|
الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية محاضرة ألقاها عباس الفاسي بالقنيطرة تقديم:
في إطار اللقاءات الفكرية المبرمجة من طرف الأمانة العامة لحزب الاستقلال، زارا لأستاذ عباس الفاسي مدينة القنيطرة في غضون شهر رمضان المبارك لتنشيط لقاء فكري صرفي حول موضوع الساعة بامتياز، وهو موضوع الساعة بامتياز، وهو موضوع: الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية. والأستاذ عباس الفاسي هو الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير الدولة، استغل في السلك الدبلوماسي في أهم العواصم عبر العالم. تربى في القنيطرة مدّة طويلة ودرس بها حيث أن والده كان قاضياً بها. و اعتبارا لأهمية مضمون هذه المحاضرة نقترح على للقارئ الكريم أهم ما جاء فيها.
الوحدة الترابية والدبلوماسية المغربية
إن هذا الموضوع ظل يشغل بال الجميع. شغل بال الملك محمد الخامس والملك الثاني ويشغل الآن بال الملك الشاب محمد السادس. والواقع أن المغرب عرف علاقات دبلوماسية قبل الحماية. حيث كانت له علاقات وروابط الصداقة والتعاون والتبادل التجاري والاقتصادي. وكان دائما للمغرب حضوره الكبير على الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد يمكن ذكر أن المغرب يعتبر الدولة الأولى التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، كما كانت هناك بعثات يوجهها ملوك المغرب إلى بعض الدول، مثل البعثة التي وجهها المولى إسماعيل إلى فرنسا في عهد لويس الرابع عشر، كما كانت للمغرب علاقات تجارية مع بريطانيا منذ أمد بعيد. إذن، إن الدبلوماسية المغربية لم تبتدئ بعد استقلال المغرب، وإنما كانت موجودة حتى قبل عهد الحماية بقرون عديدة. وفي الماضي كانت الدبلوماسة هي علاقات سياسية وتجارية واقتصادية وثقافية بين دولة ودولة، وكذلك علاقات بين دولة ومنظمات دولية و جهوية. وهناك عدّة عناصر مهمة تدخل في الدبلوماسية. فهناك التاريخ، باعتبار أن هناك فرق بين الدول والأمم حديثة العهد وبين الدول التي كانت دوّلاً على امتداد قرون من الزمن. وفي المغرب كانت دائماً هناك دولة مركزية بحكم مركزي وممثلين عن الملك (خليفة السلطان في الكثير من جهات البلاد)، وبالتالي فقد كانت دولة عريضة لها تاريخ وحضارة وهذا يعتبر من العناصر المهمة في الدبلوماسية. وهناك كذلك الجغرافية. والمغرب لا يبعد على أوروبا إلا بعشر كيلومترات ويطل على بحرين هما البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وهو دولة من المغرب العربي ودولة من العالم العربي ودولة من العالم الإسلامي ودولة إفريقية ودولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط. كما أن عدد السكان يلعب كذلك دوراً ملحوظاً في الدبلوماسية، لأن هناك دول كبيرة، فالهند تحتضن مليار نسمة والصين مليار ونيف، في حين أن هناك لا تتعدى ساكنتها 6 ملايين. وتركيا بعد اندماجها في الإتحاد الأوروبي ستصبح الدولة الأوروبية الأولى من ناحية عدد السكان. وهناك كذلك الاقتصاد، باعتبار أن هناك دول تتوفر على خيرات متنوعة وأخرى لا تتوفر إلا على البترول والغاز، وهذا أمر يؤثر على الدبلوماسية إما إيجابا أو سلباً. وهناك التكوين والتكنولوجيا والمؤسسات، وكلها تلعب دوراً في الدبلوماسية. فكلما تقوّت المؤسسات وكُرِّست الديمقراطية واحترمت حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل كلما كانت للدولة مكانة أفضل بين دول العالم. وهناك الاستقرار السياسي، وهو عنصر جوهري وأساسي يلعب دوراً مهماً في الدبلوماسية. وهذه كلها عناصر تؤثر في الدبلوماسية. وفي هذا الصدد يتوفر المغرب على مزايا وله انطلاقات أساسية تبوؤه مكانة متميزة في العالم. وطبعاً، هناك كذلك دور رئيس الدولة بالنسبة لجميع الدول. فرجل الدولة يلعب دوراً أساسياً وحاسماً في