يوميات من هافانا

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 14:42
المحور: سيرة ذاتية
    

الحلقة الاولى

كم تستطيع الذاكرة ان تحمل من مشاهدات عصية على النسيان ،انها هافانا , تلك التي تؤرق الحقيقة ، وتحضر كجزء من الواقع ، في كل لحظة من الزمن الغابر .
انها هافانا , مدينة متوجة بالفرح والبساطة ،ليس سهلا ان امر بها , دون ان يكون لها بصمة في نفسي ، لاجل فينا ،ميرسي ،وميرسيديتا ووليد ، وماريا، واوتيرو وانريكي وطبعا لاجل فيدل ، اكتب هذه السلسلة من الذكريات حول المدينة التي سكنتي حتى العشق .
مدينة احتضنتني لمدة عامين، نظرت من خلال عين محبة الى هذا البلد الجميل والى قائده الذي يسعى بكل الوسائل للحفاظ على كرامة شعبه وبلده ضد الاطماع والتحديات الاجنبية.
اثار اعجابي ودهشتى مدى اعتداد الشعب الكوبي بهويته ، فهذا الشعب يؤمن بالكرامة حتى الموت ، وبالانتماء الى وطنه الصغير كوبا والى وطنه الكبير اميركا اللاتينية .
لم يكن من السهل ان يحتمل هذا الشعب كل هذا القهر والظلم الذي يسببه الحصار الغاشم ، منذ انتصار الثورة الكوبية والى الآن ، فليس مقبولا لدى الجار المتغطرس، ان يسمح لدولة صغيرة مثل كوبا ان تختار تقرير مصيرها بنفسها ، وباستغناء عن مساعدة ومشاورة الجار عملا بالقول "الجار للجار"، الا ان كوبا كان خيارها ان يكون حكمها لابناءها بانفسهم ، حتى ان ومهما بلغت بهم الحاجة او العوز يرفضون الاستعطاء ، انهم على العكس من ذلك ، يقدمون الكثير من القليل الذي يمتلكونه وليس ادل على ذلك من جماعات الاطباء الكوبيين المنتشرين في كل الاصقاع الفقيرة حول العالم الذين يقدمون لهم كل مساعدة ممكنة لاستمرار العيش ، والبقاء على قيد الحياة .
ان القائد فيدل كاسترو يبدو حالما بامتياز ، ذلك ان يحلم بان يؤمن لشعبه العيش الكريم برغد وهناء وطمأنينة ، وهو استطاع ان يؤمن له الكثير ، وهو ايحاول دائما ويسعى لتحقيق الحلم الكوبي ، بان يكون شعبه قدوة ومثالا لكل شعوب الارض ، وبالرغم من الامكانيات القليلة المتاحة ، الا انه يعمل جاهدا لتحقيق هذا الامر .
لن أكون حيادية ، مهما حاولت ، ذلك بان اعجابي بهذا القائد لا مثيل له على الارض ، وقد لمست عن قرب ، ماذا يعني ان يكون القائد لا هم له الا مواطنيه ، وماذا يعني ان يكون الاب مثالا يحتذي به ابناؤه.
ان العيش في بلد جميل ، تعرف فيه ما معنى الثورة ومامعنى الحرية ومامعنى المواطنية لهو جدير بان يكتب ، وبالرغم من كا ما كتبته الا ان هناك الكثير الكثير ، الذي لن نعرف قيمته الا بعد وقت طويل . الى اللقاء في الحلقة المقبلة.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات