أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - ياصاحب أشرف العمائم














المزيد.....


ياصاحب أشرف العمائم


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 17:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين كنت صغيراً ، كان العرف الإجتماعي يحثني لتقبيل أيادي أصحاب العمائم الهائلة، والأسنان الذهبية الذين كانوا يداهمون بيتنا بين فترة وأخرى وكنت أرفض. كان الكبار يقولون لي : هذا سيّد ! وكنت أرد ببراءة الطفولة لماذا لا يكون أبي سيّداً ايضاً؟ كبرت قليلاً فإزدادت قناعتي رسوخاً أن ليس كل من لبس العمامة يستحق الإحترام، بعضهم نعم، لكن ذلك الذي يريدك أن تحترمه لعمامته قبل أن تر أي فعل من أفعاله لا، ذلك الذي يريدك أن تحترمه لعمامته أولاً وقبل كل شئ ، وتميّزه عن الآخرين لعمامته قبل كل شئ، وتقبل يده لعمامته ثم يراد منك أن تطيعه لعمامته لا ..
كان أقاربي يبررون ذلك بأن الشيطان الذي يسكن فيّ قوي .. وأني لأشكر ذلك الشيطان الجبّار من كل قلبي أشكره على صموده وشجاعته وشموخه وجرأته ووقوفه طويلاً معي في محنتي وأنا أصارع جبروت الطغاة من ذوي العمائم وتسلطهم على رقاب وعقول وأموال الآخرين من غير ذوي العمائم والألقاب الدينية بإستخدامهم الإرهاب الديني . لقد كان شيطاناً خيّراً قويا وشريفاً أقوى من كل الشياطين الدنيئة الشرهة الطمّاعة المخبأة تحت الكثير من العمائم والتي تحمل في طياتها ثقل بحار من الدماء المسفوكة نتيجة فتاوى القتل . لم يكن شيطاني يخشى أحداً فرفض أن ينحني ،لكن هذاالشيطان يغادرني الآن حين أتوقف أزاء عمامتك ياصاحب أشرف العمائم . عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه ، المألوف الذي جعلنا إضحوكة للعالم حين هرعت إحدى العمائم لتوجّه وزيرالتعليم العالي وتنبهه الى أن أخطر ماتواجهه الأمة هو ليس الفقر، ولا ذبح الناس كالنعاج بموجب فتاوى دينية، ولا بيع النساء أعراضهن بسبب الفاقة، ولا بحر الأمية الذي تغرق به الملايين، ولا إختفاء المليارات في جيوب الأحزاب الدينية، ولا عيش أحياء بكاملها على القمامة ولا الرثاثة والعوز والتخلف التي تلطخ حاضرنا ومستقبلنا بل هو إختلاط الطلاب بالطالبات ، أي نعم لابد من فصل الخيار عن الطماطة والبيرة عن العرق والحديقة عن البيت والملعقة عن الصحن والمسطرة عن القلم ففي إختلاط أحدها مع الآخر الفاحشة التي ستؤدي بأمتنا الى التخلف عن اللحاق ببرنامج ناسا لغزو المريخ، عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه حين إنشغلت عمامة ثانية بالبحث عن فتوى تحرم كرة القدم وعمامة ثالثة بفتوى تمنع الموسيقى في الهواتف النقّالة، عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه ،حين كانت العمائم الأخريات تحث المساكين على ضرب القامة والزنجيل وتوجه الناس للركض الى الوراء در! في دروب التأريخ المغبرة للإمساك بياقة من وشى بمسلم بن عقيل قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان!
عمامتك فصّلت لتغطي رأساً شريفاً فتحتها لايختبئ أحد. ذلك واضح من أول كلمة تنطق بها فتحت عمامتك رأس ينشغل بما لاتنشغل به رؤوس أصحاب العمائم الآخرى فأنت تتحدث عن مخازيهم بالأسماء، والوقائع، وتكشف المستور الذي يخفى على الملايين العائشة في مناطقها الرمادية الكالحة بعيداً عن المنطقة الخضراء. أنت تكشف لنا، حين تقف أمام الصحافة والتلفزيون كيف سُرق إسم الله ، وكيف إنتُهكت سيرة أهل البيت ،كيف حولت الأحزاب الطائفية شهادة الحسين الى مصدر لتراكم ثرواتها . أنت تومئ لنا لنتتبع سيرة زحف إنتهازيين تسلقوا الحبال مثل القرود لينتقلوا من ضفة البعث الى ضفة أحزاب الطوائف متحدثين بأسمائها.
أرغب أن أتابعك وأنت تتحدث عن ملايين الدولارات التي تختفي في جيوب شيوخ المنابر والحوزات" العلمية" ، والخطب التاريخية التي تزوّر، والقيم الإنسانية التي يتم التجاوز عليها بإسم الدين، والعقل الذي يُهان يومياً بإسم الدين، ثم بدأت أنت تُسائل الآخرين وتحشرهم في زواياهم الضيقة كاشفاً حقيقة لصوصيتهم ويزداد تساؤلي الى أي حد سيصل صاحب أشرف العمائم ؟ من المنتصر في صراعه مع مافيات الدين؟ أية مرجعية من تلك المرجعيات الناطقة والصامتة والنا....ستتبناه؟ وأيها ستقف ضده وتكفره؟ أتراهم سيتركونك طليقاً ؟ هل ستستعصي عليهم فيتقبلون صفعاتك المتلاحقة بلا رد؟ هل سيغفرون لك حين تعريهم من آخر مايسترهم؟ هل سيطلقون يدك لكي تصل الى أن تهيل التراب على أجسادهم بعد أن إنتزعت منهم شرعية ملك الخُمس؟ وماالذي يتبقى لتك العمائم إن فقدت ريع الخُمس والنذور؟ لو صح هذا ياصاحب أشرف العمائم ، يتوجب عليّ عندها أن أقر أن عمامتك ليست هي المختلفة بل إن الله الذي تؤمن به يختلف عن آلهتهم ، نعم ماتؤمن به هو إلله الذي عرفناه من أمهاتنا، الله الساكن في ضمائرنا رمزاً للعدل المطلق والجمال المطلق وليس الله المتستر على النهب والنصب والإحتيال والتزوير وتهريب الأموال.
لاتتركوا صاحب أشرف العمائم وحيداً في غابة الوحوش.. .. لقد أدار الجميع ظهورهم لهادي المهدي، فلم يصل صوته لا للسيستاني ولا للصدر اللذين توجه اليهما لإنصافه فكان أن إستسهل أصحاب الكواتم صيده .. وها هو صاحب أشرف العمائم يستفز أصحاب الكواتم .



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الاقليات
- صديقتنا أمريكا
- سياسة اللجوء الأوربية.. أسئلة حائرة
- أخلاق اليساريين - بمناسبة محاولات بعث الروح في الصدام اليسا ...
- مأزق الديموقراطية العراقية و الثورات العربية
- هل جن دولته؟
- وا طنطلاه
- أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....
- ثلاثة أوهام لتبرير إستعباد الناس بإسم الدين
- 2011 عام العالم العراقي -عبد الجبار عبد الله- بمناسبة ذكراه ...
- البحث عن أخبث رجل في العالم
- رد السيد علي الدباغ على مقالة علي بداي
- حقيقة تزوير المالكي لشهادة وزير التربية
- لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!
- عبد الكريم اسكن الفقراء وبقي هو بلا بيت


المزيد.....




- حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم ...
- الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- بعد سقوط نظام الأسد... ما مصير الطائفة العلوية في -سوريا الج ...
- اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث ...
- بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر ...
- الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم ...
- الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في ...
- الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل ...
- إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي بداي - ياصاحب أشرف العمائم