أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جلال - أدب نجيب محفوظ وأدب الشحات السلفي















المزيد.....

أدب نجيب محفوظ وأدب الشحات السلفي


محمود جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 01:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع انه يعيش على ارضها ويشرب من نيلها ولحم أكتافه من خيرها , الا انه فجأة رآها لا تصلح مكانا مناسبا لاقامته او تتمشى بوضعها الحالي او وضعه المستجد - لو كان نجح في الانتخابات - مع سمو مقامه وعظيم شأنه , فأعاد تقييمها حضارة وشعبا وتاريخا واعلاما , فوصف الحضارة الفرعونية بأنها عفنة , وأدب نجيب محفوظ بانه ادب دعارة , ووصف الديمقراطية بأنها ليست فقط حراما بل كفرا , لكن لما تبين له انه قد تصل به الى البرلمان ركبها واعتبرها من الواجبات والمستحبات ايضا الا انها مع ذلك أوقعته من على ظهرها كما يوقع الحصان رجل الكاوبوي من على ظهره بعد ان يتلاعب به امام الناخبين أقصد أمام الجمهور.
تمنيت لو اعرف كيف يفكر هؤلاء , وكيف يرون نظرة الناس اليهم وهم يطعنوهم في عقيدتهم وثقافتهم ويسفهون رموزهم وقوانينهم وحضارتهم التي يفاخرون الناس بها , نعم هناك من يكره الآخرين ويكره الدنيا ومافيها ويكره حتى نفسه , لكن لم اعرف ابدا من يكره نفسه ودينه ويحتقرهما الى هذا الحد , اذا كانت الديمقراطية كفر كما قلت فلماذا لا تثبتوا على رايكم - ولكم منا كل احترام - بدلا من ان تعودوا فتمارسوها وترشحون انفسكم للانتخابات وتنتظرون راي الشعب فيكم وحكم الاغلبية عليكم سيكون عليكم أم معكم , يختاروكم أو يرفضوكم , وهل هذه الا الديمقراطية بعينيها ؟
وكيف تكون الحضارة الفرعونية عفنة وقذرة واصغر عيّل فيك يا مصر يعلم ان سيدنا يوسف لجأ الى هذه الحضارة يوما ما واكرمه اخناتون حاكم مصر وجعله أمينا على خزائنها ثم ارسل فأحضر ابويه الى مصر ولم يذهب هو اليهما واعتبر ذلك تكريما من الله تعالى وتشريف لمصر واهلها ( وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) فحياة الحضر في مصر في كنف اخناتون افضل من حياة البدو التي كان فيها نبي الله ايوب هكذا يقول الله تعالى , ومن بعده سيدنا موسى ثم سيدنا عيسى وغيرهم عليهم السلام , هذه هي مصر وهذه هي حضارتنا , هذا الى جانب ما ادهشت به العالم من سبق واعجاز في كل العلوم كالطب والهندسة والفلك و.. فضلا عن انهم عرفوا التوحيد قبل بعثة الانبياء والمرسلين وفطنوا ان لهذا الكون خالق واحد وان اليه المعاد وكانوا ياخذون حليهم ومجوهراتهم معهم في قبورهم ليقينهم ان هناك حياة اخرى ممتدة بعد الموت .
أما أدب نجيب محفوظ الذي تحتفل مصر هذه الايام بمائة عام على مولده وافردت له وسائل الاعلام ومراكز الثقافة الندوات لتعرف الاجيال الجديدة بكتابات ومؤلفات هذا الرجل العبقري وتعيد عرض افلامه التي طالما استمتعنا بها وجلسنا امامها طويلا وهي تحكي لنا عن مصر القديمة , مصر الفاطمية , مصر الحسين والسيدة , مصر الازهر والغورية , عندما كانت البلاد مستقرة والحياة جميلة والناس راقية ومهذبة تنتقي بعناية الفاظها وكلماتها كما تنتقي ملابسها وأزيائها وكانت مصر اجمل بلاد العالم , عندما كانت مدار معيشة الناس وحياتهم ومناسباتهم وافراحهم وحوائجهم وكل حركة في حياتهم ترتبط بأهل بيت رسول الله وتقضى عند أعتابهم , ربما راع شيوخ السلفية مشهد الفنانة أمينة رزق وهي تقول لزوجها سي السيد عبد الجواد ( اصل سيدنا الحسين ناداني يا سي السيد فلبيت الندا ), وربما أوجعتهم كلمات وجدي العربي لأبيه لما طرد أمه ( أصل جيت اسوق عليك سيدنا الحسين علشان ترجع أمي , فيرد عليه الوالد متعجبا : قد كده في عمار بينك وبين الحسين ) هذا ما آلمكم يا مشايخ الوهابية ونخور السوس في آذانكم , هذا ما لا تطيقون سماعه ولا بقائه في مصر , لا العوالم ولا الراقصات وما تسمونه ادب الدعارة , فالدعارة والفساد والانحطاط والانحلال لم تعرفهم مصر الا بعد ان ادخلتم اليها هذا المسخ الديني المسمى الفقه الوهابي التكفيري البغيض الذي شاعت بسببه الكراهية والعداوة بين ابناء مصر وراح ضحيته عشرات الابرياء من الشرطة والشعب ورئيس الجمهورية جزاء فتاواكم التكفيرية المظلمة وتسبب في تطبيق قانون الطوارئ علينا اكثر من ثلاثين سنة اعادت مصر قرون الى الوراء ومكن منها العملاء والخونة والصهاينة والامريكان فنهبوا اموالها وثرواتها وبترولها وأنتم تنظرون وتحرمون الخروج على عميلهم ورجلهم بدعوى عدم شرعية الخروج على الحاكم وان كان ظالما فاجرا , وبالطبع حمد هو هذا لكم فرفعكم على كتفيه وظلل عليكم جناحيه فكانت لكم فضائياتكم ومعاهدكم ومدارسكم ومستشفياتكم و... باختصار كانت لكم دولتكم الخاصة بكم من دون الناس جزاءا وفاقا لما قدمتموه للمتهتك المخلوع الذي اسقطه زمرة من الشباب والفتيات الاحرار الشرفاء .
روايات نجيب محفوظ كان لها دور كبير في تعريف الشباب بتاريخ بلادهم ومعالمها والعادات والتقاليد التي كانت خلال فترات لم يشهدوها او يقرأوا عنها في كتب التاريخ مثل فترة المقاومة ضد الاحتلال الانجليزي التي شارك فيها الشعب بكل طوائفه عمال وفلاحين وموظفين وطلاب رجال وسيدات , بينما لم نعرف لكم تواجدا في مثل هذه الميادين قديما او حديثا , سواء احتل الانجليز مصر او احتل الصهاينة بلاد المسلمين , فها هي فلسطين تحت اقدام اليهود لاكثر من 60 عاما وهاهو الاقصى يوشك ان يهدموه ليبنوا مكانه هيكلهم دون ان تحركوا ساكنا رغم ان الله قد فرض عليكم كما اجمع العلماء ( أنه عندما يدخل العدو بلداً مسلما , يصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم حتى تتحرر الأرض المسلمة , لا فرق بين رجل وامرأة ولا بين شيخ وطفل .. وتخرج المرأة بغير إذن زوجها والولد بغير إذن أبيه والمرؤوس بغير إذن رئيسه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) لكن لا انتم خرجتم ولا زوجاتكم اللاتي أعطاهن الله الحق ان يخرجن بغير اذنكم لتحرير بلاد المسلمين والدفاع عن مقدساتها خرجن, أما حريم مصر الجدع فكن يخرجن من شارع محمد علي على حناطير او على الاقدام حتى يقفن في مواجهة جنود الاحتلال وهن يهتفن في وجوههم ( تعيش مصر حرة مستقلة ) لان اي منهن كانت تعيش حرة مستقلة , هؤلاء الفنانات والراقصات اللاتي تسمونهن عوالم كن يخرجن لاداء الواجب الوطني عليهن كما هو على كل مصري ومصرية عندما احتل الانجليز ارض مصر, روى كثير من المؤرخين عن هذه الحقبة الهامة من تاريخ مصر ومنهم العلامة الكبير توداري الذي سجل هذه المشاهد كما رآها وصورها في كتبه ..
