أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس













المزيد.....

الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 19:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الناظر للحجر الأسود المقدس، بتمعن وتجرد، سوف يفاجأ أو يكتشف، أنه يشبه إلى حد كبير، جزء أيضا مقدس من المرأة، ربما لأن من أضفى عليه تلك القداسة، لم يكن يشغل باله، ولا يحتل رأسه، سوى ذلك الجزء من المرأة.

حتى عقلية من لحقوه، عندما أرادت أن تضيف إليه إطارا من الفضة، زادت الطين بلة، أو بالأحرى، زادت الشهوة شبق، فأضفت عليه ذلك الإطار المصنوع من فضة إيطالية كافرة فى بلد حرام، وبيت حرام، فزادته تجسيما وتقريبا.

والحجر الأسود المقدس، لا أحد على وجه الدقة يدرى ماهيته، حتى الرجل الذى أضفى عليه تلك القداسة، فهو حجر موجود من قبل أن يوجد الرجل، ويبدأ رحلته فى تسليم العقول.

الحجر الأسود المقدس، موجود عند عرب ما قبل الإسلام، أو ما يطلق على عهدهم جاهلية، ويطلق عليهم جاهليين، وليس عصرهم بعصر جاهلية وليسوا بجاهليين، ولمن يرغب فى مزيد من التوضيح والإستزادة، عليه بزيارة كتاب " المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام " للدكتور " جواد على ".

الحجر الأسود المقدس، حجر مقعر أو مجوف، أخبر عنه الرجل، من ضمن ما أخبر من حديث الخرافة، أنه حجر من الجنة، رغم أن ذكر الجنة لم يأت على سيرة أحجار مقدسة، ورغم أن رب وخالق الجنة، لم يذكره ضمن ما ذكر فى نصه المقدس.

الرجل أخبر القوم أن الحجر سقط من السماء، ولأنه بدوى وبدائى ومحدود، ولأنهم بدو وبدائيون ومحدودون، صدقوه، كما صدقوه فى كل ما أتى وفعل وجاء به.

والسقوط، إن كان الحجر سقط، يكون من مكان مرتفع إلى مكان منخفض، أو من قمة إلى قاع، وهو ما كان يفترضه وما كانوا يصدقوه ويفترضوه، فلم يكونوا يعلموا أن السماء ليست سقف، وأن الأرض ليست قاع أو سطح.

فالسماء عبارة عن فراغ هائل وفضفاض، والأرض ليست مسطحة ولا تنبطح أو تستلقى تحته، فى انتظار أحجار تسقط منه، الأرض عبارة عن كرة صغيرة فى حجم البيضة وربما اصغر، نسبة الى تلك السماء أو ذلك الكون الشاسع اللانهائي الممتد الأطراف.

وحتى كيفية السقوط لا ندرى عنها شىء، ولم يخبر عن كيفيتها الرجل شىء، فلا ندرى أسقط الحجر المقدس من الجنة المقدسة أثناء أعمال البناء غفلة من العمال والملائكة، أم ألقى به الله الى قوم يعبدون الأصنام ويشركون به، ولأنهم أشرار وسيئون ومشركون، فقد اسود الحجر المقدس المسكين من سوء أعمالهم.

والحجر الأسود بالطبع، حجر يسمع ويعقل ويتألم ويتحول، فإن من شيء إلا يسبح باسمه، فالتسبيح يستلزم بالضرورة لغة ولسان وإحساس، ولا بد للحجر إن يفعل، ويتحمل وجوده غير المسبب والمنطقي بين قوم مشركين، ويتألم ويتحول من شركهم - الذين هم أنفسهم لم يكونوا مدركيه، فلا احد اخبرهم أنهم مشركين، ولا رسول كان قد جاء واخبرهم أنهم على شرك - من اللون الأبيض إلى اللون الأسود، عكس كل الحجارة التي كانت موجودة بين المشركين، والتي كانت بالطبع تسمع وتعقل وتسبح بحمده.

