أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم إيليا - ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله














المزيد.....


ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 20:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين المفكِّر والسياسيّ وهدةٌ. وهذه الوهدة – وإن قامت فوقها جسور ومعابر تصل ما بين الطرفين – هي التي ترسم حدود الافتراق بينهما: قد يزاول المفكر السياسة، وقد يزاول السياسي الفكر، ومع ذلك يبقى المفكر مفكراً ما دام لم ينصهر بكليته في السياسة - وخير له ألا ينصهر - ويبقى السياسي سياسياً ما دام لم ينصهر بكليته في الفكر.
ولكنْ، ما هي هذه الوهدة؟ وما هي حدود الافتراق التي ترسمها بين المفكر والسياسي؟
سؤالان، غير أنّ الجواب عنهما سهل لا مشقة فيه: فالوهدة هي الموضوع والمنهج. أما الحدود: فهي مجموعة الخصائص النفسية والخلقية التي تميز المفكر من السياسيّ.
فإذا شئنا أن نتوسع قليلاً في شرح الوهدة بما هي موضوع ومنهج، قلنا: إنّ موضوع الفكر هو الفكر ذاته، وموضوع السياسة هو المصالح الاجتماعية والفردية. وإنَّ منهج الفكر، المنطقُ والعلم، ومنهجَ السياسة هو ما لا شأن له بالمنطق والعلم.
وإذا شئنا أن نتوسع في شرح الخصائص النفسية والخلقية عند الفريقين، ذكرنا التجرّدَ من الأهواء، وعشق الحقيقة، والصدق والصراحة، والشجاعة عند المفكر. وذكرنا المراوغة، والمخاتلة، والجبن، والانتهازية، والنفعية، وشهوة السلطان عند السياسيّ.
هذه توطئة إيمائية لا بد منها لفهم حركة النشاط العقلي لعدد من كتاب الحوار المتمدن عرفوا باهتمامهم بشؤون الفكر، بيد أنهم سرعان ما يرتدون – إن صح التعبير – عن منهج الفكر إلى منهج السياسة، إذا عرضت لهم قضية النقد الديني، التي هي واحدة من أبرز القضايا في المجتمعات الإسلامية المنغلقة، وأشدها حساسية.
ولأنّ عدد هؤلاء كثير، نتبلَّغ بشامل بن عبد العزيز، ووليد مهدي – مع حفظ الألقاب – ممثلين أو نائبين عن هذا العدد الوفير:
1- شامل عبد العزيز: فؤاد ذكي متبصِّر، وعقل منفتح على آفاقه، يأخذ بأطراف الفكر أخذ المجتهد المجرِّب، بيد أنه خذل في الآونة الأخيرة عن المنهج الفكري، لينتصر للمنهج السياسيّ في كتاباته؛ فجعل ينشر سخطاً على أساليب النقد الديني المتبعة من فئة من النقاد يرى أنهم غالوا في نقدهم للدين وأسرفوا، وخرجوا فيه عن القصد والاعتدال، فأساؤوا وأفسدوا حيث أرادوا أن يفيدوا وينفعوا. ولم يكتف بذلك بل راح يملي عليهم شروط النقد السليم كما هي في ملّته، ويعظهم باتباع طائفة من النقاد في أساليبهم التي يؤمن لها – لها فقط - بالصحة وحسن التبليغ، ذكر منهم: سامي لبيب، ونادر قريط، وسيمون خوري، وريمون نجيب، ومحمد البدري .
وقد أظهر هذا السخط في سلسلة من المقالات ولا سيما في مقالتيه الملتهبتين اللتين طغى عليهما الانفعال، واللتين بدا فيهما مضطرباً أشد الاضطراب، واللتين خاطب بهما كامل النجار – وإن لم يذكر اسمه صراحة – كامل النجار الذي يمثل إحدى أهم مدارس النقد الديني، ويكاد يلعب في الثقافة الإسلامية الدور الذي لعبه فويرباخ في الثقافة المسيحية: (هل إله القرآن فقط تاه في الجبال) و(كيف يكون النقد؟ هل هناك سبب واحد للتخلف؟) حتى ليخاله القارئ فيهما مسلماً تقياً أو ملحداً ارتد إلى الإيمان، وهو في كلتيهما لا يقدم للقارئ أجوبة مقنعة: فإنّ توه آلهة أخرى، ليس يوجب الكفُّ عن نقد إله القرآن، ووجود أسباب أخرى للتخلف لا يحول دون البحث عن جذور التخلف في الدين.
