|
لكي تكون عظيماً ...عش العظمة في لحظتك هذه – مقال سيكولوجي
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 10:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في قناعتي ...ليس هناك من هدفٍ مستحيل أبداً ...أبداً ...! إلا ذلك الذي ينتهك قوانين الطبيعة ويخرق توافقها الذي برمجت عليه أصلاً...! ليس من هدفٍ لا يُنال شريطة أن تنتصر لهذا الهدف في معركة الجهاد الأكبر ...جهاد النفس ...الخوف ....التردد...الخجل ...أنعدام الثقة ...أشباح الماضي...مسؤولياته...ديونه التي لم تدفع بعد ,,,ثم ...المستقبل ومخاوفه كما وأحلامه الجميلة...العليلة بذات الآن من طول ما عُلقت في سقف فضاءٍ يأبى أن يتدلى لنلمسه بأكفنا الضارعة منذ سنين . طيب ...وكيف لنا أذن بأن نحقق المستحيل كما أدعي ...؟ بأن نستنبت الهدف ، كائناً ما كان في الذهن وفي الدم وفي كل ذرةٍ من ذرات كياننا الجسماني والموضوعي ...أعني واقعنا ...زمننا الحاضر...وجوه الأحبة ,,,عيون الناس ...إرادات الآخرين ثم ,,,إرادة الكون متمثلة بقاعدة الخلق وجوهر الوعي الأبدي الأزلي الأقدس . تستنبتها ...لا كصورة مستقبلية لها تاريخ نفاذية وموسم قطافٍ محدد ، لا وإنما كواقع كائن ...قائم في هذه اللحظة التي أنت فيها ...! 1- عش المستقبل فسيولوجيا...عش الحلم فسيولوجياً...( الحركات ، السكنات ، طريقة المشي ، أنتصاب القامة ، أعتدال الكتفين ، أنتظام النفس ، حركة اليدين والساقين ، كلماتك ، لمساتك ، تعابير الوجه ) . 2- عش المستقبل ذهنياً ( تصوراتك ، إيحاءاتك لنفسك ، نمط حوارك مع ذاتك ، طريقة تفكيرك ، قراءاتك ، كتابة مذكراتك اليومية ، علاقاتك الفكرية والسياسية ، نمط الناس الذين تعاشرهم في هذه المرحلة ) . 3-ضع استراتيجية متقنة للعمل ، تلم سلفاً بكل المعلومات التي تحتاجها ومن أكثر من مصدر ثم على ضوءها ضع قائمة المتطلبات للوصول إلى الهدف ، ضع عدة خيارات للعمل وأنتخب الأقل تكلفة في المال والوقت والجهد شريطة أن يكون الأحسن نوعياً والذي لا ضرر به على نفسك أو غيرك . 4-أترك هامش واسع للحركة ، لا تتشبث بالأستراتيجية بشكل دوغمائي يفسد متعة التوقع العذب لما يحمله الكون من فيوضٍ قد ترقى بك إلى الهدف في وقتٍ أقصر بكثير مما أفترضته الأستراتيجية ، إنما مبدئياً تمسك بها كمرجعية أساسية . كيف نعيش المستقبل فسيولوجياً وكأنه قائم الآن : 1- أحط كيانك الشخصي الحميم ( غرفتك أو بيتك ) بمظاهر تزاوج بين الواقع القائم والواقع المنتظر قيامه ، كيف يمكن أن يكون شكل سريرك ، غرفتك ، لون الجدران ، تقاليد وطقوس النوم واليقظة فيما لو إنك غدوت هذا الذي تريد . الصور المعلقة على الجدران ، صور مستقبلية واقعية أو متخيلة لكن في كل الأحوال جد لصورتك الشخصية مكاناً لتلصقها في صميم الصورة ، أكتب أسمك في كل مكان وبأجمل الألوان ضمن الأطار المستقبلي الذي تريده وأمنحه دوماً المتابعة والأنتباه اليقظ . ما لا تملك له الأمكانية المادية أو لا تجد له نضيراً أعمد إلى تحويره أو أشتريه من باعة الأنتيك أو أكتفي على الأقل بالصور التي تملاً بها المكان . عش هذا الواقع غالباً مع نفسك وحذار أن تفضحه لمن لا يفهم أو تدعه يفضحك في الوقت غير المناسب . جميع هذا عزيزي القاريء سيعزز بقوة من إيمانك الشخصب أنت ذاتك في هذا الذي تريد أن تكونه ويعزز روح الضبط عندك فلا تسرف على نفسك في المال والوقت والجهد في ما لا طائل منه وأنت بعد لم تصل إلى الحلم الجميل . 