الاء حامد
الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 21:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لو كان لهم مؤيدون لما هربوا من ديالى بعد إعلانها إقليم.
سبق وان طرحت سلسلة من مقالات تناولت جانبا منها الشكل الفيدرالي للدولة وقد نشرتها بأغلب المواقع الرسمية وتحدثت بصراحة عن هنالك خطأ واضح حصل في صياغة دستور عام 2005 الذي تبنى الشكل الفيدرالي للدولة وقد نصت المادة الأولى منه على ان جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق . بينما أكدت المادة (117) على ان هذا الدستور سوف يقر عند نفاذه إقليم كردستان وسلطاته القائمة اقليما اتحاديا مستقلا , وبهذا النص يكون جزء من العراق قد حصل على نوع من الاستقلالية على أسس قومية . مما يطرح سؤالا ملحا حول إمكانية تكون إقليم او أكثر على أسس طائفيه ؟ ثم كيف سيضمن الدستور وحدة العراق وهو من أعطى الضوء الأخضر للسماح بتشكل الأقاليم المستقلة ؟
الكل يدرك كيف كانت المرحلة التي تم بها إعداد الدستور وكتابته , وما هي الأجواء التي كان يمر بها العراق حينذاك؟ لا نريد ان نقف طويلا بهذه النقطة رغم ما تحمله من تبعات وإبعاد واضحة ساهمت بدورها بلورة هذا الاتجاه الداعم لفكرة الأقاليم فالشعب قد صوت على الدستور ومنحه شرعية التنفيذ والتطبيق وهو ألان وحدة يتحمل وزر ما ارتكبته أياديه من حماقة دون وعي تام ومدرك للحق الذي منحه للدستور وصوت عليه وهو لا يعلم إن في طياته قنابل موقوتة ستنفجر في يوما ما لتحرق الأخضر واليابس معا.
ما حصل من إعلان محافظة ديالى إقليما مستقلا نتيجة جهل أعضائها بالدستور والقانون وإلا كيف نسمي ذلك إعلانا ؟ كان من المفترض ان يسمى ذلك طلبا لان فكرة إنشاء إقليم تمر بسلسة من الإجراءات القانونية والدستورية وأخرها الاستفتاء الشعبي. لو كان عمل أعضاء مجلس المحافظة هذا" ينم عن مصلحة وطنيه بحته وإنهم يحضون بتأييد الناس لهم لما هربوا وتركوا مكاتبهم بعد الإعلان؟ . أليس الأحرى بهم مواجهة الناس وتوضيح المعطيات الإستراتيجية لهذا المشروع مع البرنامج الذي أعد لهكذا موضوع خطير لتخفيف من حدة هواجس الناس ومخاوفهم الرافضة لفكرة الأقاليم الذي تظاهروا بكافة مدن ديالى.
انا اعتقد ان فكرة إنشاء أقاليم سنيه مجاورة لإقليم كردستان بالوقت الحاضر لها إبعاد إقليميه وقوميه وتدار من قبل لوبي عربي تركي لإجهاض الحكم الشيعي في بغداد اولا وثانيا القضاء على الطموحات الكردية , والأكراد عندما صوتوا مع العراقية لصالح إنشاء هذا إقليم وقعوا في الفخ من حيث لا يحتسبون معولين على استقطاع ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها وضمها لإقليم كردستان بغية توسيعه . الا انهم سيدفعون الثمن غاليا عندما يحدث الاقتتال بينهم وبين العرب فور تحقق هذا الهدف وهذا ما تعول عليه تركيا من اجل التدخل بالعراق بأحلام عثمانيه إسلاميه مجددا..
#الاء_حامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