أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!















المزيد.....

من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
جعفر المظفر
كلما أقرا مقالة جديدة تؤكد على الموقع والدور الإقليمي الإستراتيجي لسوريا كلما أسرع إلى التنبؤ بان كاتبها لن يتأخر سريعا عن إعلامنا بأن ما يدور الآن على الساحة السورية ليس سوى مؤامرة إمبريالية صهيونية رجعية ضد ( سوريا الثورة والصمود والممانعة), وإن الشعب السوري بات مخدوعا بما تبثه الجزيرة وبما يشيعه إعلام قطر والسعودية المتحالفين مع أعداء الأمة.
وكلما أقرا مقالة يبدأ كاتبها بالتأكيد على أنه يتحدث لصالح سوريا وليس لصالح نظامها فإني أفهم العكس تماما ولا أنتظر طويلا لكي أفهم أن ما يريد قوله سوف لن يخرج عن محاولة التأكيد على خطأ المتظاهرين المخدرين بالأفيون القطري والمنومين بأجهزة الناتو المغناطيسية, والذين لا يعون أبعاد المؤامرة الأمريكية التركية ضد دمشق قلعة الصمود والتصدي !!.

ولكي أختصر الوقت والجهد سوف أدخل إلى الموضوع من غير إثارة الشكوك حول القيمة الحقيقية للدور السوري في المنطقة كونه لا يتعدى حدود التوظيف الذاتي للقضايا الوطنية والقومية, وسأشطب على كل خطاياه منضما إلى جبهة أولئك الذين يؤكدون على أن سوريا هي قلعة الصمود والتصدي العربي, وأنها تواجه الآن مؤامرة ضد نظامها السياسي لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي, وأن رأس حربة هذه المؤامرة هي قطر وجزيرتها الفضائية. كما سأوافق على أهمية الدور السوري في الصراع الإقليمي, المربع الأقطاب, والموزع على إسرائيل وإيران والسعودية وتركيا, عبورا إلى التأكيد على أن المؤامرة ضد النظام السوري تستهدف بشكل رئيسي حسم منطقة الشرق الأوسط لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي السعودي الذي طالما عانت منه المنطقة منذ تأسيس الدولتين الإسرائيلية والسعودية, ومؤكدا في الوقت عينه على الأخطار والمطامع التركية, وحيث أن تركيا هي الدولة الأكثر استفادة من التغيير السوري لكونها ستفوز بحصة الأسد من الغنائم التي ستترتب على سقوط النظام السوري ووقوع السلطة السورية الجديدة تحت هيمنة التيار السياسي الإسلامي, إضافة إلى ما يعنيه انحسار النفوذ الإيراني عن منطقة بقيت الدولتان تتقاتلان عليها منذ القدم.

لكن الاتفاق على وصف المشهد السياسي والذي تقع سوريا في المركز منه, وإن جاء إلى حدود التطابق على مستوى التفاصيل, إلا أنه سوف يكون مثار اختلاف كبير على صعيد المبادئ وحال الوصول إلى الاستنتاجات. فإذ يكتفي البعض بشرح أهمية سوريا في خارطة الصراع الإقليمي, مؤكدين على وجود مؤامرة تستهدف نظامها, وذلك من خلال حوار سلبي يكتفي بوصف نصف الحقيقة وليس كلها, إضافة إلى تشغيله لماكينة الشتيمة العربية بأقصى طاقتها ضد أقطاب التآمر الخماسي المؤلف من أمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا, فإن هذا البعض يغض النظر كليا عن المتآمر الأول على قضية سوريا وعلى قضية العرب والمنطقة, ألا وهو نظام سوريا نفسه, متجاهلا حقيقة أن هزائمنا العربية جميعها لم يكن مقدرا لها أن تحدث على الحدود مع إسرائيل لو أنها لم تكن حدثت قبل ذلك في العواصم العربية وعلى يد الأنظمة الدكتاتورية القمعية.

