أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - !...سيناريو














المزيد.....

!...سيناريو


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 06:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كثرت في الآونة الأخيرة المقالات التي تناولت أجهزة الأمن في سورية، والتغيرات الإيجابية التي طرأت على طرائق تعاملها مع الذين يتم استدعاؤهم. وفي الوقت ذاته تناثرت الردود على هذه المقالات هنا وهناك، مفنّدة عدم صحة هذه التغيرات كما زعم أصحابها. ومن أن الأمور هي هي لم تتغير قيد أنملة.

وانطلاقاً من حرصنا على دحض افتراءات الطرف الآخر الذي لا يعجبه العجب .. وإسهاماً منا في ترسيخ القيم الإيجابية التي تناولتها بعض الأقلام المتفائلة. ومنعاً للقيل والقال، ولحسم هذا الموضوع نهائياً أقترح التالي:

أتمنى على الأجهزة الأمنية وفي جميع المحافظات المبادرة إلى استدعاء أبرز السياسيين المعارضين تباعاً، ومن مختلف الانتماءات الفكرية والعقائدية. على أن تكون طقوس الاستدعاء والدردشة على الوجه الآتي:

يصل عنصر الأمن إلى منزل السياسي وهو يحمل بيده باقة ورد، وبيده الأخرى كرتونة حلويات من النوع الفاخر، وقد زُنّرت جهاتها الأربعة بشريط حريري.

يصافح العنصر الأمني السياسي المطلوب عناقاً وتقبيلاً.

ويستأذن منه بأجمل ما احتوته قواميس العرب من مجاملات فيما إذا كان يسمح له بالتشرف ودخول البيت وارتشاف فنجان قهوة.

بعد السلام والكلام بخجلٍ وحياءٍ شديدين، يوضح العنصر رغبة بل أمنية رئيس الفرع في مقابلته.

على أن يتم تحديد الزمان بالوقت الذي يريده (الأخ الكريم)..

لدى وداعه يحرص العنصر على تقبيل أطفال السياسي فرداً فرداً .. يعبث بشعر هذا ويربّت على كتف ذاك... ويكرر اعتذاره الشديد عما إذا كان قد أزعجهم بزيارته، ويغادر وهو محني الرأس ويفضّل الظهر أيضاً..

لدى وصول السياسي إلى الفرع وتعريفه عن نفسه للحرس، يهرع رئيس الفرع لملاقاته هاشّاً باشّاً، ليس على باب مكتبه، بل على الباب الخارجي للفرع.. وطبعاً بالأحضان...

أثناء سيرهما باتجاه مكتب رئيس الفرع يحرص الأخير على وضع ذراعه على كتفي (الضيف) بمنتهى الودّ والحنان.. مستوضحاً بلهفة الأب وقد التقى بضناه بعد طول غياب عن صحته وأخباره..

يقدّم رئيس الفرع اقتراحاً فيما إذا كان يرغب (الضيف العزيز) أن يجتمعا على طاولة الإفطار أو الغداء.. حالفاً بأغلظ الأيمان أنه لا ولن يقبل أيّ اعتذار بهذا الصدد.

فور وصولهما إلى المكتب يقوم رئيس الفرع بتشغيل الموسيقى الكلاسيكية مبدياً إعجابه الشديد بهذا النوع من الموسيقى.طارحاً أمامه مجموعة من الأفكار القيّمة لتنمية الذائقة الموسيقية لدى جيل شباب هذه الأيام، وما هي اقتراحات (الرفيق) حول هذا الموضوع، باعتباره مثقفاً كبيراً.. لافتاً انتباهه بين الحين والآخر بأن هذه الجلسة لا علاقة لها بأي نوع من أنواع التحقيق. وبأنه سيزعل منه إذا ما فكّر بذلك.

يحرص رئيس الفرع على تزيين الجلسة أثناء تناول الطعام بآخر النكات الحمصية التي سمعها. مقهقهاً بين الحين والآخر، لإضفاء نوعٍ من المرح والسعادة والدفء والأمان على هذا الجو الأخوي الممتع.

يقوم رئيس الفرع في نهاية اللقاء بتقليد (الصديق الحبيب) وشاحاً ويعلّق على صدره وساماً. وذلك تكريماً له على نضاله واعترافاً منه بتاريخه المجيد.

ويقدم له هدية رمزية، عبارة عن مجموعة أشرطة موسيقية مما جادت به مخيلة أهم عباقرة الموسيقى في العالم. راجياً منه التكرّم بقبولها.

يأمر رئيس الفرع أحد السائقين بإيصال (الأستاذ) إلى بيته. وطبعاً بعد أن يرافقه إلى الباب الخارجي مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

تخيلوا معي أيها الأعزاء تحقق هذا السيناريو!

أعتقد أن من أهم مقولات الديالكتيك في النظرية الماركسية مقولة:"التراكم الكمّي يؤدّي إلى التغير النوعي" ولا ريب في أن تكرار هذا السيناريو على مدار عدة أسابيع أو أشهر سيؤتي أكله ويبدّد هواجس الخوف والرعب من هذه الأجهزة دفعةً واحدة وإلى الأبد...

ومن غير هذا الإجراء، فإن كل ما قيل وما سيقال عن تغير في طبيعة هذه الأجهزة وسلوكها، ما هو إلا محض افتراء ومجافاةً للواقع.

فهل من مُجيب؟

■ ضيا اسكندر – اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...
- دردشة بين مسؤولَين
- معارض مع وقف التنفيذ
- بصراحة مع وزير التحالف الوطني
- مقال
- -غينيس - والصبر العربي
- أمريكا عالباب


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - !...سيناريو