أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - تفريقُ دينِ التوحيد














المزيد.....


تفريقُ دينِ التوحيد


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلمون هم القوة الرابعة في العالم الحديث من حيث العدد فقط!
المسيحيون توحدوا بعد الانفصال عن عالم القرون الوسطى، عبر الحداثة وعدم تسييس المسيحية بعد صراعات طويلة مضنية مدمرة، لكنهم استطاعوا بعد تلك الأهوال من قيادة البشرية المعاصرة، وتكوين أكبر قوة اقتصادية هائلة في العالم، وتحتها قوى الأديان الأخرى أقزام.
لحقهم البوذيون بدءا من اليابان ثم عبر جنوب شرق اسيا ثم الصين، وثمة عناصر في البوذية وفي دياناتٍ أخرى في هذه المنطقة الفريدة بتقاليدها، تتحسس من تدخلِ الديانات في الحكم والسياسة، وقدمت نموذج رجال الدين المنفصلين عن الضجيج السياسي الاجتماعي، ومتقاربين مع نفحات الروح، وقوى التأمل الغريبة والفلسفية والمنغمرة في ما وراء الطبيعة، يؤلفون الكتب والموسوعات، مكتفين بأطباق من الأرز يقدمها المؤمنون بالديانة العائشة في أعماق الغابات وقمم الجبال.
لم يحتج البوذيون إلى الكثير من الجهد في اللحاق بالمسيحيين المتخلين عن هيمنة الكنيسة وهؤلاء هم الذين غرقوا قرونا طويلة في النزاعات الدينية لينفصلوا عنها ويكرسوا أهم جهدهم للعلوم والصناعة.
البوذيون ليس ثمة هيمنة دينية تعوقهم فانطلقوا بسرعة، وشيدوا أسرع نهضة صناعية علمية في تاريخ البشرية، لأن زعماء الروح اعتبروا العملات الذهبية المبهرة والمعذبة للآخرين مجرد مادة خسيسة.
قدم البوذيون مواد مشعلة للصناعات وجعلوها جماهيرية، وبضائعها رخيصة، فمثلوا تحديات مخيفة للأمم المسيحية المتفوقة وفي عقر دورها! ولم ينبسوا بكلمة عن الدين والمذهب والتراث القديم.
ثم تبعهم الهندوس هؤلاء الذين لم تكن لهم نهضة من قبل وعبدوا الأرواح الغريبة وبعض الكائنات التي تضجُ بالثغاء والخوار وكرموا الكائنات الأرضية المتواضعة الوجود، وهم لا يؤمنون بسلم صاعد لهذه الكائنات، فلديهم مساواة عجيبة تجاه كائنات الحياة من النملة حتى الإنسان. واستطاعوا رغم كل عاداتهم في التزاوج الواسع، وعبادة المهراجات، وعزل المنبوذين، والجثوم في الفقر، أن يلحقوا بسرعة أشد من بقية الديانات في مقاربة الثورة الصناعية العلمية، متسامحين مع مناطق التخلف يسحبونها بهدوء إلى صناعة العقول الإلكترونية والأقمار الصناعية.
المسلمون هم القوة الاجتماعية الكبرى بعد تلك الديانات الناهضات.
المسلمون عرفوا أكبر ثورة حِرفية علمية في العصر الوسيط لكنهم لم يكملوها، والآن هم متخلفون أشد التخلف، ولهم قَدم في الحداثة وقَدم أخرى في القدم.
فما هو المصير القادم؟ هل يظلون في هذا التذبذب طوال العصور؟
يتساءل قراء وبسطاء عن هذا كله، لماذا نحن وسط هذا الكون العلمي حائرون؟ يقولُ أحدهم إننا حتى في الكتابة على القبور مختلفون! وعلى الإرث والتاريخِ الراحلين بعيدا متصارعون، وعلى الحدود نضع الأسلحة والأسلاك الشائكة والمخافر والعيون!
هذا الجلدُ المتحسسُ الملتهبُ لكلِ شعرة تراثية، ولأي اختلاف، متى يهدأ؟
متى يأخذُ العالمَ بشكل منفتح ويحترم الاختلافات ولا يحولها إلى أزقة متعادية؟ وها هو يبدأ بعد ثوراته العظيمة يسأل الأسئلةَ القديمة وما هو الحلال والحرام ويدخلُها في أزقةِ البرلمانات والخلايا الحزبية المتعطشة للمكائن والدخول العالية بعد أن صدأت المصانعُ وهربت الثروات؟
ها هو يرفعُ المكبرةَ الزجاجية الحارقة ينظرُ للجلود واختلافاتها والشعيرات الدينية لماذا هي ملونة؟ والنساء لماذا هن بهذا اللباس، بعد أن اختطف أصواتهن وأولادهن للصناديق والمتاريس والدماء؟
ها هو يسأل لماذا يمضي أهلُ السنة في زيارات إلى بلد الشيعة؟ ولماذا لا يعتنق أهلُ الذمة ديننا؟ وتظهر اللافتات الكبيرة للأحزاب المنتصرة طائفيا المتصارعة دينيا، لتجعل الإخوة يستعيدون عداواتهم ومخاوفهم، ويرحلون المزيد من رساميلهم، ويهربون أبناءهم إلى بلدان الغربة والحرية والتنمية الدائمة التي لا تقطعها شعرة من تراث ولا يزعجها ثغاء من قصة، ولا يوقف عجلاتها الكونية سوى عدم قدوم الدم والزيت والدولارات من بلاد المسلمين!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - تفريقُ دينِ التوحيد