سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 16:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لسنا بحاجة إلى تدخل أمريكي وتدمير وقصف وقتل ، فلدينا من يتكفل بذلك ؛ جيشنا العقائدي( حماة الديار) وأجهزته الأمنية.
لسنا بحاجة إلى أبو غريب فلدينا ألف أبو غريب ..
لسنا بحاجة إلى بلاك ووتر فلدينا أبشع من بلاك ووتر..
فلماذا تطلبون التدخل الأمريكي أو الغربي..إذاً.؟
النظام تكفل بكل ما يمكن أن يحدث ؛ حواجز تفتيش... تقطيع أوصال البلاد ... قطع المواد التموينية... قطع المحروقات ... الأدوية ... اعتقالات .. تعذيب وقتل أطفال .. تشريد .. نهب .. اغتصاب....
بل لدينا ما لم ترتكبه قوات التحالف في العراق... حتى قتل الحمير...
مطاردة الناشطين وًكل من أعلن موقفا لا يروقهم حتى خارج البلاد .. اغتيالات وخطف خارج الحدود .طاردو الأقلام وقطعوا الحناجر وكسروا أصابع الرسام .. طاردوا الألحان ما وراء البحار.. أصدروا مذكرات بحث وضبط وإحضار بحق ابن رشد وابن عربي وأبي ذر.. أصدروا أمرهم بقتل أبي قراط واعتبروا قَسَمَهُ تحريضاً ومؤامرة وأجندة خارجية وتعاملاً مع أطراف خارجية لوهن لنفسية الأمة المحاربة وإضعاف شعورها القومي .
لكن ... لو قارنا الثمن الذي دفعه الشعب السوري منذ أربعين عاماً من نهب وقتل وتشريد ومجازر وسرقة مقدرات البلد ، وما يدفعه الآن ، وما سيدفعه في حال لم تقم الثورة ، واستمر حكم التشبيح الممانع حتى حافظ السادس عشر ، فسيكون أقل بكثير مما سيدفعه هذا الشعب المظلوم في حال وقع تدخل عسكري أيا كان شكله.
هل قدَرُ شعبنا في سوريا وغيره من أبناء هذه الأمة (خير أمة أخرجت للناس) أن ترزح تحت نير سلاطين وممالك وجمهوريات وأمارات لا هم لحكامها إلا إبقاء الحال على ما هو عليه متجاهلين أن أيام الإبل والخيام انقضت ، وأن فقهاء السلاطين لم يعد لهم سوق في عصر الحقيقة والحريات ، وأن أيام الإقطاعي الذي كان يشتري الأرض بما عليها من حجر وبشر قد ولت ، وأن البلاد لم تعد ذلك القفر الذي يعيش بعيداً عن العالم .؟
الم يفهم هؤلاء الذين يلبسون الياقات والبذلات السموكن أنهم لن يستطيعوا خداع الشعوب ، وأن المظهر لم يعد يخدع عن المخبر ؟. هؤلاء الدونكيشوتيون المستبدون يخشون أن يقتنعوا بأن زمانهم ولّى وأن أنظمتهم قد فقدت الصلاحية والتي لم تكن أصلاً صالحة للتعامل الآدمي .
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