الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:48
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بيت لحم احتفلت بعيد الميلاد هذه السنة أيضًا تحت الاحتلال. وربما يجب القول ان هذه المدينة الفلسطينية التي تستقطب أنظار كل العالم، احتفلت رغم الاحتلال. رغم قسوته ورغم أنفه معًا.
على الحاجز العسكري المؤدي للمدينة في أحد مداخلها، تواصلت ممارسات التفتيش، وسياسات القمع، والسلوكيات الاحتلالية المهينة. هذه حقائق لا يمكن اخفاؤها، وهي ترسم الملامح الحقيقية للدولة "الدمقراطية الوحيدة" في شرقنا الأوسط ولجيشها "الأكثر أخلاقية" في العالم – كما يثرثر حكّام وجنرالات هذه الدولة.
في قيادة جيش الاحتلال هذا، هناك من اعتقد أنه يمكن تغطية الشمس بخرقة بالية، فأقدم على وضع "لافتة معايدة" على نفس حاجز الذلّ (أنظروا صورة ص 10). وكأن من تُقمع إرادته وتُهان كرامته، سيشكر هؤلاء المحتلين على "رفعة أخلاقهم" بمجرد أن يقرأ هذه المعايدة العسكرية التي تظللها البنادق الأوتوماتيكية!
رغم ذلك، أشار مراقبون الى ان بيت لحم الحزينة بما لا يتلاءم مع الأعياد في العادة، بدت متفائلة أيضًا. ليس لأنها في "عهد ما بعد عرفات" كما تكرر الاسطوانات المشروخة مؤخرًا. فها هو عرفات الغائب بدا حاضرًا أمس، حين تم التوقف مطولا في المحفل الرفيع عند معنى غيابه وفداحته، وتأكيد العهد على مواصلة التمسك بحلم/هدف التحرر والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي.
ومهما يكن فستظل حقيقة واحدة ساطعة: بيت لحم ككل شقيقاتها، من جنين شمالا، مرورا بالقدس، وحتى غزة هاشم، لا تزال بانتظار عيدها الأكبر، عيد التحرر. وهو آت لا محالة، لسبب واحد على الأقل:
"إن الشعوب اذا هبت ستنتصر". ليس هذا شعارا. إنه درس التاريخ لمن يفهم مفردات وأبجديات التاريخ!
وهذا الشعب الفلسطيني صاحب إحدى أكثر القضايا عدالة في عالمنا، ليس خارجًا ولا شاذًا عن التاريخ. وهو يواصل هبته التحررية، ويسعى الى تخليصها من كل ما يمس بها، بما في ذلك بعض الوسائل الغاضبة التي تعود بالضرر.
وسنظل مع بيت لحم واخواتها نردد الأمل، ونواصل العمل، حتى يعود العيد وقد تحقق التحرر الفلسطيني، لمصلحة هذا الشعب الفلسطيني ومعه كل الشعوب في منطقتنا.
(الاتحاد)
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