الدبلوماسية. والدولة كذلك لها دورها في تدعيم المكتسبات في هذا المجال وفي توسيع آفاق التعاون مع دول ومنظمات. والملك محمد الخامس له دوراً أساسياً في الدفاع عن استقلال البلاد وقام بزيارات عديدة من أجل المذاكرة حول هذا الأمر. كما أن نفيه أعطى إشعاعاً للمغرب في القاهرة مكتباً، مكتب المغرب العربي من أجل دعوة الأمة العربية لمساندة الشعب المغربي في كفاحه من أجل الإستقلال. كما كان له مكتباً بنيويورك وآخر بباريس وآخر بمدريد. آنذاك كانت دبلوماسية النضال هي السائدة اعتباراً لطبيعة المرحلة، وهي ما أُصطُلح عليها بالدبلوماسية الشعبية. وفي هذا الصدد لا مناص من ذكر مشاركة حزب الاستقلال في مؤتمر بان دونك سنة 1954. وهو مؤتمر تاريخي، وقد أُحتُفِل بذكراه الخمسين مؤخراً بجمهورية إفريقيا الجنوبية. وفي مؤتمر بان دونك كان على رأس الوفد المغربي علال الفاسي، وكان بمثابة النواة الأولى لبروز مجموعة عدم الانحياز، وفيه تقرر دعم جميع حركات التحرير في جميع الدول المستعمرة. وعموماً عندما نتحدث عن الدبلوماسية، أوّل ما يتبادر إلى الذهن، وعن صواب، وزارة الشؤون الخارجية. وبالنسبة لجميع الدول تلعب وزارة الخارجية دوراً أساسياً ومحورياً في العلاقات وفي الدفاع عن القضايا الوطنية. إلا أن الدبلوماسية اليوم ليست هي دبلوماسية الأمس، حيث كانت بعض البعثات تتوجه إلى البلدان. ومنذ فجر القرن العشرين ظهر السفراء، إذ كان السفير يُكلف بتبليغ رسالة إلى الدولة المعتمد لديها. أما اليوم عندما نتكلم عن الدبلوماسية فإننا نتكلم عن الدبلوماسية الرسمية عن طريق وزارة الشؤون الخارجية، لأنه بموازاة مع ذلك هناك دبلوماسية برلمانية ودبلوماسية الأحزاب فهناك الأهمية الاشتراكية وهناك أممية أحزاب الوسط التي يشارك فيها حزب الاستقلال والتي تضم 95 حزباً من القارات الخمس. وكذلك هناك البرلمانات التي تجتمع من أجل التنسيق ودراسة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضايا السلم في العالم. كما أن النقابات تلعب كذلك دوراً في الدبلوماسية، ونفس الشيء بالنسبة لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني. وبالنسبة للمغرب سوف تلعب هذه الأخيرة دوراً أكبر في المستقبل. ولا ينبغي نسيان دور الجماعات المحلية، الإقليمية والجهوية في هذا المضمار، إذ لها دور هام في نجال الدبلوماسية عن طريق التوأمة والتعاون اللامركزي بين الأقاليم والجهات عبر العالم. كما أنه لا مندوحة عن إبراز دور الملك الحسن. لقد كان ملكاً عظيماً كذلك في مجال العلاقات الدولية. كانت تربطه علاقات، ليس فقط مع رؤساء الدول، ولكن كانت له كذلك علاقات مع الأحزاب، مع أوساط فنية وأوساط ثقافية، مع دور النشر عبر العالم، ومع مقاولين كبار في العالم وكانت تربطه معهم علاقات شخصية وظفها في تفعيل الاستثمار الأجنبي بالمغرب وخدمته. ولعل أبرز حدث في مجال الدبلوماسية هي المسيرة الخضراء المظفرة، والتي شكلت سابقة في التاريخ. وعموماً، في هذا المجال حقق المغرب الكثير. ولابد من التذكير أوّلاً أنه كانت عدة قمم عربية وإسلامية بالمغرب ترأسها الملك الحسن الثاني. ولعل من أهمها قمة 1974 التي أقرّت بالإجماع أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني. وهذه مبادرة مهمة انطلقت من أرض المغرب. كما أنه لامناص من التذكير كذلك أن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي كانت في المغرب سنة 1969. فعلى إثر حريق القدس الشريف استدعى الملك الحسن الثاني قمة إسلامية والتي تقرر فيها تأسيس تلك المنظمة، كما تقرر خلالها إنشاء لجنة القدس التي ترأسها منذ الانطلاقة الملك الحسن الثاني وخلفه الملك محمد السادس. وبهذا يكون المغرب قد ساهم في تقوية الموقف العربي، وقد تمكّن من ذلك لأنه لم يسبق له أن كان طرفاً في الخلافات الغربية العربية.
