الإدمان على الانترنت كالإدمان على المخدرات القوية!

عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 07:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

نتيجة نقاش دار بيني وبين عدد من أصدقائي حول دور الإعلاميات والانترنيت والحاسوب في حياتنا وحياة الأجيال الشابة اليومية، لاحظنا انه على الرغم من أهمية هذه المجالات إلا أنها من جهة أخرى تفرز مخاطر جمة، لامسناها عن قرب من خلال استقراء سلوك عدد من الأجيال الصاعدة وتأثيرها على حياة الإنسان العادية. من هنا ارتأينا دق ناقوس الخطر الآن والانكباب على دراسة مخاطر الادمان على الانترنيت، على الأقل من اجل الاعتدال في استهلاكه واستبدال ذلك بالإقبال على الرياضة وقراءة الكتب والكتابة باليد وهوايات اخرى، لأنها أكثر أهمية ونفعا وأصبحنا نفتقدها بشكل خطير، خصوصا بالنسبة لصغار السن، فالمخاطر كثيرة ومتنوعة ويجب تناولها بحزم.



فبالرغم من النقلة النوعية التي أحدثتها ثورة الاتصالات في العالم إلا أن دخول الإنترنت ضمن منظومة الاتصالات كان له آثار عديدة على المستوى الصحي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ولقد كشف سيل من الدراسات الحديثة حقائق جديدة حول الآثار الصحية والاجتماعية لشبكة الإنترنت. حيث أكدت أن نتائج سلبية ظهرت مما عده العلماء من الأمراض الجديدة عالميا مثل إدمان الإنترنت وفقدان الحس و التفاعل الاجتماعي.



ويبدأ المصاب بظاهرة قلق الانترنت وتعلقه المفرط وانشغال جل فكرة في متابعة مواضيع ذات أهميه بالغه لديه ثم تأتي الأخرى وهي ظاهرة إدمان الإنترنت، وتتعلق بالاستخدام الزائد للانترنت حيث تؤكد البحوث النفسية أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسيا قريبا نوعا ما في طبيعته من الإدمان الذي يسببه التعاطي للمخدرات القوية والمشروبات الكحولية.



من أبرز الأضرار الصحية، اضطراب النوم، زيادة الوزن، الإصابة بمرض التهاب المفاصل والظهر، الانحناء فى العمود الفقري، إرهاق العينين وضعف البصر، إلى جانب تلقي إشعاعات ضوئية من أشعه الكمبيوتر تؤدي إلى زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ مما يعرضه للإصابة بمرض الزهايمر وأمراض البواسير والناصور .



ومن بين الأمراض النفسية والاجتماعية الأخرى

أ - عدم القدرة على كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية؛

ب - عدم القدرة على حل و مواجهة المشكلات؛

ج - عدم القدرة على شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعة؛

د - عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية جيدة بسبب الخجل أو الانطواء؛

ه - الهروب من الواقع بضرب من الخيال في علاقات تفتقد إلى الإخلاص و الصدق مع الأخر؛

و - تجنب مواجهة الأخر وجها لوجه سواء كان الأخر احد أفراد الأسرة أو بالمجتمع؛

ز - الهروب من الواقع وما يحيط به الاغتراب النفسي .

معظم مدمني الانترنت يعانون من بعض الاضطرابات النفسية المتمثلة في الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، التلعثم، الإرهاب الاجتماعي وذلك بسبب العزلة و خلق الواقع الافتراضي لكل شخص . كما أن الابتعاد عن القراءة والكتابة بسبب الادمان على الانترنيت قد يؤدي إلى انحدار خطير في القدرة على القراءة والكتابة ووضوح التفكير. فالقراءة والكتابة الالكترونية تبقى قراءة وكتابة افتراضية تتبخر حالما ينتقل المعني بالأمر لاختبار نفسه في الواقع بحيث قد يصطدم بفشل ذريع.

#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات