أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الزكريتي - المتباكون على -العدل و الإحسان-














المزيد.....

المتباكون على -العدل و الإحسان-


خالد الزكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 22:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المتباكون على "العدل و الإحسان"

يبدوا أن زواج المتعة الذي جمع اليسار الإصلاحي و اليمين الظلامي مع بعض الوجوه الثورية في إطار حركة "20فبراير" بالمغرب قد وصل إلى نهايته الطبيعية و هي "الهجر"، فلم تعد تلك الشعارات الوحدوية تتردد كثيرا هذه الأيام و حلت محلها شعارات التخوين، و الإتهامات المتبادلة بين أطراف هذه الحركة حول من يتحمل المسؤولية في إيصال هاته الحركة إلى النفق المسدود، إنها النهاية الطبيعية لوحدة هلامية ليس بين أطرافها أي جامع غير كلمة "إسقاط"، و عندما لم تفلح في إسقاط أي شيئ تريد الآن إسقاط نفسها، وهنا يطرح السؤال الأهم ،ما الذي تغير منذ 20 فبراير إلى الآن؟ و بصورة أدق على ماذا تحالفت هذه الأطراف و تغير الآن لينفض هذا التحالف؟ طبعا لا شيئ تغير في الواقع الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي للكادحين بهذا البلد، مما يجعل من مبدأ الإنتهازية المحدد الرئيسي لهذا التحالف و لا شيئ آخر.
مناسبة هذا الحديث هو النقاش الدائر منذ حوالي شهر حول إنسحاب جماعة "العدل و الإحسان" من حركة 20 فبراير،خصوصا بمدينة طنجة التي ياما أعتبرت معقلا لهذه الحركة و نموذجا ناجحا لهذا التحالف،هل فعلا إنسحبت جماعة العدل و الإحسان من الحركة ؟سؤال طرح علي في أكثر من مدينة و من طرف مناضلين ينتمون لتيارات مختلفة قاسمهم المشترك أنهم كلهم يناضلون من داخل هذه الحركة،فهل هو الخوف من إنكشاف حجم هؤلاء الرفاق وسط هذه الحركة في حالة إنسحاب العدلاويين؟ نعم هذا معطى واضح تأكده المعطيات الميدانية و لا تستطيع تفنيد الشعارات الشعبوية الفارغة من قبيل أن الحركة هي حركة الشعب المغربي و ليست حركة تيار معين التي يتقنها الكثير من الشعبويين ببلادنا،و إلا فلماذا هذا التباكي على غياب العدل و الإحسان عن مسيرات الحركة في بعض المدن الرئيسية، أتذكر هنا يوم 27 فبراير عندما دعت الحركة بطنجة لمسيرة ثم تم إلغاءها من طرف تنسيقية الدعم و في دردشة مع أحد مناضلي حزب "النهج الديمقراطي" أكد أنهم من داخل الحزب أصيبوا بخيبة أمل من موقف العدلاويين الداعم لقرار إلغاء المسيرة و أنهم كانوا يعولون عليها لتجسيد الشكل النضالي الذي دعوا إليه من خلال الرهان على كم "الإخوان"، أما هم في الحزب فيعرفون حجمهم الحقيقي جيدا و لا يستطيعوا تجسيد الخطوة النضالية بالرغم من تسجيل تحفظهم على قرار الإلغاء، هذا هو المنطق المتحكم في موقف هؤلاء اليساريين في التحالف مع الظلاميين، أليست هذه عين الإنتهازية؟
نموذج آخر يثبت أن الرفاق الفبرايريين غير قادرين على تجسيد القرارات التي يخرجون بها دون حضور العدلاويين، وهو ما حصل يوم 04 دجنبر بمدينة طنجة ،فالقرار الذي إتخذته الحركة كان هو إقتحام الساحة المطوقة ، إلا أنه بعد أن تبين "للرفاق" غياب حلفاءهم تراجعوا عن الخطوة و برروها بأن هذه المسيرة هي فقط تعبوية،وبدأ التباكي و الحسرة و توجيه اللوم للعدلاويين على غيابهم، و جاء رد هؤلاء صريحا ، من يريد أن يقتحم الساحة فليقتحمها و ليتحمل مسؤوليته، ليتبن أن اليسار الفبرايري غير قادر على تنظيم وقفة إحتجاجية و بالأحرى إقتحام الساحة.
كل هذه المعطيات التي سقناها تأكد أن الرفاق أخطأو العنوان، و ان رهانهم كان خاسرا منذ البداية ، و بالتالي يتحتم عليهم الآن تصحيح جطأهم السياسي قبل أن يأتي وقت يصبح معه التصحيح لا جدوى له، و يصبح هذا الخطأ عاملا مساعدا في إقبار الحركة الإحتجاجية، ويكرس فكرة الإستثناء المغربي،و يصاب الكادحون المغاربة مرة أخرى بخيبة أمل في طليعتهم لن يكون من السهل الخروج منها.
إن المهام الحقيقية المطروحة على عاتق اليساريين في المرحلة هي العمل على تأسيس جبهة يسارية واضحة في منطلقاتها و أهدافها و لن نمل من تجديد نداءنا هذا،لأن المرحلة تتطلب التدقيق في الشعارات و المطالب المرفوعة خصوصا بعد أن إنتهج النظام سياسة الهروب إلى الأمام من خلال مبادراته السياسية( التعديلات الدستورية، الإنتخابات البرلمانية..)،مع الأخذ بعين الإعتبار ما يدور في محيطنا والإستفادة من دروسه،يجب أن نقول للمواطنين ماذا نريد بدقة،يجب علينا أن نوضح لهم على ماذا يناضلون و يحتجون و أن نشرح لهم الأسباب الحقيقية المنتجة للأوضاع التي يعيشونها و أن لا نساهم في تكريس الضبابية في صفوفهم، فسياسة خلط الأوراق الى حين، لن تساهم إلا في إعادة إنتاج نفس الأوضاع،فالشعارات الفضفاضة من قبيل "إسقاط الفساد و الإستبداد" لا معنى لها خارج الرغبة في الحفاظ على وحدة لا وجود لها من الأساس.
ليس المهم هو الوعاء الذي سيجمع هذه الجبهة اليسارية المنشودة إن كان "20 فبراير" أو شيئ آخر ،بل المهم هو البرنامج النضالي ، وهذا ما قلناه منذ البداية و أثبتت الأحداث و الوقائع صحته، إلا أن رهان الكم الذي تحدثنا عنه لم يسمح للعديد من المناضلين اليساريين فهم محتواه، أما الان وقد اتضحت الصورة بشكل أدق يجب على المناضلين اليساريين أن يعيدوا قرائتهم للمشهد و أن يتحلوا في هذه القراءة بروح المسؤولية،و أن يستحضروا مصالح الكادحين في التحرر و الإنعتاق الفعليين، وتكون مهمتهم هي تحديد آليات السير في هذا المسار.



#خالد_الزكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول ما جاء في حوار حسن أحراث
- أي آفاق للحركة الاحتجاجية التقدمية بالمغرب


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الزكريتي - المتباكون على -العدل و الإحسان-