أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية














المزيد.....

كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله يفضح التآمر الأزلي- الأبدي للكاهن والملأ في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة , فيقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } التوبة 34 .
والأحبار هنا إشارة إلى الصفوة من رجال الدين - أي دين- والرهبان إشارة إلى من يُظن بهم الصلاح والتقوى من المنقطعين لعبادة الله أو المغالين فيها فلا يرتاب فيهم المرتابون , وهم يستولون على أموال الناس بالباطل والخديعة والتدليس , ويصدون الناس عن سبيل الله في حين أنه من المفترض بحكم أنهم رجال الدين ! أن يكونوا في خدمة الدين , ولكنه الاستتار وراء الحق طلبا للباطل , والله يتوعد أمثال "رجال الدين" هؤلاء بالعذاب الأليم , وصدق الله وكذب من سواه .
والذين يكنزون الذهب والفضة هم الملأ من أرباب المال والإقطاع ممن يجمعون الأموال ولا ينفقونها في سبيل الله - وهو كل سبيل للخير- ويحبسونها عن أصحابها , وليس المقصود من لا يؤدي زكاة ماله فقط . ولاحظ استهلال الآية الكريمة بالقول :" إن كثيرا من الأحبار والرهبان ....." حتى لا يزعم مضلل أن المقصود بالتآمر قلة يمكن استثناؤها .
وفصْم عُرا التعاون وتبادل المصالح بين المؤسستين السياسية والدينية هو الخطوة الأساسية للصلاح والفلاح , فقد جر هذا التعاون النكِد أعظم النكبات التي حاقت بالإنسان منذ فجر التاريخ , وليس أقلها شن الحروب الدينية , كالحروب الصليبية وغيرها , وهي من أقسى الحروب الدينية في التاريخ وكانت من جراء تسييس الدين وقد استمرت زهاء القرنين وراح ضحيتها مئات الألوف من الضحايا .
ولأول مرة حدث الفصل بين المؤسستين العسكرية والدينية " منذ خمسة قرون عندما ظهرت صيغة الإدارة الجماعية القائمة على تبادل المصلحة ديموقراطيا , بين الأغنياء أصحاب رأس المال , وبين الفقراء أصحاب اليد العاملة , وهي صيغة قامت على استبعاد الجيش والمؤسسة الدينية من حلبة الصراع على السلطة , لأول مرة في تاريخ الدولة , لأنها وُلدت أصلا بعد هزيمة الجيوش المأجورة في إقطاعيات غرب أوروبا على أيدي شعوبها المسلحة وبعد سقوط سلطة الكنيسة على أيدي البروتستانت , إنها صيغة شرعية كسبها الأوروبيون الغربيون بعرق جبينهم مثل الرزق الحلال . أما في العالم القديم فقد بقي الأمر على حاله كما تركه فرعون , وظل جهاز الإدارة على طول المناطق الممتدة شرقا وجنوبا من وسط أوروبا إلى اليابان , في يد الائتلاف الأزلي بين الجيش وبين المؤسسة الدينية , ورغم أن الأوروبيين الغربيين ما لبثوا أن هاجموا هذه المناطق وشلوا قواتها المسلحة منذ مطلع عصر الاستعمار , فإن الجيوش لم تخسر مواقعها في جهاز الإدارة, ولم تتمكن شعوب العالم القديم من إيجاد صيغة عملية لإبعاد الجيوش والمؤسسات الدينية عن السلطة , سوى صيغة الحزب الواحد الذي ابتكره لينين , وهو ابتكار لم يحل المشكلة , ولكنه استبدلها بمشكلة أخرى " .
وقيل إن الإسلام دين ودولة , وليس الأمر مقصورا على الإسلام , فالأديان السماوية كلها كذلك . فما دام الدين يضبط حركة حياة الناس وينظمها يكون دينا في دولة . وإن قيل بأن الإسلام دين وأمة , نقول إن الأديان كلها كذلك فالأمم هي التي تدين بالأديان . والمرجح عندنا هو أن كل دين سماوي دين ودنيا : دين ينظم دنيا الناس وآخرتهم بحسب مراد الله وعدله. فالله الذي يقول عن القرآن في سورة الأنعام :{ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } 157, قال قبلها وفي نفس السورة في الآية 154: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } ".
فالكتابان - القرآن والتوراة المنزَّلة - سواء , فكلاهما من الله , وكلاهما هدى ورحمة وتفصيلا لكل شيء . فلماذا يظن فقهاء المسلمين أن الإسلام وحده دين ودولة دون اليهودية بما في ذلك من إغفال أو تغافل عن آيات الله ؟
والفرق بيِّن بين القول بأن الإسلام دين ودنيا وبين القول " بالإسلام السياسي " الذي يؤدي لا محالة إلى الدولة الثيوقراطية إذ يفتح الباب أمام رجال الدين ممن يرون حقهم في الحكم بصفتهم ممثلي الدين والنواب عن الله , وإذا حَكم رجالُ الدين استبدوا واستعلوا واستحوذوا على الدين وطرحوا قداسته عليهم . والإسلام - وهو دين ودنيا - يمارس فعالياته من خلال مؤسسات مدنية وليس عن طريق المشايخ , فنكون قد استبدلنا قداسة "الشيخ" بقداسة "السلطان" , ونكون قد استبدلنا استبداد العمائم باستبداد التيجان والقبعات العسكرية ( المقال له بقية)-نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأنتخب وثنيا يسجد لصنم
- بين شرعية الجيش وشرعية قريش
- هل القرآن يأمر بضرب النسوان؟
- البخور وبيادق الشطرنج – مجرد كلام فارغ
- كيف يكون التعليم وسيلة للتجهيل
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:مقال سبق نشره لكن يقتضيه ا ...
- الفيلسوف اليوناني أفلاطون يحدد مواصفات رئيس الجمهورية,فانتبه ...
- القابض على الماء تخونه فروج الأصابع
- لماذا يرى المستبد نفسه غير بعيد عن مقام العزة الإلهية
- مصرع القذافي وأمثاله في ضوء التراثين المسيحي والإسلامي
- النبي محمد(ص)ينصح المسلمين بأن يصنعوا مثل ما صنع المسيحيون
- ليست النائحة المستأجَرَة كالنائحة الثكلى
- ظنوا أن الدنيا تُقبل عليهم ولا تدبر
- ليتهم يتعظون
- السلطان والبقرة
- لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!
- اللهم يتّم نساءهم واجعلهم غنيمة لنا
- القسيس والقيصر
- شرب القهوة وارتداء (البرنيطة )حرام!
- المواطن في دولة الظلم مركوب ومحلوب


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية