أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - يالها من مزعطة!














المزيد.....


يالها من مزعطة!


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



أستميح القارئ عذراً لأني ، إزاء إستهتار سياسيينا "بناة العراق الديموقراطي " بالحياة البشرية وما يتصفون به من صفات سادية، ومازوكية، ورغبة جامحة بالإنتقام ، ونزوع متوحش لرؤية مناظر الحطام والخراب والدم المسفوك ، وما يتشابك في أعماقهم من عقد عشائرية غير محلولة ، إزاء هذا كله لم أجد مايعبر عن حالتنا السياسية الراهنة غير كلمة " مزعطة" . و"المزعطة" مفردة معروفة للقارئ العراقي ، ربما كان من الصعب إيجاد مرادف عربي لها غيرمفردة " الولدنة" التي تعني إنعدام النضج بسبب حداثة السن والتجربة وربما البعد عن التفكير المنطقي السليم .
يتوجب علي ما مبدئياً ، أن أقول أن ليس لدي مايمنعني من تصديق التهم الموجهة الى "السيد الهاشمي" والتي عرضها الضابط الكبير في وزارة الداخلية بسطور قليلة إمتلأت بالأخطاء اللغوية ، ولكن ليس لدي مايمنعني كذلك من تصديق ذات التهم إذا وجهت الى "المالكي" أو "الجعفري" أو "المشهداني" فالمالكي كما هو الهاشمي كلاهما طائفي بإمتياز، والطائفي بالتعريف لايمكن أن يكون وطنياً إطلاقاً ، الطائفي إختار الطائفة بديلاً عن الوطن، وإختار الفكر الطائفي فضاءاً وعالما ً ليبرر له كل أفعاله، ويضفي عليها هالة القداسة ، ويدخلها ضمن حدود الواجبات الربّانية فيبعدها عن طائلة القوانين البشرية. لا إختلاف ،فالفعل الذي يرتكبه الهاشمي والذي يعتبره المالكي جرماً، يكتسب صفة القداسة من وجهة نظر الهاشمي لأنه موجه ضد " رافضي"، والفعل الذي يرتكبه المالكي والذي يعتبره الهاشمي جرماً يكتسب صفة القداسة من وجهة نظر المالكي لأنه يعتبره موجهاً ضد " ناصبي" . وهذه المعادلة القروسطية ليست بالجديدة على تأريخنا الدموي فهل يعتبر إرهاباً مافعله قادة المسلمين الأماجد أمثال خالد بن الوليد وأبو عبيدة أثناء حرب الفتوحات؟ وخالد القسري إثناء إستباحته المدينة ؟ وهل يعتبر إرهاباً مافعله حكام أمية بأتباع علي بن أبي طالب وبعدهم مافعله العباسيون ؟ الم يكن مافعله الأتراك بالبلغار واليونانيين سوى تكرار لما كان الصليبيون قد جربوه فأسالوا بحاراً من الدماء ؟ إنه الإنتقام ، مبرر وجود الفكر الديني ، الإنتقام من الآخر المختلف لأن "الله" يريد ذلك!
وإذا مارجعنا لعراقنا الحالي " الديموقراطي " فهو في الحقيقة بلد يقاد من قبل طائفيين لاعلاقة لهم بالمدنية ولا الحضارة فهم لم يتخرجوا من أحزاب عصرية ولم يمارسوا الحياة الحزبية المدنية بل قدموا من تجمعات دينية وطائفية مغلقة تُحكم وراثياً أو من قبل مرجعيات دينية لاعلاقة لها بأي برنامج تطوير وطني، وإذا كان من الصعب أن تطلب من حامل فكر ديني أن يكون أممياً وإنسانياً فإنها مهمة أكثر عسراً أن تطلب من " طائفي " أن يكون وطنياً ، إنها أمنية تشابه أن تطلب من دجاجة تجريب حضها في الطيران.. لم يكن لدي إذن أي وهم من قبيل أن تشهد فترة المالكي إزدهاراً إقتصادياً ، أو إستقراراً أمنياً تاماً ، لكني كنت أمني النفس بأمال متواضعة أهمها أن يشعر المالكي بثقل المسؤلية التي شاء القدر أن يضعها على كتفيه ويتخلص من بقايا مرحلة الولدنة التي صبغت تصرفاته في السنة الماضية فحين كان يختلف مرة مع "أياد علاوي" كان يأمر برفع كتل الكونكريت التي تحمي مقرات علاوي ، ومرة أخرى حين يغتاظ من دور الحزب الشيوعي وحزب الأمة في قيادة الإحتجاجات الشعبية كان يوعز لقواته بمحاصرة مقرات الحزب الشيوعي وحزب الأمة بحجة أن الحزبين يشغلان عقارات الدولة .
حين كنا " زعاطيطاً" وكنا نختلف مع بعضنا، كنا نسترجع ما كنا أعطيناه لبعضنا ونكشف تحت ضغط قصور الفهم والإنفعال الطفوليين ، عن الأسرار التي كانت بيننا ،لكننا كنا فيما بعد نندم ونحس ببعض الخجل، أتسائل الآن إن كان مادفع المالكي لإشهار تهم القتل وتوجيهها للهاشمي من على شاشة التلفزيون في هذا الوقت بالذات يشبه ما كان فعله مع علاوي والآخرين؟ أو يشبه تصرفه حين كان يلّوح بمذكرة الإعتقال ضد السيد "مقتدى الصدر" بسبب تهمة قتل السيد " مجيد الخوئي" ثم يسحب تلويحه حين تتوسط المرجعيات ؟ وأتسائل بدوري إن كانت أجهزة الدولة المخابراتية قادرة فقط على كشف مافعله "الهاشمي" وتعجز عن كشف من قتل وكيل وزارة الثقافة " كامل شياع" قبل سنتين ومن قتل المخرج "هادي المهدي" قبل شهور ومن يتصيد الكفاءات العراقية المتميزة بكاتمات الصوت منذ سنين ؟
الم يدرك المالكي بعد عمق الثغرات التي أحدثتها أحزاب الطائفيين في تركيبة المجتمع؟ الا يعرف أن الهاشمي ،حتى لو صح ما وجه اليه من تهم، هو منتخب "طائفياً" من قبل الآلاف ؟ مثله تماماً ؟ الا يعرف أن مجتمعنا واقف على فوهة بركان منذ إكتساح طاعون الأحزاب الدينية لحياتنا ؟ الم يكن بالإمكان تأجيل الكشف عن ذلك الى أن نتمكن من إتمام إحتفالنا بخروج قوات الإحتلال ؟ الى أن نبرهن للعالم أننا قادرين على العيش بدون إحتلال ووصاية وبند سابع؟ يالها من مزعطة!



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياصاحب أشرف العمائم
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا
- سياسة اللجوء الأوربية.. أسئلة حائرة
- أخلاق اليساريين - بمناسبة محاولات بعث الروح في الصدام اليسا ...
- مأزق الديموقراطية العراقية و الثورات العربية
- هل جن دولته؟
- وا طنطلاه
- أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....
- ثلاثة أوهام لتبرير إستعباد الناس بإسم الدين
- 2011 عام العالم العراقي -عبد الجبار عبد الله- بمناسبة ذكراه ...
- البحث عن أخبث رجل في العالم
- رد السيد علي الدباغ على مقالة علي بداي
- حقيقة تزوير المالكي لشهادة وزير التربية
- لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!


المزيد.....




- زيلينسكي يعلن وفاة جنود كوريين شماليين أسرتهم أوكرانيا متأثر ...
- ترامب يحث المحكمة العليا على وقف حظر تيك توك.. ويوضح السبب
- خبير تغذية: صفاء الذهن يعتمد بنسبة 50 بالمئة على صحة الأمعاء ...
- علماء الفلك الروس يبحثون عن -نجوم مضادة- في مجرة درب التبانة ...
- أزمة المناخ عرضت سكان العالم لـ6 أسابيع إضافية من الحرارة ال ...
- -بيرانيا-.. روبوتات تنقل حقائب المسافرين في مطار -بولكوفو- ب ...
- ابتلاع كندا يحطم الصورة النمطية للسياسة الدولية
- التوقعات حول إبرام سلام في أوكرانيا سنة 2025
- نائبة أمريكية تدعو الديمقراطيين إلى التوقف عن تمويل الصراعات ...
- بيدرسن: التصعيد في عدد من المناطق السورية مثير للقلق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - يالها من مزعطة!