أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة














المزيد.....


ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1059 - 2004 / 12 / 26 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى عام ألفين وأربعة بدأ العالم يشهد مرحلة جديدة من وجوده الإنسانى من خلال التقدم العلمى والتكنولوجى السريع الذى أنعكس بصورة إيجابية على البشر فى مجالات كثيرة ، إلا أن هناك صور سلبية لهذا التقدم وهى إفراز طبيعى لتقدم الأمم والشعوب ، تلك السلبيات التى تظهر بوضوح فى إختفاء القيم الإنسانية البناءة وأستبدالها بقيم أخرى هدامة تستلهم وجودها من قيم العصور الجاهلية التى كان ينعدم فيها القانون وكان يسودها قانون الغاب .
تميزت هذه السنة بأن أستحوذ على ساحتها العالمية شخصية عالمية هى شخصية الإرهابى العربى بكل جدارة ، بما قامت به من أعمال بطولية أذهلت الفكر البشرى ، وتستعد الكثير من المؤسسات العربية للأحتفال وتكريم هذه الشخصية العبقرية الملهمة فى السنة القادمة .
من المشاهد المألوفة والمحببة على قلوب وعقول المشاهدين العرب فى عام ألفين وأربعة كانت مشاهد الخطف والجثث والدماء تسيل منها والحرائق التى تدمر سيارة بها كفار أو منزل بسيط أو سيارة حربية أو أنبوب نفط ، وهى مشاهد بلا فخر أستحقت أن تختزنها العقول العربية فى ذاكرتها الحديدية وتاريخها التليد ليكون ميراثها للأجيال الصاعدة .
فى هذا العام لفتت العرب إليها الأنظار وهم يتحدثون عن ضرورة وأهمية العودة إلى الأصول والجذور والعالم يعمل على التقدم إلى المستقبل بعقل متفتح مستوعب لماضيه وحاضره ، بل وصل الأمر إلى حدوث إنفصام فى الشخصية العربية التى يتم تربيتها وتعليمها على أفكار وتاريخ يتم فبركته لإعلاء الشخصية العربية بأعتبارها نتاج خير أمم الأرض ، ثم يصطدم الفرد العربى بالواقع العصرى الذى يظهر له أن ذلك التاريخ العربى قام على سفك الدماء ونهب ثروات الشعوب الأخرى وأستعمارها وأستحمارها أيضاً ، ويكتشف أن العرب مع كل هذا يتأخرون ويتقهقرون إلى ماضيهم الدموى يتحسرون عليه ويعملون على أسترجاعه، أما بقية شعوب الأرض تتقدم وتواكب عصرها ومنجزاته ، لهذا أفرز هذا الإنفصام العربى فكر غيبى تدميرى للآخر ولكل من يتشبه بالآخر .
أمتلئت المنطقة العربية بأنظمة تفتقر إلى المصداقية وتراوغ شعوبها بشعارات الإصلاح والتطوير والتنمية ، ولا يهمها الأنعكاسات السلبية التى تنتج عن تلك المراوغات التى طالت سنوات عديدة ، بل أوهمت تلك الأنظمة شعوبها بأن هناك ضغوطاً أجنبية لتحقيق مطالب الإصلاح وأستغلوا الشعور الدينى لدى عامة الشعب لرفض تلك الإصلاحات والتغييرات بحجة أن لديهم خصوصيات تختلف عن شعوب العالم .
ساد أيضاً فى هذا العام وكالأعوام السابقة الفكر الأحادى الذى يرفض تعددية الثقافات ويخلق صراعات تستفيد منها الأنظمة الحاكمة لتظل سنوات طويلة فى الحكم ، الكل يتغير من حولها لكنها تبقى كما هى حتى لحظة الوفاة .
صنع الإرهاب الفكرى عالماً جديداً ظهر إلى الوجود بفضل الإعلام الرسمى ، وأكتشف الناس فجأة أن هناك أفكار عنصرية حاقدة أقتحمت عليهم حياتهم ومشاعرهم ووضعتهم أمام إعلام حديث يستخدم تكنولوجيا المعلومات ويروج للإرهاب بدون أن يفطن المشاهد العادى البسيط إلى ذلك ووقع فى فخ الإعلام الأيديولوجى الذى يقف وراءه مؤسسات وأنظمة بأكملها ، مما أوجد ظواهر مثل التواكل وفقدان الهوية والأغتراب فى الأوطان واللجوء إلى التطرف والعنف والأصولية الفكرية والرغبات التدميرية .
أنتهى العام وأقبل عام جديد ولم يتغير نهج السلطات العربية التى تراقب وتحجب وتحظر وتمنع وغير ذلك من حقوق شعوبها
أنتشرت المآسى العربية حتى أصبحت مآسى مقدسة بدءاً بقضية فلسطين المقدسة وأنتهاءاً بقضية العراق المقدسة وقضية دارفور المقدسة وقضايا حقوق الإنسان التى تنتهك يومياً وهى القضايا الوحيدة الغير مقدسة فى نظر الحكام العرب العباقرة !
لا داعى للدهشة والأستغراب ، لأن التربية والتعليم العربى هما قمة الإعجاز البشرى الذى أبدعه العرب فى تاريخهم الطويل ، والذى يحسدهم عليه الغرب ويحاولون بشتى الطرق القضاء عليه لأنهم فشلوا فى نقله إلى مدارسهم المتخلفة الكافرة ، التربية والتعليم الذى يتجاهل الجميع دعوات تجديده خوفاً من أن يأتى هذا التجديد بالتخلف على شعوبهم .
هناك أشياء كثيرة حفل بها عام ألفين وأربعة منها الأيجابية ومنها السلبية ، لكننى أريد أن أنسى كل ما هو وراء وأمتد إلى قدام إلى المستقبل بعيون جديدة تكتشف الخير الحقيقى المختبئ فى داخل نفوسنا وأن نترجم هذا الخير على أرض الواقع لخير المجتمعات التى نعيش فيها وأن نتغير عن شكلنا الحاضر بتغيير أذهاننا للأفضل .
أتمنى فى العام الجديد ألا يستهلك العرب أعصابهم فى الدعاء على الكافرين بخراب البيوت ، وأتمنى أن يقتنع العرب بأنهم بشر مثلهم وأن يتعلم العرب التعايش الحقيقى دون أستخدام الفصل والتمييز العنصرى للأديان وأتباعها ، أتمنى أن يبتعد العرب عن المشاعر اللامعقولة التى تفصله عن إنسانيته وتقلل من إنسانية الآخرين .
لنعمل بصدق على كسب أصدقاء جدد وليس كسب أعداء جدد ، وأن نرفض جميعاً أفكار الكراهية السامة التى تكدست فى الأجواء العربية ونعمل بجد على نقاء صدورنا ونفوسنا منها ، وأن يكون شعارنا للسنة القادمة " السلوك بالمحبة بين الناس " بأن نضع قول المسيح الخالد فى إنجيله المقدس " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لإجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السموات " .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى
- الصحافة الألكترونية فى عالم الحوار
- إلى متى يستمر الإحباط القبطى
- الملك عبد الله وإغلاق المنابر
- الجراد البشرى
- قتلوها ولكن شُبه لهم
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة


المزيد.....




- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة