مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 07:24
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
عنوان شبيه باسم الفلم الاجتماعي الكوميدي " البعض يذهب للمأذون مرتين " ولكن الأمر يتعلق بالذهاب لموقع بحزانى الالكتروني الشهير كما لا يخفى ، فبدلا أن يكتفي البعض منا من جولته الأولى وقد دخل إلى عالم الانترنت بإسمه الصريح وربّما مع صورة زاهية وقد شبع من التصفح والتعليق أو نشر موضوع جديد أقول بدلا أن يكتفي بتلك الجولة يعيد الكرّة ولكن باسم مستعار هذه المرة وهو كمن تفقّد دور السينما الواقعة في شارع الدواسة في الموصل أيام السبعينات ليدخل لاحقا في إحداها وقد اختار الفلم المعروض فيه مع ( سبق الإصرار والترصد ) ... يدخل الشخص المخفي ويفرغ ما في جعبته الفارغة أصلا ويريح ضميره الخالي من الرقيب ... يعلق أو يكتب موضوع ويقسم بأنه إنما يقدم خدمة جليلة للأيزدياتي وللأيزيدية .
وهنا لا أدعّي البطولة لنفسي فقد دونت في أوقات متباعدة تعليقات على كتابات بعض الأخوّة أقل ما يقال عنها تعليقات سمجة ولكنها على الأقل كانت باسمي الصريح وبذلك عرف الكاتب مع من يتعامل وكيف يردّ ، ولو إن بعض " كتابنا " لا يردّون على تعليقات القراء ولم أفهم للآن سرّ ذلك أهو التكبّر أم اللامبالاة أم إن المسألة تقنية فمن المعلوم إن بعض المواقع مثل ( الحوار المتمدن ) تخطر الكاتب أوتوماتيكيا بوجود تعليق على مشاركته فيذهب ليقرأها ويرد على المعلق ويناقشه بسرور وهذه الخدمة لا توجد في موقع بحزاني للأسف وكذلك لا ننسى بان أغلبنا يرغب بالتصفيق والتطبيل من الآخرين ويتوقع مدحا لا غير ونهمل الغاية الأساسية من النشر ألا وهي مناقشة مضمون تلك الكتابة .
ومادمنا قد دخلنا في تفاصيل الكتابة أرى ( وهذا رأي الشخصي وقد يكون مخالفا لرأي غيري ) إن أفضل شيء نقوم به في بحزانى نت أو غيرها هو تقديم فكرة جديدة بدلا من محاولة إعادة فكرة مطروحة أجتهد فيها غيرنا وكل ما نحاول فعله هو إجترار تلك الفكرة وإعادة صياغتها وصقلها وتكرارها حتى يحق علينا قول الشاعر :
ما أرانا نقول إلا معارا ... أو معادا من لفظنا مكرورا .
لا أريد القول إن فلانا لا يجيد الكتابة فهذا ليس من اختصاصي وما دام محرر الصفحة يوافق على النشر فيمكن القول إن الكتابة صالحة للنشر من وجهة نظر الإدارة على الأقل رغم إمكانية الجزم بوجود تفاوت في أسلوب وجزالة اللغة بين كاتب وآخر ولكن في النهاية بوسع الجميع الكتابة والتعبير عما يجيش في صدورهم وما يجول في خواطرهم دون تردد فلسنا في مجلس هارون الرشيد لينهرنا الكسائي ويقول لأحدنا ... أسكت ... ما أنت وهذا ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
ولو قرأنا ( كتابات البعض من كتابنا ) نرى أغلب آرائهم متشابهة عند تناول موضوع معين ... بعضهم يقلدون بعضا بينما نرى القلة يبدعون فيما يطرحون ، وإذا كان أعذب الشعر أكذبه كما يقال فإن الأمر يختلف مع المقالة فأفضل مقالة هي التي تتناول ما يهم القارئ في حياته اليومية ولا تقاس جودتها بمقدار جهل القارئ العادي لها بل بمقدار ما تحتوي من أفكار حتى لو كانت جودة اللغة أقرب إلى ( الكزي مزي ) من الفصحة .
فليكن ما نكتبه بسيطا ومعبّرا ولا ننسى عندما نقرأ للآخرين أن نتذكر إن كل واحد يحب كتابته ويقول عنها إنها أفضل نتاج أدبي على الإطلاق ولا يهمه إن أطلقت بطنك عند قراءتها أم أمسكت .
كان هدفي الرئيس من هذه المقالة توضيح أمور قد يعتبرها البعض ثانوية في عالم الكتابة إلا إنها في الواقع أشياء مهمة يتوقف عليها الاستمرار في الكتابة في أحايين كثيرة لأن البعض لا يزال يكتب في القضايا الطوبائية بعيدا عن واقعنا وفي نفس الوقت هناك من يتردد في الكتابة لدرجة تكليف الآخرين بالكتابة نيابة عنه مثل ما حدث للسيدة أمل الأيزيدية كما سماها الكاتب الدكتور جمشيد إبراهيم عندما كتب عنها نصا شعريا بلغة عربية سليمة ومنمقة في الحوار المتمدن ... أكتبوا ولتكن اللغة التي تكتبون بها مليئة بالأخطاء الإملائية والقواعدية فالمهم الفكرة التي تريد أن توصلها للآخرين وفيما إذا كانت ستثير تفكير الناس ، فإن فعلت سيشيدون بكتابتك ولن يلتفت أحد إلى أخطاءك البسيطة وكذلك يمكنك الكتابة باسم مستعار إلا إذا كنت تريد كلمة حق يراد بها باطل وعلى كل حال فان أسباب اللجوء للاسم المستعار عديدة وأحيانا له ما يبرره ولكن استخدام أكثر من أسم وبريد الكتروني إضافة للاسم الصريح أمر يدعوا للعجب وربما الضحك .
لا يزال البعض من كتابنا يظنون إن من أهم مستلزمات الكتابة الناجحة تقليد الآخرين حتى لو كان هذا ( الآخر ) قد استخدم جملة غير مفيدة عنوانا لمقالته ولعلني لا أغالي إذا قلت إن بعض هذه الكتابات تضم شتما بصورة غير مباشرة لأناس معينين وهو بذلك ربما يكون قد قرأ مقالة مشابهة لأحدهم ويظن لاحقا سيكون له خصوم ويشتهر جراء ذلك ويستمر نجمه بالصعود إذا ما شتم الجميع من باب كلنا في الهوى سوا .
يقول المثل الكرمانجي السائر ... فلان تغوط على وتد ... وهذا يعني إن أي تافه يستطيع أن يفعل فعله ليشتهر شهرة زائفة مشوبة بالسخرية والتهكم من الآخرين وهي شهرة لن تصمد طويلا إزاء الذين يكتبون بحب وشغف ويكتبون قبل كل شيء للناس ومن أجلهم .
مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