يوميات من هافانا3

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 20:09
المحور: سيرة ذاتية
    

الوطن او الموت

لم اقرأ ولم اسمع ولم التق الى الآن بشعب آخر اكثر وطنية من الشعب الكوبي، الذي يجمع كل الحب لوطنه اولا واخيرا، ومن ثم تاتي بقية المفاهيم ، لذلك كان شعارهم وسيبقى patria o muerte "الوطن او الموت" ليس مجرد شعار يرفعونه في التظاهرات الاسبوعية بوجه الحصار المستمر على الجزيرة، بل يتعداه الى اكثر من ذلك وليصبح طريقة عيش وتفكير ونضال.
والوطن بمفهومهم هو الكرامة والسيادة قبل كل شيء... واعتداده بكرامته الانسان الكوبي لا حد له.
شعب لا يرضی بالقليل، بل يناضل ويناضل، ليس من اجله فقط بل من اجل الاخرين، فهو لا يسكت عن ضيم يصيب اي بلد او شعب، لذلك نجده يؤازر الشعوب المضطهدة، بل ويفتح بيته لاستقبال من يعانون القهر والظلم، غير مكتفي دائما يسعی للافضل، علما ان الامور المادية قلما تعنيه بل "اصرف مافي الجيب ياتي ما في الغيب" لانهم شعب يعيش اللحظة وقلما يهمه ما سياتي لاحقا.
ويتجلى حبهم لبلدهم في محبهم لبعضهم البعض ، حتى مايلفتني هذا التآزر والتضامن بين الشعب بوجه الغريب الذي يمكن ان يشكل لهم تهديدا، حتى ليبدو كأنهم عائلة واحدة . لذلك من الصعوبة اختراقهم او محاولة تفرقتهم ، بالرغم من انهم يحبون الغرباء والزوار والسياح ويرحبون بهم احسن ترحيب ، لكن ذلك يبقی ضمن حدود اللياقة وحسن الضيافة ليس اكثر. فمن المخجل ان يتزوج ابناء الوطن من الاجانب ، فالشاب الكوبي الذي يتزوج من اجنبية غالبا ما يشعر بالسخرية من اهله واصحابه ، بل هو قد يشعر بالعار ايضا وكذلك الفتاة الكوبية التي تتزوج من اجنبي و كثيرا ما تواجه بالنقد واللوم. انهم يعشقون ارضهم، وبحرهم وسمائهم، وهم شعب في قرارة اعماقهم شعب مناضل و"نمرود". لكنه بكل الاحوال شعب يحب الفرح يرقص في كل المناسبات وبدون مناسبات، يغنون، يعزفون الموسيقی، ويترنحون طربا، في كل الاوقات، ليس هناك مطرح للهم او للحزن، انما لحظات الفرح هي التي تبقی، لذلك مثلا لا يكبرون مشاكلهم ام يعظمونها بل علی العكس، يحلونها بالضحك والاستخفاف.
الوطن او الموت، الكوبيين يشعرون بالفخر ببلدهم، وهم فعلا جميعهم جنودا للدفاع عنه ، وعبر التاريخ تم برهان هذا الامر ، ذلك ان اعتی القوی لم تستطع ان تنال من كوبا الا الخسارة.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات