أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نشوء وارتقاء الإنسان















المزيد.....

نشوء وارتقاء الإنسان


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن العدم المطلق غير قابل للوجود، فلو كانت الكائنات عدماً مطلقاً لما تحقق الوجود، ولما كان وجود ذات الاحدية اي الوجود الالهي ازلياً سرمدياً يعني لا أول له ولا اخر، فلابد وأن عالم الوجود يعني هذا الكون الذي لا يتناهى لم تكن ولن تكون له بداية.
نعم، قد يصح ويمكن أن يوجد جزء من اجزاء الممكنات أي جرم من الاجرام مثلاً، أو أن يتلاشى بينما بقية الاجرام اللامتناهية تظل موجودة. فعالم الوجود ابدي لا ينعدم، وحيث أن لكل جرم من هذه الاجرام بداية فلا بد له من نهاية، لأن كل تركيب سواء كان جزئياً أم كلياً لابد له من ان يتحلل، وغاية ما هنالك هو ان بعض المركبات سريع التحليل وبعضها بطئ التحليل، والا فلا يمكن ان يتركب شئ ولا يتحلل، اذاً يجب ان نعلم كيف كان كل موجود من الموجودات العظيمة في اول امره، ولا مرية انه في البدء كان الاصل واحداً ولا يمكن ان يكون اثنين لان مبدأ جميع الاعداد واحد لا اثنان، فالاثنان محتاجة إلى المبدأ، اذاً صار من المعلوم ان المادة في الاصل واحدة، وتلك المادة الواحدة تشكلت في كل عنصر بصور مختلفة، ولهذا ظهرت صور متنوعة، ولما ظهرت هذه الصور المتنوعة اخذ كل منها شكلاً خاصاً وصار عنصراً مستقلاً، ولم يتحقق استقلال العنصر ولم يتم تكوينه إلا بعد مدة مديدة، ثم ان هذه العناصر تركبت وترتبت وامتزجت بصور غير متناهية يعني ظهرت الكائنات التي لا تتناهى من تركيب وامتزاج هذه العناصر، وحصل هذا التركيب والترتيب بحكمة الله وقدرته القديمة بنظم طبيعي واحد.
ومن حيث انها تركبت وامتزجت بهذا النظم الطبيعي في كمال الاتقان ومطابقة للحكمة تحت قانون كلي، فمن الواضح انها ايجاد إلهي لا تركيب وترتيب تصافي، لان معنى الايجاد أن يوجد من كل تركيب كائن، اما من التركيب التصافي فلا يوجد اي كائن، مثلا: لو أن الانسان مع عقله وذكائه يجمع عناصر ويركبها فلا يمكن أن يوجد منها كائن حي، لانها اتت على غير النظم الطبيعي، وهذا جواب عن سؤال مقدر وهو من حيث ان هذه الكائنات حادثة من تركيب وامتزاج هذه العناصر فنحن أيضا نجمع هذه العناصر ونمزجها لايجاد كائن حي، فلو نتصور مثل هذا لكان هذا التصور خطأ، لان اصل هذا التركيب تركيب وامتزاج إلهي على نظم طبيعي، وبذلك يوجد كائن ويتحقق وجود، اما من التركيب البشري فلايحصل ثمر لأن البشر لايقدر على الايجاد، والخلاصة اننا قلنا قد ظهرت الصور والحقائق التي لا تتناهى والكائنات التي لا تنحصر من تركيب العناصر وامتزاجها وكيفيتها وتراكيبها وموازينها وتأثير بعضها على بعض.
اما هذه الكرة الارضية فمن الواضح انها لم تتكون دفعة واحدة على هيئتها الحاضرة، بل ان هذا الموجود الكلي اجتاز اطواراً مختلفة بالتدريج حتى بلغ هذا الكمال، والموجودات الكلية تقاس بالموجودات الجزئية وتطبق عليها، لان الموجود الكلي والموجود الجزئي كليهما تحت نظم طبيعي واحد وقانون كلي وترتيب الهي، مثلا: تجد الكائنات الذرية ينطبق عليها في النظام العام ماينطبق على اعظم الكائنات، فمن الواضح انها تكونت في مصنع قدرة واحدة على نظم طبيعي واحد وقانون عام واحد، فلهذا يقاس بعضها ببعض، مثلا: ان نطفة الانسان نشأت ونمت في رحم الام بالتدريج واخذت صوراً من اطوار مختلفة حتى وصلت إلى البلوغ في نهاية درجة من الجمال وتجلت بهيئة كاملة في نهاية الطافة، وعلى هذا المنوال بذر هذا الورد الذي نشاهده، فقد كان في بدايته شيئاً حقيراً في نهاية الصغر ثم نشأ ونما في بطن الارض ومر بصور مختلفة إلى أن تجلى بكمال الطراوة واللطافة في هذه الرتبة.
وكذلك من الواضح ان هذه الكرة الارضية تكونت في رحم العالم، ونشأت ونمت ومرت بصور وحالات مختلفة حتى وصلت بالتدريج إلى كمالها وزينت بمكونات غير متناهية وتجلت في نهاية الاتقان.
إذاً اتضح أن تلك المادة الاصلية التي هي بمنزلة النطفة كانت عناصرها مركبة ممتزجة امتزاجا اولياً، وهذا التركيب نشأ ونما بالتدريج في الاعصار والقرون، وانتقل من شكل وهيئة إلى شكل وهيئة اخرى حتى بلغ هذا الكمال والنظام والترتيب والاتقان بحكمة الله البالغة.
والآن فلنرجع إلى مسألة أن الانسان قد بدء الوجود ونشأ ونما تدريجياً في رحم الكرة الارضية كالنطفة في رحم الام وانتقل من صورة إلى صورة ومن هيئة إلى هيئة حتى تجلى بهذا الجمال والكمال وهذه القوى والاركان، ويقينا أنه ما كان في البداية بهذه اللطافة والجمال والكمال، بل وصل بالتدريج إلى هذه الهيئة والشمائل والحسن والملاحة كنطفة الانسان في رحم الام، ولا شك أن النطفة البشرية ما اخذت هذه الصورة دفعة واحدة وما كانت مظهر قوله تعالى: فتبارك الله احسن الخالقين. لهذا اخذت حالات متنوعة بالتدريج وظهرت في هيئات مختلفة حتى تجلت بهذه الشمائل وهذا الجمال والكمال والحسن واللطافة. إذاً صار من الواضح المبرهن أن نشوء الانسان ونموه على الكرة الارضية حتى بلغ هذا الكمال كان مطابقاً لنشوء الانسان ونموه في رحم الام بالتدريج وانتقاله من حال إلى حال ومن هيئة وصورة إلى هيئة وصورة اخرى، حيث أن هذا بمقتضى النظام العام والقانون الالهي الكلي، يعني، تمر نطفة الانسان بحالات مختلفة ودرجات متعددة حتى ينطبق عليها قوله تعالى:فتبارك الله احسن الخالقين،وتظهر فيها اثار الرشد والبلوغ.
وعلى هذا المنوال كان وجود الانسان على هذه الكرة الارضية من البدء حتى وصل إلى هذه الحال من الهيئة وجمال الاخلاق بعد أن مضت عليه مدة طويلة واجتاز درجات مختلفة، ولكنه من بدء وجوده كان نوعا ممتازا.
كذلك نطفة الانسان في رحم الام كانت في اول امرها بهيئة عجيبة، فانتقل هذا الهيكل من تركيب إلى تركيب ومن هيئة إلى هيئة ومن صورة إلى صورة حتى تجلت النطفة في نهاية الجمال والكمال، وحتى لما ان كانت في رحم الام وفي تلك الهيئة العجيبة التي تغاير تماماً ما هي عليه الآن من الشكل والشمائل فإنها كانت نطفة نوع ممتاز لا نطفة حيوان، وما تغيرت توعيتها وماهيتها أبداً، وعلى فرض تحقق وجود أثر لاعضاء تلاشت فإن هذا لا يكون دليلا ًعلى عدم استقلال النوع واصالته.
وغاية ما هنالك أن الهيئة والشمائل واللأعضاء الإنسانية قد ترقّت ولكنه كان نوعاً ممتازاً أيضاً، فقد كان إنساناً لا حيواناً، مثلا: لو انتقلت نطفة الإنسان في رحم الام من هيئة إلى هيئة بحيث لاتشابه الهيئة الاولى بأي حال فهل يكون هذا دليلاً على أن النوعية تغيرت بأن كانت في البداية حيواناً ثم نشأت اعضاؤها وترقت حتى صارت انسانا!! لا والله.
والخلاصة:ان هذه النظرية في غاية من الضعف، واهية الاساس لان اصالة نوع الانسان واستقلال ماهيته واضحة مشهودة . (مفاوضات عبدالبهاء)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوّر الإنسان
- نشأة وارتقاء الإنسان بين دارون والفاتيكان ورأي البهائية
- رؤية بهائية
- البهائية وموقفها من الفتنة والفساد
- ليست ردة ولكن يقين إلى الامام !
- مؤمنون يتبيَّنون المقصود وآخرون يتبعون الظاهر وخاتم النبيين
- حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين
- الوصايا العشر لصنع السلام في العالم
- الحياة فتنة وامتحان
- ذكرى مولد مظهر إلهي(مُرسل من الحضرة الإلهية) بدين جديد-بهاءا ...
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟2-2
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟1-2
- ومازلنا مع كتاب خاتم النبيين: الفضائل التي يتحلى بها قلب الإ ...
- ومع خاتم النبيين و إمتيازات الكلمة الإلهية وخلاقيتها
- وما زلنا مع كتاب خاتم النبيين والغاية الأولى لرسل الله أومهم ...
- ومن خاتم النبيين نتابع-الانتقال من لقب نبي في سورة 33 إلى رس ...
- استكمالاً مع خاتم النبيين و الفرق بين النبي والرسول
- الميراث في العقيدة البهائية- أحكام الميراث
- البشرية تتجه نحو السلام رغماً عنها
- القضاء والقدر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نشوء وارتقاء الإنسان