أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !















المزيد.....

الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 242 - 2002 / 9 / 10 - 00:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

  ان مقالي هذا ليس ردا على مقال الكاتب علاء اللامي "القاعدة والاستثناء في الغزو الامريكي..نحو مؤتمر للمصالحة الوطنية في بغداد" بقدر ما هو رد على تيار يحاول ان يبلور نفسه في خضم الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الامريكية والنظام الحاكم في العراق . حيث سبق المقال المذكور اصدار بيان باسم "حركة الشيوعيين العراقيين" الذي دعى الى قتال امريكا تحت راية نظام صدام دفاعا عن الوطن وضد هجمة الامبريالية الامريكية. وبين هذا وذاك صاحبه صدور فتوى محمد مهدي الخالصي احدى شخصيات الحركة الاسلامية في العراق والمقيم في ايران  تقضي بمحاربة امريكا تحت اية راية كانت، بعد ان بادر محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى في مباركة مشروع بوش في اسقاط صدام واللقاء مع المسؤوليين الامريكيين لبحث الخطط الكفيلة في انجاح المشروع المذكور في واشنطن .وحيث علق المحللون السياسيون على الفتوى المذكورة بانها اول انشقاق في صفوف الحركة الاسلامية العراقية .

الجامع المشترك بين كل هؤلاء،" اليساري والعلماني" مثل علاء اللامي وجماعة الشيوعيين العراقيين والاسلاميين هو محاربة امريكا "الشيطان الاكبر" و"الدفاع عن الوطن" . لكن الى متى وسؤالي الى الذين يعرّفون انفسهم  بانهم يساريين وشيوعيين يسوقون الجماهير الكادحة والمحرومة الى مقصلة مصالح البرجوازية تحت راية "الدفاع عن الوطن" و"محاربة الامبريالية الامريكية"؟ الى متى ترتكب المذابح بحق الطبقة العاملة العراقية وابنائها دفاعا عن وطن وارض  لا يملك هؤلاء العمال فيها سوى بؤسهم وشقائهم !

عن اي وطن تدافعون عنه يا سيد علاء اللامي ويا باقر الحكيم ..

ان السيد علاء اللامي يستشيط غضبا في مقال اخر من ذاك المعارض العراقي الذي يقول :اذا كان ثمن الحملة العسكرية على العراق هو موت مئة الف انسان عراقي لكنه يطيح بنظام صدام فليكن ذلك . أليس مغزى مقالك يعني نفس مقولة ذاك المعارض الذي انتقدته؟ أليس تقديم الذين طحنت عظامهم رحى الحصار الاقتصادي خلال اثني عشر عاما قرابين للدفاع عن وطنك الذي لا تملك فيه شيئا غير السجون والمعتقلات وساحات الاعدام وادوات التعذيب ؟ أهذا هو الوطن الذي تطالب جماهير العراق  بالدفاع عنه يا سيد علاء !

ألا يلتقي النداءات المذكورة مع شعار الحزب الشيوعي العراقي في عام 1959 "مزيدا من الانتاج ايتها الطبقة العاملة" كي تدر الارباح في جيوب الرأسمالين العراقين والعمال يسحقهم العوز اكراما لحكومة قاسم "الوطنية". ألا يعني كم افواه العمال في تلك الفترة ايضا عندما حاولوا الا حتجاج ضد تصريحات عبد الكريم قاسم "يجب التعاون بين الراسمالي والعامل" في مقر الاتحاد العام لعمال العراق وعلى اثر تلك الاحتجاجات اغلق الاتحاد واعتقل عشرات من القادة العمال دون ان ينبس اشباه اليسار "الحزب الشيوعي العراقي" بكلمة، تبجيلا  لتحدي "الزعيم الاوحد" قاسم "الاستعمار البريطاني" !.ألا يلتقي هذه الدعوات مع شعارات "الجبهة الوطنية التقدمية" في بداية السبعينات التي اعدت اعواد المشانق واحواض الاسيد للاحرار والشيوعيين والقادة العماليين الذين كانوا ينظمون الاعتراضات من اجل الحرية والمساواة هبات لمحاربة الامبريالية والصهيونية !

