أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مخاطر التعصب القومي والديني على الامن الوطني















المزيد.....


مخاطر التعصب القومي والديني على الامن الوطني


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 09:51
المحور: المجتمع المدني
    



إن الحياة كلها بمعانيها ونماذجها البشرية وغير البشرية تبقى وتستمر إذا وضعت لها الاستقامة منهجا، وتختل وتضطرب إذا كان العوج والإنحراف سبيلا لها ومسارا، فالانحراف في غالبه ضار وسيئ، فانحراف المبنى يعرضه للسقوط، وانحراف الطريق يؤدي للحوادث وانحراف السلوك يوصل للضياع والتهلكة، وذلك في كل جوانب الحياة، إن الخط المستقيم هو اقصر مسافة بين أي نقطتين، وتأتى روعة هذا القانون من تطبيقه على أرض الواقع حيث إنه لا يمدنا بوفرة وقت وجهد فحسب بل يمدنا أيضا بتحديد مسار ووضوح الهدف، فهناك حشد كبير من التعريفات للامن الوطني، وكل مفكر ينظر إلى هذه المسألة من زاويته ومن تخصصه واهتماماته، لكن في أبسط عبارة دون الدخول في التصعيد الأكاديمي، هو (المحافظة على مصالح الأمة في الداخل والخارج وتأمين الجبهة الداخلية وحماية الحدود والثغور والنظر إلى الأمن بمنظار أشمل وليس فقط بمنظار الأمن الجنائي أو الأمن السياسي).
الأمن الوطني هو مجموعة من الإجراءات تتخذ للمحافظة على أمان الوطن والكيان في الحاضر وفي المستقبل مع مراعاة الامكانات المتاحة، وهو(مجموعة من الإجراءات الوقائية والعقابية والتربوية التي تتخذها السلطة لصيانة استتباب الأمن داخليا وخارجيا انطلاقا من المبادئ التي تدين بها الأمة ولا تتعارض مع المصالح والمقاصد المعتبرة)، اما التعصب فيراد به من حيث اللغة عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناءً على ميل الى جهة او طرف او جماعة او مذهب او فكر سياسي او طائفة، والتعصب من العصبية وهي ارتباط الشخص بفكر او جماعة والجد في نصرتها والانغلاق على مبادئها، ويطلق على الشخص المتعصب Fanatical ، وهذا التعصب قد يكون تعصبا دينيا او مذهبيا او سياسيا او طائفيا او عنصرياً، وهو سلوك خطير قد ينحدر نحو الاسوء ثم يؤدي الى التطرف والهلاك والخراب بسبب التشدد وعدم الانفتاح وعدم التسامح ايا كان نوع التعصب ومهما كان شكله او مصدره.
ولعل اخطر اشكال التعصب هو التعصب القومي والتعصب الديني حيث تمارسهما بعض الجماعات او الانظمة الدكتاتورية او تحرض عليهما او تشجعهما خلافا للقوانين وللالتزامات الدولية وللديانات السماوية والقيم الانسانية النبيلة القائمة على المحبة والتسامح والاعتراف بحقوق الانسان واحترام التعددية القومية والتعددية السياسية والتعددية المذهبية والتعددية الدينية، ولا يمكن ان نتصور وجود مجتمع انساني مستقر وآمن ويعيش الناس في ظله بأمان وبسلام مع وجود التعصب الذي يرفض الحق الثابت والموجود ويصادر الفكر الاخر او القومية الاخرى او يحظر حرية العبادة او لا يعترف بوجود الطرف الآخر..
لكل شيء مقومات يقوم عليها، وبيئة ينمو فيها، ومناخ ينشأ عليه ويعيش فيه، وهذه المقومات من بيئة ومناخ هي التي تهيئ الأسباب لحدوث الأشياء سواء كان الحدث يتعلق بالجماد أو النبات أو الحيوان أو الإنسان، ويمكن القول: أن الأحداث الاجتماعية والسياسية والفكرية تولد وتحيا من خلال بيئة ومناخ مناسب، وقد تكون هذه البيئات جماعات أو مناطق أو كيانات دولية مستقلة، ولذا يؤمن الباحثون بأن الإبداع والاختراع والجريمة والصراع ما هي إلا أفكار تنشأ في بيئات معينة و تضعف أو قد تموت في بيئات أخرى، وقد أشارت كثير من الدراسات إلى دور البيئة على الإنسان وتأثيرها في فكره وسلوكه، وتعتبر دراسات الفيلسوف الفرنسي "مونتسكيو" في علم الاجتماع القانوني في القرن الثامن عشر فاتحة هذه الدراسات الجغرافية، ففي كتابه "روح القوانين" أكد أن للمناخ وطبوغرافية الأرض تأثيراً مباشراً في كل الأفراد، ومن هنا بدأت بعض المحاولات العلمية التي هدفت إلى ربط الجريمة بظروف أو وقائع جغرافية معينة بعلاقة سببية، وأخذ الاهتمام يتزايد نحو أصحاب الفكر المستقيم لا يفرضون أفكارهم على الغير، بل يعرضونها عرضا موضوعيا سويا دون دفاع مستميت أو إهمال مقيت، بل يرحبون بنقدها ومناقشتها واتباعها بعد الاقتناع بها. ويعتبر البعض أن التعصب مشابه للظلم في غاياته، فكما إن الإنسان الظالم لنفسه ينصر هواه وشهوته وظلمه وعدوانه ويقاتل من أجلها، فإن المتعصب إلى لشخص يواليه أو إلى قوم أو حزب أو جماعة أو فكرة قديمة سوف يدافع لما يتعصب له ولو ظهر له أن الحق في غير الجهة التي يناصرها.