2- كيف تكون لغتك مع الناس أو مع نفسك فيما لو إنك صرت هذا الذي تريده أو أمتلكت هذا الذي تريده ؟ مارسها الآن ...تحدث بلغة المنتصر ، حرك يديك وقدميك وأنت مفعم بالأحساس بأنك قد وصلت إلى الهدف ، تنفس بثقة وتؤدة ، أسترخي فأنت منتصر ، أهمس بشفافية المنتصر الواثق من ثرائه الأسطوري ، كُل كما يفعل العظماء ، تذوق بشغف وكأنك بلا همٍ ولا غم ، عش ربيع أنتصارك ولو قبل أوانه الحقيقي بعشرة أعوام . حسناً ...الموفقون مثلك ، كائناً ما أتجاهك الذي تروم ، أين يذهبون ، أين يجتمعون ، ماذا يفعلون في أوقات فراغهم ، أي الكتب يقرؤون ، أي الأندية الرياضية أو الفنية أو الإجتماعية يزورن ، أفعل ما يفعلون ولو في مرات أقل حسب أمكاناتك ، ثم أدنو منهم فأنت أصلاً منهم ( في أهم ما هم فيه وهو الحقيقة الذهنية ) ، لا تتردد ولا تتهيب فأنت لست غريب عنهم وهم ليسوا أفضل منك أبداً ...! متى أهتز إيمانك عد إلى أجوائك الذاتية الأثيرة وواصل شحن نفسك بجرعة أضافية من المرئيات والصور والحوار الداخلي بلغة العظماء . لا تخف من أن تضطرب علاقتك بالواقع ، لا لن يحصل ذلك صدقني ، ستضل أصلاً في هذا الواقع فقط بأن تزاوجه بمستقبلٍ جميل يضفي عليه ألواناً أعذب وأقل عتمة من الوانه الحقيقية . لا عليك إذا ما أفلت منك ما يثير أستهزاء الآخرين ، لا بأس هذا سينفحك مزيداً من التحدي في الوصول إلى ما تريد ، إنما يحبذ أن تحافظ على خيط مرئي يفصل بين الواقع والمستقبل . الأهداف عزيزي القاريء ، كما البذرة في كف الزارع ، تحمل أصلاً ثمرتها في جوفها حتى قبل أن تودع التراب برفق ، إنما ما يميز بذرة الهدف أنها يمكن أن تقطف بوقت أبكر من ثمرة التفاح أو الطماطم ، إذا ما أحسن الزارع أستنتباتها أو بث نسخٍ ٍ منها في أكثر من زمان ومكان . بدءاً في الذهن ومن ثم في الواقع المعاش ذاته وأخيراً في فضاءات الكون عامة مع أعتماد كل أدوات التحاور مع تلك القوة الكونية السامية العظمى التي تمثل جوهر الخلق ومنبع الفيوض ، الله أو براهما أو يهوة أو يسوع أو الأب ، أو سمه ما شئت فهو يحتوي كل الأسماء ولا يحتويه شيء البته ...! حسناً ...تخشى المغامرة اليس كذلك ...؟ مغامرة أن تستنزف هذا القليل الذي لديك على حُلنٍ لما يزل قصياً ...! أنا لا أدعوك عزيزي القاريء لأن تنفح كل ما في جيبك لأول شحاذ تصادفه على الرصيف ، لمجرد أنك تريد أن تعيش عقلية المليونير منذ اللحظة ...! ، أبداً وحتى المليونير ذاته لا يفعل هذا ، إذ هو لا يضع أمواله في الأكياس المثقوبة وإلا لما أضحى مليونيراً . إنما أن تتصرف منذ اللحظة بعقلية هذا الذي تحلم أن تكونه وبالذات في صفحاتها الإيجابية الجميلة والتي أوصلته إلى هذا الذي وصله . ثم يحبذ أن تعتمد كتمان السر فلا تكشف أوراقك عامداً لكل من هبّ ودبّ فمثل هذا لا يفعله الناجحون المتميزون حقاً ، وإن فعلته فأنت هنا لست واثقاً من نفسك وتريد أن ترمم فشلك بالأدعاد لا العمل الجاد . وأركز بالذات على الفسيولوجيا : لقد ثبت علمياً وبما لا يقبل الشك أن من يعتدل في مشيته ويرفع كتفيه ويركز بصره في الأفق البعيد وبثبات ولوهلة قصيرة ، يتمكن في الحال من طرد الشعور بالخوف أو الكآبة أو التوتر . الفسيولوجيا تؤثر