أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد تركي - بين مخفرين!!














المزيد.....

بين مخفرين!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 10:21
المحور: حقوق الانسان
    


ما أن تطأ قدماك مخفراً حدودياً لبلد مجاور حتى تشعر بالفرق الواسع بين بوابتين يفترض أن بإمكانهما أن تعطياك لمحة بسيطة عما واجهتَه في وطن غادرتَه للتوّ، وما ستراه في بلد تزمع الدخول إليه.. منذ البدء سترى وتلمس وتشم الفرق بين المخفرين المتلاصقين الملتحمين اللذين لا يفصل بينهما أكثر من خطوة واحدة فقط. شبر واحد يشعرك بأنك عشتَ عارياً إلا من الأسمال البالية، وأن حياتك، في وطن عشقته وأفنيتَ عمرك كدحاً لأجله، لم تكن إلا سلسلة من (البواري) التي ملأت يافوخك بالجروح وعقلك بالدمامل وشوّهت فيك الإنسان.. منذ الخطوة الأولى تتيقن، بما لا يقبل الدحض أو الشك، خواء السنوات التي عشتها محروماً مهاناً ذليلاً تتناوشك حكومات لا ترى فيك غير مشروع "استشهاد" يحمي كراسيها وشهواتها ومغامراتها.. حكومات أقصى ما تقدمه، منّةً وفضلاً، السماح لك ـ أحياناً ـ أن تتنفس وتتناسل وتنجب مسامير شابة يثبتون بها كراسيهم النخرة!!
بين فوضى وقذارة وخراب وقبح وبرد مخفر الوطن ونظام ونظافة وبهاء وحسن ودفء جاره، تدفعك رغبة شديدة بالنكوص والإياب كعاشق يخشى أن يرفع بصره عن وجه محبوبة ظنّها غادة حسناء، لئلا يكتشف جمال ورشاقة وتألق الأخريات، أو مثل أميٍّ يرعبه أن يتعلم كيف يقرأ كتاباً، إشفاقاً من إدراك ظلمةِ جهلِه.. بين المخفرين يغدو ختم المرور على وثيقة السفر حداً فاصلاً ونهائياً بين نعيم الجهل وعذاب المعرفة. ويصبح التمسّك بعشق الوطن إمساكاً بجمرة مشتعلة تخشى أن ترميها فتخسر عمراً لن تشرق من سنواته بعدد الآفلات، وإن أبقيتها كنت (جبر) هذا الزمان شهاباً عابراً بين صرخة الولادة وسكرة الموت!!
وإذ تعود ـ طائعاً مختاراً ـ إلى مخفر الوطن بعد رحلة، مهما قصرت، فإنك تشعرُ بغيابك طويلاً عنه.. يجذبك المخفر إليه كفراشة تتنازعها الزهور والنار فتذهب إلى ما يحرق أجنحتها.. تقفل عائداً على أمل الحلم الأقصى: أن تموت في وطن لم تجد فيه متسعاً للحياة!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنصافاً للمعلم!!
- من يقرأ .. لماذا نكتب؟
- وطن بين احتلالين!!
- ديك منتصف الليل!!
- لوبي كويتي!!
- الأوطان للنحل لا للأرانب!!
- السلام عليكم!!*
- صفقة خاسرة!!
- احترم تُحترم!!
- حذار من الخرنكعية!!
- فوتو شوب!!
- لا مبالاة!!
- جا متردلي!!
- خمر حلال!!
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!
- بركات السجون!!
- افتضحوا.. وتبرأنا!!


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد تركي - بين مخفرين!!