أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر سعد - الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟















المزيد.....

الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الضغوط الامريكية والاسرائيلية على سورية إتخذت منحا تصاعديا وبشكل علني يتقصد الاهانة والتصغير تماما كما كانت تتصرف أدارة الرئيس بوش مع النظام العراقي السابق قبيل غزو العراق. طلبات أمريكية شديدة الجرأة خالية من اللغة الدبلوماسية توجه الى سورية ومن خلال وسائل الاعلام العالمية بين الحين والاخر. زيارة وليام بيرنز لسورية وتصريحاته الاستفزازية بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد والتي كانت استعلائية النبرة وفوقية اللهجة وبشكل فاقع.
الادارة الامريكية تتعمد إرسال رسائل متضاربة للنظام السوري في القضايا المختلفة من قبيل الحرب على الارهاب والشأن العراقي والسيطرة على حدود البلدين ومسألة السلام لتبقي النظام السوري في دائرة التشويش وضبابية الرؤيا.
امريكا عمدت وبمساندة غربية على تحريك الملف اللبناني وتدويله من خلال قرارات مجلس الامن وتوصياته. كما ندد مجلس الكونغرس الامريكي بشدة بالموقف السوري من قضايا حقوق الانسان وعمد الى التذكير بانتهاكات النظام في هذا المضمار. ترافقت تلك الخطوات التصعيدية بلغة أكثر حدة من الجانب الاسرائيلي توازت مع تصرفات على الارض من قبيل عملية عين الصاحب وإغتيال مسؤول حماس في قلب دمشق وفي رابعة النهار.
النظام السوري تعامل مع تلك الاشارات والرسائل باسلوب الانحناء الكبير للعاصفة الهوجاء وعبر في أكثر من مناسبة عن استعداده للتعاون والتجاوب مع الطلبات الامركية المنطقية كما جاء ذات مرة على لسان وزير خارجيته فاروق الشرع. بل ذهب النظام السوري أبعد من ذلك بإعلانه عن استعداده للتفاوض مع الدولة العبرية دون شروط , ذلك العرض الذي رفضه شارون في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الصراع العربي-الاسرائيلي والذي كانت الدولة العبرية حريصة فيه دائما على فتح مفاوضات مع أي دولة عربية لتسجيل اي اختراق ممكن لفك عزلتها الاقليمية. سورية تجد نفسها وحيدة في مواجهة ضغوط أمريكية متصاعدة وكأنها كانت الهدف الامريكي التالي بعد إسقاط النظام البعثي في العراق. فهل كانت المقاومة العراقية الشرسة وغير المتوقعة والتي تطالب أمريكا سورية بتطويقها هي التي هدأت الاندفاع الامريكي باتجاه سورية؟
الاشكالية في تعامل الانظمة العربية مع الادارة الامريكية, أن طلبات تلك الادارة تزداد وتتصاعد وتخلوا من اللهجة الدبلوماسية كلما تمت الاستجابة والرضوخ لما سبق من الطلبات دونما أي إعتبار للرأي العام أو للاوضاع المحلية, كما تجد أمريكا في مسألة الاصلاح الديمقراطي ورقة جاهزة وعلى الدوام لابتزاز بعض الانظمة العربية والضغط عليها. فكلما تفاعلت سورية مع الرغبات الامريكية زادت أمريكا من الحدة في اللهجة والقسوة في النبرة, فما تراه النظام السوري يفعل وقد راهن بصمت على جون كيري مرشح الديمقراطيين وهو يرى بوش منتصرا مزهوا بتأييد شعبي ورصيد واسع أعلن عن عزمه على إستغلاله واستثماره.