تأثيراً سريعاً نافذاً على المخ فينعكس ذلك على التصورات الداخلية فتتغير وبالتالي تتغير الحالة النفسية ، كذلك أن تغيرت التصورات الداخلية أنعكست على الفسيولوجيا والمخ فتغيرت أيضاً الحالة النفسية . إذن أمامك طريقين لا واحد أما أن تغير الوضع الجسماني أو التصوري ، فكيف لو غيرت الأثنين وهذا ما أسعى له في هذا المقال . أذكر أننا كنا قرابة السبعة من الجند في وحدة مدفعية إبان الحرب العراقية الإيرانية ، كانت القذائف والصواريخ تنهال علينا كالمطر كلما حل الليل ، كنا في جحرٍ رديء التحصين وكانت القذيفة الصغيرة من الهاون كافية لذبحنا جميعاً . ستةٌ من السبعة كانوا في غاية الصحو ، كنا نلعب الدومينو وننتشاجر ونقهقه ، أما سابعنا فكان فتى صغيراً ، كان يقف في باب الملجأ ، وكلما دنى صفير القذيفة أختبأ خلف أكياس الرمل ، ماذا تفعل ...؟ هتفنا به ...! أريد أن أرى إين تسقط لأطمئن ...! ولكنك لن تراها يا فتى إلا حين تحيل جسمك إلى شظايا ...! مسكين كان غاية التوتر ولم تمر الليلة إلا وتشظى ...ليس من الهاون وإنما من التوتر ...لقد مات الفتى من الرعب بينما نحن نلعب الدومينو ...! لم نكن شجعان ولكننا كنا نراوغ التوتر بالأدعاء وأنطلت اللعبة على المخ وعلى القدر ...! كل من عاش حرب الأعوام الثمانية يعرف كم من الآلاف سعوا للموت وفرّ منهم وكم من الآلاف جنّوا أو ماتوا بالسكتة القلبية . لا أقول أوهم نفسك بأنك وصلت إلى الهدف بل أقول أرتدي ثوب الهدف كما ترتدي العروس بذلة العرس قبل أن تذهب إلى حفل العرس . أغرسه غي عينيك ...في دمك...في قلبك...علق صوره على جدران غرفتك أو بيتك...أنظره في عيون الناس...في حجارة الطريق...أستنبته في كل مكان ...تخيل نفسك دوماً وأنت فيه أو ضمنه في كل مكان ومع كل أنسان . طيب ...لكن ألا يفسد هذا علي متعة واقعي أو لحظتي الراهنة...؟ أقسم لو أنك أنت أو أنا عشت اللحظة الراهنة بكل كثافة لما أحتجنا لأن نكتب هذا المقال ،لأن كثافة العيش في اللحظة الراهنة يمكن أن يكون مدخلاً رحباً للوصول إلى المستقبل ، ولكننا وللأسف لا نعيش اللحظة الراهنة بكثافة ...! نحن في واقع الحال نعيش أما في المستقبل ( وبشكل مشوه ) أو في الماضي ، وكلا هذين الزمنين غير واقعيين ، وتعاطينا معهما هو تعاطي أجتراري ، بمعنى أننا نجترهما أجتراراً لنعاقب أنفسنا أو لنسليها ، من خلال ( حشيشة ) أحلام اليقظة أو الرغبة في تحقيق عدالة زائفة بتصفية حسابات الماضي بأسلحة الحاضر ( كما في صراعات السيخ والهندوس أو الشيعة والسنة على من هو الأجدر بالخلافة ، علي أم أبا بكر ) ...! نحن عزيزي القاريء لا نعيش الحاضر ، لأن العقل ( لا الدماغ ) لا يعترف للأسف بهذا الزمن ، لأن المجتمع الذي ربى العقل ورعاه هو مجتمع يراوح بين الذكريات والأحلام ، أحباطات وحسابات وهزائم وأنتصارات ماضوية ورغبات وأحلام مستقبلية وكل عمل العقل هو أجترار هذا وذاك ليل نهار . إلا في القليل من وقتنا ، وأذن طالما أننا لا نعيش حقاً الحاضر بكل كثافته ، طيب لماذا لا أستدعي المستقبل وأزاوجه مع الحاضر بقوة فأهزم الماضي لأنه لا يعود لدي وقت لأجتراره والتسلي أو تعذيب النفس بذكرياته ، وبذات الآن يتكثف وعيي بالحاضر أذ هو يرتدي ثوب الحلم . إذا قال لي قائل ، طيب ماذا لو إني نقمت على بعض معطيات حاضري وأنا أعيش ألق المستقبل فنسفت بعض علائقي أو خربت بعض الحسن مما أملك في الحاضر من موروثات الماضي ؟ حسناً ...إن كنت تتوقع أنك لو إنك بلغت المستقبل بشكل أوتوماتيكي تدريجي بجهدك الأعتيادي وأنقلبت على بعض موروثات الماضي فمن الخير أن تنسفها في يومك هذا وبخسائر أقل مما لو إنك أنتظرت بعض سنين أخرى أما أن رأيت أنك ستحتفظ بها مهما أرتقيت فلا خوف أذن من أن تعيش المستقبل وتكسيه ثوب الحاضر ...! أذكر حين كنت لما أزل بعدُ طفلاً ، كنت لا أكف عن تدوين أسماء كتب مزعومة أروم كتابتها ونشرها . أعرف أن الوقت كان باكراً جداً وما كان في هذا من ضرر ، لكن سطحية وعيي حينها دفعتني للوقوع في فخ سطحية الآخر الممثل للعقل الأجتماعي المادي الهزيل ...! قريب لي كنت أعتبره ناصحاً ، أريته بعض قصصي القصيرة وطرحت أمامه مقترح أسماء المجاميع التي أروم أنتاجها . حين قرأ القصة الأولى أنفجر ضاحكاً وأستل قلمه ليخط على كامل الصفحة كلمة ( سخيفة ) . لغاية يوم الله هذا وأنا في خمسيني ، تتلاًلئ في الذهن كلمة سخيفة كلما أنتفض في هذا الراغب في أن يرى كتبه مرصوصة على أرفف المكتبات . لقد ذبحني الغبي لا بارك الله فيه ..! لهذا اؤكد عش المستقبل الآن وحذار أن تكشف لأحد أوراقك . لماذا عزيزي القاريء تموت الأهداف الجميلة باكراً ، أو لماذا يتأخر موسم القطاف ...؟ لأنها لا تملك لفح حرارة الواقع...أما أن تظل سابحةٍ في فضاء الذهن فلا تحسّها الحواس ولا تستشعرها المشاعر ولا يرتب الدماغ أوامره وأقتراحاته للأنسجة والأعضاء والخلايا على أساس أنها ( تلك الأحلام ) جدية ، أو أن تظل نائمة بين الأوراق فلا ضوء نهار يصيبها ولا هواء نقي يتسلل إليها ...! لماذا لأنها في الحالين مؤجلة لأوان القطاف الذي لن يأتي أن لم نستنبتها في الحاضر . لا أنكر أن هناك أهداف لا مجال لحرق المراحل لها لأنها ترتبط بأرادات الآخرين أو أنظمة الدول وأعرافها ، كالدراسة الجامعية مثلاً أو نيل الدكتوراة . هذه ليست أرادة فردية لحبيبة تروم نيلها أو كرسي إدارة تسعى لأنتزاعة ، أو حتى رئاسة دولة تروم الوصول له . لا ...ليس بمقدورك أن تنال المحاماة أو الصيدلة في عامين ، لكن بمقدورك أن تجزيء الهدف الأكبر إلى وحدات صغرى ، ثم تجزيء يومك ذاته إلى حصصٍ ثلاث ، الأولى أن تعيش الحلم النهائي فترى نفسك طبيباً أو محامياً والثاني أن تعيش صورتك وأنت تخرج من العام الأول بأمتياز والثالثة أن تتيقظ وتنتبه لواقعك وفي جميع تلك الأحوال تعي الترابط الحميم بين الثلاثة وتقول لنفسك أنا ذاتي هنا في هذا الواقع بما هو عليه فبدونه لا يمكن أن أنهي هذا العام الدراسي بأحسن ما يرام وبدون هذاغ العام وهذا الواقع لن يتسنى لي أن أصل إلى اللحظة التي أقف فيها أمام القاضي أو أمام مختبري الشخصي في الصيدلية . 2- عش المستقبل ذهنياً : قلنا في ما سلف أن الفسيولوجيا تلعب دوراً رهيباً في ترميم النفس وتوجيهها صوب الهدف ، هنا نتحول جهة الذهن ذاته . التصورات عزيزي القاريء تلعب دوراً خطيراً في الوصول إلى الأهداف ، وقد مورست عمليات برمجة دماغية للرياضيين مثلا بأن وضعوا في حالة أنتصار أولمبي قبل أوان الأولمبياد ، تقمصوا الدور سلفاً فلعبوه بأتقان أثناء التمارين فنجحوا ، فتحقق النجاح جدياً في العروض الأولمبية وكان لهم النصيب الأوفى من الميداليات. وأنت في السنة الأولى في الجامعة أو في الدرجة الأولى في السلم الوضيفي أو في كشكك الصغير عند ناصية الشارع ، أضفي على ذهنك لبوس الوزير أو المدير أو المليونير . كيف ؟ 