يجب ان يعلم وكل من يفكر مثل الذين يعرفون انفسهم بيساريين واني على ثقة بطيبة نياتهم (رغم ان النيات الطيبة لا تنفع في السياسة) ان الدعوات  للمصالحة الوطنية من خلال الحوار مع نظام صدام مثلما يدعو لها علاء اللامي وغيره لا يؤدي الى شئ سوى خلط الاوراق والاساءة الى اعتبارهم وسمعتهم . لان هذه الدعوة موجهة الى نظام لا يمكن ان يمنح الحرية لجماهير العراق الا باطاحته اولا .وان المصالحة سواء حدثت ام لن تحدث فستكون صفقة بين معارضة ليس لها صلة بتطلعات الجماهير نحو التحرر والمساواة وان كاتبا مثل علاء اللامي فضح سياساتها طوال هذه الاعوام، وبين نظام اشد عداء من معارضيه المذكورين لاماني الجماهير في العراق.ومن جانب آخر اذا اخذنا بتلك المبادرة  فانها تزكي نظام صدام لانه رفع شعار "الدفاع عن الوطن ومحاربة الغطرسة الامريكية" وفتح المعسكرات التدريبة لزج الاطفال فيه الى جانب النساء والشباب واعلن حالة الطوارى وصادر الحريات منذ زمن طويل تحت نفس الشعارات واشاع اجواء العسكرتارية في المجتمع .وضمن نفس المبادرة يجب ان يشجب المعارضة العراقية لانها معارضة متعاونة مع العدو ومع من يريد ان يغزو الوطن . لماذا اذن الدعوة الى المصالحة الوطنية . مصالحة نظام صدام "الوطني" مع المعارضة العراقية "الخونة " .اليس هذا تناقضا يا سيد علاء!

نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي لا نذرف دمعة واحدة الا اذا كانت فرح، اذا كان النظام البعثي الفاشي يقبر بيد المجرمين امثال بوش ورامسفيلد .لكننا على يقين بأن ساسة البيت الابيض لا يريدون ازالة صدام بل تدمير الانسان في العراق ومحو الهوية الانسانية وتحويل المجتمع العراقي الى اقسام وطوائف واديان تطحنها حربا اهلية.لذلك نحن نقف ضد سياستها الاجرامية وننظم الحملات الاحتجاجية ونقف في مقدمة صفوف الاعتراضات كي تشل قدرة امريكا في شن حربا على العراق .

ان جميع فصائل المعارضة العراقية بيمنه وبيساره يعلم بان الحزب الشيوعي العمالي العراقي الوحيد الذي وقف بكل صلابة وجسارة ضد المشاريع الامريكية وضد الحصار الاقتصادي وضد حكومة البعث الفاشية وضد مخططات الانظمة الرجعية في دول المنطقة للنيل من امن وسلامة جماهير العراق. ولقد  قدم تضحيات جسام جراء سياسته الجسورة والحازمة. لكن ابدا لم و لن يدعو جماهير العراق في الدفاع عن  وطن وارض مصاصي دماء الطبقة العاملة العراقية وجزاري قادتها. فليس للعمال وطن !

لكن لن نقف مكتوفي الايدي اذا اطيح بالنظام الفاشي  في خضم الحملة العسكرية الامريكية على العراق بل سننظم العمال والكادحين في مجالسهم في كل معمل وحي ومدينة مثلما فعلنا في اذار 1991. وسنعمل من خلال هذه المجالس على ادارة شؤون المجتمع واطلاق جميع الحريات وسيادة المساواة على جميع الاصعدة وسن دستور انساني تصوت عليه هذه المجالس ونوظف جميع امكاناتنا من خلال المجالس للحيلولة دون تثبيت سيناريو امريكا الاسود والمعارضة العراقية على المجتمع العراقي . فليسئلوا عن تجربتنا في كركوك والسليمانية واربيل ودهوك من "الجبهة الكردستانية" التي ارعبتها المجالس وحاولت قمعها.

 لقد كان نقطة ضعف الطبقة العاملة العراقية في تلك الفترة بشكل عام وتجربة المجالس بشكل خاص هو غياب الحزب المستقل لكن الان وجد هذا الحزب .

على الاحرار والتقدميين ان يفصلوا صفوفهم ويوحدوها كصف مستقل عن المعارضة العراقية"القومية والدينية" وعن نظام صدام . ان هذا الصف الذي يمتلكه وبكل صراحة نقولها هو الحزب الشيوعي العمالي العراقي. فندعوهم  للانضمام اليه وليس الانضمام الى راية نظام صدام الفاشي الذي كانت شعاراتة ابدا محاربة الامبريالية والصهيونية والدفاع عن كرامة الوطن والامة العربية، زاده اليومي. وتحت راية تلك الشعارات بنى احواض من دماء والآم الجماهير المسحوقة في العراق وسقى بها بنيان سلطانه .

ان اطاحة النظام القومي الفاشي في بغداد امرا لا مفر منه وان الديمقراطية والحرية باوسع معانيها لا يمكن توفيرها الا  في ظل حكومة المجالس ولنا تجربة زاخرة فيها في اذار 1991 .

 



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا
- دول وانظمة وكوفي عنان والانسان العراقي
- في الدفاع عن المجتمع المدني العراقي
- جريمة التكفير ..من المسؤول ؟ من نجيب محفوظ إلى نوال السعداوي ...
- رسالة مفتوحة الى وزير حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان - ...
- الاستفتاء والحصار
- السياسة الامريكية والسيناريو المظلم للمجتع العراقي
- تحالفات المعارضة العراقية والمشروع الامريكي والمجتمع العراقي
- شباب العراق وقود التيار القومي
- الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !