|
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!!!
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 23:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اضافة الى تعهد " الا خونجية " والسلفيين في حملتهم الانتخابية الاخيرة بتطهير ارض الكنانة من كافة مظاهر الفسق والفجور او مما اصطلح العلمانيون على تسميته بمظاهر الحداثة المستورد ة من دول الغرب الكافر وتاكيدهم امام ناخبيهم من البروليتاريا الرثة والرعاع بان لاسبيل لاقامة مجتمع يتمسك بالفضيلة الا باعادة تشغيل منظومة القيم البدوية الرعوية التي كان معمولا بها في عهد السلف الصالح مثل قطع يد السارق وجلد السافرات المتبرجات في الميادين العامة والشوارع ورجم الزاني والزانية وقطع رقاب المجرمين بالسيف ومنع اختلاط الذكور بالاناث وفرض الجزية على المشركين والكفار وتنظيم غزوات من اجل جلب الغنائم والجواري والغلمان من دول الشرك والكفر الى غير ذلك من متطلبات تطبيق " حلهم الاسلامي" الذي انتهت صلاحيته منذ انهيار الامبراطورية العثمانية ، فقد اعلن الامين العام لحزب العدالة والتنمية بان الادمغة المفكرة في الحزب قد استعرضت كافة المذاهب الاقتصادية وتطبيقاتها في دول العالم المتقدم والمتخلفة والنامية و بعد اجارء دراسة معمقة لها فقد توصلت الى نتيجة مفادها ان مشاكل مصر الاقتصادية من تشوهات واختلالات هيكيلة ومن تباطؤ في النمو الاقتصادي يمكن التغلب عليها باذن الله تعالى بكل سهولة
ويسر لو تم بتطبيق التجربة الاردوجانية في ادارة دفة الاقتصاد المصري موكدا بان الحزب سيطبق المذهب الاردوجاني في حال فوزه بمعظم مقاعد البرلمان وتشكيله تبعا لذلك حكومة ملتحية استنادا الى الرفاهية والازدهار والنمو الاقتصادي الذي حلت بركاته على تركيا ويرتع في نعيمه الشعب التركي بعد تطبيق تركيا للنظرية الاردوجانية . وهنا علي ان اعترف بانني قد فوجئت بان يكون لرئيس الوزراء التركي له أي فضل في التطور والازهار الاقتصادي وفي مختلف المجالات ان كان ثمة ازدهار قد تحقق في الحقبة الاردوجانية الاخوانية الذي تتمتع بها تركيا او توصل الى نظرية اقتصادية يمكن الاستفادة منها والاسترشاد بها من جانب اخونجية مصر وهم "يجاهدون" من اجل في التغلب على مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة اساسا بتدني نسبة النمو في الناتج الوطني قياسا بارتفاع نسبة النمو السكاني الى مستوى يصفه الخبراء بانه بمثابة انفجارسكاني ينذر بعواقب وخيمة , مثلما فوجئت بان المسالة الاقتصادية تشغل بال ان لم تكن محور اهتمام اخونجية مصر وقلت في نفسي كان الله في عون الاخوان المسلمين والسلفيين فكيف لهؤلاء الملتحين ان يديروا دفة الاقتصاد وانا ومثلي الملايين من العرب والمسلمين لم يسمعوا بعد ان احدا من اعضاء الاخوان المسلمين على كثرتهم العددية قد سجل ابتكارا او له أي اسهام في حقول المعرفة والعلم وكل ما سمعناه عن انجازاتهم وابتكاراتهم واختراعاتهم لا يتعدى اختراع الوسائل والادوات التي تستخدم في مجال درء الفتنة النسائية وتفجير بيوت العبادة على رؤوس المصلين من اتباع المذاهب والاديان الاخرى واغتيال المثقفين والسياسيين الذي يخالفونهم في الراي او يوجهون انتقادات لهم او لشن غزوات في افغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان والصومال والحبشة . ثم كيف لهؤلاء الملتحين ان يديروا دفة الاقتصاد بالشكل والاسلوب المطلوب لاطعام وتوفير الحد الادنى من الخدمات ل 85 مليون مصري ناهيك عن توفير فرص عمل لهم بينما معظم وقت هؤلاء الملتحين مكرس لاطلاق لحاهم وتشذيبها وتكحيل عيونهم وللوضوء ودمغ جباههم بزبيبة الورع لا تقربا من الله كما يدعون وانما لاظهار ورعهم امام البسطاء من الناس ؟ وكيف لهؤلاء ان يضعوا خططا لادارة دفة الاقتصاد في وقت يضعون فيه العراقيل امام نمو احد فروعه الاساسية المتمثل بقطاع السياحة كدعوة فقهائهم وائمتهم عبر منابر المساجد الى اغلاق باب السياحة تحصينا للشعب المصري ضد وباء الفسق والفجور وضد مرض الايدز الذي يجلبه معهم السياح الاجانب لمصر, ومثل دعوة السلفيين الى وضع احجبة على وجوه التماثيل الفرعونية كونها على حد راي السلفيين مجرد منتج وثني ومخالف لشرع الله . كما قلت فاجاني الامين العام لحزب العدالة والتنمية حين ادعى بان لاردوغان رؤية او نظرية اقتصاية تستحق الاستنساخ وكي تكون بديلا لنظام السوق الذي اخذ النظام المصري يطبقة منذ ان تولى الرئيس المصري الراحل انور السادات ثم توسع الرئيس المخلوع حسني مبارك بتطبيقه تمشيا مع توجيهات صندوق الدولى , ولجهلى بنظريات اردوجان الاقتصادية ولمعرفتى المتواضعة بان ثمة نظريتين لادارة دفة الاقتصاد هما النظرية الراسمالية القائمة على حرية التملك واطلاق العنان لقوانين السوق و النظرية الاشتراكية القائمة على سيطرة المجتمع على وسائل الانتاج والخدمات الاساسية والتخطيط المركزي من اجل الاستخدام الامثل للموارد البشرية والثروات الطبيعية فقد استعنت بالجوجل لعلي اعثر على معلومات كافية ووافية حول نظريات اردوجان الاقتصادية وتجاربه الاقتصادية وبعد البحث والتنقيب في المعلومات المتعلقة بسيرته الذاتية وبانجازاته وابتكاراتة في مختلف حقول المعرفة والعلم لم اجد أي اثر لهذه النظرية كما لم اعثر على اية معلومات تفيد بان اردوجان او حكومته كان لهم أي اسهام في أي خطط اقتصادية ادت الى تحقيق زيادة ملموسة في الناتج الوطنى لان القطاع الخاص هو الدينامو الاساسي في ادارة دفة الاقتصاد وحيث لا يتعدى دور الحكومة في هذه الحالة هو توجيه الاقتصاد عبر الادوات النقدية والمالية , كما وجدت ان الموجه الرئيسي لدفة الاقتصاد هم خبراء صندوق النقد والبنك الولي ونادي باريس وباندور اردوجان ومن قبله حكومة ارباكان هو تطبيق برنامج الاصلاحات المالية والنقدية التي فرضها على الحكومة التركية هؤلاء الخبراء وشددوا على تطبيقها تقليصا لمديونيتها المحلية والخارجية وكشرط اساسي لحصول تركيا على قروض البنك الدولي وعلى منح وهبات الدول المانحة من هنا نستطيع القول ان اردوغان لم يكن بالعير ولا بالنفير في الطفرة الاقتصادية التركية ان صح ذلك واذا كان له ثمة دور فقد تمثل في تخفيض عجلة الانتاج وخاصة عندما اخذ يدس انفه في الشان الداخلي السوري ويستعراض عضلاته ضد نظام بشار الاسد ويقدم الدعم للعصابات المسلحة المناوئة للنظام مثل العصابة التي يتزعمها القعيد المنشق عن الجيش والتي يطلق عليها اسم الجيش السوري الحر وحيث جاء الرد من الجانب السوري باغلاق الحدود السورية امام انسياب البضائع التركية باتجاه السوق السوري والاسواق العربية مما الحق خسائر فادحة بالاقتصاد التركي وصلت الى 3 مليار دولار منذ اغلاق الحدود السورية قبل 3 اسابيع , وكما قلت لم اعثر خلال قراءتي لسيرة اردوجان الذاتية على اية ميزة فيه تؤهله لتحقيق اي انجاز علمي واقتصادي او لصياغة نظرية اقتصادية ترفعه الى مستوى اساطين الاقتصاد امثال ادم سميث وريكاردوس وماركس وغيرهم وحتى لا اظلم الرجل فقد تميز في مرحلة مبكرة من عمره عن اقرانه من المراهقين بورعه الشديد وتمسكه باهداب الدين كما انه لشدة اعجابه بالشعارات التي كان يرفعها حزب الرفاه الاجتماعي الذي كان يتزعمه اربكان مثل شعار احياء الامبراطورية العثمانية والغاء المواد العلمانية في الدستور واستبدالها بمواد مستمدة من الشريعة الاسلامية فقد التحق اردوجان بحزبه وظل يصعد على سلمه التنظيمي حتى وصل ا الى مراتب متقدمة فيه , ومن ميزاته الاخرى انه خطيب ديماغوجي ولقد مكنته قدراته الخطابية من كسب اصوات الناخبين لدى ترشحه لمنصب رئيس بلدية اسطنبول كما انه بعد وقت قصير من احتلاله لهذا المنصب توجه الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة وجهها اليه خادم الحرمين الشريفين وهناك حظيت شخصيته وافكاره الاخوانية باعجاب الملك السعودي ودعما لتطلعاته لتاسيس حزب يتبنى افكار اقطاب الاخوان المسلمين كالبنا وسيد قطب والهضيبي فقد تكرم عليه الملك السعودي بمبلغ كبير من المال استغله اردوجان في تاسيس حزب العدالة والتنمية ولرشوة الناخبين لدى ترشحه مع مرشحين اخرين لانتخابات البرلمان التركي , ولهذا حين يتحدث الامين العام لحزب العدالة والتنمية المصري عن اعجابه بالتجربة الاقتصادية الاردوجانية وعن عزم حزبةه على استنساخها في اية حكومة يشكلها الملتحون فانه في واقع الامر لن يستنسخ الا التوصيات المالية والنقدية التي يفرضها وحسبما جرت العادة صندوق النقد والبنك الدوليين على الدول التي ترزح تحت وطاة مديونية خارجية كبير ة وتعتمد في تغطية عجز موازناتها على المساعدات والعطايا والهبات العينية والنقدية التي تجود بها الدول المانحة مثل الماما اميركا ومن يدور في فلكها من مشيخات وممالك النفط والغاز وفي هذه الحال لا اتوقع ان تحرز الحكومة الملتحية اي انجاز على صعيد زيادة النمو الاقتصادي و تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل الوطني طبقا لقاعدة ان العمل وليس المضاربة هو اساس للكسب طالما ان برنامج الاصلاحات يشدد على تطبيق قوانين السوق وعدم تدخل الدولة في التوجيه الاقتصادي او تملكها لوسائل الانتاج مثلما يشدد على حرية التجارة والغاء كافة اشكال الحماية وطالما ان تطبيق البرنامج قد ادى الى تفاقم ظاهرتي الفقر والبطالة والى افلاس عدد كبير من المنشات الانتاجية في اكثر دول العالم التي طبقت مثل هذه البرامج الصندوقية وبما ان الاخوان لم يراكموا اية خبرات على صعيد ادارة دفتي الدولة والاقتصاد فانني لا ارى وسيلة اوسبيلا امامهم للتغلب على مشاكل مصر الاقتصادية سوى ان يقوموا بشن غزوات ضد دول الجوار
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
-
هل يتحمل شيخ مشيخة قطر مسئولية الاعمال الارهابية التي ترتكبه
...
-
هل من مصلحة النظام الاردني الاطاحة بنظام بشار الاسد
-
تنفيذا لتوجيهات مشيخات النفط والغاز تعليق عضوية سورية في الج
...
-
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
-
ثوار الناتو يحتفلون بالدمار الشامل لليبيا وقتل القذافي وسحل
...
-
بشار الاسد في مواجهة الانذار الاخير لوزراء الخارجية العرب
-
ان ينصر الله اميركا والاخوان المسلمين فلا هزيمة لهما
-
حشود عسكرية تركية واسرائيلية على حدود سوريا وتحذير سوري للار
...
-
هل تخلى -غليون - عن جنسيته الفرنسية او طرح برنامجا سياسيا حت
...
-
برعاية غليون والشقفة ستتحول سوريا من دولة رعوية الى دولة مدن
...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|