ذلك الحجر الأسود المقدس، لم يقتنع بقداسته رجل عاد فان، كالفاروق، ومسح عليه وقبله، لمجرد أن الرجل قبله، وهو غير مقتنع على الإطلاق بهذا التقديس وهذا الهذيان، وربما كان الأولى بعمر لو كان هو المرسل وهو النبى، فللرجل عقل ومنطق، والنص نزلت به آيات عدة مصداقا لعقله وقوله، وتعطلت به آيات عدة أيضا مصداقا لرأيه وغلبة عقله.

الحجر الأسود المقدس ذلك، يشبه تماما جزء فى المرأة، كثر اللغط حوله فى الكتاب والسنة للدرجة التي تشعر معها أن الكتاب والسنة كانا مهووسين بفرج المرأة ونكاح المرأة وحيض المرأة وختان المرأة، وحتى وجه المرأة يشبهه، وكان المرأة عبارة عن مجرد فرج، لا عقل ولا روح ولا جسد ولا منطق ولا قيمة لها.

المرأة فى الكتاب والسنة فرج، مجرد فرج، تنكح وهى صامته، تختن وهى صامته، ينقص من عقلها وهى صامته، ينقص من دينها وهى صامته، تضم إلى ثلاثة وأحيانا تسعة وهى صامته، حتى لتشعر إن تجويف عقل المسلم ليس به عقل وبه فرج.

فرج المرأة المسلمة، هوس وهلع وقدس الأقداس، وشرف القبيلة والرجل والعائلة يتمحور حوله، وتبا وويل لها، لو لم تفض ذلك الفرج بنكاح أو سبى رجل مسلم على كتاب الله وسنة نبيه، ذلك الكتاب وتلك السنة التي لم تجعل منها سوى مبولة للرجل المسلم، يلقى فيها بحيواناته لتأتى بحيوانات أكثر وأغبى وأشرس.

الحجر الأسود المقدس، الملتصق ببيت حرام مقدس، فى مسجد حرام مقدس، لم يخلو تكوينه ولا تأطيره، من العقلية المسلمة المهووسة بالجنس وفرج المرأة، فاتى على نفس الشكل ليتمسح ويتبارك به المسلمون المهووسون، ويقبلوه كما قبله قبلهم رجل مهووس.

الحجر الأسود المقدس المسكين، لم يجد لونا اسود ولا أسوء من اللون الأسود ليتحول له، ولو كان وجد، لكان تحول له من كثرة الهوس والتقبيل، ولو كان ينطق؛ لصرخ فيهم: كفى تقبيلا، من ذا الذى يقبل حجرا ولماذا؟

الحجر المسلم المقدس المسكين، ارتاح لمدة اثنا وعشرون عاما من الغثاء والتمسح والتقبيل، عندما انتزعه القرامطة وأخذوه، وهم فى حيرة من أمرهم، فى انتظار الطير الأبابيل، التي يبدو أنها تأتى فقط فى قصص الأنبياء لغير البالغين.

الحجر الأسود المقدس المسكين، رمز دينى جنسى صارخ، لهوس الجنس عند المسلمين، وربما كان المشركين الذين يصنعون آلهة من العجوة ويأكلونها، اقل شراهة وهوسا من المؤمنين، فالجوع غريزة قارصة وكافرة، والعجوة طعام طبيعى.

الحجر الأسود المقدس المسكين، بإمكانك أن تشاهد العشرات منه فى آسيا وباراجواى والبرازيل والأرجنتين، ولكنك بالقطع لن تجد احد يقدسه وبالفضة يأطره وبشفتيه يلثمه، وإلا اتهموه باللوثة والجنون.

الحجر الأسود مجرد حجر مسكين، ولولا أن عمر الرجل الثاني، لنزعه وألقاه فى أسفل سافلين، كما نزع وألقى حد الميتة وحد المؤلفة قلوبهم وحد الخرف فى أربعة شهداء، فمن ذا الذى سوف ينتظر أربعة شهداء راشدين وعاقلين ومجتمعين ليأتوا ويشاهدوا ويشهدوا.

الحجر الأسود المقدس المسكين، ربما رماه تنين، أو ألقى به مالك الحزين، أو سقط من حورية من الحوريات العين، تلك التي تمتد عجيزتها لمسافة ميل.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 3
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى
- الله .. وفى رواية ... الشيطان
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس