عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 07:37
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الحقيقة دائما ما ينكرها الناس وتكون بالنسبة لهم صادمة بل ويمكن أن يحول الذهول هذه الصدمة إلى غطاء نفسى رهيب يخيم على العقل فلا يدرك للوهلة الأولى أن ما يعرضه هو الحقيقة الواقعة .
مقدمة بسيطة ترتكز على رؤية واقعية لما يقع فيه عامة الناس . فالإنسان عدو ما يجهل والإنسان بطبعه يميل إلى الموادعة والدعة لا يريد أن يثقل كاهله بأعباء تفكيرية لكى لا يتحرر من الركود والجمود ولا يؤتى الهمة والفكر إلا قليلا من الناس يحاول هاؤلاء الناس أن يحاربوا الطبائع الموروثة الخاطئة وينتقدوا تلك الأوضاع والطبائع من خلال ممارسة الفكر وهى بذالك تدعوا الناس إلى ممارسة نفس اللون من الفكر وتحثهم إلى ترك هذه الطبائع التى ترسخت فى مفاهيم الناس وأصبحت تشكل لونا من المعتقد والمقدس .
ما يلبث أن ينقلب الناس على المفكر لأنه يلمس بفكره هشاشة ما يعتقدوه وفى لحظة يصبح من الخونه والكفره والمأجورين والعملاء والمنافقين ولأن أصحاب هذه الإتهامات دائما ما تحركهم ثقافة القطيع ويتشكل وعيهم من خلال ثقافة العبيد فهم كثرة تنتظر مستبد يحكمها أو يستغلها تحت أى مسمى وتحت أى قناع ويستلهم فى تفكيرهم وثقافتهم فكرة المستبد العادل ويظل يرتسم فى مخيالهم الجمعى فكرة المطلق فتعلب الأفكار الجاهزة فى مخيالهم وينتهى بهم المطاف أن يصبحوا قطيعا تحكمهم ثقافة القطعان وعبيدا لمستبد قائد يوجههم لما يريد ويشاء .
وتصبح العقدة أنه لو تبدلت الظروف وانتهى عهد السيد والعبيد القائد والقطيع الراعى والرعية فإنهم ما يلبثون سريعا فى البحث عن مستبد آخر ويظلوا دائرين فى حلقة مغلقة مخمورين بحلم المستبد العادل .
أما الفئة الاخرى الأقلية فإنها ومبكرا قد طرحت ارضا كل معتقدات الأقدمين الخاطئة وطرحتها للنقد والمناقشة بهدف معرفة تلك الأخطاء التى وقعوا فيها وكيف أدت هذه الأخطاء التى ارتكبها من أسلفوا إلى كارثة ثقافة السيد والعبيد وبين هاؤلاء وهاؤلاء يزرح الفكر البشرى ككل فتارة يتطور ويتقدم الإنسان وتارة يتقهقر إلى الخلف فى ميدوزة صراع الأديان والثقافات والأجيال.
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