محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 20:08
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
الحزب الجماهيري:
هو مجموعة من الناس منظمين بطريقة توحد جهدهم وموقفهم ,ويلتفون حول هدف او مجموعة اهداف سياسية واجتماعية لخدمة مصالح طبقة معينة والتعبير عن ذلك من خلال مختلف الانشطة السياسيةوالاجتماعية .مثل النور والاخوان المسلمين والجبهة الشعبية وفتح وحزب الوفد واي تجمع منظم له قيادات وقواعد ونظام وآليات عمل ..الخ ويشمله التعريف اعلاه.
والطبقة الاجتماعية :
هي مجموعة كبيرة من الناس لها موقف او مواقف معينة من ادوات ووسائل الانتاج والتوزيع. فهي اما طبقة مالكة لأدوات ووسائل الانتاج و ما يرتبط بها من خدمات كالتجارة والنقل وما شابه مهما كان مستوى ملكيتها , او غير مالكة .مثلا الطبقة العاملة لا تملك ادوات ووسائل الانتاج ولكنها هي طبقة منتجة للخيرات المادية ولا تملك انتاجها ولا تتحكم به,والطبقة الراسمالية الكبيرة مالكة للقسط الاكبر من الصناعة والتجارة والعقارات والاطيان وتتحكم بملكيتها وبالبضائع والسلع التي تنتجها ..الخ.
المجتمع :
هو مجموعة كبيرة من الناس تعيش على بقعة جغرافية معينة تتألف من طبقات اجتماعية وتمثل مع بعضها البعض وحدة اقتصادية اجتماعية متكاملة كما انها تشكل وحدة سياسية واحدة ..الخ
فالمجتمع يتألف من طبقات .والمجتمع الراسمالي الحديث يتألف من طبقات متناقضة ومتصارعة تعبر عن تناقضها بالنضالات والمطالب التي ترفعها الطبقات الدنيا في وجه الطبقات العليا الحاكمة والمتصرفة بثروة المجتمع.
والطبقة المالكة تملك النسبة الاكبر من الثروة وتتسلط على الحكم واجهزة الدولة وتسخرها لحمايتها وحماية ممتلكاتها في الجوهر ,وباسم النظام والقانون وهما حقا في خدمة الطبقات السائدة, وهي التي تضع التشريعات والقوانين وهي التي تنظم الادارة ...الخ
وقد توصلت البشرية الى صيغة التنظيم الحزبي بتسميات متعددة ,وانتظمت الطبقات في احزاب تعبر عنها سياسيا وتشكل طليعة لها وتدافع عن مصالحها وتقود جهدها في وجه الطبقات الاخرى.وما دام المجتمع طبقي فالأحزاب طبقية ولا توجد احزاب غير طبقية .
والطبقة الاجتماعية تتمثل بحزب أو مجموعة احزاب متآلفة او متباينة كما في امريكا مثلا ,حيث تتمثل الطبقة السائدة بالحزبين الجمهوري والديموقراطي ,وينقسم بقية الشعب انتخابيا حول هذا الحزب او ذاك في تداول ديموقراطي للسلطة . وكذلك الحال في بريطانيا ,وهما النموذجان الابرز للديموقراطية الرأسمالية المستقرة ومعهما المانيا وبدرجة فرنسا و بقية الدول الاوروبية واليابان وعدد من دول امريكا اللاتينية .
الناخبون :
هم الجمهور الواسع الذي يرى نفسه مضطرا للاختيار بين هذا الحزب او ذاك ليحكمهم ويمكن الطبقات الغنية من استغلالهم بالطريقة الامثل لمدة اربع سنوات.ان الناخبون في هذه الحالات لا يمثلون خيارا طبقيا,انهم عامة الناس وقد يدركوا وقد لا يدركوا التبعية الطبقية لخيارهم الديموقراطي يوم الانتخابات ,وقد ينتخبوا حزبا نكاية في الآخر او لأن زعيم هذا الحزب من برج العقرب .اي انهم يبحثون عن خيارات من تلقاء انفسهم او متأثرين بدعاية او بجمال زوجة الرئيس او اية مؤثرات هامة او غير هامة حقيقية او زائفة .ان اعطاء الصوت الانتخابي كتأييد لهذا الفريق او ذاك لا يعبر بالضرورة عن توحد طبقي مع الحزب المعني .
جمهور الحزب من الانصار والمؤيدين :
ان جمهور الحزب والمصفقين له هم و من تواصل معهم كادر الحزب في سياق الحياة السياسية ,بأيي شكل من الاشكال وأثر فيهم بدعايته ووظفهم او جندهم لخدمة اهدافه ,وقد يكونوا عمال الشركات والمصانع ومستخدميها التي يمتلكها قادة الحزب واعضائه الطبقيين او أي اناس آخرين انقسموا في تأييدهم لهذا الحزب او ذاك مثلما ينقسم الجمهور لتأييد هذا الفريق الرياضي او ذاك.