وكان الملك الحسن الثاني آنذاك هو الحكم في هذا المجال لأنّه رفض دائماً أن يكون طرفاً، واستمر المغرب على هذا الدرب وضمن هذا المنهج إلى اليوم. كما أنه لا يجب أن ننسى أن إنشاء اتحاد المغرب العربي كان في مراكش برئاسة الملك الحسن الثاني في فبراير1989. علماً أنه لا بد من التذكير كذلك، في إطار الدبلوماسية الشعبية، بمؤتمر المغرب العربي بطنجة، مؤتمر الأحزاب التي حررت المغرب وتونس والجزائر، وكان بمدينة طنجة في أبريل 1958. وشكل هذا المؤتمر نواة المغرب العربي الكبير. وفي عهد الملك الحسن الثاني انطلق كذلك مسلسل التعاون مع السوق الأوروبية التي ستصبح فيما بعد الإتحاد الأوروبي. وكان كذلك في عهده التعاون على الصعيد المتوسطي وأجهزة منظمة دول غرب البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك في برشلونة في 1995، حيث حضرت 5 دول أوروبية و5 دول من المغرب العربي (موريتانيا وتونس وليبيا والجزائر والمغرب). وهذا كله يبيّن أن المغرب كان يعتمد دبلوماسية نشطة ومتنوعة. وفي هذا الصدد لابد من التأكيد أنّه كانت للمغرب علاقات مع المعسكر الشيوعي. ومع المعسكر الغربي في آن واحد. وآنذاك قليلة جدّاً هي دول العالم التي كانت تستطيع أن تحتفظ بثقة المعسكرين معاً. فمنذ استقلال المغرب ظلت العلاقة قائمة مع الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية آنذاك وأوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك منذ سنة 1955 إلى اليوم. وهكذا فإن الجمهورية الوهمية لم تعترف بها أي دولة من الإتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية ونفس الشيء بالنسبة لأوروبا الغربية. ومن هنا يمكن القول أن الدبلوماسية المغربية استطاعت أن تحتفظ بثقة جميع الدول وباحترامها. وفي هذا الصدد وجب الإشارة إلى أن المغرب سيستضيف في بداية دجنبر2004 منتدى المستقبل. وهو اجتماع مهم جدّاً بالنسبة للمغرب. وكثير من الدول العربية أرادت استضافته عندما اعتباراً لأهميته البالغة على مختلف الأصعدة. وسيحضر هذا المنتدى 8 وزراء خارجية الدول الأكثر تقدماً وتصنيعاً في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا)، بجانب جميع الدول العربية. ولابد من الإشارة كذلك إلى أنه كان حوار في المؤتمر العربي الأخير بتونس حول الإصلاحات التي من شأنها أن تساهم في تقدم الأمة العربية، علماً أن هذا الأمر لا يحرج بلدانا بالمرّة باعتبار أن المغرب ظل يعمل من أجل إرساء الديمقراطية، وقد حقق في هذا الصدد عدّة إصلاحات من أجل الدفع بالمسلسل الديمقراطي. كما أنه يجب التأكيد على أن دولة إسرائيل سوف لن تحضر هذا المنتدى المنظم بالمغرب. كما أنه وجب التذكير بأن المغرب قاطبة، شعباً وملكاً، يدين السياسة الأمريكية المؤيدة لشارون بدون قيد ولا شريط، وهذا موقف مغربي تابت، ملكاً وحكومة وشعباً. وكذلك يدين التدخل في العراق بدون أن يؤيد صدام حسين ونظامه. إلا أنّه وجب التوضيح كذلك أنه لا توجد في العالم حالياً دولة قطعت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. فهذه دولة لها قوّة ولها وزن ولا مناص من أن نتعامل معها. والحوار في منتدى المستقبل سيكون مفتوحاً حول الإصلاحات السياسية وحول المسائل الاقتصادية وحول المسائل الاجتماعية، وسوف لن يُتخذ أي قرار من شأنه يلزم أحداً أو طرفاً، ولكن الهدف هو السعي نحو خدمة السلم وخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي إطار نشاط الدبلوماسية المغربية لا بد من القول أنه في شهر مارس 2005 سينعقد بالمغرب منتدى يضم الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية. إذن بصفة عامة، فإن الدبلوماسية المغربية نشطة ولا يمكن أن نقول بأنها فاشلة. لأنّه بدون بترول وبدون غاز استطاعت تحقيق تقدم في ملف الوحدة الترابية ضد موقف دولة غنية بترولها وغازها. فالمغرب حاضر في المغرب العربي، مع الأسف هناك نوع من التوقف الآن لسبب من المعاكسات الجزائرية، وحاضر على الصعيد العربي وعلى الصعيد الدولي باستمرار ويعطي كلمته وهي محترمة جدّاً. كما أنه هناك بعض القضايا التي يكون تأثيرها ايجابي على المغرب، مثلا الإصلاحات التي تعرف بلادنا (هيئة الإنصاف، مدونة الأسرة، الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية). إذن الدبلوماسية المغربية ظلت ايجابية منذ الاستقلال، ولكن ماذا عسانا أن نقول بالنسبة للدبلوماسية إزاء ملف الوحدة الترابية؟ أي في وقت الذي تبدو فيه الدبلوماسية المغربية ناجحة في جميع الأصعدة، نجد أن هناك جملة من الملاحظات لا بد من ذكرها بخصوص ملف الوحدة الترابية. بطبيعة الحال بالنسبة للملك وللشعب المغربي، الصحراء مغربية وكانت دائماً مغربية، وسكانها مغاربة بدون مناقشة. ومن الممكن أن يكون الإيمان الراسخ بهذه القضية هو الذي جعلنا لا ندافع عليها باعتبارها قضية طبيعية وواضحة، مادامت الصحراء أرضنا، وفي 1955 كانت أرضنا و1958-1957 أرضنا. آنذاك العالم كله كان يصفق عندما تحرر أرض مستعمرة، ولكن لم نحرر صحراءنا إلاّ في 1975 وكانت المعطيات الدولية والجهوية قد تغيّرت. وهنا أقول أنّه كان هناك خطأ أصلي تاريخياً، خطيئة البداية. والبداية هي المفاوضات مع فرنسا وأسبانيا. آنذاك الجميع اعتمد خطة المراحل، أي تحرير المغرب عبر مراحل، باستثناء شخص واحد هو الزعيم علال الفاسي الذي كان يقول لن نذهب لمفاوضات "ايكس ليبان" إلا إذا كانت مفاوضات تجمع فرنسا وحزب الاستقلال، بينما "أيكس ليبان" جمعت أحزاباً متعددة وجمعت أعوان الاستعمار الذين حضروا للمفاوضات والأعيان (الذين يشكلون اليمين بالمغرب حالياً). حضرت مجموعة من الأطراف، والحكومة المغربية. الأولى التي ترأسها شخصية وطنية محترمة، ولكن غير منتمية بينما في العالم بأسره، عندما حصل الاستقلال، الذي قاد الحكومة الأولى هو الحزب الذي أثر بصفة عامة للحصول على الاستقلال وقاد معركة التحرير. وبطبيعة الحال الملك فوق الجميع، علماً أن أضحى بعرشه من أجل انعتاق البلاد من الاستعمار. وهذه هي الخطيئة الأصلية، ومعها بدأت الخلافات حيناً ومنذ الوهلة الأولى. كما أن المفاوضين لم يضعوا ملف الوحدة الترابية كاملاً وإنما تفاوضوا على ملف كان منقوصاً بفعل اعتماد خطة المراحل. عندما حضروا إلى "أيكس ليبان" لم يقولوا ويصرحوا بأن تيندوف مغربية، وفي مدريد في أبريل 1956 لم يقولوا بأن طرفاية وسيدي افني والساقية الحمراء وواد الذهب مغربية. وإنما تفاوضوا على الحماية الإسبانية بالشمال لأنهم اعتمدوا منذ البدء على خطة المراحل، أخذاً كمثال المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة الذي اعتمد المراحل، لكن كانت بوثيرة سريعة. حيث بدأ بالاستقلال الذاتي ثم بعد ذلك وبسرعة الاستقلال التام. علماً أن جيش التحرير بالمغرب كان آنذاك حديث النشأة وفي بداياته، ولو استمر في كفاحه، ولو استمرت المقاومة المسلحة، لم تكن تمرّ سنتين حتى نحقق الاستقلال الكامل، بما في ذلك تيندوف وطرفاية وسيدي افني والجزر الجعفرية والساقية الحمراء وواد الذهب، في نفس اليوم في المفاوضات مع اسبانيا وفرنسا. لكن، رغم ذلك، فإن الملك محمد الخامس بصفته الضامن للوحدة الترابية، شعر بأنه لا بد من القيام بما يلزم في هذا الصدد. وهكذا جاءت القبائل من الصحراء لتبايعه آنذاك في امحاميد الغزلان. وفي هذا الصدد لا بد من التذكير بالنداء الذي وجهه الزعيم علال الفاسي يوم 25 مارس 1956 إلى الشبيبة الاستقلالية التي كانت تعقد مؤتمرها الأول بعد الاستقلال، وفي هذا النداء يقول الزعيم علال الفاسي: " يا شباب الاستقلال، لقد أُعلن استقلال بلادنا وأصبح حقيقة واقعة. ولكن هناك أمرين لا بد من مراعتيهما عند الفوز بهذه النتيجة العظمى. الأول هو أن هذا الاستقلال لا يزال ناقصاً وسيظل كذلك مادامت في البلاد قطاعات تحت الحماية أو النفوذ الأجنبي. فما دامت طنجة لم تحرر من إدارتها الدولية. ومادامت مناطق التي اعتدنا أن نسميها خليفية في الشمال والصحراء الاسبانية في الجنوب تحت الحماية أو الحكم الاسباني. ومادامت الصحراء من تيندوف إلى آطار، ومادامت أجزاء التخوم الجزائرية المغربية لم تسترجع للبلاد فسيظل استقلالنا أعرجاً، وسيظل واجبنا الأول هو مواصلة العمل لتحرير الوطن وتوحيده بنفس الروح والحماس الذي عملنا بهما منذ الثلاثين عاماً الماضية حتى اعترفت لنا فرنسا بالاستقلال والتزمت بتهييء الوحدة الترابية للبلاد". إذن ونحن نراجع تاريخنا نلاحظ أنه كانت هناك أخطاء. فإذا نظرنا إلى فترة 1970-1963 نجد غياب أي تعبئة من أجل تحرير الصحراء وهذا شيء واضح لا غبار عليه. لكن لماذا البداية بعام 1963؟ لأنه آنذاك صادق الشعب المغربي على الدستور في دجنبر 1962، وجاءت الانتخابات التشريعية لأوّل مرة في مايو 1963. وبذلك فإن البداية كانت سيّئة، لأنه في مايو 1963 تم إحداث حزب لا قواعد له، فهو مصطنع اسمه جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية (FDIC) واستحوذ ـ بقدرة قادرـ على الأغلبية المطلقة، والوطنيون (حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) زُوِّر ضدهم وبالتالي أصبحوا يشكلون المعارضة. إذن سنة 1963 عُرِفَت بتزوير الانتخابات بامتياز ثم تلتها سنة 1965 المطبوعة بالإعلان عن حالة الاستثناء (أي لا وجود للبرلمان) والتي دامت إلى سنة 1970. وفي سنة 1970 ظهر دستور 1962 فتمت مقاطعته، وكذلك مقاطعة الانتخابات التشريعية، ولم يكن في هذه الانتخابات إلا المرشحون الرسميون. وبالتالي لم يكن من الممكن في هذا الجو أن تكون هناك تعبئة. لذلك نجد أنّه من 1963 إلى 1970 لم يكن هناك أي اهتمام بملف الصحراء والوحدة الترابية رغم أن الإيمان بها ظل موجوداً عند سكان الصحراء، ولكن التعبئة لم يكن لها أي أثر، لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الدبلوماسي. أي أنه عندما كانت الدبلوماسية المغربية نشطة لم يكن هناك أي مجهود من أجل دفع الدول للاعتراف بحقنا المشروع. آنذاك كانت الجزائر تتوفر على سند جميع الدول ذات الحزب الواحد، وكانت تلك الدول، الكثيرة حينئذ، تتعاطف معها. علاوة على أن الدول الإفريقية كان لها نظام الحزب الواحد ولكن عن طريق النظام العسكري. وهذا إضافة إلى الثروة النفطية والغازية التي جعلت الجزائر تكتسب عطف تلك الدول عن طريق المال وشراء الذمم. ثم تأتي مرحلة أخرى ابتداءً من 1972 وهي التي هيأت للمسيرة الخضراء. ففي غضون 1972-1971 بدأ اتصال بين الملك والكتلة الوطنية (حزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية). وكانت لقاءات طويلة ومتعددة بين الكتلة والملك، إذ كان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ممثل آنذاك من طرف عبد الرحيم بوعبيد والحبابي وعبد الله إبراهيم والمحجوب بن الصديق، ومثّل حزب الاستقلال، علال الفاسي وبوبكر القادري ومحمد بوستة ومحمد الدويري. ومبدئياً كان التهييء للتناوب التوافقي الذي لم ير النور إلاّ سنة 1998. وآنذاك قدّمت الكتلة اقتراحات، من ضمنها أن دستور1970 تراجع على جملة من المكتسبات، وهكذا جاء دستور1972. وعبر تتبع مجريات يتبيّن أنه كلما تقدمنا في مجال الديمقراطية كلما نلاحظ تقدماً في ملف الوحدة الترابية. وهكذا أثر دستور 1972 على هذا الملف، وبعد ذلك كانت المسيرة الخضراء التي تعتبر حدثا عظيماً لأنّه بفضلها استرجعنا الصحراء التي لم نستطع استرجاعها في مفاوضات "أيكس ليبان" أو مدريد. 350 ألف مواطن ومواطنة سلاحهم القرآن والإعلام الوطنية توجهوا في نظام وانتظام لتحرير الصحراء وإلغاء الحدود الوهمية علما أنه منذ الاستقلال، قام مناضلو حزب الاستقلال بالصحراء بتنظيم أنفسهم وإرساء صفوفهم وساهموا في الشروع في التحرير والمقاومة لاستكمال الاستقلال، إلاّ أن التحالف الفرنسي الاسباني، عبر عملية "إيكوفيون" سنة 1958، طوّق جيش التحرير هناك. فعلاً، لقد أربكت المسيرة الخضراء الجزائر، لأن فلسفة حكم الجزائر تعتبر أن عليها أن تكون الجزائر الكبرى "La Grande Algérie "، في شرقها تونس وفي غربها المغرب كدول فلاحين ينتجون المواد الفلاحية وهي ستخصص هي في الصناعة الثقيلة والبتروكماويات، وبالتالي ستشكل القوّة الكبيرة والأولى في المنطقة هذه هي الفلسفة الحقيقية للجزائر. بعد استرجاع الساقية الحمراء ثم واد الذهب سقطت فلسفة الجزائر الكبرى في الماء، وهذا ما زعزع روح الهيمنة الجزائرية على المنطقة. ففي البداية كان للجزائر الكثير من الأنصار في إفريقيا بصفة خاصة ومختلف الدول الماركسية اللينينية (الكومبدج، الفيتنام...)