بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 07:17
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يمكننا القول ، دون أدنى ريب ، أن عبارة " كل عام وأنتم بخير " المتداولة في بلادنا ، في المناسبات الحولية ، كالأعياد والإنتقال من عام إلى عام ، أو إحتفالاً بخيرات موسمية ، هي من بقع الضوء المميزة في موروثنا الثقافي الشعبي .. منذ مئات .. وربما آلاف السنين . ولعل أعمق وأعظم دلالاتها المتعددة ، أنها تحمل روح التجديد والتفاؤل والأمل ، تحمل روح الإصرار على الاستمرار والبقاء ، روح التحدي لعاديات الزمن ، سواء لجهة الصراع مع ظروف الطبيعة وطفراتها وكوارثها وفصولها ، أو لجهة الصراع مع الغزاة والإجتياحات والطغاة . والخير خلافاً للمفاهيم ، التي عرفها الناس ، والتي تغيرت مدلولاتها عبر التاريخ ، مثل مفهوم الحق والملكية والشرعية والريادة ، فقد ظل النقيض الضدي للشر ، والجمال النافي للقبح ، والحياة مقابل الفناء
وإذا كان من البديهي أن تقال في الإحتفالات ، تحت السقوف الإجتماعية المريحة نسبياً ، فليس مغايراً أن يقولها جندي لزميله في مواقع القتال ، أو سجين لسجين خلف القضبان ، أو منفي لمنفي في شقاء الإغتراب .. الكل يبتلع هموم الحياة ، ويكبت الغصة الموجعة في الأزمات والنكبات .. ويعانق الواحد الآخر مردداً .. كل عام وأنتم بخير .. ويشدد على كلمة الخير .. ليؤكد على التمسك ببشائر الخير
وبناء عليه ، فإننا نقول للشعب الفلسطيني .. وللشعب العراقي .. رغم الإحتلال والدمار .. ورغم حمامات الدم .. ورغم الحصار وانغلاق الآفاق .. كل عام وأنتم بخير .. الخير الذي يحمل بشائر الإنفراج والإنتصار والفرح
ونقول للمناضلين ضد الاستبداد والتمييز ، على اختلاف مسمياته وبشاعاته ، في أنظمة الاستبداد والقمع والتخلف القروسطي ، كل عام وأنتم بخير .. الخير الذي يحمل بشائر الحرية والأخوة والكرامة الإنسانية
ونقول للرفاق والأخوة في " الحوار المتمدن " هئية تحرير ، وكاتبات وكتاب ، وقراء ، كل عام وأنتم بخير .. الخير الذي نلتقي عليه .. حواراً متمدناً .. وإنسانية شفافة .. ووعداً ديمقراطياً .. لنستمر في صنع الخير ، الذي أرادته الإنسانية أن يكون تعبيراً خالداً .. عن أسمى جمالياتها وروحها وقيمها
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