|
يوميات من هافانا 2
كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 17:03
المحور:
سيرة ذاتية
للشمس مذاق الفرح
اغمض عيني مستسلمة لشمس ساطعة ، حارقة ، واضحة يمكن ان تعيد الحياة الى شرايين عمري ، بعدما اختزنتني الساعات داخل مبنى الاذاعة المبرد حيث اعمل في راديو هافانا كوبا. عيوني مغمضتين اما الشمس ، وافكر يشغف الكوبيين للبرد ، واستعمالهم المفرط للمكيف ، حيث يمكن ان تبقى ابرة الحرارة فيه على العشرة او اقل ، ونفنورهم الدائم من الحر . في الطرقات اراهم يمشون وقمصانهم محسورة عن البطن الى الصدر ..فتبقى البطن مكشوفة لنسمة هواء عليلة ، تمنع عنهم الحر الخانق ، اما انا فاني احتاج الى الدفء ، ربما يذكرني باحبتي فالدفء عاطفة ايضا ولكن بطريقة اخرى . لا يبدو الجسد عند الكوبيين يأخذ نفس المفهوم كما لدينا بما نحمله من معاني العيب والحرام، بل هو يعتبر جميل، وكشفه لا يدل على الابتذال بقدر ما ينم عن الفتنة والسحر والطبيعية، وللتذكير فانهم عموما يتمتعون باجساد جميلة، لم يغزوها مرض السمنة. للحر في هافانا حكايته ، فهو يمكن ان يمتد الى الفصول الاربعة .. مما يجعل البشرة مصبوغة باللون النحاسي الذي يثير الاعجاب والجمال ، لكنها سرعان ما تتحول الى دبغات خصوصا على تلك البشرات الحساسة التي لم تتعود هذه الكمية الدافقة من الشمس. اعود الى غرفتي .. بعدما شحنتني الشمس بطاقة دافئة ، واردد في نفسي انه من الجميل ان يشعر المرء بالحب والدفء في ارض غير ارضه وفي وطن غير وطنه ، بل بين ناس يشعر انه يعرفهم منذ زمن طويل . اقبّل "فينا" حبيبة قلبية ، وهي العجوز الحبيبة التي اسكن عندها مع اختها "ميرسي" وزوجة اخيها المتوفي "ميرسيديتا" وابنها "ارنستو" واقول لفينا : الافضل ان لا يوجد هنا مكيف في هذا البيت ، تتعجب لامري ، فهي ايضا كانت تامل بواحد يستطيع كسر حرارة الجو الاستوائي .
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات من هافانا
-
زهرة الاوركيدة
-
متعة المراة
-
الحب والجد
-
هو لا يسمع وهي لا تفهم الخريطة
-
الملك السعيد
-
وسواس قهري
-
احوال واهية
-
تدريس اللغة العربية في اوروبا
-
وظيفة السرير
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|