبي العظيم ... إن 13 يناير تغير اسمه الى التصالح والتسامح ..
أما بعد :
كم يلزم من الوقت لينسى البيض حسان ومبارك سالم ، ولينسى علي ناصر كونتينرات الضحايا ؟؟
كم يلزمهما كي يرتاح عمودهما الفقري الى غير كرسي الرئاسة ؟
بعد ربع قرن يضخان أموالهما الفاسدة في وريد الجنوب ليؤكدا إن من يكسب الحرب ليس من يملك
آخر رصاصة بل آخر قرش * .
يعيدان الرسم بحدّة على الخط الأخضر بين معسكري الجنوب الشرقي والغربي .
تتركون لنا حرّ القبور التي تكرر للملائكة أسماءكم ، أيها المتجولون في شتاء أوروبا .
لماذا عليّ أنا أقرأ يوميا ً أسماء الذين قتلوا أجدادي وأبتلع غصتي ، ثم ّ يصرخون في وجهي باتاوة الوحدة .. الموت ؟
الخسارة الوشيكة تلاحقني سأخسر أبنائي كما خسرتُ أجدادي .
أيّ ذاكرة قد نمتلكها نحن الجنوبيين غير ذاكرة الموت ؟
إننا مجمدين في فريزر 13 يناير ، لا الثلج يطفئ نارنا ، ولا النار تذيب ثلجنا .
اخرجانا من جليديتنا اصفعا بعضكما ، ابصقا على وجهيكما ، اركلا كل شئ و فكرا بمصلحة الجنوب .
#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