، وكان الملك الحسن الثاني يقول:" مشكلتنا هو أن المغرب عضو في ناد بينما الجزائر هي عضو في فريق (عشيرة) (clam)"، كذلك المغرب كانت دول عظيمة (أوروبا الغربية، أوروبا الشرقية، الولايات المتحدة...). وعندما شعرنا أن ميزان القوى ليس في صالحنا اعتمدنا سلاحاً آخر، هو سلاح حضاري، أي التنمية الاقتصادية، الذي كان يعتمد بالأساس على تضامن الشعب المغربي. وقع تضامن، وكان الشعب المغربي يؤدي ضريبة بهذا الخصوص وهذا واجب، لأن المغرب كان يرغب في تحسيس سكان الصحراء بنعمة الوحدة لاسيما وأن اسبانيا لم تقم بأي شيء بالصحراء. ومع ذلك كان هناك مشكل ويتمثل في سيادة المقاربة الأمنية في التعاطي مع مشكل الصحراء. كان وزير الداخلية آنذاك، لأسباب الاحتفاظ بمقعده وتبيان أنه ضروري للبلاد، وظل دائماً يخلق مشاكل في هذا المضمار وجو من الحذر والحيطة. بينما لم يكن أي مبرر لكل ما فعل في هذا الشأن. وقد اعتمد هذه السياسة أساساً للبقاء في موقعه والاحتفاظ به. ومنذ البداية انخرط سكان الصحراء في المسلسل الانتخابي، في 1977 و1983 و1993 و1998 و2002 بالنسبة للانتخابات التشريعية ونفس الشيء بالنسبة للانتخابات الجماعية والمهنية. وطبعاً في عهد وزير الداخلية السابق كان حزب الاستقلال مستهدفاً في الأقاليم الصحراوية كما كان مستهدفاً في الشمال. ولكن مع حلول المفهوم الجديد للسلطة، وبعد إصدار التعليمات الملكية الرامية إلى اقتراب الانتخابات من الحقيقة حصل حزب الاستقلال على الصف الأول في الصحراء، وهذا في حد ذاته تأكيد جلي لمغربية الصحراء أكثر مما تؤكده الوثائق والمهرجانات الخطابية والقصائد الشعرية. وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات في الصحراء أكبر نسبة فاقت المعدل الوطني، وهذا تأكيد آخر على تشبثهم بمغربيتهم وبالمؤسسات المغربية. ومن الناحية الدبلوماسية لم يكن ميزان القوى في صالح المغرب، ولكن تدريجياً من الأكيد أنه سيكون لصالحه. لقد كان المغرب يريد حل المشكل في نطاق منظمة الوحدة الإفريقية، لاسيما وهو من أبرز مؤسسيها، بل هو الذي أسس نواتها الأولى منذ فجر الستينات، ففي يناير1960 اجتمع جمال عبد الناس وفرحات عباس وبوكيتا (مالي) ونيكروما (غانا) والملك محمد الخامس، وهذه المجموعة دأبت الصحافة آنذاك بنعتها بالمجموعة التقدمية. وعندما لجأ المغرب إلى منظمة الوحدة الإفريقية ظناً منه أن الأفارقة سينصفونه، اعتباراً لكونه كان دائماً من المدافعين والمساندين الأوائل لحركات التحرير الإفريقية (المغرب هو الذي كان يوفر السلاح لحركة مانديلا وللموازنبيق، وغينيا بيساو، وجبهة التحرير الجزائرية وغيرها). إلا أنه نظراً لسيادة أنظمة الحزب الواحد والأنظمة العسكرية والماركسية اللينينية لم يُنْصَف المغرب، واقترف الأفارقة أكبر خرق للقوانين والأعراف الدولية، الشيء الذي جعل منظمة الوحدة الإفريقية وبعدها الإتحاد الإفريقي يفقد كل مصداقية. وبالتالي فلم يستطع حل أي مشكل على امتداد وجوده. لماذا؟ لأنه قبل جمهورية وهمية كدولة كاملة العضوية بينما لا تتوفر على أدنى الشروط والمقاييس لتكون دولة، إذ لا أرض لها ويجب استقرار ومزاولة الحكم بكيفية دائمة وهذا ما لم يتوفر فيها. ورغم ذلك تغلبت السياسة على القانون، وعندما تتغلب السياسة على القانون يبدأ قانون الغاب. ونظراً لهذا الخرق السافر انسحب المغرب من المنظمة الإفريقية وتوجه إلى منظمة الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار قطع الملف عدّة مراحل. في البداية كان المد معاكساً للمغرب، وتدريجياً أصبحت وجهة نظرها تقترب من وجهة نظر المغرب أكثر من وجهة نظر الجزائر. ففي مرحلة دي كويلار، كانت توصية تنص على استفتاء تقرير المصير من أجل الاستقلال. ثم جاءت مشكلة المشاركين في الاستفتاء. وهكذا طُرِحَت إشكالية الإحصاء. ولو أن أغلبية السكان، حسب نتائج الإحصاء، توجد في الساقية الحمراء وواد الذهب كان انحياز لصالح البوليزاريو، علما أن عدد الصحراويين بالحمادة (تيندوف) قدر آنذاك ب 17 ألف، في حين أن عدد الصحراويين بالساقية الحمراء وواد الذهب كانوا يقدرون ب 70 ألف تقريباً. وظلت الأمور على هذا الحال إلى تم الإقرار باستحالة القيام بالاستفتاء. وانتقلنا إلى مرحلة أخرى، وهو مخطط "بيكر" (ممثل الأمين العام). وهو مخطط قبله المغرب بصفة عامة مع بعض التحفظات خلافاً لما يروج. أما الجزائر فقد رفضت هذا المخطط وكان على "بيكر" أن يسجل رفض الجزائر ويستمر في المخطط، إلاّ أنه انحاز إليها. وجاء بمخطط آخر "بيكر2 " في 2003. ويقول هذا المخطط، أنه سيكون برلمان بالصحراء يشرع وسلطة صحراوية ومجلس أعلى يقرر في كل شيء، حتى في الدبلوماسية إذا كانت لها علاقة بالصحراء، وهذا لمدة 5 سنوات. ورفض المغرب هذا المخطط لأنه يفتح الطريق واسعة للانفصال، في حين قبلته الجزائر. وبين "بيكر1 " و"بيكر2 " أرادت الجزائر أن تحل المشكل، فوجهت رسالة إلى كوفي عنان لاقتراح هذا الحل: الساقية الحمراء تظل تحت السيادة المغربية أما واد الذهب فدولة مستقلة. وهذا اقتراح فضح النوايا الحقيقية للجزائر أمام الرأي العام الدولي. باعتبار أن خطابها يقول أن الشعب المغربي شعب شقيق ساندها وأعانها ودعمها من أجل التحرير ولا وجود لأي مشكل معه، وعليه أن يحل مشكلته مع سكان الصحراء ومع البوليزاريو، أما هي (الجزائر) فإنها فقط تؤمن بمبدأ مقدس لديها وهو تقرير مصير الشعوب نفسها بنفسها. لكن عندما اقترحت وبكل وضوح احتفاظ المغرب بالساقية الحمراء واعتبار واد الذهب دولة مستقلة انفضح أمرها، وظهر بجلاء أنها لا تدافع على مبدأ مقدس لديها، وإنما على مصالح تريد تحقيقها بأي ثمن.
لاسيما وأنه في كارات جبيلات، هناك منجم، وإذا أرادت تسويقه بالخارج لا يمكن أن يمر على البحر الأبيض المتوسط (أي 5000 كلم)، لأنه لكي يكون منافساً في السوق الدولية عليه بالضرورة أن يمر عبر المحيط الأطلسي. وهكذا اتضح أن للجزائر أطماع اقتصادية في هذا المجال وهي التي تحدد موقفها بالأساس وليس الدفاع على المبدأ المقدس كما تدّعي ذلك. إذن رفض المغرب مخطط "بيكر2 " رفضاً تاماً. وبعد ذلك أبعد كوفي عنان جيمس بيكر وعيّن ممثلاً آخر. أما بخصوص الاعترافات بالجمهورية الوهمية وسحبها، فإنه في الفترة الأولى، الأغلبية الساحقة للدول الإفريقية اعترفت بها. ولكن منذ انطلاق المسلسل الديمقراطي بالمغرب وبداية حزم وتعبئة الدبلوماسية المغربية دولة سحبت اعترافها. فعندما أتى محمد بوستة إلى وزارة الخارجية وجد أن المغرب كان غائباً في الساحة الإفريقية، وهذا ما جعله يهتم عن قرب بهذه القضية. صحيح أن اعتراف جمهورية جنوب إفريقيا بالجمهورية الوهمية مؤسف جدا، ولكنه كان متوقعاً ومنذ سنوات فالمغرب كان كل سنة يرسل بعثات إلى هذا البلد، مرّة وزير الخارجية ومرّة وزير آخر، ومرّة مقاومين كانوا على علاقة مع مانديلا، يعرفونه وكانوا يزودوا حركته بالسلاح (عبد الكريم الخطيب الذي كان وزيراً للشؤون الإفريقية في الحكومة الأولى لعهد الحسن الثاني). إذن هذا الأمر كان متوقعاً اعتباراً لمصالح جنوب إفريقيا الاقتصادية مع الجزائر. والثابت الآن هو أنه لا يمكن فرض أي حلّ على المغرب، فأي حل لا يمكن أن يكون إلا نتيجة للتفاوض. وفي هذا الصدد يقول مجلس الأمن "حل نهائي تفاوضي وسياسي". وهناك اجتماع ثانوي تقليدي، اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، وكان هناك توافق بصدده باعتبار أن مناقشة الملف واقعة بمجلس الأمن. وفي اللجنة الرابعة كان دائما اتفاق ضمني بين المغرب والجزائر لتمر اجتماعاتها بدون معركة بهذا الخصوص. لكن هذه السنة اختارت الجزائر المعركة ورجعت من جديد إلى تقرير المصير والاستفتاء ومخطط "بيكر2 ". وكان صراع كبير انهزمت فيه الجزائر. إذ أن 52 دولة صوّتت لصالح المشروع الجزائري و89 دولة من ضمنها المغرب لم تصوّت. بالنسبة للأفارقة 18 دولة صوّتت مع