قال توداري : كان لهؤلاء الفنانات مواقف مشهوده في ثورة الشعب ضد الوجود الانجليزي بمصر وكان مسيراتهم لا تقل عنفا وقوة عن مسيرات غيرهن من فئات الشعب , يحكى انه عندما تصدى لهن عسكر الانجليز في احدى المظاهرات في حي عابدين وقام احد الجنود بسبهن والاستهزاء بهن , نزلن من العربات والحناطير اللاتي كن يستقلنها واتجهن اليهم وقد سحبت كل منهن المانتوفلي من قدمها وانهالوا عليهم ضربا وهن يقذفوهم بأقذع الالفاظ , كان العسكري الانجليزي منهم يرتدي قبعه معدنيه مستديرة تشبه السلطانية لتقيه حر الشمس , فقالت له احداهن مستنكره :
إيه يا منيّل اللى انت حطه على دماغك ده , خايفة من الشمس يا بيضا ؟ وهجمت عليه وأقسمت الا تتركه الا بعد ان تنزع عنه هذه السلطانيه
كانت لهن ايضا مواقف معروفه في استدراج عسكر الانجليز الى الكمائن التي أعدها الفدائيون لينكلوا بهم وكثيرا ما صمدن اما تعذيب جنود الاحتلال لهن في اقسام الشرطة ليقروا على الفدائيين واماكن تجمعهم ولكنهن أظهرهن ثباتا وجرأة غير مسبوقة .
قال توداري : بعد احدى العمليات التي استطاع فيها الاستاذ احمد بكر الموظف بديوان الثقافة التنسيق مع المغنية فتحية لاستدراج احد عساكر الانجليز الى خارج الملهى الذي كانت تعمل فيه وقتله في حاره مظلمه مجاوره للملهى , وما ان ابتعدا الاثنان عن مكان الحادث حتى دوت صفارات عساكر الشرطة في المنطقة بعد اكتشافهم الحادث , خلع الاستاذ احمد جاكت البدلة ووضعه على كتف فتحية واسرع بها من حاره الى حاره ومن زقاق الى زقاق يتوارون من الاعين وهم يتعثرون في الاحجار والمطبات تطاردهما دوي صفارات الانذار حتى اوصلها الى بيتها في المغربلين وسلم عليها وهم بالانصراف وهو لا يدري كيف سيجتاز كمائن البوليس وعساكر الدورية المنتشرة في المنطقة
فقالت له فتحية : ما تيجي يا سي احمد تبات عندي الليلة , انا خايفة يطلعولك في السكة يا خويا ويقبضوا عليك , دا انا حتى عاملة دقيّة بامية تستاهل بقك
فقال لها احمد : بعدين يا توحة مش وقته
ابتسمت قتحية وسبلت له عينيها وهي تطرقع في الهواء باصابع يديها وقالت له :
يوه يا سي احمد ساعة لقلبك وساعة لشعبك
كانت ملحمة رائعة لم تعرف مصر لها مثيل في عنفوانها وجمالها ورشاقتها ايضا, لكن السؤال اين كان الدين من هذا كله ؟
قال توداري : كان الدين موجودا ومحركا بل كان هو الدافع الاول للثورة لكن مفهوم الدين وقتها كان يختلف عن اليوم , كان الشعب يفهم الدين على انه الوطن والمواطنة والحرية والعدل والمساواة والعزة والكرامة , لا كما تفهمونه انتم اليوم طقوس عبادات وأدعية واذكار تؤدونها مطمئنين واثقين من الجنة وان سرقوا اموالكم ونهبوا ثروات بلادكم امام اعينكم .
اذن فكيف وصل الناس الى هذا الوضع المهين الذي لم تعرفه مصر من قبل ؟
قال توداري : السبب هم هؤلاء الكهنة والاحبار الذين يسميهم الناس فقهاء وعلماء وما يلقونه للناس كل يوم على انه دين الله وهو في الواقع دين تخديري وضعه المجرمون اعوان السلاطين , فهو دين تبريري يبرر لهم ام تسلط هؤلاء الحكام عليهم بسبب انحراف عقائدهم وفساد ضمائرهم وعدم تمسكهم باحكام الدين وفرائضه , وانهم لو اصلحوا من انفسهم واتقوا اله حق تقاته لفتح عليهم خزائن رحمته ولغفر لهم ذنوبهم ولو كانت مثل زبد البحر



#محمود_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان عن لبنان وتدعو الى توق ...
- دول عربية واسلامية ترحب بتوقف العدوان على لبنان وتدعو لوقفه ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جلال - أدب نجيب محفوظ وأدب الشحات السلفي