2- وليد مهدي: غزير الثقافة، حليم، يروز عقله الأشياء بنشاط وحكمة، ويصدر في أحكامه عن روية، وله لفظ مهذب يفصح عن نشأته الراقية. إلا أن موقفه من نقد الدين ومن أعلامه (وفاء سلطان، وكامل النجار)، سيزلق قدمه من حافة المنهج الفكري إلى قاع المنهج السياسي، فيتوخى فيه الحذر والاحتياط والمداهنة متجنباً غضب العوام، طامعاً في استمالتهم برفق وموادعة.
وعسى أن أجد متسعاً لدرس أفكاره بتفصيل، ولا سيما تلك التي نثرها في مقالته (البحث عن ملكوت الله) بجزئيها، إذ ظهر لي فيها غير قليل من الضعف والالتواء والغموض والتناقض، ومن ذلك – على سبيل المثال –: استعماله مفردة (الخليقة) في الدلالة على الوجود أو الكون، وهي مفردة دينية يحتقرها الماركسيون، وقوله في ابتدائها:
"الإلحاد لا يعدو أن يكون مجرد " نظرية " كذلك الإيمان بوجود إلهٍ واحدٍ أو عدة آلهة، هو الآخر مجرد " نظرية ". وليس من الحكمة او العقلانية الانحياز إلى واحدة من هذه النظريات أبداً".
وهو ابتداء خانه التوفيق؛ فإنّه لمن الشطط أو التجني أن يقال: إن الإلحاد لا حكمة فيه ولا تعقل، وأن يقال: إن الإيمان مثله لا حكمة فيه. وإنه لمن الجور تسفيهُ الانحياز إليهما، وإنه، فضلاً عن ذلك، لرأي غريب كل الغرابة: فإذا لم يكن من الحكمة أن ينحاز المرء إلى الإلحاد، ولا من الحكمة أن ينحاز إلى الإيمان، فأين تكون الحكمة إذن؟!
وفي قوله: ((رجال الدين دائما يحتجون بعالم بعد الموت , فلنقدم للناس عالماً آخر بعد الموت تبنيه العقلانية .. ولا يمكن ان تحيط به اية رسالة سماوية ..!!)) غموض بل تناقض تلبَّسه، أكبر الظن، من سوء تصرفه باللغة - لغته تشبه لغة المترجمين فيها كثير من الهلهلة – إذ كيف يمكن أن تبني العقلانية عالماً آخر بعد الموت؟! ولماذا يتوجب عليها أن تبنيه؟
وهل سيكون العالم الذي تبنيه خيراً من العالم الذي يحاول أن يبنيه كامل النجار وتلاميذه؟
باختصار: إن نقد الدين مسألة فكرية، والفكر حرّ منطلق لا حدود له ولا اتجاه. فإذا أرغم على أن يسلك في اتجاه واحد، أو أرغم أن يتوقى المحاذير، استُعبد وأحيل إلى مكر السياسة.
ولا خير في فكر مستعبد مسيَّس ماكر، ولا خير في فكر جُرِّد من فاعليته.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامي لبيب تحت المطرقة
- المنهج القسري في أطروحة فؤاد النمري (الرسالات السماوية)
- الإباحية في أدب النساء العربيات
- الحوار المتمدن يسهم في التحريض على المسيحيين في بلاد الشام
- ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان
- حملة الأريب على سامي بن لبيب
- رسالة الطعن في النساء
- الحقيقة بين التلجلج واللجاجة
- الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق
- شامل عبد العزيز بين أحضان المسيحية
- سامي لبيب والرصافي خلف قضبان الوعي
- ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل
- إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ
- بؤس الفلسفة الماركسية (6)
- بؤس الفلسفة الماركسية (5)
- بؤس الفلسفة الماركسية (4)
- بؤس الفلسفة الماركسية (3)
- بؤس الفلسفة الماركسية (2)
- بؤس الفلسفة الماركسية
- نقد نقد النظرية الماركسية


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم إيليا - ماركسيٌّ بل مسلم والحمد لله