الهيئات والقيادات الحزبية:
وهي الأعضاء الممثلون الحقيقيون للطبقة المعنية وهم من صلبها او المؤيدين لها والمنظرين لخدمتها او تستأجرهم موظفين لخدمة مصالحها
ان الكادر الحزبي في احزاب البرجوازية والطبقة الغنية هم"اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة وكبار المتمولين مع التركيز على هذا القطاع الكبير او ذاك ,وينضم لهم المهنيون والاكاديميون من ذات الاصول الطبقية او من ارتضوا ان يكونوا في خدمتها مقابل امتيازات واجور عالية .هؤلاء هم الذين يقودون الحزب ويستعملوه لخمة طبقتهم.
ومنهم تتشكل الهيئات القيادية الاولى والهرم القيادي بكليته.ان الهرم القيادي هو الذي يعي المفهوم الطبقي للحزب ويعبر عنه بأساليب التعبير الضرورية .
اما بقية الناس الذين يشكلون جمهور الحزب فهم الانصار والمؤيدون وجمهور الناخبين العام الذي يعطي صوته كل اربع سنوات مرة لهذا الحزب او ذاك من الاحزاب الانتخابية ولا يرتقون الى مواقع القيادة ولا يستطيعون حتى دفع الاشتراكات الحزبية كما في بعض الاحزاب
الحزب الانتخابي :
هو الحزب الذي تمثل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجالس المحلية وانتخابات اية هيئات اخرى ذروة جهده ونشاطه الذي يظهر في المواسم الانتخابية ومن اجل الوصول الى سدة الحكم والتأثير,وسعيه ونشاطه طوال الفترة بين موسمين هو من اجل تحسين وضعه الانتخابي في مواسم الانتخابات .واية انشطة اخرى يمارسها في الحياة السياسية لخدمة الطبقة وممثليها في الحكومة والمجالس المنتخبة الاخرى .انه حزب سياسي ويمارس كل الانشطة السياسية وهو يهدف الى تمثيل رايه في الحكم ولكن نأخذ المهمة الجوهرية وهي الانتخابات كنتاج للنشاط السياسي والاجتماعي كله ,ونأخذها لانها كذلك تنعكس على طريقة تركيب الحزب وعلاقاته وتحالفاته . فبينما الحزب الثوري يبنى بصورة مناسبة للنضال وربما العمل السري فأن الحزب الانتخابي هو حزب علني ينافس في الانتخابات وليس له طريق آخر لوصول سدة الحكم .
الانصار والمريدون :
وهم ليس لهم دور في الاحزاب البرجوازية في اقرار سياسات الحزب وتوجهاته, ولا تتم استشارتهم ولا مشاركتهم بأي صورة فاعلة في توجيه السياسات واقرارها,ولكنهم يصفقون ويتمايلون اعجابا بحكمة القيادة وقدرتها العجيبة في اتخاذ القرارات الحكيمة .وهم يظنون ان كل القرارات التي تتخذها القيادة هي من اجل ان تنال اعجابهم فقط ومن اجل اظهار تفوق حزبهم على بقية الاحزاب في الذكاء والشطارة, ولا يحتاجون الى تفسيرها .
الاحزاب البرجوازية الدينية ودور المريدين:
ان الاحزاب البرجوازية الدينية هي الاقدر على اجتذاب العوام تحت تأثير الدين والدعوة الدينية ,وبدعوى الانتظام لدواعي الدين والتقرب الى الله , وبدواعي اعادة الدين والصحوة الدينية وتجنيد كل ما يمت للدين بصلة ,وكأن الامربمعزل عن الغايات الحزبية والطبقية التي يستهدفها الحزب الديني او الاستخدامات السياسية التي وجد الحزب من اجلها.بل ان الحزب الديني يتظاهر متعاليا عن المصالح الطبقية التي هو في خدمتها ويستهدف تثبيتها .
هنا يرى المريد نفسه في الطريق الى الجنة التي هي "غاية المؤمن وهدف تنسكه وجهاده في الحياة الدنيا",وهنا يكون جل اهتمام المريد طاعة الشيخ والجماعة والدفاع عن الحزب وتبرير مواقفه ,على ان هجرة الحزب وقياداته المفعمة بالاخلاص للدين الحنيف هي هجرة لله ويكون المريد في طريقته بمقدار ما يتمسك بمثلهم وبمقدار ما يعظمهم ويؤمن انهم وسيلته للجنة .وهم اصلا يأخذون بالنهج الصوفي في التنظيم ,فكل جماعة يرأسها شيخ وعلى طريقة" من لا شيخ له شيخه الشيطان",
وهؤلاء يسهل تغيير مواقفهم ويسهل تمرير المواقف السياسية وغيرها ,انهم يأخذون كل شرح وكل فتوى وفي أي امر مأخذ العقيدة الدينية ويخلصوا لها بمقدار ما تعمقت انتماءاتهم وبمقدار ما يصلهم من عطاء يرونه حقهم كما كان الامر زمن الخلفاء.والكثير منهم يرتبط بالحزب على قاعدة التدين والاخلاص للدين الحنيف وان الأمر كله للدين وخدمة الدين .
الفكر والعقيدة:
هنا تتفاوت الاحزاب ارتباطا بانتمائها الطبقي,فالاحزاب البرجوازية الكبيرة جميعها وفي جميع البلدان تنتمي الى الفلسفة البرجوازية والنفعية .بعد ذلك تتمايز حسب المجتمع والثقافة السائدة والدين وغير ذلك .ويظل الربح والجري والسعي وراء الربح هو العقيدة الراسخة والموجهة لفلسفتهم مهما اختلفت العباءات او حتى تناقضت .فالحزب النازي العنصري الالماني مثل البرجوازية الالمانية ودافع عن مصالحها وخدمها لتحقيق هذه المصالح وكانت المانيا بالنسبة له هي طبقة الاغنياء فحسب .ان الحزب الديموقراطي المسيحي في بلد معين هو ممثل الطبقات الغنية بطريقة معينة يشترك فيها مع بقية الاحزاب البرجوازية بالفلسفة البرجوازية والنفعية وحماية النظام الراسمالي العالمي والراسمالية المحلية في وجه الطبقات المستغلة والمستلبة .ان المبنى العقيدي للحزب البرجوازي لا يغير من حقيقة انه في خدمة الطبقة لبرجوازية
فمثلا في مصر :الحزب الوطني والوفد والاخوان المسلمين ومعهم اليوم السلفيين هم معبرين عن مصالح الطبقات الغنية ويتنافسوا على تقاسم السلطة وهي سلطة الطبقة الراسمالية وكان الحزب الوطني يتفرد في الحكم باسمها ويطرد الآخرين ويقمعهم الى حدود ومسافات معينة .
الواقع الطبقي والتغيير:
بعد ان سقط حكم مبارك وحكم الحزب الوطني واذا ما استلم التيار الديني السلطة في مصر فان الواقع الطبقي لا يطاله التغيير وسيظل النظام نظام البرجوازية والكمبرادور وكبار رجال المال والاعمال,وسيكون الاستغلال الطبقي مدعم بدواعي الصبر والرجاء في الآخرة وقليل من الصدقات المذلة,وضرورة اعطاء الاسلام فرصة ليحكم ,وهو سيحكم ولكن ليس بيد الخليفة لا خراج البلدان والاقاليم ولا جزية الموالي وهو بالتالي لن يدور في شوارع دمشق باحثا عن محتاج نصيبه من بيت المال ,لأن بيت المال ايام حكم الامويين كان يتغذى من الغنائم ولم تعد موجودة ,والخراج من جميع الامصار والاقاليم تتجمع في دمشق وبعدها بغداد ,والجزية ولا يوجد اليوم اية امكانية لجمع الجزية ,والصدقات وهي قليلة ولا تكفي السلطان ولا يفيض عن حاجته شيء.ولا يمكن ان يرجع عهد الامير الذي يقول: يا غلام اعطه الف الف درهم, وحتى طريقة ابو عمار في الانفاق لا تعود لانها كانت تستهدف خدمة غرض معين ,هو صناعة الفساد ممولا من الدول المانحة
التيارات الدينية والتغيير:
ان التيارات الدينية لم ترفع شعار التغيير الاجتماعي الاقتصادي في أي بلد وهي في مصر لا ترفع مثل هذه الشعارات ولا حتى تغيير وضعية الكرامة الوطنية تحرير سيناء المستعمرة من قبل التحالف الدولي لمصلحة الانذار المبكر لاسرائيل, ولا الى رفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير القطاع كون احتلاله مسؤولية مصر اصلا,ولاتسعى لتغيير تحالفات النظام السابق وعلاقاته العربية و الدولية ولا الى قطع العلاقات الدبلوملسية مع اسرائيل او الغاء معاهدة كامب ديفد ولا كل الاتفاقات مع امريكا واسرائيل, ولا تهدف الى الكف عن دفع الديون الهائلة ولا الكف عن الاستقراض.
انها تبقي على كل الهرم الثقيل الضاغط على كاهل الشعب المصري الهرم الاقتصادي الاجتماعي وهرم الاذلال القومي والوطني .
سيكون ذات نظام الحكم بقيادة جديدة او كما يقولون بلحى من طراز جديد
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