أمجد الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1061 - 2004 / 12 / 28 - 09:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيها الشعب العربي الكبير من المحيط إلى الخليج..
مسكين أنت!!.
نعم مسكين ..فالجميع كان يبيعك ويشتريك آلاف المرات في اليوم الواحد..الجميع كان يحلف بك ويتاجر بروحك..الجميع كان يتحدث باسمك :ملوك وأمراء وسلاطين..ساسة وبرلمانات ورجال دين..ثوريون واصلاحيون ومعارضون..
لكن الجميع لم يحبك يوما ولم يحترمك..ولم يقم أي وزن لآرائك ومصالحك..ولم يعترف أبداً بأن لك وجهة نظر..
تعودت أن تكون مسالما..غفورا..
ساجدا..راكعا.."مطوبزا"!..لجلاديك وسجانيك وقتلتك..
تعودت،وقت النوائب والمحن،أن تتلطى بأفياء الجدران وتقول:يارب أستر!..
تعودت كلما شنّ الأعداء عليك هجوما جديدا أن تقول:ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف..وتسرع إلى الجوامع والمساجد لتضرع إلى ربك كي يزيل الغمة،ثم تهرع الى بيتك لتتأكد من أن زوجاتك وبناتك لم يخلعن النقاب في غيابك ،وبأنهن لم يفعلن مايغضب الله،وبأنهن مازلن على العفة محافظات!..
نعم،مسكين أنت وتستحق الشفقة!.
فقد أسبغ الله عليك نعمته،فتحولَتْ بفضل ضعفك وطيبتك وجبنك إلى نقمة..
"شفط"الأعداء ماءك،وبترولك..سرقوا أرضك ..نهبوا آثارك وكنوز أجدادك..
وعندما وجدوا منك التسامح والتسليم...اغتصبوك!!.
ضاجعوا الرجال قبل النساء وهم يضحكون..!
ثم قتلوا الأطفال..لالشيء..
"زيادة في المتعة"!!.
قتلوك!.
باسم الدين قطعوا رأسك وفجّروك..
باسم العروبة سلخوا جسدك،وقطعواأوصالك،ونثروا دمك في أصقاع أرضك..
باسم الحرية أفسدوا عقلك، وأضاعوا ما بقي لك من كرامة..ثم سجنوا روحك داخل قمقم..
وحين لم يبق لديك ما تملك
دفنوك كجيفة نتنة..
وتفرّق الورثة..
وقال الجميع:ليرحمك الله،وليسكنك (إذا كان بالامكان!)فسيح جناته.
لم يعد هناك من يذكرك سوى حفنة من المجانين!
مازالوا يملكون أملاً في أن تبعث ،كـ"طائر الفينيق"..
وبأنك ستحيا من جديد
وبأنك ستزلزل الأرض عند قيامتك..
عندها سيعرف الطغاة بأن
"الشعب أراد الحياة"!.
#أمجد_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