ولإن الوضع في غاية التعقيد والصعوبة فإنه يحتاج الى مواقف دراماتيكية تقلب الطاولة وتبعثر الاوراق ولكن بشكل عقلاني ومتزن. المخرج الوحيد للنظام السوري برأيي يكون في إطلاقه لحزمة من الاصلاحات الحقيقية الجادة والتي تنزع من الجانب الاخر ورقة رئيسية لابتزاز سورية ومعايرتها بدكتاتوريتها. على سورية أن تحترم حقوق الانسان السوري وتحميه من الانتهاكات وتصون كرامته عملا وفعلا لا شعارا وقولا, إلمواطن يشكل الخلية الاساسية للدولة والمجتمع فبقوته وكرامته تصان الدولة ويقوى جهاز المناعة لديها فالدول التي تحرص على كرامة وحياة مواطنيها هي الدول الاقوى والاكثر اعتبارا على الساحة الدولية . وعلى تلك الاصلاحات أن تتوازى بكل الاتجاهات بادئة باطلاق سراح كل السجناء السياسيين وليس الجنائيين وتحت مسمى المصالحة الشاملة وليس العفو فحتى تتشكل لجان محايدة تدرس الاحداث المؤسفة التي وقعت في سورية وتحدد على من تقع مسؤولياتها يكون من المبكر الحديث على من يعفو عن من. إن إجراء سورية لانتخابات ديمقراطية برلمانية حقيقية ونزيهة تمثل كل الطيف السياسي وتياراته الوطنية والقومية والاسلامية والاثنية سيقوي الموقف السوري ويعززه في مواجهة الضغوط الخارجية وبشكل كبير. لقد احتمت تركيا ببرلمانها المنتخب وأتخذت قرارات تخالف الرغبات الامريكية عدة مرات وعلى الاخص عندما رفضت السماح للقوات الامريكية باستخدام اراضيها لغزو العراق دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها الوثيقة بامريكا. برلمان سوري حر ومنتخب بشهادات دولية تصل الى الاجماع سيكون قادرا على ان يقول ما لاتستطيع الحكومة أن تتلفظ به, برلمان يرد عن سوريا الهجمات الاعلامية وتتحصن بديمقراطيته الحكومة السورية في مواجهة الضغوطات الخارجية وحملات الابتزاز. سيكون الرئيس السوري في وضع تاريخي راق اذا سمح للانتخابات النزيهة ان تصل الى حد التنافس على رئاسة الجمهورية, يكون فيها أكثر من مرشح مضمون الفوز بارقام التسعات الشهيرة. انتخابات رئاسية حرة ستصل على الاغلب بالرئيس السوري بشار الاسد الى سدة الحكم لإن الشعب سيكون ممتنا له إجراء أول انتخابات رئاسية عربية غير مضمونة النتائج خصوصا إذا ترافقت مع إصلاحات حقيقية جذرية. قد يحوز بشار على ما يزيد بقليل عن 50% ولكنها ستجعله أقوى وأقدر بكثير على قيادة بلاده في هذه الاحوال المضطربة من إضحوكة ال 100% أوما يقترب منها.
خيارات سورية محدودة والحصار عليها يشتد إحكاما ويضيق خناقا يوما بعد يوم, والاوراق الامريكية في هذا الشأن لم تستنفذ بعد. وإذا كانت أمريكا قد حركت الملف اللبناني بعد طول جمود فإنها قادرة على اللعب بورقة الاقلية والاكثرية في سورية وبشكل أكثر ضوضاءا مما فعلت في العراق. فاذا كانت الوقاية خير من العلاج فإن إصلاحات داخلية غير مسبوقة بأيدي وطنية ستحرج امريكا كثيرا خصوصا وإذا كانت نتائج تلك الاصلاحات الديمقراطية تيارات تخالف السياسة الامريكية وتوجهاتها ومصالحها كما أنها ستقوي الجبهة الداخلية بطريقة يصعب إختراقها لصالح إنشاء معارضة تكون دمية تحركها اليد الامريكية. المطلوب من سورية النظام الاعتبار بالحالة العراقية والخروج من المأزق الراهن ومن عنق الزجاجة قبل فات الاوان ولات حين مناص , المطلوب إصلاحات حقيقية لا إصلاحات شكلية تبغي تصفية حسابات سياسية وحماية الفساد وإطالة عمره.

كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر سعد - الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