|
حكي شباط
عودة وهيب
الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 06:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لحكايات شباط صدى موجع في ذاكرة العراقيين ، فقبل ان يتحول شهر شباط الى السياسة كان برده وجعجعة رعودة ليس الأ تبجّحا وتقلبا بالمزاج . فرغم ( انه ) يدرك ان ايّامه معدودة وان (حكومته) مؤقتة وان انقلاب اذار الربيعي سيقصيه عن بيوت الفقراء المرتجفة بردا ، الا انه يصر على انه ممثل الشتاء الأوحد بدلالة تسمية الناس لعشرة من ايامه ب( الأزرق) نتيجة لما يتركه برده من ازرقاق على ابدان العراقيين . غير ان العراقيين ورغم( محن) شباط القاسية ظلوا دائما متفائلين لأيمانهم بحتمية قدوم آذار (مكثر الأمطار) وشقيقه نيسان (محطم الأوثان) ، وظلوا كذلك يسخرون من هذا الشهر المتقلّب بقولتهم الشهيرة ( حكي شباط ليس عليه ربّاط ) اي لايؤخذ بكلامه. وعندما تحول شباط الى السياسة عام 1963 انتج لهم مجزرة دموية لازالت ذاكرتهم دامية بها. ورغم ان عدة اشهر تفصل بين شباط القادم وبين مزادات التصريحات (الشعلانية) ألا ان هذه التصريحات اتسمت بطابع الحكي الشباطي الذي لايدع احدا يصدقها ، فتارة نراه يهاجم قادة الأحزاب الأسلامية الشيعية العراقية وبعدها بايام يكلف الناطق الرسمي لوزارة الدفاع بانكار هذه التصريحات ، ثم نسمع ثالثة ان الشعلان ضد اجتثاث فكر البعث لأنه ليس فكرا هداما، ويلمح الى اجتثاث افكار هدامة اخرى ( حقيقية الهدم) طرأت على الأسلام !!( من هي ؟ لايعلمها الا الله والراسخون في الشعلانية) . وهكذا وبعد ان دافع عن حملة فكر شباط وحلبجة والمقابر الجماعية واعتبرافكارهم افكارا بنّاءة فانه اصبح شباطيا اكثر من الشباطيين انفسهم ، ولم يعد ثمة مجال لتصديق تكذيب جديد( يدلي به احد اعوانه) ليبرؤه من هذه التهمة التي كانت تطارده في (لندن) رغم اعلانه بهربه من العراق عن قطع خيط الود بينه وبين افكار البعث . ولان حكيه كحكي شباط فأنه لم يدرك ان الديمقراطية الحقيقية لاتعرف معنى( ألأفكار الهدامة) حتى تحجر عليها او تحاربها قتلا او اجتثاثا، فكل الأفكار( حتى المتطرفة منها )، من وجهة نظر الديمقراطية، لها حق العيش مازالت مجرد افكار ولايسعى حاملوها الى تطبيقها بالقوة او ارغام الناس على اعتناقها ، وان مسألة اجتثاث البعث لاتتعلق بالافكار البعثية كافكار مجردة تحتويها كتب بعثية، بل تتعلق بسلوك حاملي هذه الفكار وخطورتهم على الوضع الطري في العراق ، فلا احد يسعى ( كما توهم الشعلان) الى طرد افكار البعث واجتثاثها من رؤس البعثيين ، وما لهذه الغاية نطالب باجتثاث البعث ، بل لأن البعثيين( كمجموعة سياسية ) وبحكم تسلطهم الطويل على العراق وبما يملكونه من ثروات طائلة نهبوها من اموال العراقيين فانهم يملكون امكانية كبيرة لعرقلة بناء دولة ديمقراطية في العراق. فالقضية ياسيدي تتعلق بالمطالبة بمنع حزب البعث ( وليس افكار البعث) من ممارسة اي نشاط سياسي الى ان يكبر وليد الديمقراطية وتستقر مؤسسات الدولة العراقية وعندها فان الجميع سيرحبون بعودة حزب البعث الى الساحة العراقية لاحبا به بل ليروه حجمه الحقيقي الذي يستحقه من العراقيين بسمعته وبنضاله لابالاساليب المعروفة التي استخدمها ايام حكمه الأسود لأرغام العراقيين على الصلاة في معابده . وأرجو ان لا اشط عن الحقيقة حين اقول لك ان فكرالبعث هو فكر ( لملوم) من عدة اتجاهات فكرية عالمية، ولم يخترع لنا عفلق او سواه من ( منظري) البعث أية فكرة جديدة. فاشتراكية البعث هي نقل مشوه عن الأشتراكية الدولية، ومقوله الأشتراكية العربية تعبر عن غباء فكري واضح، فليس هناك( في الفكر الأشتراكي) اشتراكية عربية واخرى فرنسية ،بل هناك طرق محلية للأشتراكية .اما فكرة القومية فقد سبق (بسمارك) الجميع اليها، وليس للبعث فلسفة واضحة( مادية او مثالية او مدرحية) وليس ل(منظريه) اي كتابات فلسفية، وبالتالي لم يرفد البعث الثقافة العربية بأي اضافة على الصعيد النظري، اما على الصعيد العملي فلا يمكن تمييز عمل حزب البعث عن عمل عصابات المافيا التي لاتفكر بشيء خارج مصالحها، وقد اثبتت تجاربنا مع البعث بان الوصول الى السلطة لدى البعثيين هي غاية بذاتها ولذاتها، وحتى لو ادى وصولهم الى السلطة الى تدمير الوطن وقتل آلاف العراقيين فان هذا الثمن لم ولن يثنيهم عن الأستيلاء على السلطة كما حدث في انقلابيهم الأول والثاني وكما يحصل الأن ، وهذا يقع ضمن الأسباب الداعية الى اجتثاث حزب البعث ( وليس فكر البعث) لأن وجود هذا الحزب ألأن يعرّض وجود العراقيين الى الخطر. اما عن تصنيف البعثيين بين صداميين وغير صداميين فهو، وان صدق، يتعارض مع مصلحة الشعب العراقي، الأن، لأنه سيكون وسيلة لتسلل البعثيين الى المراكز الحساسة كما هوحاصل فعلا بما يحمله ( هذا التسلل) من مخاطر جمّة على أمن الشعب العراقي. [email protected]
#عودة_وهيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلم الأمريكي
-
عبادة حقوق الأنسان
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|