أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تيسير خروب - الهويه اللبنانيه عبر التاريخ














المزيد.....

الهويه اللبنانيه عبر التاريخ


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 06:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


000يعتبر الكيان او المكان الجغرافي لأي دوله من الدول في علم السياسه هو الاطار المكاني والمادي الذي يشكل مجتمعا ذا حياه مشتركه ويواجه تحديات وظروف مختلفه وتكون له تطلعات مستقبليه مشتركه0
00فأنبياء الكتاب المقدس لم يكن في منظورهم الجغرافي تسميه محدده وواضحه لأرض لبنان فأطلقوا على سلسلة جبال لبنان الغربيه والشرقيه اسم لبنون 0وقدماء اليونان فرقوا بين السلسلتين ودعوا السلسله الاولى ليبانوس والثانيه انتي ليبانوس0 ورجال الدين في الكنيسه البيزنطيه اعتبروه قسمين فينيقيه الساحليه ومن ضمنها السلسله الغربيه وعلى وادي البقاع ووادي بردى بما في ذلك دمشق وحمص واطلقو اسم فينيقيه اللبنانيه على القسم الاخر0
اما العرب فقد اختلفوا بتسميته ارض لبنان واي الحدود الكغرافيه يكون ضمنها هذا البلد0
000فلبنان في التاريخ القديم لم يستقر على حال ابدا الا في عصور متأخره جدا اثناء الانتداب الفرنسي عام 1920م0
اما سكان لبنان فينحدرون عرقيا من الجنس السامي نتيجة موجات الهجره المستمره من جنوب الجزيره العربيه والحجاز واستقرارها في الهلال الخصيب بما في ذلك العراق ثم اضطرارها للهجره مره اخرى حيث كان للبنان نصيب من هذه القبائل والجموع البشريه المختلطه التي نزحت اليه وسكنت اراضيه0 لكن بقي الطابع العربي في لبنان اقل عمقا وشمولا منه في سوريا مثلا لوجود اجناس بشريه غير عربيه في بعض مناطقه وتحصن بعض الطوائف في المعاقل الجبليه الوعره وانعزالهم عن بقية السكان خوفا من الاضطهاد 00واهتمام العرب بالسواحل التجاريه لحمايتها واهمال بقية المناطق0
فقد تميز تركيب لبنان البشري بتعدد الطوائف المذهبيه القاطنه فيه00فالشيعه كانو في شمال لبنان والساحل وفي جبل عامل ومنطقة البقاع الشمالي00واهل السنه استقرو في مدن الساحل وهناك التركمان والاكراد في مختلف انحاء لبنان00اما الدروز فقد تمركزوا في وادي التيم والشوف00والموارنه استطونوا شمالي لبنان ثم كسروان في الجنوب ثم الى الشوف وجزين00الروم الكاثوليك استوطنوا المدن الساحليه 00وجموع الارمن تمركزت في ساحل بيروت0
000هذا المجتمع البشري الذي عاش على ارض لبنان يعد انهيار الخلافه الفاطميه في مصر عام 1171م على يد الايوبيين ثم المماليك واخيرا استلام العثمانيين السلطه بعد قضاءهم على المماليك عام 1517م فشكل هذا المجتمع البشري لوحة فنيه بديعة الجمال رغم اختلاف الوانها وتميز شكلها الفسيفسائي00ورغم وجود هذه الاطياف الطائفيه والاجناس المختلفه ورغم الاضطهاد والملاحقه التي تعرضت له هذه الطوائف سواء بعضها ببعض او مع عدو وغازي خارجي الا انها بقيت على ولائها للارض وتمسكها بهويتها في هذا المكان الساحر والجميل ونشاء فيما بينهم ما يشبه الاتحاد الكونفدرالي غير المكتوب بينهم للمحافظه على صلاتهم وعلاقاتهم سواء كانت تجاريه او اجتماعيه محاولة التغلب على مشاكلها ومد جسور التواصل فيما بينها لتواجه التحديات خصوصا اثر ظهور بوادر الشعف في جسم الدوله العثمانيه وانحلالها وبالتالي تنازلاتها للدول الاوروبيه بأعطائها امتيازات تجاريه في المنطقه ادى الى ان تعتبر فرنسا نفسها حامية للموارنه وروسيا حامية الروم الارثوذكس والنمسا حامية اللاتين والكاثوليك00اما بريطانيا فلم تجد لها طائفه تحميها فأتجهت نحو الدروز لأستمالة 00وبالتالي حتى يكون لكل منهم موطيء قدم في المنطقه العربيه لتحقيق مصالحهم وحماية امتيازاتهم والتدخل في الشؤون الداخليه من اجل اقامة قواعد الاستعمار القادم في المنطقه العربيه0
000وبالنظر الى الخلفيه التاريخيه نجد ولادة النظام اللبناني الاول في التاريخ ونعني به المؤسسات او السلطات التي اوجدت الهويه اللبنانيه على ارض لبنان من خلال اقامة امارة المعنيين بقيادة فخر الدين المعني الثاني الذي اتسعت في عهده حدود منطقة لبنان حتى اصبحت في النهايه دويلة تتمتع بالاستقلال عن السلطنه العثمانيه وبناءه القلاع والحصون وتقوية قواته المسلحه وتوثيق صلاته التجاريه والعسكريه مع الولايات والمدن الايطاليه00وتدخله في الصراع العثماني الداخلي في سوريا وفي فلسطين احيانا اخرى0 وفي نهاية الامر عندما شعر الباب العالي بخطر الدوله المعنيه في لبنان قام بقتل الامير فخر الدين المعني مع اولاده الثلاثه في 13 نيسان 1635م وبقتله انتهت الدويله المعنيه لكنها لم تنتهي الاماره المعنيه تماما حيث بقي افراد آل المعني هم المسيطرين على مساحات واسعه من اراضيهم الاقطاعيه في امارة الشوف 0 ثم تتابعت الاحداث اعقبها ظهور العالئله الشهابيه التي حلت محل اقربائهم المعنيين عام 1697م0 وعندما جاء الفرنسيون الى المنطقه مستعمرين تحت اسم الانتداب كانت لبنان تحت وصايتهم فحاولت فرنسا استغلال حالة الطائفيه في لبنان واظهار الخصومات بينهم لتسهيل السيطره عليهم واخضاعهم00 واحقاقا للحق فأن الوطنيين اللبنانيين المعارضين من مختلف الطوائف ومن مسيحيين ومسلمين لم يقبلوا بهذا النظام فهبو بكل الوسائل المتوفره لديهم لتغيير سياسة الانتداب وبالتالي اجباره على الرحيل عن ارض لبنان00وبقي الحوار مستعرا والرفض متشددا من جانب اللبنانيين انفسهم ومع فرنسا المستعمره من جهة اخرى الى ان اتفق الجميع بتسوية لمشكلة مصير لبنان00تقوم على حجة انه ما دام لبنان عربيا وجزءا من الوطن العربي فلن يضير العرب شيء ان هم شجعوا على استقلال لبنان واعترفوا بدولته وليس ضمه الى وحده عربيه مجهولة النتائج0
000وفي النهايه توصلت جميع الاطراف الى صيغه مقبوله من اجل مصلحة لبنان وهي كالتالي
( يتخلى المسلمين عن طلب الوحده العربيه مقابل تخلي المسيحيين عن طلب الضمانه الاجنبيه لاستقلال لبنان )
000فعرفت هذه التسويه في التاريخ اللبناني بأسم ( الميثاق الوطني)
الذي لخصه رياض الصلح في بيانه الوزاري الشهير عام 1943م بقوله : ان اخواننا في الاقطار العربيه لا يريدون للبنان الا ما يريده ابناءه الاباه00فنحن لا نريده للاستعمار مستقرا وهم لا يريدونه للاستعمار اليهم ممرا0 فنحن وهم اذن نريده وطنا عزيزا مستقلا سيدا حرا0



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في الاعلام العربي
- تركيا العلمانيه المسلمه والاتحاد الاوروبي
- الولايات المتحده الامريكيه وقانون مناهظة الشيوعيه
- عروبة المقاومه الفلسطينيه والتصدي لاسرائيل
- فلسطين والدوله الثمانيه
- امريكا دركي النظام العالمي الجديد
- القياده الفلسطينيه.. ومسؤولية اسرائيل لحل مشكلة السلام بين ا ...
- وحدة الشعب الفلسطيني
- الاتحاد السوفييتي .....والعالم العربي
- مشكلة العرب
- حواء...والتفاحه


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تيسير خروب - الهويه اللبنانيه عبر التاريخ