ساره عبدالرب
الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 01:14
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
هناك خديعتان ومحرضون ومتنفذون ومبادرة لم تنفذ بنودها .
عن خلافة سيدنا عثمان أتحدث ،الخيوط تضافرت لصنع المشنقة منها أن مروان بن الحكم مستشار سوء ، والمتنفذين من بني أمية على هرم السلطة ،
و محرضين وخديعتين تمت برسالتين لا يعرف من وراءهما ..الأولى رسالة التصفية للوفد المصري ومحمد بن أبي بكر ،ثم رسالة التعبئة التحريضية
إلى الوفود في الكوفة والبصرة والأعراب للتوافد إلى المدينة .
القيمة الحقيقية في مبادرة بوساطة علي كرم الله وجهه بعزل الولاة الممثلين لحكم بني أمية العصبوي و عقاب مروان بن الحكم ، ومهلة ثلاثة أيام لتنفيذ
ما لن ينفذ في أول ثورة في التاريخ الاسلامي .
المثابرة على الوساطة الحكيمة ، الولاء و النصيحة لولي الأمر ، كانت سياسة سيدنا علي ، حتى مع تراجع سيدنا عثمان عن وعوده الاصلاحية ،
أكثر من مرة ، وانابة سيدنا علي لالقاء االخطاب على المعارضين لاستحياء عثمان من مواجهتهم بعد كل ذلك.
مشكلة هذه الوعود أنها لم ترق الى قرارات تنفيذية، فهي مجرد بالونات اختبار لاخماد المعارضة .
قبل حصار المعارضين لبيت سيدنا عثمان ،وبينما سيدنا علي منهمك في وساطته و تهدئة غضب المعارضة ، جاءه خبر نفيه الى ينبع ،فقال كلمته
القاعدة العامّة لنهج البطانة الصالحة ( والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون اثما )
لقد ظل سيدنا عليّ يلوم عثمان ، ويمتص سخط المعارضين ، و جعل ابنيه الحسن والحسين في حراسة باب عثمان أيام حصاره، وأصيب الحسن بنبال
المعارضين عند اقتحامهم البيت .
وفي اليمن بلد المليون عليّ ، لا علي يقف بباب الرئيس بالولاء والنصيحة ، ديدن الموالين للنظام الولاء المطلق ... حتى الهاوية .
في بلد المليون علي هناك نسخ عديدة من مروان بن الحكم تزجر الثوّار ( شاهت الوجوه... ارجعوا إلى منازلكم أم أنكم جئتم تريدون
أن تنزعوا ملكنا من أيدينا ؟).
في بلد المليون عليّ لا علي سيجعل أولاده على باب الرئيس ، فالجميع مشغولين بسحب أعناقهم من تحت سيف المساءلة عن النزاهة المالية .
في بلد المليون عليّ تعوزنا الحكمة في الاختلاف السياسي ، والولاء للوطن قبل الحزب .
في بلد المليون عليّ لا علي اختصر علينا عاماً كاملاً من الاضطرابات المتصاعدة .
#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