أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العراك لأجل العراق














المزيد.....

العراك لأجل العراق


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 241 - 2002 / 9 / 9 - 00:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

 
أوسلو سبتمبر- أيلول 2002

في كل صحيفة أو جريدة عربية كانت أو عالمية, يجد المرء خبرا عن العراق المحاصر بطائرات أمريكا وبما يكفيه من مشاكله الداخلية وأولها وعلى رأسها غياب الحريات و الحياة الديمقراطية. وهذه الحالة تنطبق على الوطن العربي بشكل عام مع تفاوت بين كل نظام وآخر. ولكي نستطيع الحديث عن بلاد عربية تطبق النظام الديمقراطي أو حتى نظام الشورى الذي يعتبر مرجعية الشعب والحكم في البلاد الإسلامية. يجب علينا الذهاب إلى البلاد التي ليست عربية ولا صلة لها بما جاء بالقرآن الكريم والسنة. حيث نرى أن تطبيق مبدأ المساعدات الاجتماعية بكل أشكالها موجود بشكل كبير في العالم الغربي, وخاصة في اسكندنافيا وعلى وجه التحديد في النرويج. حيث بيت المال موجود ويسهر على راحة الفقراء والعاطلين عن العمل.
أما في بلادنا التي تمتلك الثروات الهائلة من البترول والغاز والمصادر الأخرى المتعددة, والعراق جزء هام وأصيل من تلك البلاد الغنية بثرواتها الطبيعية، فنرى الناس والفقراء والبؤساء في بلادنا العربية يموتون جوعا على الطرقات والأرصفة. قد يقول البعض أن السبب هو الديكتاتورية والظلم و غياب الديمقراطية والحياة الكريمة. نعم هذه أسباب مهمة كانت ولازالت من أهم عوائق التطور في العراق والعالم العربي بشكل عام. لكن السبب الرئيسي في تأخر العراق وعجزه مرده الحصار الجائر الذي لازال قائما وللأسف بمشاركة بعض العرب. فمنهم من يقول أن الحصار يشجع الناس على الثورة ضد النظام الحاكم, ومنهم من يقول أيضا أن سياسة الحصار والتجويع والتركيع سوف تقهر النظام وتسبب له المشاكل فتسقطه من داخله وتتيح بذلك إقامة حكومة جديدة تقود البلد إلى بر الأمان.

لكن أي بر آمن؟
بر أمريكا وسياستها التي تعادي العراق شعبا وحكما وعربا وعجما وسومريين وآشوريين وشيعة وسنة واكراداً وشيوعيين وإسلاميين ...هذا البر هو بركة الموت غرقا في وحل التبعية والوصاية الأمريكية وهو بر الحصار والخناق الذي يضيق على شعب العراق الأبي, هذا الذي يرفض التسليم لأمريكا وحلفائها, كما يأبى حياة الذل والخنوع والبقاء تحت رحمة أجهزة الأمن من الداخل وتجويع وحصار الأعداء من الخارج. لا الحصار ولا الخناق ولا سياسة التجويع والتركيع المستمرة سترغم العراقيين على التسليم باملاءات أمريكا وإنكلترا وإسرائيل. ولن يصح إلا الصحيح.
وكلنا يعرف ويعلم أن النظام القائم في العراق قوي وصامد بالرغم من سنوات الحصار الطويلة ومن كل ما تدعيه المعارضة العراقية في الخارج. هذه المعارضة التي تنقسم على حالها حسب البلد الذي توجد فيه قيادتها ومكاتبها, لن يكون بمقدورها الإطاحة بالنظام القائم في بغداد, لأن حالها كما شاهدناه على شاشات التلفزة, محزن ومؤلم, وفي بعض الأوقات معيب ومهين ولا يليق ببعض الذين قبلوا الجلوس على مقاعد المؤتمر الموسع الذي عقد في إنكلترا بحضور ضيف الشرف الملكي وسليل العائلة التي حكمت العراق أيام الحكم الملكي الذي أطاحت به جماهير الشعب العراقي. لقد كان لحضور ضيف الشرف الملكي وقع الصاعقة على البعض ووقع القبل الدافئة على البعض الآخر. لكن المبكي والمضحك في كل هذا هو الانصياع الكامل لأرادة أمريكا وإنكلترا من قبل أعضاء المؤتمر والذي ضم خليطاً غريباً عجيباً من الذين شاركوا سابقا في حكم العراق عبر مواقعهم في الجيش والمخابرات والأمن وغير ذلك. فمنهم من جلس إلى جانب من كان في السجن والمعتقلات أيام كان الآخر سيد السجن وسيد المعتقل وسيد السوط والحبل والدولاب والحجر.. وسيد التعذيب والترغيب والترهيب, أنسوا ذلك أم أن الحاجة غناجة؟

 

أنه لمن دواعي العجب أن يلتقي هؤلاء كلهم في جلسة واحدة ومعارضة واحدة همها الانتقام من النظام الحاكم في العراق ولو عبر الاستعانة بالشيطان وبكل القوى التي لا تنوي خيرا وتكن الشرور والضغينة والأحقاد للعرب وللعراق ولكل ما هو من حضارة الرافدين والنيل والفرات ودجلة وبردى واليرموك والأردن والليطاني.
لست من الذين يدافعون عن النظام في العراق وما ارتكبه بحق المعارضة العربية والكردية من أعمال لا يقبلها أي عقل ولا أي ضمير, لكني من الذين يخيفهم ويرعبهم الاستعلاء الأمريكي والصلف الصهيوني في التعامل مع قضية العراق وفي العراك الشديد الذي يدور من اجل تحطيم الشعب العراقي وقلب نظام الحكم هناك, ومن ثم السيطرة على منابع النفط الهائلة الموجودة في العراق.
أمريكا ليست حريصة على حياة كريمة للشعب العراقي الشقيق, وليست حريصة على إقامة نظام ديمقراطي في العراق بقدر حرصها على إقامة نظام عراقي يأتمر بأمرة قائد قواتها في الخليج كما هو الحال مع الآخرين.
إن الذين يبررون مواقفهم بالتحالف مع الشيطان من اجل العودة إلى الوطن عليهم أن يفكروا طويلا قبل الدخول في حرب جديدة هذه المرة لن تكون من اختراع النظام ومن بطولته لكن من اختراع أمريكا وإسرائيل ومن بطولتهما بالإضافة لضيوف الشرف الذين سوف يفقدون شرفهم مع أول قنبلة تسقط على ارض العراق المحاصر.

* نشر المقال في العدد الحالي من أسبوعية فصل المقال الصادرة في الناصرة

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي
- في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العراك لأجل العراق