1- أعط نفسك حصةٍ من أحلام اليقظة ...نصف ساعة في اليوم أو أكثر من الأحلام الأيجابية المستقبلية ، أكتب أحلامك ، تأملها بعناية ، لا تراعي الدقة فيها ، دعها تنساب بحرية ، لا تهتم للمبالغة أو للجانب القيمي فيها أو لما يمكن أن يقوله الناس عنها ، المهم أن تكون الأحلام أنسانية وعملية ولا تضر أحداً ، حتى لو إنها نفعتك . 2- تعلم التأمل أن كنت لا تعرفه ومارسه كل يوم مرة أو أثنتين لمدة نصف ساعة أو أكثر قبل النهوض من السرير وقبل النوم ، لأن الجسم في الحالين يكون في حالة أسترخاء وفي مثل تلك الحالة يكون من اليسير جداً على المخ أن يسترخي وبالتالي يتحول إلى أمواج الألفا حيث الأيقاع بطيئ وحيث ما يغرس في الذهن يهبط إلى الأغوار العميقة من الدماغ ، ليستنبت له جذوراً يستحيل قلعها ، مضافاً إلى أن نسخة من الحلم تذهب مباشرة إلى جوهر الكون ومصدر توزيع الطاقات فتسجل في ذاكرة الخلق الأزلية مع كل الرغبات والأهداف التي سبقت أو ستلحق . 3- هل لديك أيمان ديني حقيقي متحرر من البعد السياسي أو الوصاية الأخلاقية والأجتماعية على الناس ؟ مسلم ، مسيحي ، يهودي ، بوذي ، تؤمن بوجود الخالق وبوحدة الوجود ...؟ إذن فأنت محظوظ ... إذ ما أيسر ما يلبي الكون رغباتك ، لأن من لا يملك شكاً بوجود الخالق أو بوجود قوة خلق لازالت وستبقى مشرفة على ربط الأرواح ببعضها وتلبية الرغبات الحميمة الجادة وتوزيع الطاقات الكونية المختلفة ضمن أجندة الذكاء الكوني للواحد ، من لا يملك ذلك الشك سيكون متلقياً حسناً للفيوض الآتية من الغامض الجميل المجهول ...! لن يرفضها أو يتلكأ في قبولها أو يشكك بمصدرها أو يسيء أستعمالها ...! أنه منتبة ومتوقع ومنتظر للفيوض ، فكيف لا تأتيه قبل غيره ...؟؟؟ حسناً ...نصيحتي لمن يحلم بالعظمة في أي مجالٍ كان أن لا ينكر وجود جوهرِ سامٍ ، لأن الأنكار لن يوصله لشيء أبداً إلا لتعسر قنوات التلقي والهظم لفيوض الكون ويالتالي سيظل إلى الأبد يكدح في بذر العمر في أرض خربة لا يمكن أن تؤتي ثمرا ...! إن كنت تؤمن أيها العزيز ، كائنا ما كان إيمانك فأن التأمل سيسرع عملية أستنبات حلمك في أجندة الواحد ، مضافاً إلى أن الأيمان ذاته سينعكس عليك ذاتك تصميماً وقوة متصاعدة ، كما وأن في الأيمان قسطٌ شفيفٌ من القدرية لا يضر ، بل ينفع أيما نفع . صاحب الإيمان غير الإيديولوجي ، حين يسقط مرة أو أثنتين أو عشرة تجده ينهض لأن إلهه لا زال يرنو نحوه من أعلى أو من داخله أما من لا يؤمن فسقوط مرةٍ واحدة قد يكون نهائياً ، مضافاً إلى أن من يملك إيمان حقيقي ، يملك منظومة قيمية لا تجيز له أن يذبح الآخرين لكي يصل وبالتالي كما هو مستقبلٌ رحبٌ لفيوض الكون فهو موصلٌ جيد للنعمة لتشمل آخرين ، وبالتالي لن يتعوق تبادل النعم بل يزداد تدفقاً فيزداد ثراء الوسيط المؤمن ( أنت أو أنا ) . 4- أؤمن بنفسك وأحببها بقوة : لا يمكن عزيزي القاريء أن تنجح في أي مشروع أو تحقق أي هدف دون أن تحب نفسك بمنتهى القوة وأن تحترمها أحتراماٌ كبيراٌ جداُ وأن تنظر لها بأعجاب إذ أوصلتك إلى ما أنت فيه الآن من بلوغ وحيوية ، ولن أستغرق في هذا الجانب لأني سبق أن كتبت عنه أو ترجمت الكثير .
في الختام أورد مثالاً قد يبدو غريباً لمن لا يؤمن بالجانب الروحي من الكون : لي صاحبٌ ...ظل يراوغه حلم أمرأةٍ ليست ككل النساء ، لا لتميزهاالخاص بل لحميمية العلاقة التي كان يتوقعها معها ...شيءٌ أشبه بعلاقة ماركس مع زوجته ( إذا كانا كلما نظرا لبعظهما وحتى بعد خمسون عاماً من الزواج ، كانت عيونهما تشرق بذات حب اليوم الأول ) ، أو ....علاقة سارتر بسيمون دي بافوار ...! كانت الصورة تغيب دهراً وتشرق برهة ...طبعاً صاحبي لم يعطل حياته بأنتظار ما ليس باليد ، وهذا هو المسلك الواقعي لما نملك له حلماً دافئاً ولا نملك له سبيلاً ، لأنه يدخل في صلب إرادةٍ كونية أكبر منّا . سألته مرة ...طيب ...لمَ لمّ تهبط بها إلى أرض الحاضر ، هتف يا أخي أنا مستقبِلّ ( بكسر الباء ) جيد كما أظنني ، لكن أين هي ، أتطلع في الوجوه والعيون وأشتبه بهذه وتلك ولا أجدها ...! ربما لم تخلق بعد ...من يدري...! لم ييأس ...وجائت بعد ربع قرن من أشراقتها الأولى في الذهن . هتفت به ...طيب أنت الآن في ما يفوق نصف عمرك وتلك المنتظرة نصف ما تملك من العمر فكيف تتكافئان في ما ترومانه من نية التوحد . قال يا أخي أنا لست بائساً إلى هذا الحد فما ليس عندها ، عندي وما بيننا أكبر من تلك الحسابات التي تدور بعقلك ...! ثم..... نحن شقيقين في الروح ، وما تطلبه الأرواح قليلٌ جداً ولا يشرى بكل كنوز العالم ...! حسناً ...أظن أنني أسرفت فعذراً وأكرر أملي للأعزة المهتمين بأن يكونوا مستقبلين جيدين لأشارات المجهول العذب الغامض الثري غاية الثراء . وأهبطوا بنجمة الحلم إلى أرض الواقع وفضاء الحاضر ، عيشوا وكأنكم فيها تنالونها باكراً ...بل ...باكراً جداً . لن أتحدث في هذا المقال عن الأستراتيجية لكي لا أربك قارئي العزيز ، أنما سأفعل ذلك في القريب .
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صورة – قصة قصيرة
-
سحر الحواس - مقال سيكولوجي
-
كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟
-
التلباثي ---وجيزٌ عمليٌ تطبيقي
-
عباءاتهم وفضاء العراق ـ شعر
-
ان كنت حبيبي ـ شعر
-
ثانيةٍ على عتبات ميرا ـ شعر
-
الشيوعيون وحدهم ـ الجزء الثاني - شعر
-
الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار
-
ببغاء – قصة قصيرة
-
الشيوعيون....وحدهمُ ــ شعر
-
تهدجات على عتبات ميرا – شعر
-
سحر ميرا - شعر
-
أقولُ لكْ….شعر
-
يتولاني - شعر
-
شباك ميرا - شعر
-
هلّ…ليْ - شعر
-
تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي – Selv - Hypnosis
-
وفي البدء كانت الكلمة – مقال سيكولوجي
-
لأني أحبك - شعر
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|