أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - ما لنا وزبيبة..














المزيد.....

ما لنا وزبيبة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 22:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


اقرب الى الصدمة منه الى الاستغراب والدهشة كان هو الشعور الذي استقبل به الوسط الثقافي العراقي البيان الرسمي الذي اعلن عن دفع العراق لخمسة ملايين دولار لفنان فرنسي "مغمور"ثمنا وديةً وترضية تجاه استخدام لوحته"المغمورة" كغلاف لباكورة الالهام الادبي الذي تفتق فجأة على ذهن وقلم صدام حسين..
وقد يكون المرد الاساس لهذه المشاعر هو في الانبثاق المفاجئ للقضية دون اي مقدمات او مسوغات تبرر التكتم على مجرياتها اوالاهمال –مع افتراض حسن النية-الذي رافق التعاطي مع الحالة اعتمادا على قسوة الحكم والارقام الفلكية التي ترتبت على العراق من جرائه والتأكيد اللاهث العاجل على تسليم المبلغ المطوب عدا ونقدا الى الفنان الفرنسي دون ان تتواتر على وسائل الاعلام مراحل القضية ومدى الجهد الذي بذل من قبل الدوائر القانونية والثقافية العراقية في التعامل معها ولا السر في الاريحية الشديدة في تسليم المبلغ والاعلان عنه بصورة توحي بكونه كان حتما مقدرا على الوزارة ولا راد له حتى ولو بالدعاء..
وقد يكون غياب التفاصيل التي عادة ما يكمن الشيطان في ثناياها يربك اي محاولة لمقاربة منطقية لقرار الحكم..ولكن هذا الغياب المقلق للتفاصيل وهذا الشيطان نفسه يجعلنا نتساءل عن ماهية المستمسكات التي تحدث البيان الذي اصدره مدير الدائرة الاعلامية في الوزارة عن ان الفنان قد قدمها و"اثبت امتلاكه للاصول الفكرية على حقوقه"من خلالها..وهل هناك اشارة الى قيمة ما للوحته المرمية على قارعة الشبكة العنكبوتية منذ ايام تفتح قريحة الرئيس السابق..وهل ان هذا المبلغ الكبير يعادل التسوية العادلة للضرر الذي اصاب الفنان من جراء وضع لوحته على غلاف الرواية العصماء..
وهذه القلة في التفاصيل..قد تكون هي العامل الوحيد الذي قد تلجم افكارنا عن التوجه نحو بعض الظنون الآثمة ..ولكنها لن تقوي على ان نرمي الجهة التي تولت الدفاع عن حق العراقيين في هذه الاموال بالغفلة والافتقار المرعب الى المهنية والتفريط بما كان يمكن تحويله الى مئات الكتب وعشرات العروض والاعمال الفنية واللوحات القيمة والى عدة جوائز تقديرية لكتاب وفنانين لا يشترط ان يكونوا مغمورين..
نسمع كثيرا وتأتي لنا الاخبار عن العديد من دعاوي التعويض المتعلقة بقضايا الملكية الفكرية التي تنظر بها المحاكم والتي غالبا ما تتم تسويتها خارج اطار النصوص القانونية بمبالغ تتماهى مع الغبن الواقع على الجهة المتضررة..وتقدير هذا الظلم عادة ما يكون مستندا الى قيمة المنجز والارباح المتحققة من جرائه والفوائد التي جنيت من قبل الجهة المستفيدة والتي كان للمادة مدار الخلاف تأثيرا مباشرا فيها..وبالتأكيد فان المسؤولية الجنائية والاخلاقية تقع على المؤلف او مصمم الغلاف او دار النشرولكن بقدر يتلائم مع المحصلة النهائية من العمل..ولكن قيمة التعويض الذي دفعته وزارة الثقافة عن يد وهي صاغرة تتجاوز كثيرا قيمة الكتاب الذي لم يطبع منه سوى بضعة آلاف فرض نصفها على المواطنين قسرا وترك الباقي ليتعفن في المخازن ونشر من قبل نظام ووزارة غير التي نعرفها الان ولم تكن تلتزم او حتى تأبه بالاتفاقات الدولية وحقوق الملكية مما قد يؤدي مثل هذا الحكم الى طابور من المطالبات تتعامل مع هذه القضية كسابقة لمزيد من احتلاب اموال العراقيين..
ثم مالنا وزبيبة..وماذا تمثل في المشهد الثقافي العراقي..وما مسؤوليتنا عن نزوة الادب التي اعترت صدام حسين كعارض للضجر المتوقع ما بين حرب وحرب..واذا افترضنا ان الرواية من بقايا ارث الاجداد ومن حبال المضيف للثقافة العراقية..هل ننتظر ان تتحرك جهاتنا الثقافي لمقاضاة شركة "بارامونت"الامريكية التي اعلنت صراحةً ان فيلمها الجديد"الديكتاتور"مؤسس على تلك الرواية ..
تساؤلات كثيرة..وعلامات استفهام اكثر تتناثر حول هذه القضية الاقرب الى الجرح..ولكن اليقين الوحيد الذي يمكن ان نستشفه منها..هو ان صدام حسين لم يكف عن ايذاء العراقيين حتى وهو في القبر..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية
- رحمة الله لا تسع ستيف جوبز..
- الحماية الدولية..حق وواجب
- ولاية امر يمنية حسب اشتراطات ياسين بقوش !!


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - ما لنا وزبيبة..