أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - لماذا مصر؟














المزيد.....

لماذا مصر؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن الجزم ان صراع الاجندات المصرية المحلية هو العامل الوحيد الذي يعبث بحالة الاستقرار فيها, فمن الواضح ان صراع الاجندات الاقليمية والدولية ينعكس فيها ايضا, مما يمكننا من القول ان مصر الان تعيش صورة من الصور التقليدية لتشابك الصراع السياسي العالمي والاقليمي التقليدي مع الحياة السياسية اللبنانية. حيث توازنات القوى المحلية خارج مسار وحدة التوجه القومي وفقدان الثقة والتقاطع مع تاثير الاجندات الاجنية, يخدم ذلك كله ضعف مؤسسة الدولة وفقدانها هيبتها,
ان ما يحدث في مصر الان لا يمكن تفسيره فقط بالتمايزات الثقافية لمصالح القوى السياسية المحلية, وانعكاساتها على صورة تفاوت انضباط مسلكياتها الديموقراطية, حيث من المفترض ان تضبط وتنظم المصلحة الوطنية العامة هذه المسلكيات الديموقراطية, خاصة ان العملية الفعلية لنقل السلطة من العسكري الى المدني بدأت بالانتخابات التشريعية, وبغض النظر عن المستفيد الرئيسي من نتائج الانتخابات, فهذا يعكس تفاوت نسب احجام ونفوذية القوى السياسية مجتمعيا, لكنه لا يقلل من الرمزية الديموقراطية التي منحتها لها سعة الاقبال الشعبي عليها وما تعكسه من حالة رضى مجتمعية واسعة ورئيسية عنها,
ان الخلاف الايديولوجي الحاصل على الوطني المركزي والاداري الديموقراطي, في الصيغة الدستورية, وفي كيفية التوصل اليها, ولا يجب ان تصل التجليات السلوكية السياسية له, الى صورة العنف التي هي عليه الان, وسيبقى تفسيرها بحدود دور العامل المحلي تفسيرا تهميشيا للحقبقة, فمن الواضح ان الاجندة الاجنبية الاقليمية والعالمية ليست معزولة عن الواقع المصري, ومن الواضح ان هذه الاجندات استطاعت ان تجير بعض الاجندات المحلية لصالحها في محاولة لضمان ان لا تكون حركة مصر في الصراع العالمي على تعارض مع نفوذ هذه الاجندات الاجنبية,
ان الصراع بين الاقتصاد الاسيوي والاقتصاد الغربي اخذ شكلا اقليميا خاصا صورته الصراع بين معسكر الموالاة ومعسكر الممانعة وهو وإن لم يكن على تلك الحدة في تونس واليمن وليبيا, الا انه على درجة عالية من الحدة الان في مصر وسوريا, ورغم ان لاقتصاد الاسيوي لا علاقات مباشرة له في الوضع المصري الا ان ذلك لا يغيب وجود علاقات قوية لحلفائه من معسكر الممانعة فيها, فهناك العلاقات الايرانية والسورية والصهيونية والتي يهمها ارباك التفاهمات الغربية المصرية خاصة الامريكية منها ان على مستوى تفاهماتها مع المؤسسة الرسمية او على مستوى القوى الدينية السياسية,
ان سكوت الموقف الغربي عن سقوط شعار الدولة المدنية وقبوله شعار الدولة الديموقراطية, كان ثمن تفاهماته مع المؤسسة العسكرية المصرية وقوى الدين السياسي, وها هي التصريحات الامريكية توالي الاعلان عن استعدادها للتعامل مع القوى التي ستفوز بالانتخابات التشريعية, ومن الواضح ان هذا الموقف ترفضه الاجندة الليبرالية المصرية, الامر الذي يسقط القوى الليبرالية في حبائل استغلال قوى معسكر الممانعة الاقليمية الصهيوني والايرانية والعربية للنفوذ الامريكي, فتعمل على اسناد ودعم وتقوية قدرة الليبراليين على منع استقرار الوضع المصري,
ان المستفيد الرئيسي من عدم استقرار الوضع المصري ليس الصيغة الدستورية المصرية ولا الحياة الديموقراطية فيها, ولو كان الامر بهذا الاتجاه لكنا اول المؤيدين لما يحدث فيها, غير ان المستفيد الحقيقي منها هو التحالف الصهيوني الايراني العربي, والذي يجعل من حالة عدم الاستقرار في مصر مجال مساومة على توجهات الولايات المتحدة الامريكية واوروبا في مواقع اخرى كموضوع اسقاط مقولة حل الدولتين في موضوع التسوية وموضوع استمرار اعتقال النظام السوري لمنهجية المقاومة ضد الكيان الصهيوني وموضوع عدم مهاجمة ايران عسكريا,
لم يكن غريبا اذن ان تحدث تغيرات ملتوية تبدو غير مفهومة في حراك الاصطفاف السياسي الاقليمي, كرفض ضم الاردن والمغرب لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والاعلان في المقابل عن ترشيح مصر لذلك, وقبول جامعة الدول العرية ادخال تعديلات على بروتوكول مراقبة الوضع السوري مما سمح للنظام السوري بالموافقة والتوقيع عليه, الامر الذي يؤشر لوجود تنازلات غربية وامريكية تحمل ملامح هزيمة امام النتائج المخيبة لحربهم على العراق والتي صبت لصالح التحالف الصهيوني الايراني العربي, فمنحته قدرة على الصمود امام الهجوم الغربي بل والفرصة لتحويله لهزيمة لهم,
ان استمرار عدم استقرار وضع مصر الداخلي وحصارها الاقليمي بجناحيه الافريقي والعربي يستكمل برنامجيا وموضوعيا تعميق نتائج هزيمة عام 1967م, فيستكمل اخراج مصر السياسي من المواجهة مع الكيان الصهيوني باخراجها من المواجهة اقتصاديا واجتماعيا, وهو الامر الي سيفتح الافق واسعا امام الصهيونية لاستكمال تجسيد شعار اسرائيل الكبرى, فمر وان اخرجت عسكريا وسياسيا من المواجهة مع الكيان الصهيوني بعد اتفاقيات كامب ديفيد الا انها بقيت عائق القوة الرئيسية امام امكانية تحقيق الصهيونية لشعار اسرائيل الكبرى,
ان التحليلات التي تلغي تمايز المصالح الصهيونية الغربية كما تلغي تمايز المصالح العربية, وتسقط مشروع اسرائيل الكبرى حين تذكر وجود محاولة لتقسيم مصر الى عدد من الدويلات هي تحليلات ينقص من ارشيف ذاكرتها معنى تواتر وتراكم النجاحات والانجازات الصهيونية والتي انشات الان قيادة ما وراء البحار, لك الله يا مصر في ظل غياب الوعي الوطني عن ابنائك



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينغريتش وميكافيلية الفكر:
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:
- الربيع الفلسطيني:
- لا خروج على ثابت وطني_ ردا على الاستاذ نقولا ناصر
- النظام السوري بين الضربة العسكرية وحصار الخنق:
- المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني
- خربشة خالد عبد القادر وتنميق ابن الجنوب
- اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - لماذا مصر؟