الجزائر و11 دولة مع المغرب و22 دولة لم تشارك في التصويت. و89 دولة التي لم تصوّت فيها الولايات المتحدة الأمريكية و25 دولة الاتحاد الأوروبي وكل الدول العربية ماعدا الجزائر، لكن مع ذلك هناك دولتين مهمتين كانتا في صف الجزائر لأوّل مرّة وهما روسيا والصين الشعبية وذلك لأسباب اقتصادية محضة. فالجزائر تقني السلاح من روسيا والصين ترغب في الاستثمار في مجال النفط والغاز بالجزائر. ومؤخراً اجتمع مجلس الأمن، ومن جديد حاولت الجزائر الرجوع إلى "بيكر2 " وتقرير المصير، وكانت توصية المجلس كما يلي: "مجلس الأمن يدعو إلى حل عادل دائم ومقبول من الأطراف (Mutuellement acceptable) أي لا بد من مفاوضات، وكما هو معلوم ظل المغرب دائماً يسعى للمفاوضات باستثناء السيادة على الصحراء التي هي غير قابلة للتفاوض. لكن لا بد من حل، وهو الحل الذي عبر عنه الملك محمد السادس، وهو تفويض الشؤون المحلية إلى الساقية الحمراء وواد الذهب. وبالنسبة لحزب الاستقلال ما يلزمه حتى اليوم هو البيان الصادر عن المجلس الوطني للحزب والذي جاء فيه أن أي حل للقضية الوطنية لا بد وأن يحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية مع إمكانية استكشاف تفويض صلاحيات لسكان الأقاليم الجنوبية في إطار تفعيل وتعزيز النظام الجهوي في بلادنا. وفي اجتماع اللجنة المركزية تم إضافة فكرة أن التفويض يمكن الشروع فيه منذ الآن. إلا أنه هناك أسئلة موضوعة الآن على الجميع: هل البداية فقط بالساقية الحمراء وواد الذهب باعتبار أن الدول متتبعه لهذا الملف؟ وهل في نفس الوقت يمكن تعميم التجربة على جميع الجهات بالمغرب؟ وهل الاختصاصات بالنسبة لهذه الجهات ستكون كلها متشابهة (مثل ما هو الأمر بفرنسا مثلا) أو كل جهة لها اختصاص نوعي؟ وهل من مصلحة الملف مناقشة هذه الأمور حالياً؟ لكن الرأي البارز لحد الآن هو الذي يعطي الأولوية للساقية الحمراء وواد الذهب، باعتبار أننا مازلنا لا نتوفر على دراسة معمقة في هذا الشأن، واعتباراً كذلك للوسائل البشرية. وكخلاصة، يمكن القول أن الدبلوماسية المغربية كانت دائما ناجحة، إلا أنه وجب تفعيلها، لاسيما وأغلب السفراء لهم المِهْنِية والتكوين اللازم. وفي الأخير أوجه بداء إلى الجزائر لكي ترى إلى المستقبل، لأن المغرب العربي سيذوب الحدود. وإذا كان المسؤولون لا يراعون الحاضر، فعليهم بالضرورة مراعاة روح شهداء الكفاح المشترك ضد الاستعمار، وأن يتذكروا أنهم كانوا جالسين في القاهرة مع محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي، وفي باريس مع محمد بوستة وعبد الرحمان اليوسفي، عليهم تذكر ذلك. وعليهم أن يتذكروا أن فرنسا اقترحت على المغرب التفاوض حول تيندوف، لكن المغرب رفض وقال لها سنتفاوض عليها بعد استقلال الجزائر.
من إعداد إدريس ولد القابلة - القنيطرة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكامة
-
لـمـال والمـقـاومـة
-
الفرنسيون الذين ساندوا المغرب في محنته
-
الخلفية التاريخية والثقافية للخوفقراطية بالمغرب
-
الخونة يحتفـلون بعودة الملـك محمد الخامـس بمنفاه
-
المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير
-
البرجوازية التجارية بين التعامل مع الاستعمار ومساندة المقاوم
...
-
حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه قضية شيخ العرب
-
أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة
-
أوراق متناثرة من تاريخ المغرب الحديث : محطات ذات دلالة 1 - ا
...
-
الأحزاب السياسية بالمغرب
-
مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير و غد أفضل
-
الأحزاب السياسية بالمغرب
-
واقع المحامي بالمغرب
-
اليسار المنبثق عن الحركة الماركسية – اللينينية-
-
اليسار الجديد من أين الانطلاقة
-
هل القضاء المغربي قضاء مستقل؟
-
الثقافة والعمل الجمعوي بالمغرب
-
الوحدة المغاربية رغم الفشالات فهي تظل ضرورة استراتيجية
-
مراجعة في صفوف الحركات الإسلامية بالمغرب حركة من أجل الأمة ن
...
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|