أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - سالم جبران.. وداعاً














المزيد.....

سالم جبران.. وداعاً


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


لا أملك في هذه الساعة التي صدمني فيها نبأ رحيل رفيق الدرب والحرف والمهنة، الشاعر الكبير سالم جبران، إلا البكاء على فقدان حلقة أخرى من حلقات شعراء المقاومة الذين نشأنا على أشعارهم وتفولذنا بكلماتهم فعلمونا حب الأرض، والتمسك بالوطن والحرف واللغة، علنا نواصل مشوارهم الطويل، في مواجهة مخططات قتل لغتنا وعروبتنا وفلسطينيتنا وجذورنا الممتدة عميقاً في هذه الأرض.
جاءني نبأ الصديق الراحل، متأخراً، في يوم غبت فيه بالذات عن متابعة الشبكة العنكبوتية، التي كادت تبقى وسيلة الاتصال الأسرع في عالم، بات فيه رفاق الأمس يرحلون عن الدنيا، دون أن يكون هناك من يهتم بإيصال الخبر إلى معارفه ورفاق دربه، وهذا، كما يبدو، يسري بشكل واضح على رحيل رفيق الدرب والحرف والمهنة، سالم جبران، الذي مات بصمت، بعيداً عن الدرب الطويل الذي قطعه في حياته، قبل أن ينقلب ظهر المجن ويضطر إلى الكفاح من أجل لقمة الخبز في مكان غير مكانه، بعد أن فقد، أو أُفقد مكانه الطبيعي.
تعرفت على سالم جبران وزاملته العمل في صحيفة الاتحاد لسنوات، حين كان محررا، ثم رئيس تحرير، وافترقنا بعد أن ترك كل منا موقعه هناك، وانطلق في طريقه بحثا عن لقمة الخبز الكريمة في مواقع، أقول للأسف إن بعضها لم يكن مواقعنا الطبيعية، وإنما كان مصدر معيشة ليس أكثر. لكني كنت أتابع أخبار سالم جبران من خلال بعض الأصدقاء من الأدباء والشعراء الذين زاملوه في الشق الآخر والأخير من حياته.. لكنها، واعترف بقصوري، لم تكن المتابعة التي كان يجب أن تكون، فالانشغال في أمور الحياة والعمل كثيرا ما عمق المسافة الفاصلة بيننا، وأكاد لا أذكر متى كانت المرة الأخيرة التي التقينا فيها، ربما كانت في سخنين، حين عمل في صحيفة بدأت بالصدور هناك، وكنت قد زرتها بطلب منه في حينه، لفحص إمكانية العمل معاً. أذكر أنني لم اتفق مع صاحبها في حينه، فغادرت بعد أن ودعت صديقي القديم سالم جبران، ويبدو أنه كان الوداع الأخير.
وعلى الرغم من ذلك الفاصل الزمني الذي أشعر أنه كان طويلاً، إلا أن اسم سالم جبران كان يشدني كلما واجهني في صحيفة أو على شبكة الانترنت.. والآن حين قرأت خبر رحيله، في ملاحظة سجلتها رفيقة درب قديمة، المحامية نائلة عطية، على شبكة الفيسبوك، ولم أكن أعرف بالخبر، تراكضت إلى صفحات الشبكة لأبحث عما دعا نائلة إلى تسجيل تلك الملاحظة، وبكيت.. لم أعرف كيف سالت الدمعة، لكني بكيت، وابكي الآن وأنا اخط هذه الكلمات، وأنا أعرف أنها أبداً لن تعبر عما أشعر به من لوعة لرحيل سالم جبران، الشاعر المكافح، الرقيق في معاملته للناس، الدمث، الرفيق والمرافق الذي لا زلت أذكر رحلتنا المشتركة إلى بلغاريا في عام 1985، كما لو كانت في الأمس القريب، لكثرة الحب الذي زرعه سالم جبران في نفوس كل من رافقه..
يا أبا السعيد، آه يا أبا السعيد، كيف تموت بصمت في بلد أحببته رغم كل جراحه، وصرخت يوماً حبك بكلمات كانت قليلة لكنها دوّت كالقنبلة:
كما تحبّ الأمّ طفلها المشوّها
أحبّها
حبيبتي بلادي
وداعاً يا أبا السعيد، واحمل سلامنا إلى رفاق الأمس الذين سبقوك.. إلى شعراء وأدباء المقاومة الذين ستجتمع بهم هناك.. فهنا على هذه الأرض التي أحببت، أتمنى أن تخلد ذكراك أبداً مثل رفاقك، وأن يعمل من يجب أن يعمل على تخليد هذه الذكرى، بعيدا عن تداعيات التشرذم الذي أصابنا..
الأجيال الجديدة قد لا تعرفك، لأنها لم تقرأ أشعارك ولم تنشأ على كلماتك وحبك لوطنك وشعبك.. وأتمنى أن يكون هنا من يهتم بأن يتعرفوا على ميراثك ويدرسوه، علّ كلماتك تفولذهم كما فعلت كلمات زياد ودرويش وحبيبي والعباسي وخميس وتوما، وكل رفاق دربك في عالم المقاومة.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد
- أجنّة لم ترَ النور في العدوان الأخير على غزّة... أنابيب موال ...
- لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟
- عندما ينتفض أطفال 1948... أمام حقيقة أنهم فلسطينيون!
- التفجيرات الانتحارية والعمالة ...وجهان لعملة البطالة الفلسطي ...
- لماذا هذا الاستغلال؟ رسالة مفتوحة الى بيت الشعر الفلسطيني
- الفلسطينيون ضحايا 11 سبتمبر أيضاً... أي كارثة ونكبتنا مستمرة ...
- قصيدتك الأخيرة


المزيد.....




- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - سالم جبران.. وداعاً