أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - كذبة بيضاء














المزيد.....

كذبة بيضاء


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 06:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أزمة منتصف العمر(نظرية المؤامرة)
فانتازيا سورية1 "الكذب الأبيض"

لا يقتصر المكبوت على الرغبات الجنسية المحرمة أو المرفوضة أخلاقيا, وإن كانت أحد محاوره الأساسية,العدوانية والحسد والخداع كلها ميول ودوافع, تقلق الوعي والتقدير الذاتي, فيتم رفضها شعوريا ودفعها إلى الأعماق المظلمة, حيث يجول ذلك المسخ دون حسيب أو رقيب.وكلما ابتعد عن دائرة الوعي ازداد قوة وتحكما في العالم الداخلي للفرد, حتى يحتله بالكامل, ولا يبقى أمام هذا المسكين سوى الدفاعات الخرقاء, التي تستبدل بالتدريج حتى الوصول إلى أكثرها مناعة والذي يتمثل في نظرية المؤامرة السائدة عربيا وإسلاميا.يصل الوعي إلى تسوية مقبولة, فالاحتقار الذاتي له معادل موضوعي ومبرر أخلاقي محكم, في الخارج والعالم الواقعي بمجمله, يتحكم الأشرار والمتآمرون على هذا الطفل المذعور, الذي قد يكون مفكرا أو قائدا أو أديبا أو شيخا, ولا فرق بين الجنسين, لكن مركز التحكم والقرار ما زال مغلقا, منذ أمد بعيد, حين اكتشف السلاح السري والسحري" شيطنة الخارج" التي تحتل مساحة الآخر بكاملها, وعندها يسهل تفسير ما يدور فعليا في بلادنا السعيدة, من عنف واعتداء على الآخر القريب أولا ودائما: المرأة, الطفل , الفقير, المرؤوس, المختلف, وكل ما يقع تحت سيطرة هذا الطفل المذعور,ولو بلغ المائة.
بالنسبة للأغلبية المطلقة في بلادنا يتعذر فهم وقبول الحرمان من جهة والمظالم المتراكمة من جهة أخرى,والحل المنطقي والواقعي يتجسد في نظرية المؤامرة. كل فقر الداخل يتم تبريره وإسقاطه خارج الذات, وقسوة الخارج وعشوائيته يتم تفسيره واختزاله في عبارة تريح الوعي وتدعم الضمير, وما أسعدنا!!

*
في بلادنا, لا يقتصر الخراب" الوطني" على تحلل المجتمع إلى مكوناته العرقية والطائفية المختلفة, بل يتعدى ذلك إلى تفكك الشخصية الفردية إلى المكوّنات الغريزية المتناقضة مع القيم المدنية الحديثة وفي مركزها احترام الآخر القريب أو البعيد, والذي يبقى في جوهره صورة معكوسة لاحترام الذات.تلك العملة النادرة في سوريا اليوم 2004.أعرف أن في هذا الكلام ما يجرح نرجسية السوريين بمختلف مواقعهم الفكرية والاجتماعية,لكنه يحقق الحد الأدنى لاحترام كرامة المريض السوري باعتقادي.
لعقود طويلة تمّ حشر العلم والفكر والأدب وباقي الأنشطة الاجتماعية في نظرية المؤامرة,ذلك الحلّ السحري الذي يقوم على خسارة الواقع الخارجي والحفاظ على الواقع النفسي بكل طفاليّته وشقائه. تغيّر العالم ولم نعترف أو ندرك ذلك.
واليوم على مشارف سنة 2005 التي تشير الدلائل والأخبار المتناقلة عبر وسائل الإعلام المختلفة أنها السنة الأهم والأخطر في سوريا, أتسائل ما هي الخيارات أو البدائل أو المواقف الأنسب!؟
هل يقرأ السوريون؟ وهل بمتناولهم ما يستحق القراءة؟هل يكتب السوريون؟
قبل أن أتحوّل إلى كاتب سير لا يقرأها أحد إلا ما ندر, سأثرثر وأتخيّل قليلا .
الكذب الأبيض عملة سائدة ومتوفرة للجميع, من أجزائها المبالغة والسخرية والفنتازيا العجائبية, لذا سأختتم بها هلوستي لآخر العام 2004 .

أدونيس وزيرا للثقافة في سوريا, وقد ألحقت دوائر الإعلام بوزارة الثقافة, وتم إلغاء دائرة الرقابة, واتحاد الكتاب في سوريا يستعد لإجراء انتخابات مفتوحة.
شجار في نادي الصحفيين بين صبحي حديدي وأحمد جان عثمان على مسألة الهوية, وقد انقسم الحضور المكون من مثقفين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية, وأكثرية عادت من المنافي طوعا, إلى مؤيد أو معارض دون أي استخدام للأدوات الحادة, ولم تتدخل عناصر الشرطة التي بقيت تراقب ما يجري,حفاظا على سلامة الجميع وصونا للقانون.
الصحف والمجلات السورية تنافس الأهرام والحياة والنهار والشرق والأوسط في عدد المبيع, وهجرة معاكسة للأقلام المبدعة إلى دمشق.
البرلمان السوري يحجب الثقة عن عدد من كبار الموظفين في أجهزة الدولة, وفي مقدمتهم وزير الهواء ووزير الكلام.
السفارات السورية في كندا واستراليا والسويد والنرويج ووو تغص بالسوريين الراغبين بالعودة واستعادة الجنسية.
لقمان ديركي وحكم البابا وعماد جنيدي يغنّون"أنا سوري يانيّالي" في حالة سكر شديد, و تساقط الثلوج في رأس السنة هذا لم يمنع أغلبية السوريين من السهر والاحتفال في الشوارع والساحات العامة, وعدد النساء يفوق الذكور.
عام سعيد وبصحة الجميع. حسين عجيب-اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية
- أزمة منتصف العمر_3
- أزمة منتصف العمر_2
- قمر طرطوس
- العدميون في بلادنا
- تساؤلات مفتوحة
- في سوريا السعيدة
- خوف
- حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا
- كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - كذبة بيضاء