فالقيمة الإستراتيجية لسوريا لا يمكن أبدا مقارنتها بمثيلتها الليبية أو التونسية, وسيكون من البديهي القول أنه لا يمكن للنظام السوري أن يكون وفيا لسوريا, ولدورها العربي والإقليمي, ما لم يكن وفيا لشعبها مقدما. وبالتالي فإن تحميل النظام السوري تبعية الأضرار التي تحدث لسوريا وشعبها وللعرب وعموم المنطقة سيكون تحصيل حاصل لأنه أهمل بإصرار وتعمد التعامل مع الحقيقة التي تقول أن النصر ضد إسرائيل, وعلى الحدود معها, يبدأ من النصر أولا في دمشق ذاتها, وذلك من خلال إقامة نظام ديمقراطي حر يكون قادرا على ضمانة الدخول إلى معارك متوازنة, لا أن يساهم بجر المنطقة إلى كوارث جديدة كما كان جرها في السابق حينما دخل هو وعبدالناصر في معركة صوتية ضد إسرائيل متسببين بالكارثة التي تمكنت إسرائيل من خلالها في احتلال كامل الأرض الفلسطينية إضافة إلى سيناء مصر وجولان سوريا.

تعالوا إذن نأتيها من الأخير, أي أن نجيب على السؤال التالي: حتى لو وضعنا مصلحة الشعب السوري جانبا, فهل سيكون بإمكان النظام أن يؤدي جزء من دوره الوطني أو القومي أو الإقليمي بدون تأييد شعبه, وبكل ما يوجب عليه ذلك من تحولات إيجابية على صعيد العلاقة مع الشعب. فإن كان الجواب نعم يمكن فمعنى ذلك أن علينا أن نعيد صياغة كل البديهيات السياسية التي تعلمنا عليها, والتي تؤكد على دور الشعوب في إفشال المخططات التآمرية ضدها, خاصة وإن معاركنا هي من النوع التي لا يمكن لنا أن نخوضها إلا بعد أن نبني جبهاتها الداخلية, وهو بناء يشترط قبل كل شيء تلاحم الشعب مع نظامه السياسي, وإن كان الجواب سلبيا فمعنى ذلك أن هذه الأنظمة ستقودنا من جديد إلى كوارث عظيمة كتلك التي وقعت في السابع والستين من القرن الماضي بما يضاعف من حلقات الندم وعض الأصابع التي اعتدنا عليها إثر كل هزيمة جديدة.
أما الوقوف مع النظام السوري بحجة الخوف من البديل فسوف ندعمه لو أن النظام الحالي لم يكن قد رسب في الامتحان الجماهيري العام, فإن أتى البديل أسوء من سابقه فإن النظام الحالي هو الذي يتحمل وضع سوريا في هذا الخانق القدري الأمر الذي يدعونا إلى مضاعفة حجم كراهيتنا له.

وسوف لن يكون بإمكاننا النظر, ولو بقليل من الاحترام, لأي موقف من القضية السورية لا يتناغم مع مصلحة شعبها أولا وأخيرا.
فإن قيل مثلا أن مصلحة العراقيين تستوجب الوقوف مع النظام السوري المرفوض من قبل شعبه لأن التغيير القادم من شأنه أن يثير الفرقة الطائفية, ويؤثر سلبا على الوضع الاجتماعي في العراق, فإن إثم ذلك يجب أن لا يتحمله السوريون, وإنما النظام العراقي السياسي الهش, والمقسم أساسا والمختصم مع نفسه, وغير القادر على حماية نسيج شعبه الاجتماعي, والذي بات يطلب من الشعوب المجاورة التخلي عن حقوقها المشروعة تغطية لعجزه بعد أن كان أشبعنا كلاما حول الحرية والديمقراطية.
والحل هو أن يذهب هذا النظام مباشرة إلى توفير كل مقومات الوحدة لشعبه لا أن يطلب من الآخرين التخلي عن حقوقهم المشروعة واضعا العراق على طريق الخصومة مع هذه الشعوب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!