لابد أن نميّز في فهم و معرفة بعض المصطلحات حول الظاهرة، إذ من المعلوم أن هناك فرقا بين الانغلاق الأعمى للرأي أو لفكرة المعينة أي الجمود الفكري و عدم الاعتراف بالرأي الآخر و بين التطرف أي المغالاة في الآراء أو المواقف ثم الإرهاب الذي قد يمارس من فرد أو جماعة أو قد يمارس من الدولة أي ما يعرف بإرهاب الدولة، ويمكن تحديد العوامل المؤدية إلى التعصب الاولى بتكوينه النفسي محاولة الفرد إشباع حاجات اقتصادية والتعبير عن العدوان و الإسقاط عوامل ترتبط بما يحيط الفرد من جوانب اجتماعية و اقتصادية و سياسية و ثقافية منها الاسرة وجماعة الرفقة والجيره. ان التعصب له مخاطر عديدة منها: التمركز حول الذات ، الابتعاد عن الموضوعية فى الحياة ، العصبية والعنف، وعندما يتعصب الفكر المنحرف فانه يصدر حكما عن موضوع معين قبل القيام بالاختبار وفحص الحقائق المتاحة عن هذا الموضوع، و إذا وصل التعصب إلى درجة معينة من الحدة يصبح عاملاً من عوامل تقويض و حدة المجتمع، وينم عن اضطراب في ميزان الصحة النفسية الاجتماعية مما يفسد المجتمع ويهدد كيانه إن التعصب يميت الأفكار، ويحرم الاجتهادات الإيجابية التي تساهم في التصدي الفعال للمشكلات، والتي تساهم في تطوره؛ لأن الذي يصر على رأيه يدعي العصمة لنفسه، وادعاء العصمة يعني ادعاء الحقيقة. ويرتكب المتعصب لرأيه خطأ كبيرا في حق نفسه لأنه يحرمها من اكتشاف أشياء صائبة في الرأي الآخر، ولا تتأتى الآراء الصواب إلا باستماع ووضع الأفكار الذاتية.
ان التعصب والتطرف الديني والقومي يزعزعان الأمن الوطني و يهددان الأمن والسلم الدوليين، حيث لا تزال تبذل جهوداً كبيرة وجبارة على المستوى الدولي والإقليمي لمكافحة ظاهرة التطرف الديني وكذا الإرهاب المرتبط بها إلى حد بعيد وملازم لها لذلك لابد من إتخاذ ما يلي من إجراءات:
1. تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية وإسهامها في بث روح الولاء والانتماء الوطني.
2. إدراج مواد ومناهج دراسية تسهم في تنمية التفكير وأساليب الحوار في المناهج التعليمية.
3. إنشاء مراكز علمية تهتم بدراسة الفكر المنحرف وآثاره وكيفية مواجهته.
4. الاستفادة من تجارب الدول السابقة في مواجهتها للافكار المتعصبة.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن وهاجس الخوف والازمات الامنية
- هروب الموقوفين والمحكومين بالعراق ظاهرة ام افتعال
- الدولة والسلم الأهلي والأمن الاجتماعي
- مشروع حزام بغداد الأمني برؤية أمنية هادئه
- الدعاوى الكيدية.. أزمة قيم، أم عدالة ناقصة!!
- تضخم (جيش المرافقين) ومخاطرها على الامن الوطني
- أهمية الاتفاقيات الثنائية لتسليم المطلوبين دولياً
- تراكم المعرفة المهنية ودورها باحتواء الازمات الامنية
- السياسة الجنائية وتأثيرها على الظاهرة الإجرامية
- عَسكرة المناصب القيادية للشرطة نخرٌ في بناء الداخلية العراقي ...
- الفشل الامني لنقاط التفتيش (السيطرات) في المدن العراقية
- السياسة الجنائية في العراق.. من يرسمها؟
- الاجهزه الامنيه العراقيه وتخلفها عن مفاهيم (الحوكمة)
- الصراعات الوظيفية والصاق التهم والصاق العبوات
- القضاه المغدورون معلومون والجناه مجهولون
- الغرور الأمني ثقافة فن الحكم الانتحاري
- جرائم اغتيال الصحفيين الغير المكتشفه ومخاطرها على الامن الوط ...
- العشوائيات (سكن الحواسم ) بين المخاطر الامنيه و الوضع الانسا ...
- مواكب المسؤولين بين عقدة الخوف وعقدة النقص وجنون السلطه
- غياب سياسه الاعلام الامني في العراق


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - مخاطر التعصب القومي والديني على الامن الوطني